د/ نايف العتيبي
08-Mar-2009, 05:03 PM
فروض الوضوء الستة مع شرحها
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد :
كنت قد كتبتُ فيما مضى شروطَ الصلاة التسعةِ مع شرحها وكان الشرطُ الرابع للصلاة هو رفع الحدث وهذا يكون بالوضوء حيث لا تصح الصلاة بغير طهارة لقوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ َ} (6) سورة المائدة وهنا سأوضح معنى فروض الوضوء ، وماهي ؟
وقبل ذلك نؤكد على ثلاثة أمور :
أولا : على أن الوضوء عبادة عليها أجر عظيم وفيها فضل عظيم ومن الأحاديث في فضل الوضوء مارواه البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ أنه تَوَضَّأَ وقال إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يوم الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ من آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ )
وثانيا : إن الفرض اللازم في الغسل للأعضاء الآتية مرة واحدة وما زاد إلى ثلاث – عدا مسح الرأس - من سنن الوضوء .
ثالثا : أن الوضوء من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما دلت بذلك الأدلة الصحيحة ، ولا يوجد أية دين على وجه الأرض به الوضوء كما يعرفه المسلمون .
معنى فروض : الفرض هو اللازم وهو شرعا ماأثيب على فعله وعوقب على تركته ، وقد فرض الوضوء مع فرض الصلاة .
ومعنى الوضوء : هو استعمال الماء الطاهر على الأعضاء المخصوصة لرفع الحدث ، أو لغيره . لحديث أَبي هُرَيْرَةَ قال :قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( لاَ تُقْبَلُ صَلَاةُ من أَحْدَثَ حتى يَتَوَضَّأَ قال رَجُلٌ من حَضْرَمَوْتَ ما الْحَدَثُ يا أَبَا هُرَيْرَةَ قال فُسَاءٌ أو ضُرَاطٌ ) رواه البخاري.
وفُرُوضُهُ سِتَّةٌ ومن أهل العلم من جعلها سبعة بإدخال النية إلى الفروض مع أنها من الشروط ، ومنهم من لم يعد الموالاة من الفروض وهذا فيه نظر
الأولُ: غَسْلُ الوجهِ جميعِهِ ومنه الفم والأنف ومعهما المضمضة والاستنشاق ، وحدود الوجه اللازمة للغسل هي مِنْ منابتِ شَعَر الرأسِِ إِلَى الذَّقَنِ طولا ومِنَ الأُذُنِ إِلَى الأُذُنِ شَعْرًا وَبَشَرًا عرضا.
الثانيُ: غَسْلُ اليَدَينِ مَعَ المِرْفَقَينِ وَمَا عَلَيْهِمَا ، وحدود ذلك من أطراف الأصابع إلى المرفق والمرفق داخل في ذلك الغسل فلو تَرَك غسلَ المرفق لَم يصحَّ وضوءُه..
الثالثُ: مسحُ الرأسِ أو بعضِهِ ولَو شَعرةً فِى حَدّهِ ومنه الأذنان ، ومسح الرأس سواء كان للرأس شعر أو ليس له شعر ، وحدُّ الرأسِ من مَنْبِتِ الشعر عند غالبِ الناس إلى نُقْرَةِ القفا.ولو مسح بعض أجزاء الرأس أجزأه .
الرابع: غَسْلُ الرِّجْلَينِ مَعَ الكَعْبَينِ ، فإذا لم يغسل الكعبين لم يصحَّ وضوءُه، لحديث عبد الله بن عمرو قال تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة صلاة العصر ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته (أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار ) رواه البخاري ومسلم ،وينوبُ المسحُ على الخُـفِّ عن غَسْلِ الرّجلين إذا اكتملت شروطُ المسح على الخف، بأَن يكونَ الخفُ ساتراً لِمَحَلِّ غَسْلِ الفرضِ مِنَ القَدَمَينِ، وأَنْ يُمْكِنَ تتابُعُ المشْىِ علَيهِ، وأن يكون لُبسه بعد تمام الطهارة، وأن لا يكون نَجِسَ العَيْنِ.
الخامس : التَرْتِيبُ بين ما ذكر . فأن يَبدَأَ بالنيةِ مع غَسْلِ الوجهِ، ويُكْمِلَ غَسْلَ وجهِهِ، ثم يغسِلَ يديه بعد ذلك ثم يمسَحَ رأسَهُ ثم يغسلَ قَدَمَيْه. فلو أَخَلَّ بالترتيب لم يصحَّ وضوءُه، وذلك لأن الله تبارك وتعالى ذَكَرَ غَسْلَ الأعضاءِ فى الوضوءِ على هذا الترتيبِ فِى القرءان، قال ربنا: {يا أَيُّهَا الذين ءَامنوا إذا قُمْتُم إلى الصلاة فاغسِلوا وجوهَكم وأيْدِيَكُم إلى المرافق وامسحُوا برءُوسِكُم وأَرْجُلَكُم إِلى الكعبين}.
السادس : الموالاة ، وهى أن لا يؤخر غسل عضو حتى ينشف الذى قبله ، لأنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي ، وفى قدمه لمعة لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الوضوء ، رواه أحمدوأبو داود وغيرهما .
كتبه د. أبومحمد نايف العصيمي
11/3/1430هـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد :
كنت قد كتبتُ فيما مضى شروطَ الصلاة التسعةِ مع شرحها وكان الشرطُ الرابع للصلاة هو رفع الحدث وهذا يكون بالوضوء حيث لا تصح الصلاة بغير طهارة لقوله تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ َ} (6) سورة المائدة وهنا سأوضح معنى فروض الوضوء ، وماهي ؟
وقبل ذلك نؤكد على ثلاثة أمور :
أولا : على أن الوضوء عبادة عليها أجر عظيم وفيها فضل عظيم ومن الأحاديث في فضل الوضوء مارواه البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ أنه تَوَضَّأَ وقال إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يوم الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ من آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ )
وثانيا : إن الفرض اللازم في الغسل للأعضاء الآتية مرة واحدة وما زاد إلى ثلاث – عدا مسح الرأس - من سنن الوضوء .
ثالثا : أن الوضوء من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما دلت بذلك الأدلة الصحيحة ، ولا يوجد أية دين على وجه الأرض به الوضوء كما يعرفه المسلمون .
معنى فروض : الفرض هو اللازم وهو شرعا ماأثيب على فعله وعوقب على تركته ، وقد فرض الوضوء مع فرض الصلاة .
ومعنى الوضوء : هو استعمال الماء الطاهر على الأعضاء المخصوصة لرفع الحدث ، أو لغيره . لحديث أَبي هُرَيْرَةَ قال :قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( لاَ تُقْبَلُ صَلَاةُ من أَحْدَثَ حتى يَتَوَضَّأَ قال رَجُلٌ من حَضْرَمَوْتَ ما الْحَدَثُ يا أَبَا هُرَيْرَةَ قال فُسَاءٌ أو ضُرَاطٌ ) رواه البخاري.
وفُرُوضُهُ سِتَّةٌ ومن أهل العلم من جعلها سبعة بإدخال النية إلى الفروض مع أنها من الشروط ، ومنهم من لم يعد الموالاة من الفروض وهذا فيه نظر
الأولُ: غَسْلُ الوجهِ جميعِهِ ومنه الفم والأنف ومعهما المضمضة والاستنشاق ، وحدود الوجه اللازمة للغسل هي مِنْ منابتِ شَعَر الرأسِِ إِلَى الذَّقَنِ طولا ومِنَ الأُذُنِ إِلَى الأُذُنِ شَعْرًا وَبَشَرًا عرضا.
الثانيُ: غَسْلُ اليَدَينِ مَعَ المِرْفَقَينِ وَمَا عَلَيْهِمَا ، وحدود ذلك من أطراف الأصابع إلى المرفق والمرفق داخل في ذلك الغسل فلو تَرَك غسلَ المرفق لَم يصحَّ وضوءُه..
الثالثُ: مسحُ الرأسِ أو بعضِهِ ولَو شَعرةً فِى حَدّهِ ومنه الأذنان ، ومسح الرأس سواء كان للرأس شعر أو ليس له شعر ، وحدُّ الرأسِ من مَنْبِتِ الشعر عند غالبِ الناس إلى نُقْرَةِ القفا.ولو مسح بعض أجزاء الرأس أجزأه .
الرابع: غَسْلُ الرِّجْلَينِ مَعَ الكَعْبَينِ ، فإذا لم يغسل الكعبين لم يصحَّ وضوءُه، لحديث عبد الله بن عمرو قال تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة صلاة العصر ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته (أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النار ) رواه البخاري ومسلم ،وينوبُ المسحُ على الخُـفِّ عن غَسْلِ الرّجلين إذا اكتملت شروطُ المسح على الخف، بأَن يكونَ الخفُ ساتراً لِمَحَلِّ غَسْلِ الفرضِ مِنَ القَدَمَينِ، وأَنْ يُمْكِنَ تتابُعُ المشْىِ علَيهِ، وأن يكون لُبسه بعد تمام الطهارة، وأن لا يكون نَجِسَ العَيْنِ.
الخامس : التَرْتِيبُ بين ما ذكر . فأن يَبدَأَ بالنيةِ مع غَسْلِ الوجهِ، ويُكْمِلَ غَسْلَ وجهِهِ، ثم يغسِلَ يديه بعد ذلك ثم يمسَحَ رأسَهُ ثم يغسلَ قَدَمَيْه. فلو أَخَلَّ بالترتيب لم يصحَّ وضوءُه، وذلك لأن الله تبارك وتعالى ذَكَرَ غَسْلَ الأعضاءِ فى الوضوءِ على هذا الترتيبِ فِى القرءان، قال ربنا: {يا أَيُّهَا الذين ءَامنوا إذا قُمْتُم إلى الصلاة فاغسِلوا وجوهَكم وأيْدِيَكُم إلى المرافق وامسحُوا برءُوسِكُم وأَرْجُلَكُم إِلى الكعبين}.
السادس : الموالاة ، وهى أن لا يؤخر غسل عضو حتى ينشف الذى قبله ، لأنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي ، وفى قدمه لمعة لم يصبها الماء فأمره أن يعيد الوضوء ، رواه أحمدوأبو داود وغيرهما .
كتبه د. أبومحمد نايف العصيمي
11/3/1430هـ