الابرق
18-May-2004, 06:48 AM
جاء اغتيال عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق مفاجأة مرعبة للرئيس الامريكي جورج بوش وحليفه الاوثق توني بلير، خاصة ان الرجلين يواجهان ظروفا داخلية صعبة، قد تطيح بهما في غضون ستة اشهر علي ابعد تقدير.
فالغضب داخل حزب العمال الذي يتزعمه بلير يتصاعد، وبات اكثر من ستين في المئة من البريطانيين يؤكدون عدم ثقتهم برئيس وزرائهم، بينما بدأت مؤسسة الحزب تضغط من اجل استقالته قبل الانتخابات البرلمانية في ايار (مايو) المقبل.
رئيس الوزراء البريطاني مهدد بفقدان وظيفته لانه اقترب اكثر من اللازم من الرئيس بوش، وتبني بالكامل سياساته في شن حرب علي العراق ومساندة ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي الدموي، الامر الذي عرّض بريطانيا ومصالحها في الشرق الاوسط، وامنها الداخلي للخطر دون الحصول علي اي مقابل ملموس لتبرير هذا الالتصاق المبالغ فيه مع ادارة امريكية دموية مكروهة في العالم بأسره.
اما بوش فشعبيته في انحدار في استطلاعات الرأي، ومنافسه الديمقراطي كيري يتقدم عليه بخمس نقاط علي الاقل، مرشحة للزيادة مع استمرار تدهور الاوضاع الامنية والسياسية في العراق.
وتأتي عملية اغتيال رئيس مجلس الحكم، وبهذه الطريقة البشعة، لتؤكد من جديد فشل الحرب الامريكية في العراق، واستفحال الفوضي الامنية، وخروج الاوضاع عن نطاق السيطرة.
فالسيد عز الدين سليم من المفترض ان يكون أكثر شخص يتمتع بالحماية والامن الشخصي في العراق كله، لانه يمثل قمة هرم السياسة الامريكية في العراق، والغطاء العراقي غير الشرعي للاحتلال. وكون رجال المقاومة نجحوا في الوصول اليه، وامام بوابة المنطقة الخضراء حيث القيادة الامريكية، فان هذا يعني ان القوات الامريكية غير قادرة علي حماية نفسها، ناهيك عن حماية اتباعها في مجلس الحكم او غيره.
ولا نفهم كيف ستسلم الولايات المتحدة السلطة للعراقيين بعد اربعين يوما من الآن، وهي غير قادرة علي حماية مقر قيادة قواتها، ورأس مجلس الحكم العراقي المؤقت؟
فانتقال السلطة يتطلب الاستقرار والامن، وقدرة السلطة الجديدة علي حماية نفسها، وكسب مساندة العراقيين وثقتهم، وتقديم الضمانات بتلبية مطالبهم في الامن والخدمات العامة والوظائف، ولا يبدو ان هذه المطالب مجتمعة او منفردة متوفرة حتي الان.
البريطانيون يتحدثون حاليا، وبصوت عال عن ضرورة وضع استراتيجية هروب من العراق، تمكن قواتهم من الانسحاب باقل قدر ممكن من الخسائر. والامريكيون يلمحون الي الشيء نفسه، ولكن بطرق ملتوية، فبول بريمر الحاكم المدني الامريكي في العراق فاجأ العالم بأسره عندما ادلي بتصريحات، قال فيها ان القوات الامريكية ستنسحب من العراق بعد تسليم السلطة اذا توصلت الي قناعة ان وجودها غير مرحب به من اهل البلاد.
الامريكيون والبريطانيون يمكن ان يجدوا الذرائع والحجج للهروب من العراق، وهم يعكفون حاليا علي صياغتها، ولكن السؤال هو عن اولئك الذين وصلوا الي العراق علي ظهور دباباتهم، وتولوا المناصب العليا، ووعدوا العراقيين بالديمقراطية والرخاء والاستقرار، تري كيف سيكون مصيرهم وهل سيرحلون مع القوات الامريكية ام قبلها، خاصة ان معظم هؤلاء ما زال يحافظ علي وجود عائلاته وابنائه خارج العراق؟
فالغضب داخل حزب العمال الذي يتزعمه بلير يتصاعد، وبات اكثر من ستين في المئة من البريطانيين يؤكدون عدم ثقتهم برئيس وزرائهم، بينما بدأت مؤسسة الحزب تضغط من اجل استقالته قبل الانتخابات البرلمانية في ايار (مايو) المقبل.
رئيس الوزراء البريطاني مهدد بفقدان وظيفته لانه اقترب اكثر من اللازم من الرئيس بوش، وتبني بالكامل سياساته في شن حرب علي العراق ومساندة ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي الدموي، الامر الذي عرّض بريطانيا ومصالحها في الشرق الاوسط، وامنها الداخلي للخطر دون الحصول علي اي مقابل ملموس لتبرير هذا الالتصاق المبالغ فيه مع ادارة امريكية دموية مكروهة في العالم بأسره.
اما بوش فشعبيته في انحدار في استطلاعات الرأي، ومنافسه الديمقراطي كيري يتقدم عليه بخمس نقاط علي الاقل، مرشحة للزيادة مع استمرار تدهور الاوضاع الامنية والسياسية في العراق.
وتأتي عملية اغتيال رئيس مجلس الحكم، وبهذه الطريقة البشعة، لتؤكد من جديد فشل الحرب الامريكية في العراق، واستفحال الفوضي الامنية، وخروج الاوضاع عن نطاق السيطرة.
فالسيد عز الدين سليم من المفترض ان يكون أكثر شخص يتمتع بالحماية والامن الشخصي في العراق كله، لانه يمثل قمة هرم السياسة الامريكية في العراق، والغطاء العراقي غير الشرعي للاحتلال. وكون رجال المقاومة نجحوا في الوصول اليه، وامام بوابة المنطقة الخضراء حيث القيادة الامريكية، فان هذا يعني ان القوات الامريكية غير قادرة علي حماية نفسها، ناهيك عن حماية اتباعها في مجلس الحكم او غيره.
ولا نفهم كيف ستسلم الولايات المتحدة السلطة للعراقيين بعد اربعين يوما من الآن، وهي غير قادرة علي حماية مقر قيادة قواتها، ورأس مجلس الحكم العراقي المؤقت؟
فانتقال السلطة يتطلب الاستقرار والامن، وقدرة السلطة الجديدة علي حماية نفسها، وكسب مساندة العراقيين وثقتهم، وتقديم الضمانات بتلبية مطالبهم في الامن والخدمات العامة والوظائف، ولا يبدو ان هذه المطالب مجتمعة او منفردة متوفرة حتي الان.
البريطانيون يتحدثون حاليا، وبصوت عال عن ضرورة وضع استراتيجية هروب من العراق، تمكن قواتهم من الانسحاب باقل قدر ممكن من الخسائر. والامريكيون يلمحون الي الشيء نفسه، ولكن بطرق ملتوية، فبول بريمر الحاكم المدني الامريكي في العراق فاجأ العالم بأسره عندما ادلي بتصريحات، قال فيها ان القوات الامريكية ستنسحب من العراق بعد تسليم السلطة اذا توصلت الي قناعة ان وجودها غير مرحب به من اهل البلاد.
الامريكيون والبريطانيون يمكن ان يجدوا الذرائع والحجج للهروب من العراق، وهم يعكفون حاليا علي صياغتها، ولكن السؤال هو عن اولئك الذين وصلوا الي العراق علي ظهور دباباتهم، وتولوا المناصب العليا، ووعدوا العراقيين بالديمقراطية والرخاء والاستقرار، تري كيف سيكون مصيرهم وهل سيرحلون مع القوات الامريكية ام قبلها، خاصة ان معظم هؤلاء ما زال يحافظ علي وجود عائلاته وابنائه خارج العراق؟