بجّاد الثبيتي
22-Mar-2009, 12:24 PM
بذور معركة الكرامة عارف العتيبي خيط نُسجت به راية النصر التي رفرفت عاليا
الكرامة تلك النقطة الفارقة التي وضعت على جملة الزمان والمكان فغيرت شكلها ومعناها ، ورسمت للاحداث علامات تركت اثرها في فصول الزمن الثلاثة "الماضي والحاضر والمستقبل" ، واوردت على ارض الاردن والمنطقة زهورا من الفخر والعزة لاتطرح عطورها الا لمن اعتصم بحبل الله وجبل طبعه على الشجاعة والكرم والعزة ، فمن لايعلم فليعلم ان هذا العطر عطر عباد الله الاحرار.
تلك هي الكرامة التي زرعت بذورها ، فشاء الله لها ان تنمو وتترعرع وتلقي ثمارها بما يليق بكرمه ، فطرحت ثمارها في حينها باذن ربها ، ومازالت تطرح خيراتها كنبع لاينضب بقدرة الله ، وعن تلك البذور وعن تلك الخيوط التي نسجت راية النصر ، نتكلم اليوم عن احدها الذي ترعرعرت ونمت وطرحت ثمارها و مازال هذا الخيط محافظا على رونقه المنسوج به العلم الاردني منارة العز والفخار والتاريخ.
عارف العتيبي ، ذاك العمّاني المولود في عام 1938 ، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس العسبلية وكلية الحسين والكلية الاسلامية في عمان.
يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية في كلية الاركان الاردنية وهو بترتبة ملازم اول بالاضافة الى شهادة الصحافة - الدبلوم - في مصر والتقدمية في باكستان.
دخل الخدمة العسكرية في عام 1956 ورمج من الخدمة بسبب معارضته للقيادة البريطانية ، وبعد تعريب الجيش عاد الى الخدمة برتبة مرشح ضابط في الامن العام.
نقل الى القوات المسلحة ووصل الى رتبة رائد وقام بتدريب عدد من الضباط الذين وصلوا الى مناصب عالية في القوات المسلحة والحكومة.
لقد كانت القوات المسلحة الاردنية في عام 1967 في مرحلة الاعداد لبناء قواته من جديد بعد الهزيمة التي فرضت عليه زورا وبهتانا في ثورة العواطف وغياب التخطيط والتنسيق العام ، وقد تم نقله بناء على رغبة اللواء الركن مشهور حديثة الجازي قائد الفرقة الاولى وقائد معركة الكرامة التي اعادت للأمة العربية كرامتها من مدرسة الدروع حيث كان آمرا للمدرسة وعين ركنا عسكريا في لواء حطين الذي كان يقوده العقيد الركن المدفعي بهجت المحيسن استعدادا للمعركة التي كان يخطط ويهدد بها العدو وهي معركة الكرامة الخالدة.
خاض معركة الكرامة يوم 21 ـ 3 ـ 1968 ورفض وقف اطلاق النار بعد ان اصيب في صاروخ طائرة معادية حين تحدث معه اللواء الركن مشهور حديثة الجازي حيث كان يداوم في قيادة اللواء بينما كان قائد اللواء بهجت المحيسن قد اراد ان يقاتل الى جانب اخوانه ابناء اللواء في الخطوط الامامية قائلا «العدو خبيث وما طلب وقف اطلاق النار الا لانه يريد البقاء على الارض الاردنية ولن نوقف النار حتى تطهر الارض من رجس العدو».
ابتسم اللواء مشهور وقال: العدو طلب وقف اطلاق النار بواسطة السفارة الامريكية وعلى بركة الله.. واصلوا القتال حتى طرده منها.
كان العدو يعتقد او صور له بان هجومه على مخيم الكرامة ومواقع الفدائيين لن يجد مقاومة تذكر من قبل القوات المسلحة الاردنية. وان هذه الارقام لا حياة فيها ولا دم ، ولا شهامة او نخوة.
لقد كانت صدمة العدو كبيرة عندما وجد نفسه في معركة ليست كالمعارك الاخرى التي يعرفها وخاصة عام 1967 وقد اعترف بانه قدم الخسائر والاسرى باعداد لم يخسرها في كافة حروبه السابقة وعلى كافة الجبهات وقد اعترف قادته وسياسيوه بذلك علنا بعد المعركة.
قام بعد المعركة والشفاء برئاسة البعثة العسكرية التي قامت بتأسيس قوة دفاع البحرين.
عين بعدها العتيبي ملحقا عسكريا في الصين الوطنية وكوريا الجنوبية ووفر اجرة التدريب التي كانت تتقاضاها الصين وكوريا بعد ان قابل المسؤولين فيهما حيث قال لهم: «ان التدريب عندكم هو بسبب العلاقة المتينة التي تربطكم بالاردن وبلدنا ليس دولة نفطية» وصدر الامر بذلك من اعلى المستويات.
عين قائدا للذخيرة العسكرية وقام بالاصلاح الذي يتفاخر به رجال الذخيرة في السابق والحاضر ثم عين مديرا لأركان الفرقة الاولى من ثم طلب احالته على التقاعد حيث احيل بترتبة عميد وعمره ثمانية وثلاثون عاما.. نظيف القلب والجيب وقام بتدريس اولاده وبناته في الجامعات الاردنية والمصرية والبريطانية.
لا يزال يكتب في الصحف المحلية والخارجية مقاوما الفساد والرشوة والعدوان الاسرائيلي المحتل للارض العربية ومطالبا بجمع الصف العربي الواحد لتحرير الارض والدفاع عنها.
المصدر : جريدة الدستور الأردنية (http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=%5CLocalAndGover%5C2009%5C03%5CL ocalAndGover_issue530_day21_id126004.htm)
الكرامة تلك النقطة الفارقة التي وضعت على جملة الزمان والمكان فغيرت شكلها ومعناها ، ورسمت للاحداث علامات تركت اثرها في فصول الزمن الثلاثة "الماضي والحاضر والمستقبل" ، واوردت على ارض الاردن والمنطقة زهورا من الفخر والعزة لاتطرح عطورها الا لمن اعتصم بحبل الله وجبل طبعه على الشجاعة والكرم والعزة ، فمن لايعلم فليعلم ان هذا العطر عطر عباد الله الاحرار.
تلك هي الكرامة التي زرعت بذورها ، فشاء الله لها ان تنمو وتترعرع وتلقي ثمارها بما يليق بكرمه ، فطرحت ثمارها في حينها باذن ربها ، ومازالت تطرح خيراتها كنبع لاينضب بقدرة الله ، وعن تلك البذور وعن تلك الخيوط التي نسجت راية النصر ، نتكلم اليوم عن احدها الذي ترعرعرت ونمت وطرحت ثمارها و مازال هذا الخيط محافظا على رونقه المنسوج به العلم الاردني منارة العز والفخار والتاريخ.
عارف العتيبي ، ذاك العمّاني المولود في عام 1938 ، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس العسبلية وكلية الحسين والكلية الاسلامية في عمان.
يحمل شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية في كلية الاركان الاردنية وهو بترتبة ملازم اول بالاضافة الى شهادة الصحافة - الدبلوم - في مصر والتقدمية في باكستان.
دخل الخدمة العسكرية في عام 1956 ورمج من الخدمة بسبب معارضته للقيادة البريطانية ، وبعد تعريب الجيش عاد الى الخدمة برتبة مرشح ضابط في الامن العام.
نقل الى القوات المسلحة ووصل الى رتبة رائد وقام بتدريب عدد من الضباط الذين وصلوا الى مناصب عالية في القوات المسلحة والحكومة.
لقد كانت القوات المسلحة الاردنية في عام 1967 في مرحلة الاعداد لبناء قواته من جديد بعد الهزيمة التي فرضت عليه زورا وبهتانا في ثورة العواطف وغياب التخطيط والتنسيق العام ، وقد تم نقله بناء على رغبة اللواء الركن مشهور حديثة الجازي قائد الفرقة الاولى وقائد معركة الكرامة التي اعادت للأمة العربية كرامتها من مدرسة الدروع حيث كان آمرا للمدرسة وعين ركنا عسكريا في لواء حطين الذي كان يقوده العقيد الركن المدفعي بهجت المحيسن استعدادا للمعركة التي كان يخطط ويهدد بها العدو وهي معركة الكرامة الخالدة.
خاض معركة الكرامة يوم 21 ـ 3 ـ 1968 ورفض وقف اطلاق النار بعد ان اصيب في صاروخ طائرة معادية حين تحدث معه اللواء الركن مشهور حديثة الجازي حيث كان يداوم في قيادة اللواء بينما كان قائد اللواء بهجت المحيسن قد اراد ان يقاتل الى جانب اخوانه ابناء اللواء في الخطوط الامامية قائلا «العدو خبيث وما طلب وقف اطلاق النار الا لانه يريد البقاء على الارض الاردنية ولن نوقف النار حتى تطهر الارض من رجس العدو».
ابتسم اللواء مشهور وقال: العدو طلب وقف اطلاق النار بواسطة السفارة الامريكية وعلى بركة الله.. واصلوا القتال حتى طرده منها.
كان العدو يعتقد او صور له بان هجومه على مخيم الكرامة ومواقع الفدائيين لن يجد مقاومة تذكر من قبل القوات المسلحة الاردنية. وان هذه الارقام لا حياة فيها ولا دم ، ولا شهامة او نخوة.
لقد كانت صدمة العدو كبيرة عندما وجد نفسه في معركة ليست كالمعارك الاخرى التي يعرفها وخاصة عام 1967 وقد اعترف بانه قدم الخسائر والاسرى باعداد لم يخسرها في كافة حروبه السابقة وعلى كافة الجبهات وقد اعترف قادته وسياسيوه بذلك علنا بعد المعركة.
قام بعد المعركة والشفاء برئاسة البعثة العسكرية التي قامت بتأسيس قوة دفاع البحرين.
عين بعدها العتيبي ملحقا عسكريا في الصين الوطنية وكوريا الجنوبية ووفر اجرة التدريب التي كانت تتقاضاها الصين وكوريا بعد ان قابل المسؤولين فيهما حيث قال لهم: «ان التدريب عندكم هو بسبب العلاقة المتينة التي تربطكم بالاردن وبلدنا ليس دولة نفطية» وصدر الامر بذلك من اعلى المستويات.
عين قائدا للذخيرة العسكرية وقام بالاصلاح الذي يتفاخر به رجال الذخيرة في السابق والحاضر ثم عين مديرا لأركان الفرقة الاولى من ثم طلب احالته على التقاعد حيث احيل بترتبة عميد وعمره ثمانية وثلاثون عاما.. نظيف القلب والجيب وقام بتدريس اولاده وبناته في الجامعات الاردنية والمصرية والبريطانية.
لا يزال يكتب في الصحف المحلية والخارجية مقاوما الفساد والرشوة والعدوان الاسرائيلي المحتل للارض العربية ومطالبا بجمع الصف العربي الواحد لتحرير الارض والدفاع عنها.
المصدر : جريدة الدستور الأردنية (http://www.addustour.com/ViewTopic.aspx?ac=%5CLocalAndGover%5C2009%5C03%5CL ocalAndGover_issue530_day21_id126004.htm)