تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القصائد التي دارت بين امير المؤمنين وعمرو بن العاص وأبن هاشم


ابن مشيب
04-Jun-2004, 02:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


لما استعمل معاوية زياداً على العراق كتب إليه: أما بعد فانظر عبدالله بن هاشم بن عتبة، فشد يده إلى عنقه، ثم ابعث به إليّ.
فحمله زيادٌ من البصرة مقيداً مغلولاً إلى دمشق، فأُدخل على معاوية، وعنده عمرو بن العاص، فقال معاوية لعمرو: هل تعرف هذا؟ قال: لا! قال: هذا الذي يقول أبوه يوم صفين:


إني شريت النفس لما اعتلا=وأكثر اللوم وما أقلا
أعور يبغى أهله محلاً=قد عالج الحياة حتى ملا
لابد أن يفل أو يُقلا=يتلهم بذي الكعوب تلا
لا خير عندي في كريم ولا=.....................




فقال عمرو متمثلاً:

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى=وتبقى حزازات النفوس كما هيا



دونك يا أمير المؤمنين! الضب الضب! فاشخب أوداجه على أسباجه، فلا ترده إلى العراق، فإنه لا يصبر على النفاق، وهم أهل غدر وشقاق، وإن له هوى سيوديه، ورأياً سيطغيه، وبطانة ستقويه، وجزاء سيئة سيئة مثلها!
فقال عبدالله: يا عمرو، إن أُقتل فرجلٌ أسلمه قومه وأدركه يومه، أفلا كان هذا منك إذ تحيد عن القتال، ونحن ندعوك إلى النزال! فقال عمرو: أما والله لقد وقعت، ولا أحسبك منفلتاً من مخاليب أمير المؤمين!
فقال عبدالله: أما والله يا ابن العاص إنك لبطرٌ في الرخاء، جبانٌ عند اللقاء، غشومٌ إذا وليت، هيابٌ إذا لقيت، أفلا كان هذا منك إذ غمرك أقوام لم يعنفوا صغاراً، ولم يمزقوا كباراً، لهم أيد شداد، وألسنةٌ حداد.
فقال عمرو: أما والله لقد رأيت أباك يومئذ تخفق أحشاؤه، وتبق أمعاؤه!.
فقال عبدالله: يا عمرو، إنا قد بلوناك ومقالتك، فوجدنا لسانك كذوباً غادراً، خلوت بأقوام لا يعرفونك، وجند لا يسأمونك، ولو رمت المنطق في غير أهل الشام لجحظ إليه عقلك، ولتلجلج لسانك، ولاضطرب فخذاك اضطراب القعود الذي أثقله حمله!
فقال معاوية: إيهاً عنكما، وأمر بإطلاق عبدالله، فقال عمرو لمعاوية:


أمرتك أمراً حازماً فعصيتني=وكان من التوفيق قتل ابن هاشم
أليس أبوه، يا معاوية، الذي=أعان عليا يوم حز الغلاصم
فلم ينثني حتى جرت من دمائنا=بصفين أمثال البحور الخضارم
وهذا ابنه، والمرء يشبه سنخه=ويوشك أن يقرع به سن نادم





فقال عبدالله يجيبه:

معاوي إن المرء عمراً أبت له=ضغينة صدر غشها غير نائم
يرى لك قتلي يا بن هند، وإنما=يرى ما يرى عمروٌ ملوك الأعاجم
على أنهم لا يقتلون أسيرهم=إذا منعت منه عهود المسالم
وقد كان منا يوم صفين نعرةٌ=عليك جناها هاشمٌ وابن هاشم
قضى ما انقضى منها وليس الذي مضى=ولا ما جرى إلا كأضغاث حالم
فإن تعف عني تعف عن ذي قرابة=وإن تر قتلي تستحل محارمي






فقال معاوية:

أرى العفو عن عُليا قريش وسيلة=إلى الله في اليوم العصيب القماطر
ولست أرى قتل العداة ابن هاشم=بإدراك ثأري في لؤي وعامر
بل العفو عنه بعدما بان جُرمه=وزلت به إحدى الجدود العواثر
فكان أبوه يوم صفين جمرة=علينا فأردته رماح نهابر









جريدة الرياض_ العدد 13132

الصقري
30-Jun-2004, 11:07 AM
المشرف القدير والكاتب الكبير أبن مشيب سلمت على ماكتبت من قصائد شهيره دارت بين أمير المؤمنين وعمر إبن العاص وإبن هاشم والتي تحمل معاني بليغه ومفردات بديعه .....

بيض الله وجهك وماقصرت

أخوك

الصقري

ابن مشيب
02-Jul-2004, 04:23 PM
اخي الكريم ابن الكرام/ الصقري

ومن قال سالم وغانم , ولاهنت على هذا المرور والتعليق الرائع , وشرفت مشاركتي بمرورك عليها........


تحياتي.......

ابو وعيل
07-Jul-2004, 02:59 AM
الاخ العزيز ابن مشيب

الف شكر لك على ماقدمت لنا

وبيض الله وجهك .


تحياتي

ابن مشيب
27-Jul-2004, 01:13 AM
اخي العزيز/ ابو وعيل

الله يعافيك , ووجهك ابيض , واسعدني مرورك وردك الكريم.....



تحياتي.......

الهضيباني
08-Aug-2007, 01:43 AM
لا هنت على القصه والقصيد وتقبل مروري