ابو سعد الدلبحي
23-Jun-2009, 05:43 PM
بداح العنقري من أسرة تميمية كريمة من بنى سعد ومركز امارتهم ثرمداء كثير ما يقطن البادية وقت الربيع وله ولع بالصيد .. وكثيراً ما يتقفر الأرض على جواده ، ولقى يوماً فتاة من عرب يقطنون حوله ، فبادلها
عبارات عفة وحكايات لطيفة وهي كذلك ، وكان هذا الفارس حسن الهندام ، جميل المظهر ، فاره الشباب ... وكان العربيات لا يؤخذن بشيء مثلما يؤخذن بالفروسية والشجاعة فهن تستهويهن وتأخذ بألبابهن ،
فقالت الفتاة لبداح : إن الحضري زين تصفيح : أي حسن المظهر والعرض ، أما الشجاعة فهي للبدوي .. فضحك منها وأخذها في نفسه ، ولم تمض أيام حتى أغير على عرب هذه الفتاة من قبل ( الفضول )
وكانوا آنذاك يحتلون قلب نجد ، فأخذوا إبل فريق الفتاة ، وأباحوا مضاربها .. فنهضوا للدفاع ، ولكن غلبتهم الكثرة ، وظلوا معهم في مساجلة حربية حتى سمع جارهم الفارس بداح العنقري لجة الحرب ، فامتطى جواده وجاء مسرعا فازعا لجيرانه ، فضرب الخيل عرضا وأوسعها طعنا وضربا حتى أستردوا أموالهم ، وغنموا ما غنموا من المغيرين ، و كنت الفتاة تشاهد بداح وهو يكر ويفر ، ويقبل ويدبر ، ويجتال الخيل أمامه .. ولما وضعت
الحرب أوزارها عاد بداح العنقري إلى مضاربه وهو ينشد :
الله لحد يا ما غزينا وجينا = وياما ركبنا حاميات المشاويح
وياما على كيرانهن اعتلينا = وياما ركبناها عصير مراويح
وياما تعاطت بالهنادي يدينا = وياما تقاسمنا حلال المصاليح
وراك تزهد ياريش العين فينا = تقول خيال الحضر زين تصفيح
ترا الضفر مهوب للظاعنينا = قسم وهو بين الوجيه المفاليح
البدو واللى بالقرى نازلينا = كل عطاه الله من هبة الريح
يوم الفضول بحلتك شارعينا = والشلف ينحونك سواة الزنانيح
يوم انجمر رمحي خذيت السنينا = وادعيت عنك الخيل صم مدابيح
يا عود ريحان بعرض البطينا = وامنين ماهب الهوى فاح له ريح
وانهودها اللى ما لهجها الجنينا = حمر ثمرهن تجرح الثوب تجريح
لاخوخ لا رمان لاهوب تينا = لا مشمش البصرة ولا بالتفافيح
إلى آخر ما جاء في قصيدته من فخر يصدقه الواقع ، وغزل يذوب رقة وسلاسة وعذوبة .
عبارات عفة وحكايات لطيفة وهي كذلك ، وكان هذا الفارس حسن الهندام ، جميل المظهر ، فاره الشباب ... وكان العربيات لا يؤخذن بشيء مثلما يؤخذن بالفروسية والشجاعة فهن تستهويهن وتأخذ بألبابهن ،
فقالت الفتاة لبداح : إن الحضري زين تصفيح : أي حسن المظهر والعرض ، أما الشجاعة فهي للبدوي .. فضحك منها وأخذها في نفسه ، ولم تمض أيام حتى أغير على عرب هذه الفتاة من قبل ( الفضول )
وكانوا آنذاك يحتلون قلب نجد ، فأخذوا إبل فريق الفتاة ، وأباحوا مضاربها .. فنهضوا للدفاع ، ولكن غلبتهم الكثرة ، وظلوا معهم في مساجلة حربية حتى سمع جارهم الفارس بداح العنقري لجة الحرب ، فامتطى جواده وجاء مسرعا فازعا لجيرانه ، فضرب الخيل عرضا وأوسعها طعنا وضربا حتى أستردوا أموالهم ، وغنموا ما غنموا من المغيرين ، و كنت الفتاة تشاهد بداح وهو يكر ويفر ، ويقبل ويدبر ، ويجتال الخيل أمامه .. ولما وضعت
الحرب أوزارها عاد بداح العنقري إلى مضاربه وهو ينشد :
الله لحد يا ما غزينا وجينا = وياما ركبنا حاميات المشاويح
وياما على كيرانهن اعتلينا = وياما ركبناها عصير مراويح
وياما تعاطت بالهنادي يدينا = وياما تقاسمنا حلال المصاليح
وراك تزهد ياريش العين فينا = تقول خيال الحضر زين تصفيح
ترا الضفر مهوب للظاعنينا = قسم وهو بين الوجيه المفاليح
البدو واللى بالقرى نازلينا = كل عطاه الله من هبة الريح
يوم الفضول بحلتك شارعينا = والشلف ينحونك سواة الزنانيح
يوم انجمر رمحي خذيت السنينا = وادعيت عنك الخيل صم مدابيح
يا عود ريحان بعرض البطينا = وامنين ماهب الهوى فاح له ريح
وانهودها اللى ما لهجها الجنينا = حمر ثمرهن تجرح الثوب تجريح
لاخوخ لا رمان لاهوب تينا = لا مشمش البصرة ولا بالتفافيح
إلى آخر ما جاء في قصيدته من فخر يصدقه الواقع ، وغزل يذوب رقة وسلاسة وعذوبة .