المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآثار القبيحة للمعاصي


أبونواف
13-Mar-2009, 03:57 AM
الآثار القبيحة للمعاصي :


وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة , والمضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه الا الله .

1- فمنها : حرمان العلم , فإن العلم نور يقذفه الله في القلب , والمعصية تطفيء ذلك النور . ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته , وتوقد ذكائه , وكمال فهمه , فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية

وقال الشافعي :

شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال :

اعلم بأن العلم فضلٌ ... وفضلُ الله لا يؤتاه عاصِ

2- ومنها حرمان الرزق : ..... وكما أن تقوى الله مجلبة للرزق فترك التقوى مجلبة للفقر , فما استجلب رزق الله بمثل ترك المعاصي .



3- ومنها وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله , لاتوازنها ولاتقارنها لذة أصلاً , ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تَفِ بتلك الوحشة , وهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة ........ وما لجرح بميت إيلامُ ,


فلو لم تترك الذنوب إلا حذراً من وقوع تلك الوحشة , لكان العاقل حرياً بتركها .

وشكى رجل إلى بعض العارفين وحشة يجدها في نفسه , فقال له :

إذا كنت قد أوحشتك الذنوب *** فدعها إذا شئت واستأنسِ .

وليس على القلب أمَرُّ من وحشة الذنب على الذنب فالله المستعان .

4- ومنها الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس , ولاسيما أهل الخير منهم , فإنه يجد وحشة بينه وبينهم , وكلما قويت تلك الوحشة بَعُدَ منهم ومن مجالستهم , وحُرِمَ بركة الانتفاع بهم , وقَرُبَ من حزب الشيطان

بقدر ما بَعُدَ من حزب الرحمن , وتَقْوَى هذه الوحشة حتى تستحكم , فتقع بينه وبين إمرأته وولده وأقاربه , وبينه وبين نفسه فتراه مستوحشا من نفسه ,


وقال بعض السلف إني لأعصي الله فأرى ذلك في خُلُق دابتي وإمرأتي .


5- ومنها تعسير أموره عليه ؛ فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه , أو متعسراً عليه ؛ وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا , فمن عَطَّلَ التقوى جعل الله له من أمره عسرا .

ويالله العجب ! كيف يجد العبد أبواب الخير والمصالح مسدودة عنه متعسرة عليه وهو لا يعلم من أين أُتيَ .

6- ومنها ظلمةٌ يجدها في قلبه حقيقة : يُحِسُّ بها كما يُحِسُّ بظلمة الليل البهيم , إذا ادلهم , فتصيرُ ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره , فإن الطاعة نور والمعصية ظلمة , وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته , حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر , كأعمى أخرج في ظلمة الليل يمشي وحده وتَقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ثم تقوى حتى تعلو الوجه وتصير سواداً فيه حتى يراه كل أحد .
قال عبد الله بن عباس : إن للحسنة ضياءً في الوجه , ونوراً في القلب وسعة في الرزق , وقوة في البدن , ومحبة في قلوب الخلق , وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب , ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق .

7- ومنها ان المعاصي توهن القلب والبدن : أما وهنها للقلب فأمر ظاهر , بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية , وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته من قلبه , وكلما قوى قلبه قوى بدنه ,

وأما الفاجر فإنه وإن كان قوى البدن فهو أضعف شيء عند الحاجة فتخونه قوته عند أحوج ما يكون إلى نفسه .

وتأمل قوة أبدان فارس والروم كيف خانتهم , أحوج ما كانوا إليها , وقهرهم أهل الإيمان بقوة أبدانهم وقلوبهم .

8- ومنها : حرمان الطاعة ؛ فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بَدَلَه , ويقطع طريق طاعة أخرى , فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة , ثم رابعة وهلم جرا , فتنقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة , كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها , وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضة طويلة منعته من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان .

9- ومنها : أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته ولابد , فإن البر كما يزيد في العمر فالفجور يقصر العمر .

وقد اختلف الناس في هذا الموضع :

فقالت طائفة : نقصان عمر العاصي هو ذهاب بركة عمره ومحقها عليه . وهذا حق وهو بعض تأثير المعاصي .

وقالت طائفة : بل ينقص حقيقة , كما ينقص الرزق فجعل الله سبحانه للبركة في الرزق أسبابا كثيرة تكثره وتزيده , وللبركة في العمر أسبابا تكثره وتزيده .

قالوا ولا تمنع زيادة العمر بأسباب كما ينقص بأسباب - فالأرزاق والآجال والسعادة والشقاوة والصحة والسقم والمرض والغنى والفقر وإن كانت بقضاء الله عز و جل فهو يقضي ما يشاء بأسباب جعلها موجبة لمسبباتها مقتضية لها .

وقالت طائفة أخرى : تأثير المعاصي في محق العمر إنما هو بأن تفوته حقيقة الحياة , وهي حياة القلب .
ولهذا جعل الله سبحانه الكافر ميتا غير حي , كما قال تعالى ( أمواتٌ غيرُ أحياء ) النحل 12 –

فالحياة في الحقيقة حياة القلب وعمر الإنسان مدة حياته , فليس عمره إلا أوقات حياته بالله , فتلك ساعات عمره , فالبر والتقوى والطاعة تزيد في هذه الأوقات التي هي حقيقة عمره ولا عمر له سواها .
وبالجملة فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية التي يجد غِبَّ ( ثمرة ) إضاعتها يوم يقول ( يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ) الفجر 24 –

فلا يخلوا إما أن يكون له مع ذلك تطلع إلى مصالحه الدنيوية والأخروية أو لا ؟ فإن لم يكن له تطلع إلى ذلك فقد ضاع عليه عمره كله , وذهبت حياته باطلاً , وإن كان له تطلع إلى ذلك طالت عليه الطريق بسبب العوائق , وتعسرت عليه أسباب الخير بحسب اشتغاله بأضدادها , وذلك نقصان حقيقي من عمره .

وسر المسألة أن عمر الانسان مدة حياته ولا حياة له إلا باقباله على ربه والتنعم بحبه وذكره وإيثار مرضاته . ...... .

------------------------------------------------------------------

منقول للفائدة جزى الله كاتبه وناقله خير الجزاء .

محمد النفيعي511
13-Mar-2009, 07:38 AM
http://www.shy22.com/upfiles/uVa18880.gif

أبونواف
13-Mar-2009, 07:51 PM
محمد النفيعي
مشكور الف شكر على مرورك الطيب

ابو محمد الدعجاني
13-Mar-2009, 08:21 PM
مشكور اخوي ابونواف ونفع الله بك وبنقلك يالغالي

احمد السواح
14-Mar-2009, 12:58 AM
http://img238.imageshack.us/img238/3179/87068282.gif (http://img238.imageshack.us/my.php?image=87068282.gif)

أبونواف
14-Mar-2009, 02:17 PM
مشكور اخوي ابونواف ونفع الله بك وبنقلك يالغالي

أشكرك على مرورك الطيب الف شكر

أبونواف
14-Mar-2009, 02:18 PM
http://img238.imageshack.us/img238/3179/87068282.gif (http://img238.imageshack.us/my.php?image=87068282.gif)

أشكرك على مرورك الطيب الف شكر

mالدعجانيm
14-Mar-2009, 03:22 PM
http://img519.imageshack.us/img519/838/df960bc9d81wm2.gif

أبونواف
14-Mar-2009, 07:55 PM
http://img519.imageshack.us/img519/838/df960bc9d81wm2.gif

أشكرك على مرورك الطيب الف شكر ..

الآد سامر
14-Mar-2009, 11:05 PM
سلام عليكم ,, الله يجزاك خيراً ,, الله يبعدنا عن المعاصي ماظهر منها وما بطن . تحياتي

أبونواف
15-Mar-2009, 01:47 PM
سلام عليكم ,, الله يجزاك خيراً ,, الله يبعدنا عن المعاصي ماظهر منها وما بطن . تحياتي

أشكرك على مرورك الطيب الف شكر ..