ابو ضيف الله
16-Mar-2009, 11:24 AM
قال لبيد بن ربيعة يرثي اخاه اربد:
طرب الفؤاد وليته لم يطربِ = وعناه ذِكْرى خُلَّة لم تصقبِ
سفهاً، ولو أني أطعت عواذلي = فيما يشرْنَ به بسفح المذنبِ
لزجرت قلباً لا يريع لزاجر = إن الغَويَّ إذا نُهِيْ لم يعتبِ
فتعزَّ عن هذا، وقُلْ في غيره = واذكر شمائل من أخيك المنجبِ
يا أربد الخير الكريم جدوده = أفردَّتني أمشي بقرنٍ أعضبِ
إنَّ الرزيَّة لا رزيَّة مثلها = فقدان كل أخٍ كضوء الكوكبِ
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم = وبقيت في خلفٍ كجِلد الأجربِ
يتأكَّلون مغالةً وخيانةً = ويُعاب قائلهم وإن لم يشغبِ
ولقد أراني تارة من جعفر = في مثل غيث الوابل المتحلَّبِ
من كلِّ كهلٍ كالسنان وسيِّد = صعب المقادة كالفنيق المصعبِ
من معشر سنَّت لهم آباؤهم = والعِزُّ قد يأتي بغير تطلُّبِ
فبرى عظامي بعد لحمي فقدهم = والدهر إن عاتبت ليس بمعتبِ!
وقال لبيد بن ربيعة:
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا = وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ = وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
وما المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ = يَحُورُ رَماداً بَعْدَ إِذْ هو ساطِعُ!
وما النَّاسُ إلاّ كالدِّيارِ وأَهْلِها = بها يومَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت = أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ
فأَصْبَحْتُ مِثْلَ السَّيْفِ أَخْلَقَ جَفْنَهُ = تَقادُمُ عَهْدِ القَيْنِ، والنَّصْلُ قاطِعُ
وقَد كنتُ في أَكْنافِ دارِ مَضَنَّةٍ = فَفارَقَنِي جارٌ بأَرْبَدَ فاجِعُ
فلا تَبْعَدَنْ، إنَّ المَنِيَّةَ مَوْعِدٌ = عَلَيْنا، فَدانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ
أَتَجْزَعُ مِمّا أَحْدَثَ الدِّهْرُ بَيْنَنا = وأَيُّ كَرِيمٍ لم تُصِبْهُ القَوارِعُ ؟!
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى = أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ
طرب الفؤاد وليته لم يطربِ = وعناه ذِكْرى خُلَّة لم تصقبِ
سفهاً، ولو أني أطعت عواذلي = فيما يشرْنَ به بسفح المذنبِ
لزجرت قلباً لا يريع لزاجر = إن الغَويَّ إذا نُهِيْ لم يعتبِ
فتعزَّ عن هذا، وقُلْ في غيره = واذكر شمائل من أخيك المنجبِ
يا أربد الخير الكريم جدوده = أفردَّتني أمشي بقرنٍ أعضبِ
إنَّ الرزيَّة لا رزيَّة مثلها = فقدان كل أخٍ كضوء الكوكبِ
ذهب الذين يُعاش في أكنافهم = وبقيت في خلفٍ كجِلد الأجربِ
يتأكَّلون مغالةً وخيانةً = ويُعاب قائلهم وإن لم يشغبِ
ولقد أراني تارة من جعفر = في مثل غيث الوابل المتحلَّبِ
من كلِّ كهلٍ كالسنان وسيِّد = صعب المقادة كالفنيق المصعبِ
من معشر سنَّت لهم آباؤهم = والعِزُّ قد يأتي بغير تطلُّبِ
فبرى عظامي بعد لحمي فقدهم = والدهر إن عاتبت ليس بمعتبِ!
وقال لبيد بن ربيعة:
فَلا جَزِعٌ إِن فَرَّقَ الدَهرُ بَينَنا = وَكُلُّ فَتىً يَوماً بِهِ الدَهرُ فاجِعُ
فَلا أَنا يَأتيني طَريفٌ بِفَرحَةٍ = وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ
وما المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ = يَحُورُ رَماداً بَعْدَ إِذْ هو ساطِعُ!
وما النَّاسُ إلاّ كالدِّيارِ وأَهْلِها = بها يومَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
أُخَبِّرُ أَخبارَ القُرونِ الَّتي مَضَت = أَدِبُّ كَأَنّي كُلَّما قُمتُ راكِعُ
فأَصْبَحْتُ مِثْلَ السَّيْفِ أَخْلَقَ جَفْنَهُ = تَقادُمُ عَهْدِ القَيْنِ، والنَّصْلُ قاطِعُ
وقَد كنتُ في أَكْنافِ دارِ مَضَنَّةٍ = فَفارَقَنِي جارٌ بأَرْبَدَ فاجِعُ
فلا تَبْعَدَنْ، إنَّ المَنِيَّةَ مَوْعِدٌ = عَلَيْنا، فَدانٍ للطُّلُوعِ وطالِعُ
أَتَجْزَعُ مِمّا أَحْدَثَ الدِّهْرُ بَيْنَنا = وأَيُّ كَرِيمٍ لم تُصِبْهُ القَوارِعُ ؟!
تُبَكّي عَلى إِثرِ الشَبابِ الَّذي مَضى = أَلا إِنَّ أَخدانَ الشَبابِ الرَعارِعُ