تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذم الكبر والحث على التواضع


عاصم الثقيل
28-Mar-2009, 09:34 PM
ذم الكبر
والحث على التواضع
في 16/11/1429هـ جامع الحامد
محمد بن عايض الثقيل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله ألا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد :
أيّها المؤمنون: صلاحُ ابن آدم في الإيمان والعملِ الصالح، والسّعيُ في إصلاح القلب أفضلُ من نوافلِ العبادات، وأعمالُ القلوب في الثواب والعقاب كأعمالِ الجوارح، يثاب على الموالاة والمعاداة في الله، وعلى التوكّل والعَزم على الطاعة، ويُعاقَب على الكِبر والحسَد والعُجب والرّياء، وكلّما ازداد العبد تواضعًا وعبوديّة ازداد إلى الله قربًا ورفعة.
وأصل الأخلاقِ المذمومة كلِّها الكبر والاستعلاء, به اتَّصف إبليس فحسَد آدم واستكبر وامتنع من الانقياد لأمر ربه، ((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ)) [البقرة:34]. وبه تخلّف الإيمان عن اليهود الذين رأَوا النبيَّ وعرفوا صحَّة نبوّته، وهو الذي منع ابنَ أبيّ بن سلول من صِدق التسليم، وبه تخلَّف إسلام أبي جهل، وبه استحبَّت قريشٌ العمى على الهدى، قال سبحانه: ((إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ)) [الصافات:35]. ودعا سليمانُ عليه السلام بَلقيس وقومَها إلى نبذِ الاستعلاء والإذعان: ((أَلاَّ تَعْلُواْ عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ)) [النمل:31].
وهو سببٌ للفُرقة والنزاع والاختلافِ والبغضاء, قال جلّ وعلا: ((فَمَا ٱخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)) [الجاثية:17]، وبسببِه تنوّعت شنائِع بني إسرائيل مع أنبيائِهم بين تكذيبٍ وتقتيل, ((أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُم ٱسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)) [البقرة:87]. وهو مِن أوصافِ أهلِ النّفاق، ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ لَوَّوْاْ رُءوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ)) [المنافقون:5].
وعُذِّبت الأمَم السالفة لاتّصافِهم به, قال تعالى عن قومِ نوح: ((وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَارًا)) [نوح:7]، وقال عن فرعونَ وقومه: ((وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِى ٱلأرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ * فَأَخَذْنَـٰهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَـٰهُمْ فِى ٱلْيَمّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِينَ)) [القصص:39، 40]، وقال عن قومِ هود: ((فَأَمَّا عَادٌ فَٱسْتَكْبَرُواْ فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِى خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِـئَايَـٰتِنَا يَجْحَدُونَ)) [فصلت:15].
المستكبِرون هم أعداءُ الأنبياءِ وأتباعِهم, ((قَالَ ٱلْمَلاَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يـٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا)) [الأعراف:88]. وموسى عليه السّلام استعاذَ بالله منهم، قال جلّ وعلا: ((وَقَالَ مُوسَىٰ إِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُـمْ مّن كُلّ مُتَكَبّرٍ لاَّ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ)) [غافر:27].
المتكبِّر متَّبع لهواه، ينظر إلى نفسه بعينِ الكمال وإلى غيره بعينِ النّقص، مطبوعٌ على قلبِه: لا يقبَل ما لا يَهوى, ((كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُـلّ قَلْبِ مُتَكَبّرٍ جَبَّارٍ)) [غافر:35]. واللهُ تعالى يبغضه, ((إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)) [لقمان:18].
المتَّصف بالكبر مصروفٌ عن الاعتبارِ والاتّعاظ بالعبر والآيات، ((سَأَصْرِفُ عَنْ ءايَـٰتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقّ)) [الأعراف:146]. والمستكبِر عن الحقّ يبتَلى بالانقياد للباطل، وقد تعجَّل له العقوبة في الدنيا, فقد شُلَّت يَدُ رجلٍ في عهدِ النبوة بسبَب الكبر، يقول سلمة بن الأكوع: أكَل رجل عند النبيّ بشماله, فقال له: ((كُل بيمينك))، قال: لا أستطيع، قال: ((لا استَطعتَ))، ما منعه إلا الكبر، قال: فما رفعَها إلى فيه. رواه مسلم. وقد خسفتِ الأرض بمتكبِّر, يقول النبي: ((بينما رجلٌ يمشِي في حلّةٍ تعجِبه نفسُه، مرجِّلاً رأسَه يختال في مشيته، إذ خسف الله به, فهو يتجَلجَل في الأرض إلى يوم القيامة)) متفق عليه. وفي الآخرة يعامَل بنقيض قصده, فمن ترفَّع عن النّاس في الدّنيا يطؤه النّاس بأقدامِهم في الآخرة، يقول المصطفى: ((يحشَر الجبّارون والمتكبِّرون يومَ القيامة في صوَر الذرِّ يطؤهم النّاس بأرجلهم)) رواه الترمذي، قال في نوادر الأصول: "كلّ من كان أشدَّ تكبّرًا كان أقصرَ قامةً في الآخرة، وعلى هذا السبيل كلّ من كان أشدَّ تواضعًا لله فهو أشرَف قامَةً على الخلق".
ومَن حمَل في قلبِه ولو شيئًا يسيرًا مِن الكبر حرُم عليه دخول الجنة، يقول النبي: ((لا يدخل الجنةَ من في قلبه مثقالُ ذرّة مِن كبر)) رواه البخاري. والنار دارٌ لهم, ((أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لّلْمُتَكَبّرِينَ)) [الزمر:60]، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((ألا أخبِركم بأهلِ النّار؟ كلّ عُتُلٍّ جوّاظٍ مستكبرٍ)) متفق عليه، ويقول النبي: ((احتجّت الجنّة والنّار، فقالت النّارُ: فيّ الجبّارون والمتكبِّرون، وقالت الجنّة: فيّ ضعفاء النّاس ومساكينهم)) رواه مسلم.
أيّها المؤمنون:
الكبرياء من خصائصِ الربوبيّة لا ينازَع فيه المولى جل وعلا, ومن اتّصف به من المخلوقين عذّبه الله تعالى, يقول النبيّ  في الحديث القدسي: ((قال الله عزّ وجلّ: العزُّ إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعُني في واحدٍ منهما عذّبته)) رواه مسلم. والله جلّ وعلا هو المتكبِّر, قال سبحانه عن نفسه:((ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبّرُ)) [الحشر:23].
والإسلامُ - عباد الله - قد حمى جنابَ الكبرياء والعظمةَ لله جل وعلا، وحرّم كلَّ طريق ينازَع الربُّ في كبريائه، فمنَع لبسَ الذهبِ والحرير للرجّل لكونهما مدعاةً للكبر والخيَلاء، وتوعّد المسبلَ إزارَه بالعذاب, فقال عليه الصلاة والسلام: ((ثلاثة لا يكلّمهم الله يومَ القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم)) قالها ثلاثًا, قال أبو ذرٍّ: خابوا وخسروا، من هم يا رسول الله؟ قال: ((المسبِل والمنّان والمنفِق سلعتَه بالحلف الكاذب)) رواه مسلم. ونهى عن ميل الخدّ والإعراضِ به تعاظمًا على الآخرين، ولم يأذَن بمِشية الخيَلاء تبخترًا في غير الحرب، قال جلّ وعلا: ((وَلاَ تُصَعّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِى ٱلأرْضِ مَرَحًا)) [لقمان:18]، ونهى عن التشدّق في الكلام اعتزازًا, قال عليه الصلاة والسلام: ((وإنّ أبغضَكم إليّ وأبعدَكم منّي يومَ القيامة الثرثارون والمتشدِّقون والمتفيهقون)) رواه الترمذي.
فانزَع أيها الإنسان عنك رداءَ الكبر والتعاظم، فإنهما ليسا لك، بل هما للخالق، والبَس رداءَ الانكسار والتواضع، فما دخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكبر قطّ إلا نقَص من عقلِه بقدر ما دخل من ذلك أو أكثر. ومنشأ هذا مِن جهلِ العبدِ بربّه وجهله بنفسه، فإنّه لو عرف ربَّه بصفاتِ الكمال ونعوت الجلال وعرف نفسَه بالنقائص والآفاتِ لم يستعلِ ولم يأنف، يقول سفيان بن عيينه رحمه الله: "مَن كانت معصيته في الكبرِ فاخشَ عليه، فإبليس عصى متكبِّرًا فلُعِن".
وتذكر أيها الإنسان أولك وما أنت عليه وما مآلك, فإن أولك نطفة, وآخرَك جيفة نتنة, وأنت بينهما تحمل العذرة, فإذا تذكرت ذلك هانت عليك نفسك, وأيقنت بحقارتها, فإياك أن تنازع ربك جل وعلا الكبرياء والعظمة والاستعلاء والجبروت, فإنها نعوت علو وكمال وجمال وجلال لله العلي العظيم ذي العزة والجلال.
وليعلم أيها المؤمنون أن الكبر المبايِن للإيمان لا يدخُل صاحبه الجنّة، كما في قوله تعالى: ((إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ)) [غافر:60].أي حقيرين ذليلين.
ومِن الكبر ما هو مبايِن للإيمان الواجِب ومضادٌّ له, بل كبرُه يوجِب له جحدَ الحقّ واحتقارَ الخلق, يقول النبي: ((لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقالُ ذرّةٍ من كبر))،
قالوا: يا رسول الله، إنّ الرجلَ يحبّ أن يكونَ ثوبه حسنًا ونعله حسَنة، قال: ((الكبر بطَرُ الحقّ وغَمط الناس)) رواه مسلم.
ولا تفخر على أحدٍ فدنياك زائلة، يقول عليه الصلاة والسلام: ((حقٌّ على الله أن لا يرتفِع شيءٌ من الدّنيا إلا وضعه)) رواه البخاري.
أيّها المؤمنون: في التّواضع رفعةٌ للمؤمن في الدنيا والآخرة, يقول : ((ما تواضَع أحدٌ لله إلاّ رفعه)) رواه مسلم.
وهو من أخلاق الأنبياء وشِيَم النبلاء، موسى عليه السلام رفع الحجرَ لامرأتين أبوهما شيخٌ كبير، وداود عليه السلام كان يأكل من كَسب يده، وزكريّا عليه السلام كان نجّارًا، وعيسى عليه السلام يقول: وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا [مريم:32]، وما مِن نبيّ إلاّ ورعى الغنم، ونبيّنا كان رقيقَ القلب رحيمًا خافضَ الجناحِ للمؤمنين ليّن الجانب لهم كريما، يحمِل الكلَّ ويُكسِب المعدوم، ويعين على نوائبِ الدّهر، ركب الحمارَ وأردفَ عليه، يسلّم على الصبيان، ويبدأ من لقيَه بالسلام، يجيب دعوةَ من دعاه ولو إلى ذراعٍ أو كُراع ، ولما سئِلت عائشة رضي الله عنها: ما كان النبي يصنَع في بيته؟ قالت: يكون في مهنة أهله ـ يعني: خدمتهم ـ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة. رواه البخاري. ﭽ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ.
أيها المؤمنون:
التواضعُ سبَب العدلِ والأُلفة والمحبّة في المجتمع،
يقول  : ((إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخَر أحدٌ على أحَد, ولا يبغيَ أحدٌ على أحد)) رواه مسلم. المتواضعُ أيها - المؤمنون - منكسِر القلب لله، خافضٌ جناحَ الذلّ والرحمة لعباده، لا يرى له عند أحدٍ حقًّا, بل يرى الفضلَ للناس عليه، وهذا خلقٌ إنما يعطيه الله من يحبّه ويقرّبه ويكرمه.
ثم اعلم أيها المسلم أن أكرَمَ وأعلى مراتبِ التواضعِ بعد حقّ الله التواضعُ في جنبِ الوالدين ببرّهما وإكرامِهما وطاعتِهما في غير معصِية، والحنوّ عليهما والبِشْر في وجوهِهما والتلطّف في الخطابِ معهما وتوقيرهما والإكثَار من الدّعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما، قال جلّ وعلا: وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا [الإسراء:24].
والاستنكافُ عن أوامِرهما والاستكبارُ عليهما والتأفّف من قضاء حوائجِهما ضربٌ من الكبر والعقوق متوعَّدٌ صاحبُه بدخول النار.
وتواضَع أيها المبارك لأوامر الله تعالى وأوامر رسوله  ولا تعارِضهما برأي أو هوًى، ولا تعرِض عن تعلّم دين الله جل وعلا والعمَل به، ومن أسدَى إليك نُصحًا فاقبَله واشكُر له قاله وفعله، ومن أمرك بمعروفٍ أو نهاك عن منكرٍ فامتثِل إرشاده, فالحظوة إنما في التواضعِ للطّاعة، يقول الفضيل رحمه الله: "التّواضع أن تخضعَ للحقّ وتنقاد له".
وتواضَع للمَرضى بعيادتهم والوقوفِ بجانبهم وكشفِ كربَتهم وتذكيرِهم بالاحتساب والرّضا والصبرِ على القضاء، وألِن جانبَك لذوي الفقر والمسكَنة، وتصفّح وجوهَ الفقراء والمحاويج وذوي التعفّف والحياءِ في الطلب, وواسِهم من مالك، وتواضَع لهم في حسَبك، يقول بشر بن الحارث: "ما رأيتُ أحسنَ من غنيّ جالسٍ بين يدَي فقير".
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا في ٱلأرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)) [القصص:83].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإيّاكم بما فيه من الآيات والذّكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كلّ ذنب فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية
الحمد لله على إِحسانه، والشّكرُ له عَلى توفيقِه وامتنانه، وأشهَد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ نبيّنا محمّدًا عبدُه ورسوله، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابه.
أمّا بعد: أيّها المسلمون، إن الله جل وعلا يحبّ تواضعَ العبد عند امتثال أمرِه، وعند اجتناب نهيه ، والشّرفُ يُنال بالخضوع والاستكانة لله والتواضعِ للمسلمين ولينِ الجانب لهم واحتمالِ الأذى منهم والصّبر عليهم، قال جلّ وعلا: ((وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)) [الحجر:88]. كلّ ذلك مع التشاغلِ بتلاوةِ كتابِ الله والنّظر في الأحاديث, مع حسنِ الخلقِ وبَذل المعروف وكفّ الأذى وترك الغيبة والنميمة، وعامِلِ الناسَ معاملةَ إيثار لا استئثار، والمتواضعُ من إذا رأى أحدًا قال: هذا أفضل مني، يقول الشافعي رحمه الله: "أرفعُ الناس قدرًا من لا يرى قدرَه، وأكبر النّاس فضلاً من لا يرى فضلَه". وإذا أنعَم الله عليك بنعمةٍ فاستقبِلها بالشّكر والابتسامَة، قال عبد الله بن المبارك: "رأسُ التواضعِ أن تضَع نفسَك عند من هو دونك في نعمةِ الله حتى تُعلِمَه أن ليس لك بدنياك عليه فضل".
ثمّ اعلَموا أنَّ الله قد أمرَكم بالصلاة والسلام على نبيه فقال في محكَم التنزيل: ((إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا)) [الأحزاب:56].
اللهمّ صلِّ وسلِّم على نبيّنا محمّد، وارضَ اللهمّ عن خلفائه الراشدين

ابو فيصل الحربي
29-Mar-2009, 07:58 AM
الله يعافيك ع الموضوع الروووووووووووووووعه
ونسال الله ان لا يجعلنا من المتكبرين امين

أبو مصلح 511
29-Mar-2009, 12:55 PM
الله يعطيك الف عافيه

@ـايل
29-Mar-2009, 01:25 PM
فانزَع أيها الإنسان عنك رداءَ الكبر والتعاظم، فإنهما ليسا لك، بل هما للخالق، والبَس رداءَ الانكسار والتواضع، فما دخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكبر قطّ إلا نقَص من عقلِه بقدر ما دخل من ذلك أو أكثر.

جزاك الله خير اخوي عاصم ...والله يكتب لك الاجر...

خالد نوار العتيبي
29-Mar-2009, 02:27 PM
جزاك الله خير وبارك فيك سلمت يمينك

تقبل مرووري

تحياتي لك

الخديدي خالد
18-Apr-2009, 09:12 PM
جـــــــــــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خير ووفقك الله


في داعة الرحمن

محمد الذيابـــي
14-Feb-2012, 06:20 AM
..

جزاك الله خير..

......

عزارم
14-Feb-2012, 11:13 PM
جزاك الله خير