راع الاخبار
08-May-2004, 09:35 PM
المفتي: اتهام حلق تحفيظ القرآن بتفريخ الإرهابيين دعاية مضللة ومقولة كاذبة
عبدالعزيز آل الشيخhttp://www.alwatan.com.sa/daily/king%20&%20princes%20140/al-shekh.jpg
الرياض: الوطن
التقى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ اليوم بالمشاركين في المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين, وذلك ضمن البرنامج الثقافي الخاص للمسابقة الذي أعدته الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام في الوزارة, المتضمن عقد لقاءات مع المشاركين في المسابقة من جانب لفيف من أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء.
وقد وجه سماحة المفتي بهذه المناسبة كلمة جاء فيها:
أيها الإخوة المشتركون في مسابقة جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز, أيها الأخوات, أيها المتسابقون والمتسابقات جميعاً, أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وأسأل الله للجميع دوام التوفيق والهداية, والعون على كل خير, وأن يجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, أولئك الذي هداهم الله وألئك هم أولو الألباب.
أيها الإخوة والأخوات, من المعلوم أن كتاب الله - جل وعلا - معجزة نبيه صلى الله عليه وسلم, هذا القرآن الكريم, والذكر الحكيم, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد, هو القرآن الذي كفل الله بحفظه, فلم تستطع أيدي العابثين أن تتطرق إليه زيادة أو نقصاناً, أو تحريفاً أو تبديلاً: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون), هذا القرآن هو شرف هذه الأمة, وعزها, ومجدها: (فقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون), (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) هذا كتاب الله, آخر كتب الله, وأقربها إلى الله عهداً, فإنه آخر الكتب، فقد أنزل الله كتباً على أنبيائه قص الله علينا منها ما قص, وخفى علينا ما خفى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله), فالكتب متعددة, كما أن الرسل متعددون.
وقد بين الله لنا صحف إبراهيم وموسى, والتوراة التي أنزلها على موسى, والزبور الذي أنزله على داوود - عليه السلام - والإنجيل الذي أنزله على عيسى ـ عليه السلام ـ, ثم جمع الله معاني كل هذه الكتب في كتابه العزيز, هذا القرآن العظيم: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه).
هذا القرآن العزيز معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم, إذ معجزات الأنبياء قبله انقرضت بموتهم, وأما معجزة محمد صلى الله عليه وسلم, فهي الآية الباقية إلى أن يكتب الله ويقدر رفع القرآن من صدور الرجال, ومن المصاحف, يقول صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا آتاه من الآيات ما على مثله آمن البشر وإن الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً", هذا القرآن العزيز لو أنزل على الجبال الشامخة لتصدعت: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
هذا القرآن العزيز ما يزال غضاً طرياً منذ أُنزل إلى أن يُرفع, فهو لا يقلق بكثرة التلاوة, عصمة لمن تسمك به, ونجاة من الفتن, وتخليصاً من البلاء, وفيه سعادة الدنيا والآخرة, من اتبعه وحكمه وتحاكم إليه ورضيه حكماً عاش في غاية من الهناء, وراحة بال: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) فنفى الله عمن اتبع الوحي وحكمه الشقاء والضلال, فليس بضالٍ إذ هو مهتد, وليس بشقيٍ إذ هو سعيد, فالهداية والسعادة, وهناء العيش, وطيب النفس, وانشراح الصدر, وطمأنينة القلب, إنما هو في هذا القرآن الكريم, بتلاوته, والعمل به, والتمسك به, فمن آمن بالقرآن, وعمل بالقرآن, فإنه في سعادة دائمة, إذ هو هداية من الضلال, وتبصير من العمى: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإنه له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى), هو في ضنك من المعيشة, وإن لمنها ما نال, وإن بلغ منها الغاية, لكن الشقاء ملازم لقلبه وروحه, لأن من لم يؤمن بالقرآن فحياته مبتورة, إذ هو لغير هدف يسعى, فلا يسعى لهدف ولا لغاية, أما المؤمن بالقرآن, فالقرآن هداه لكل خير, عرفه بربه, وعرفه بنبيه, وعرفه بدين الإسلام, وهداه إلى الخير, وقاده لكل خير.
أيها الإخوة: "إن هذا القرآن دليل على الهدى, وسبيل لكل خير: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم), يعالج أمراض القلوب, وأمراض الأبدان: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين), أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، أيها الإخوة, وإذ أنتم تحضرون هذه المسابقة, التي هي تنافس في الخير, وتسابق إلى الخير, كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار", هذا الذي يغبط في عمله, لأن عمله عمل عظيم, أيها الإخوة, وإذ كنتم في هذه المسابقة تتنافسون في هذا الجانب, فخير ما تتنافسون فيه كتاب الله, (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
أيها الإخوة, لا يفت في عضدكم, ولا يضعف عزائمكم دعايات مضللة, وألسنة كاذبة, وأقلام جائرة تنعق بما لا تدري, وتقول ما لا تعلم, هؤلاء القائلون إن حلق تحفيظ القرآن فرَّخت الإرهاب, وكونت الإرهاب, وأعدَّت الإرهاب, ونشأ من بينها إرهابيون وقتلة ومجرمون وآثمون, وإن حلق تحفيظ القرآن حلق إجرامية على المجتمع, هذه المقولة الكاذبة, والمقولة الخاطئة, والمقولة الملعونة, والمقولة التي إن لم يتب قائلها من ذنبه لقي الله على غير هدى, هؤلاء يريدون إغلاق حلق تحفيظ القرآن, يريدون القضاء على هذه النبتة الطيبة التي شعرنا بثمارها, وشعرنا بمنافعها, ولمسنا آثارها في صلاح أبنائنا, واستقامة حالهم, وقوتهم في الإدراك والتحصيل, لمسنا إعداد شباب صاروا أئمة وخطباء ودعاة ومرشدين ومعلمين, حفظت
أوقاتهم من الضياع, وثقفتهم ثقافة القرآن وأدبتهم بآداب القرآن.
عبدالعزيز آل الشيخhttp://www.alwatan.com.sa/daily/king%20&%20princes%20140/al-shekh.jpg
الرياض: الوطن
التقى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ اليوم بالمشاركين في المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين, وذلك ضمن البرنامج الثقافي الخاص للمسابقة الذي أعدته الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام في الوزارة, المتضمن عقد لقاءات مع المشاركين في المسابقة من جانب لفيف من أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء.
وقد وجه سماحة المفتي بهذه المناسبة كلمة جاء فيها:
أيها الإخوة المشتركون في مسابقة جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز, أيها الأخوات, أيها المتسابقون والمتسابقات جميعاً, أحييكم بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وأسأل الله للجميع دوام التوفيق والهداية, والعون على كل خير, وأن يجعلنا جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, أولئك الذي هداهم الله وألئك هم أولو الألباب.
أيها الإخوة والأخوات, من المعلوم أن كتاب الله - جل وعلا - معجزة نبيه صلى الله عليه وسلم, هذا القرآن الكريم, والذكر الحكيم, الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد, هو القرآن الذي كفل الله بحفظه, فلم تستطع أيدي العابثين أن تتطرق إليه زيادة أو نقصاناً, أو تحريفاً أو تبديلاً: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون), هذا القرآن هو شرف هذه الأمة, وعزها, ومجدها: (فقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون), (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) هذا كتاب الله, آخر كتب الله, وأقربها إلى الله عهداً, فإنه آخر الكتب، فقد أنزل الله كتباً على أنبيائه قص الله علينا منها ما قص, وخفى علينا ما خفى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله), فالكتب متعددة, كما أن الرسل متعددون.
وقد بين الله لنا صحف إبراهيم وموسى, والتوراة التي أنزلها على موسى, والزبور الذي أنزله على داوود - عليه السلام - والإنجيل الذي أنزله على عيسى ـ عليه السلام ـ, ثم جمع الله معاني كل هذه الكتب في كتابه العزيز, هذا القرآن العظيم: (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه).
هذا القرآن العزيز معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم, إذ معجزات الأنبياء قبله انقرضت بموتهم, وأما معجزة محمد صلى الله عليه وسلم, فهي الآية الباقية إلى أن يكتب الله ويقدر رفع القرآن من صدور الرجال, ومن المصاحف, يقول صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا آتاه من الآيات ما على مثله آمن البشر وإن الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً", هذا القرآن العزيز لو أنزل على الجبال الشامخة لتصدعت: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
هذا القرآن العزيز ما يزال غضاً طرياً منذ أُنزل إلى أن يُرفع, فهو لا يقلق بكثرة التلاوة, عصمة لمن تسمك به, ونجاة من الفتن, وتخليصاً من البلاء, وفيه سعادة الدنيا والآخرة, من اتبعه وحكمه وتحاكم إليه ورضيه حكماً عاش في غاية من الهناء, وراحة بال: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) فنفى الله عمن اتبع الوحي وحكمه الشقاء والضلال, فليس بضالٍ إذ هو مهتد, وليس بشقيٍ إذ هو سعيد, فالهداية والسعادة, وهناء العيش, وطيب النفس, وانشراح الصدر, وطمأنينة القلب, إنما هو في هذا القرآن الكريم, بتلاوته, والعمل به, والتمسك به, فمن آمن بالقرآن, وعمل بالقرآن, فإنه في سعادة دائمة, إذ هو هداية من الضلال, وتبصير من العمى: (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإنه له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى), هو في ضنك من المعيشة, وإن لمنها ما نال, وإن بلغ منها الغاية, لكن الشقاء ملازم لقلبه وروحه, لأن من لم يؤمن بالقرآن فحياته مبتورة, إذ هو لغير هدف يسعى, فلا يسعى لهدف ولا لغاية, أما المؤمن بالقرآن, فالقرآن هداه لكل خير, عرفه بربه, وعرفه بنبيه, وعرفه بدين الإسلام, وهداه إلى الخير, وقاده لكل خير.
أيها الإخوة: "إن هذا القرآن دليل على الهدى, وسبيل لكل خير: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم), يعالج أمراض القلوب, وأمراض الأبدان: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين), أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، أيها الإخوة, وإذ أنتم تحضرون هذه المسابقة, التي هي تنافس في الخير, وتسابق إلى الخير, كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار", هذا الذي يغبط في عمله, لأن عمله عمل عظيم, أيها الإخوة, وإذ كنتم في هذه المسابقة تتنافسون في هذا الجانب, فخير ما تتنافسون فيه كتاب الله, (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
أيها الإخوة, لا يفت في عضدكم, ولا يضعف عزائمكم دعايات مضللة, وألسنة كاذبة, وأقلام جائرة تنعق بما لا تدري, وتقول ما لا تعلم, هؤلاء القائلون إن حلق تحفيظ القرآن فرَّخت الإرهاب, وكونت الإرهاب, وأعدَّت الإرهاب, ونشأ من بينها إرهابيون وقتلة ومجرمون وآثمون, وإن حلق تحفيظ القرآن حلق إجرامية على المجتمع, هذه المقولة الكاذبة, والمقولة الخاطئة, والمقولة الملعونة, والمقولة التي إن لم يتب قائلها من ذنبه لقي الله على غير هدى, هؤلاء يريدون إغلاق حلق تحفيظ القرآن, يريدون القضاء على هذه النبتة الطيبة التي شعرنا بثمارها, وشعرنا بمنافعها, ولمسنا آثارها في صلاح أبنائنا, واستقامة حالهم, وقوتهم في الإدراك والتحصيل, لمسنا إعداد شباب صاروا أئمة وخطباء ودعاة ومرشدين ومعلمين, حفظت
أوقاتهم من الضياع, وثقفتهم ثقافة القرآن وأدبتهم بآداب القرآن.