بـدون أســم
18-Jul-2009, 07:56 AM
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعيم الأبرار وجحيم الفجار:
* ولا تظن أن قوله تعالى: { إِنَّ الأَبْرَار لَفِي نَعِيمٍ(13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}[سورة الانفطار\13\14].
مختص بيوم المعاد فقط, بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة, وهؤلاء في جحيم دورهم
الثلاثة, وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب, وسلامة الصدر ومعرفة الرب تبارك وتعالى ومحبته, والعمل على موافقته.؟ وهل العيش في الحقيقة إلا عيش القلب السليم.؟
أثني الله سبحانه وتعالى على خليله عليه السلام بسلامة قلبه فقال تعالي: { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ(83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَلِيمٍ(84).}[سورة الصافات].
وقال حاكياً عنه أنه قال: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89).}[سورة الشعراء].
والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة,
فسلم من كل آفة تبعده عن الله, وسلم من كل شبهة تعارض خبره, ومن كل شهوة تعارض أمره,
وسلم من كل إرادة تزاحم مراده, وسلم من كل قاطع يقطع عن الله,فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا, وفي جنة البرزخ, وفي جنة يوم المعاد.
سلامة القلب:
• ولا تتم له سلامته مطلقاً حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد,
وبدعة تخالف السنة, وشهوة تخالف الأمر, وغفلة تناقض الذكر,وهوًى يناقض التجريد والإخلاص, وهذه خمسة حجب عن الله, وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة, تتضمن
أفراداً لا تنحصر.
الصراط المستقيم:
• ولذلك اشتدت حاجة العبد, بل ضرورته, إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم, فليس العبد أحوج منه إلى هذه الدعوة, وليس شئ أنفع له منها.
فإن الصراط المستقيم يتضمن علوماً وإرادات وأعمالاً وتروكاً ظاهرة وبا طنة تجرى عليه كل وقت, فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد, وقد لا يعلمها ,وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه, وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه, وهو الصراط المستقيم وأن عجز عنه, وما يقدر عليه قد تريده نفسه وقد لا تريده, كسلاً وتهاوناً, أو لقيام مانع وغير ذلك,وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله, وما يفعله قد يقوم فيه بشرط الإخلاص وقد لا يقوم, وما يقوم فيه بشرط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم, وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد يصرف قلبه عنه,
وهذا كله واقع سار في الخلق, فمستقل ومستنكر.
وليس في طباع العبد الهداية إلى ذلك, بل متى وكل إلى طباعه حيل بينه وبين ذلك كله,وهذا
هو الإركاس الذي أركس الله به المنافقين بذنوبهم, فأعادهم
إلى طباعهم وما خلقت عليه نفوسهم من الجهل والظلم, والرب تبارك وتعالى على صراط مستقيم في قضائه وقدره,ونهيه وأمره, فيهدي من يشاء إلى صراط مستقيم بفضله ورحمته, وجعل الهداية حيث موجب صراطه المستقيم الذي هو عليه, فإذا كان يوم القيامة نصب لخلقه صراطاً
مستقيما يوصلهم إليه, فهو على صراط مستقيم.
• ونصب لعباده من أمره صراطاً مستقيماً دعاهم جميعاً إليه حجة منه وعدلاً,
وهدي من شاء منهم إلى سلوكه نعمة منه وفضلاً, ولم يخرج بهذا العدل وهذا الفضل عن صراطه المستقيم الذي هو عليه, فإذا كان يوم لقائه نصب لخلقه صراطاً مستقيماً يوصلهم
إلى جنته, ثم صرف عنه من صرف عنه في الدنيا, وأقام عليه من أقامة عليه في الدنيا نوراً ظاهراً يسعى الإيمان به حتى لقوه, وأطفأ نور المنافقين أحوج ما كانوا إليه, كما أطفأ
من قلوبهم في الدنيا.
وأقام أعمال العصاة بجنبتي الصراط كلاليب وحسكاً تخطفهم كما خطفتهم في الدنيا عن الاستقامة عليه, وجعل قوة سيرهم وسرعتهم عليه على قدر قوة سيرهم وسرعتهم في الدنيا,
ونصب للمؤمنين حوضاً يشربون منه بإزاء شربهم من شرعه في الدنيا, وحرم
من الشرب منه هناك من حرم من الشرب من شرعه ودينه ههنا.
• فانظر إلى الآخرة كأنها رأي عين,وتأمل حكمة الله سبحانه في الدارين,
تعلم حينئذ علماً يقيناً لا شك فيه:أن الدنيا مزرعة الآخرة وعنوانها وأنموذجها,
وأن منازل الناس فيها من السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في هذه الدار في الإيمان
والعمل الصالح وضدها,
وبالله التوفيق.
فمن أعظم عقوبات الذنوب الخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة.
كتبه\خالد نوار العتيبي[ من ما ورد عن الأمام ابن القيم الجوزية]
نعيم الأبرار وجحيم الفجار:
* ولا تظن أن قوله تعالى: { إِنَّ الأَبْرَار لَفِي نَعِيمٍ(13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}[سورة الانفطار\13\14].
مختص بيوم المعاد فقط, بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة, وهؤلاء في جحيم دورهم
الثلاثة, وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب, وسلامة الصدر ومعرفة الرب تبارك وتعالى ومحبته, والعمل على موافقته.؟ وهل العيش في الحقيقة إلا عيش القلب السليم.؟
أثني الله سبحانه وتعالى على خليله عليه السلام بسلامة قلبه فقال تعالي: { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ(83) إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْب سَلِيمٍ(84).}[سورة الصافات].
وقال حاكياً عنه أنه قال: {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89).}[سورة الشعراء].
والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة,
فسلم من كل آفة تبعده عن الله, وسلم من كل شبهة تعارض خبره, ومن كل شهوة تعارض أمره,
وسلم من كل إرادة تزاحم مراده, وسلم من كل قاطع يقطع عن الله,فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا, وفي جنة البرزخ, وفي جنة يوم المعاد.
سلامة القلب:
• ولا تتم له سلامته مطلقاً حتى يسلم من خمسة أشياء: من شرك يناقض التوحيد,
وبدعة تخالف السنة, وشهوة تخالف الأمر, وغفلة تناقض الذكر,وهوًى يناقض التجريد والإخلاص, وهذه خمسة حجب عن الله, وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة, تتضمن
أفراداً لا تنحصر.
الصراط المستقيم:
• ولذلك اشتدت حاجة العبد, بل ضرورته, إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم, فليس العبد أحوج منه إلى هذه الدعوة, وليس شئ أنفع له منها.
فإن الصراط المستقيم يتضمن علوماً وإرادات وأعمالاً وتروكاً ظاهرة وبا طنة تجرى عليه كل وقت, فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد, وقد لا يعلمها ,وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه, وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه, وهو الصراط المستقيم وأن عجز عنه, وما يقدر عليه قد تريده نفسه وقد لا تريده, كسلاً وتهاوناً, أو لقيام مانع وغير ذلك,وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله, وما يفعله قد يقوم فيه بشرط الإخلاص وقد لا يقوم, وما يقوم فيه بشرط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم, وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد يصرف قلبه عنه,
وهذا كله واقع سار في الخلق, فمستقل ومستنكر.
وليس في طباع العبد الهداية إلى ذلك, بل متى وكل إلى طباعه حيل بينه وبين ذلك كله,وهذا
هو الإركاس الذي أركس الله به المنافقين بذنوبهم, فأعادهم
إلى طباعهم وما خلقت عليه نفوسهم من الجهل والظلم, والرب تبارك وتعالى على صراط مستقيم في قضائه وقدره,ونهيه وأمره, فيهدي من يشاء إلى صراط مستقيم بفضله ورحمته, وجعل الهداية حيث موجب صراطه المستقيم الذي هو عليه, فإذا كان يوم القيامة نصب لخلقه صراطاً
مستقيما يوصلهم إليه, فهو على صراط مستقيم.
• ونصب لعباده من أمره صراطاً مستقيماً دعاهم جميعاً إليه حجة منه وعدلاً,
وهدي من شاء منهم إلى سلوكه نعمة منه وفضلاً, ولم يخرج بهذا العدل وهذا الفضل عن صراطه المستقيم الذي هو عليه, فإذا كان يوم لقائه نصب لخلقه صراطاً مستقيماً يوصلهم
إلى جنته, ثم صرف عنه من صرف عنه في الدنيا, وأقام عليه من أقامة عليه في الدنيا نوراً ظاهراً يسعى الإيمان به حتى لقوه, وأطفأ نور المنافقين أحوج ما كانوا إليه, كما أطفأ
من قلوبهم في الدنيا.
وأقام أعمال العصاة بجنبتي الصراط كلاليب وحسكاً تخطفهم كما خطفتهم في الدنيا عن الاستقامة عليه, وجعل قوة سيرهم وسرعتهم عليه على قدر قوة سيرهم وسرعتهم في الدنيا,
ونصب للمؤمنين حوضاً يشربون منه بإزاء شربهم من شرعه في الدنيا, وحرم
من الشرب منه هناك من حرم من الشرب من شرعه ودينه ههنا.
• فانظر إلى الآخرة كأنها رأي عين,وتأمل حكمة الله سبحانه في الدارين,
تعلم حينئذ علماً يقيناً لا شك فيه:أن الدنيا مزرعة الآخرة وعنوانها وأنموذجها,
وأن منازل الناس فيها من السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في هذه الدار في الإيمان
والعمل الصالح وضدها,
وبالله التوفيق.
فمن أعظم عقوبات الذنوب الخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة.
كتبه\خالد نوار العتيبي[ من ما ورد عن الأمام ابن القيم الجوزية]