أخو جوزا
27-Mar-2009, 10:07 PM
قال الأمير تركي الفيصل رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق والسفير السابق لدى بريطانيا والولايات المتحدة إن العالم اليوم يمر بتحولات وتغيرات عميقة، سواء في العلاقات بين الشعوب أو على مستوى التعامل بين الثقافات والحضارات، وإن تقلص المسافات بين الشعوب والأمم، والتقدم التكنولوجي الهائل الذي حققه الإنسان في نهاية القرن المنصرم، جعل الجميع يشعر بالانكشاف التام، و لم يعد من الممكن حجب تدفق المعلومات والثقافات، لذلك فُتحت أبواب التأثير والتأثر على مصراعيها، ومن ثمّ فنحن نواجه - كأمة عربية وإسلامية - تحديات حقيقية ومصيرية لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها أو تأجيل التعامل معها إذا أردنا لأنفسنا ولأبنائنا وللأجيال المقبلة الحياة.
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان (ثقافتنا أمام المتغيرات) ألقيت أول من أمس في مسرح مدينة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرياضية بالمجمعة. ونقلت صحيفة (الوطن) السعودية بعض فقرات من محاضرة الأمير تركي.
وتطرق الفيصل للتحديات التي تواجه الأمة، ذاكرا أنها تحديات كثيرة وأهمها، المحافظة على التميز الحضاري حيث إن شدة الاحتكاك والتداخل بين الثقافات، والانفتاح على الآخر، الذي فرض نفسه على الجميع ولم يعد خيارا مثلما كان الأمر في السابق، ينبئ في الحقيقة بخطر اضمحلال وذوبان الطرف الثقافي الضعيف في بوتقة الطرف الأقوى حضاريا وثقافيا. ونحن كعرب ومسلمين، نعد من الأمم النامية، إذا نظرنا إلى ذلك من زاوية الإنتاج والإبداع الثقافي. ويمكن أن نستعرض بعض الأرقام التي توحي بعمق الأزمة التي تعانيها الشعوب العربية، وموقعها في العالم.
فالمواطن العربي يقرأ سنويا 4 صفحات فقط، في حين يقرأ الأمريكي 11 كتابا، والأوروبي أكثر من 30 كتابا، وقد يصل متوسط القراءة في إسرائيل إلى 40 كتابا سنوياً..وعدد الكتب التي تترجم في العالم العربي سنويا لا يتجاوز 330، وهو خُمْسُ ما يُتَرْجَمُ في اليونان. ويُقَدَّرُ عدد الكتب التي تُرجمت في الألفية كلها إلى اللغة العربية بعشرة آلاف كتاب، وهو رقم يعادل ما يُتَرْجَمُ سنويا إلى الإسبانية. أما المنشورات في العالم العربي فهي لا تمثل سوى 1% مما يُنْشَرُ في العالم. وأما نسبة العرب الذين يطمحون إلى الحصول على تعليم متقدم فهي 8% فقط، في حين هي 19 % في كوريا، و27% في أستراليا؛ لذلك يصل عدد الأميين الذين تكون أعمارهم فوق 15 سنة 40 مليوناً في العالم العربي من إجمالي عدد سكان يقدر بـ320 مليوناً. وهذه إحصاءات حديثة.
وقال الفيصل : إنها أرقام مخيفة وتعكس صورة الثقافة والتعليم في أمة أطلق عليها أمة "اقرأ"، ويفترض أن تكون " خير أمة أخرجت للناس"، بل تشير بعض الأرقام إلى أن من الكتب التي تنشر في العالم العربي (بلغات أجنبية وتتناول قضايا العالم العربي وواقعه بطريقة علمية)، يُباع منها في إسرائيل ضعف ما يباع منها في العالم العربي كله.
وأضاف: إن دراسة التاريخ الحضاري لأمتنا يجب أن تكون من منظور ثنائية الاحتفاظ والتجاوز. أي أن نؤكد الثوابت التي تميزنا كأمة، ونحافظ عليها ونقوم بتنميتها، مع تجاوز كل ما يمثل صيغة تاريخية مؤقتة في تاريخ الأمم وحضارتها. ثانياً: مواكبة العصر: "لا تُقسِروا أولادكم على أخلاقكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ". قد يعلم الجميع هذا الأثر الذي ينسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب، أو الإمام علي رضي الله عنهما، لكن إلى أي مدى نحن نعمل به في حياتنا اليوم. إن تجاوز كل ما يندرج ضمن الصيغ التاريخية المؤقتة في حضارتنا يُسهم في مواكبتنا للحضارة المعاصرة. لأن ذلك سيحررنا من عبء الماضي وثقله الذي يشدنا إلى الوراء ولا يدفع بنا إلى الأمام. كما يخلصنا من عقدة "ليس بالإمكان أبدع مما كان". فهذا العصر له علومه، ومتطلباته وشروطه، ولابد من التعامل معه على هذا الأساس من موقع اقتحامي جريء وشجاع، وبعقلية أن الذي أبدع هذه العلوم، وهذه التقنيات الحالية ليس بأفضل منّا، ولا هو أقدر منّا، إنما هي ظروف تاريخية جعلته في هذا الموقع الذي يحتله، وجعلتنا نحن في هذا الموقع الذي وجدنا أنفسنا فيه على مستوى الخريطة الحضارية للبشرية اليوم.
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان (ثقافتنا أمام المتغيرات) ألقيت أول من أمس في مسرح مدينة الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرياضية بالمجمعة. ونقلت صحيفة (الوطن) السعودية بعض فقرات من محاضرة الأمير تركي.
وتطرق الفيصل للتحديات التي تواجه الأمة، ذاكرا أنها تحديات كثيرة وأهمها، المحافظة على التميز الحضاري حيث إن شدة الاحتكاك والتداخل بين الثقافات، والانفتاح على الآخر، الذي فرض نفسه على الجميع ولم يعد خيارا مثلما كان الأمر في السابق، ينبئ في الحقيقة بخطر اضمحلال وذوبان الطرف الثقافي الضعيف في بوتقة الطرف الأقوى حضاريا وثقافيا. ونحن كعرب ومسلمين، نعد من الأمم النامية، إذا نظرنا إلى ذلك من زاوية الإنتاج والإبداع الثقافي. ويمكن أن نستعرض بعض الأرقام التي توحي بعمق الأزمة التي تعانيها الشعوب العربية، وموقعها في العالم.
فالمواطن العربي يقرأ سنويا 4 صفحات فقط، في حين يقرأ الأمريكي 11 كتابا، والأوروبي أكثر من 30 كتابا، وقد يصل متوسط القراءة في إسرائيل إلى 40 كتابا سنوياً..وعدد الكتب التي تترجم في العالم العربي سنويا لا يتجاوز 330، وهو خُمْسُ ما يُتَرْجَمُ في اليونان. ويُقَدَّرُ عدد الكتب التي تُرجمت في الألفية كلها إلى اللغة العربية بعشرة آلاف كتاب، وهو رقم يعادل ما يُتَرْجَمُ سنويا إلى الإسبانية. أما المنشورات في العالم العربي فهي لا تمثل سوى 1% مما يُنْشَرُ في العالم. وأما نسبة العرب الذين يطمحون إلى الحصول على تعليم متقدم فهي 8% فقط، في حين هي 19 % في كوريا، و27% في أستراليا؛ لذلك يصل عدد الأميين الذين تكون أعمارهم فوق 15 سنة 40 مليوناً في العالم العربي من إجمالي عدد سكان يقدر بـ320 مليوناً. وهذه إحصاءات حديثة.
وقال الفيصل : إنها أرقام مخيفة وتعكس صورة الثقافة والتعليم في أمة أطلق عليها أمة "اقرأ"، ويفترض أن تكون " خير أمة أخرجت للناس"، بل تشير بعض الأرقام إلى أن من الكتب التي تنشر في العالم العربي (بلغات أجنبية وتتناول قضايا العالم العربي وواقعه بطريقة علمية)، يُباع منها في إسرائيل ضعف ما يباع منها في العالم العربي كله.
وأضاف: إن دراسة التاريخ الحضاري لأمتنا يجب أن تكون من منظور ثنائية الاحتفاظ والتجاوز. أي أن نؤكد الثوابت التي تميزنا كأمة، ونحافظ عليها ونقوم بتنميتها، مع تجاوز كل ما يمثل صيغة تاريخية مؤقتة في تاريخ الأمم وحضارتها. ثانياً: مواكبة العصر: "لا تُقسِروا أولادكم على أخلاقكم، فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ". قد يعلم الجميع هذا الأثر الذي ينسب إلى الخليفة عمر بن الخطاب، أو الإمام علي رضي الله عنهما، لكن إلى أي مدى نحن نعمل به في حياتنا اليوم. إن تجاوز كل ما يندرج ضمن الصيغ التاريخية المؤقتة في حضارتنا يُسهم في مواكبتنا للحضارة المعاصرة. لأن ذلك سيحررنا من عبء الماضي وثقله الذي يشدنا إلى الوراء ولا يدفع بنا إلى الأمام. كما يخلصنا من عقدة "ليس بالإمكان أبدع مما كان". فهذا العصر له علومه، ومتطلباته وشروطه، ولابد من التعامل معه على هذا الأساس من موقع اقتحامي جريء وشجاع، وبعقلية أن الذي أبدع هذه العلوم، وهذه التقنيات الحالية ليس بأفضل منّا، ولا هو أقدر منّا، إنما هي ظروف تاريخية جعلته في هذا الموقع الذي يحتله، وجعلتنا نحن في هذا الموقع الذي وجدنا أنفسنا فيه على مستوى الخريطة الحضارية للبشرية اليوم.