ابوعبدالله الغنامي
24-May-2009, 04:27 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد المبعوث رحمة للعالمين وبعد
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ».
قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ.
سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا».
رواه البخاري
قال بعض السلف: الآخرة إمّا عفو الله أو النار، والدنيا إما عصمة الله أو الهلكة.
فأما قوله تعالى:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
وقوله: {كُلوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)
فهو على قولين:
أحدها: أن دخول الجنة برحمته، ولكن انقسام المنازل بحسب الأعمال
والثاني: أن العمل وإن كان سببا لدخول الجنة، فإنما هو من فضل الله ورحمته. لأنه هو المتفضل بالسبب والمسبَّب المرتَّب عليه
وعند تحقيق النظر فالجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين؛ ولهذا يقول أهل الجنة عند دخولها: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ]
فلما اعترفوا لله بنعمته عليهم بالجنة وبأسبابها من الهداية، وحمدوا الله على ذلك كله جُوزُوا بأن نُودُوا: {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
وفي صحيح الحاكم عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً عن جبريل عليه السلام: إن عابداً عبد الله – عز وجل – على رأس جبل في البحر خمسمائة سنة ثم سأل ربه أن يقبضه ساجداً.
قال جبريل: فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا، ونجد في العلم أنه يُبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول الرب عز وجل: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي.
فيقول العبد: بعملي يا رب، يفعل ذلك ثلاث مرات.
ثم يقول الله تعالى للملائكة: قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله، فيجدون نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سن وبقيت نعم الجسد له.
فيقول: أدخلوا عبدي النار.
فيُجر إلى النار فينادي: برحمتك يا رب أدخلني الجنة، فيدخله الجنة.
قال جبريل: إنما الأشياء برحمة الله يا محمد.
فمن حقق معرفة هذه الأمور، عَرَفَ أن العمل وإن عظم فإنه لا يستقل بنجاة العبد، ولا يستحق به على الله دخول الجنة، ولا النجاة من النار.
وحينئذ فيفلس العبد من عمله وييأس من الاتكال عليه ومن النظر إليه وإن كثر العمل وحسن
فكيف بمن ليس له كثير عمل، وليس له عمل حسن؟
فإن هذا ينبغي أن يشغله الفكر في التقصير في عمله، ويشتغل بالتوبة من تقصيره والاستغفار منه.
فإذا تقرر هذا الأصل الشريف العظيم، فيتعين على العبد المؤمن الطالب للنجاة أن يطلب ذلك بالأسباب الموصلة إلى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ومحبته.
إذ الله سبحانه وتعالى قد جعل للوصول إلى ذلك أسباباً من الأعمال التي جعلها موصلة إليها، وليس ذلك موجوداً إلا فيما شرعه الله لعباده على لسان رسوله.
قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
وقال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}
فالواجب على العبد البحث عن خصال التقوى وخصال الإحسان التي شرعها الله في كتابه.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام
منقول
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لَنْ يُنَجِّيَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ».
قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: «وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةٍ.
سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاغْدُوا وَرُوحُوا وَشَيْءٌ مِنْ الدُّلْجَةِ وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا».
رواه البخاري
قال بعض السلف: الآخرة إمّا عفو الله أو النار، والدنيا إما عصمة الله أو الهلكة.
فأما قوله تعالى:{وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
وقوله: {كُلوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)
فهو على قولين:
أحدها: أن دخول الجنة برحمته، ولكن انقسام المنازل بحسب الأعمال
والثاني: أن العمل وإن كان سببا لدخول الجنة، فإنما هو من فضل الله ورحمته. لأنه هو المتفضل بالسبب والمسبَّب المرتَّب عليه
وعند تحقيق النظر فالجنة والعمل كلاهما من فضل الله ورحمته على عباده المؤمنين؛ ولهذا يقول أهل الجنة عند دخولها: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ]
فلما اعترفوا لله بنعمته عليهم بالجنة وبأسبابها من الهداية، وحمدوا الله على ذلك كله جُوزُوا بأن نُودُوا: {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
وفي صحيح الحاكم عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً عن جبريل عليه السلام: إن عابداً عبد الله – عز وجل – على رأس جبل في البحر خمسمائة سنة ثم سأل ربه أن يقبضه ساجداً.
قال جبريل: فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا، ونجد في العلم أنه يُبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول الرب عز وجل: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي.
فيقول العبد: بعملي يا رب، يفعل ذلك ثلاث مرات.
ثم يقول الله تعالى للملائكة: قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله، فيجدون نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سن وبقيت نعم الجسد له.
فيقول: أدخلوا عبدي النار.
فيُجر إلى النار فينادي: برحمتك يا رب أدخلني الجنة، فيدخله الجنة.
قال جبريل: إنما الأشياء برحمة الله يا محمد.
فمن حقق معرفة هذه الأمور، عَرَفَ أن العمل وإن عظم فإنه لا يستقل بنجاة العبد، ولا يستحق به على الله دخول الجنة، ولا النجاة من النار.
وحينئذ فيفلس العبد من عمله وييأس من الاتكال عليه ومن النظر إليه وإن كثر العمل وحسن
فكيف بمن ليس له كثير عمل، وليس له عمل حسن؟
فإن هذا ينبغي أن يشغله الفكر في التقصير في عمله، ويشتغل بالتوبة من تقصيره والاستغفار منه.
فإذا تقرر هذا الأصل الشريف العظيم، فيتعين على العبد المؤمن الطالب للنجاة أن يطلب ذلك بالأسباب الموصلة إلى رحمة الله وعفوه ومغفرته ورضاه ومحبته.
إذ الله سبحانه وتعالى قد جعل للوصول إلى ذلك أسباباً من الأعمال التي جعلها موصلة إليها، وليس ذلك موجوداً إلا فيما شرعه الله لعباده على لسان رسوله.
قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
وقال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}
فالواجب على العبد البحث عن خصال التقوى وخصال الإحسان التي شرعها الله في كتابه.
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام
منقول