خالد نوار العتيبي
02-Mar-2009, 09:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توحيــد المـحـبـوب.,
إذا عرفت هذه المقدمة فلا يمكن أن يجتمع في القلب حب المحبوب الأعلى وعشق الصور أبداً.
بل هما ضدان لا يتلاقيان , بل لا بد أن يخرج أحدهما صاحبه, فمن كانت قوة حبه كلها للمحبوب الأعلى الذى محبة ماسواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن محبة ما سواه,
وإن أحبه لم يحبه إلا لأجله’ أو لكونه وسيلة إلى محبته ,
أو قاطعاً له عما يضاد محبته وينقصها,
والمحبة الصادقة تقتضى توحيد المحبوب, وأن لا يشرك بينه وبين غيره في محبته ,
إذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار أن يشرك معه محبة غيره في محبته, ويمقته لذلك,
ويبعده لا يحظيه بقربه , ويعده كاذباً في محبته, مع أنه ليس أهلاً لصرف كل قوة المحبة إليه,
فكيف بالحبيب الأعلى الذي لا ينبغى المحبه إلا له وحده,
وكل محبة لغيره فهي عذاب علي صاحبها ووبال؟؟
ولـهذا لا يغفر الله سبحانه أن يشرك به في هذه المحبه,ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.
فمحبة الصور تفوت محبة ما هو أنفع للعبد. بل تفوت محبة ما ليس له صلاح ولا نعيم, ولا حياة نافعة إلا بمحبته وحده,.
فليختر العبد إحدى المحبتين, فإنهما لا يجتمعان في القلب ولا يرتفعان منه .
بل من أعرض عن محبة الله وذكره والشوق إلى لقائه ابتلاه بمحبة غيره, فيعذبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة,
فإما يعذبه بمحبة الأوثان,أو بمحبة الصلبان, أو المردان,أو بمحبة النسوان,أو محبة العشراء والإخوان,أو محبة ما دون ذلك مما هو في غاية الحقارة والهوان, فالإنسان عبد محبوبه كائناً من كان, كما قيل:
أنت القتيل بكل من أحببته
.............. فأختر لنفسك في الهوى من تصطفى
فمن لم يكن إلهه مالكه ومولاه كان إلهه هواه, قال تعالي:{أفرأيت من اتخذ إلهه هواهُ وأضله الله علي علم وختم على سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}[الأية:23سورة الجاثية].
أتمنى أن تعم الفائدة:)
من كتاب ( الداء والدواء) للإمام أبي عبد الله بن القيم الجوزيه
توحيــد المـحـبـوب.,
إذا عرفت هذه المقدمة فلا يمكن أن يجتمع في القلب حب المحبوب الأعلى وعشق الصور أبداً.
بل هما ضدان لا يتلاقيان , بل لا بد أن يخرج أحدهما صاحبه, فمن كانت قوة حبه كلها للمحبوب الأعلى الذى محبة ماسواه باطلة وعذاب على صاحبها صرفه ذلك عن محبة ما سواه,
وإن أحبه لم يحبه إلا لأجله’ أو لكونه وسيلة إلى محبته ,
أو قاطعاً له عما يضاد محبته وينقصها,
والمحبة الصادقة تقتضى توحيد المحبوب, وأن لا يشرك بينه وبين غيره في محبته ,
إذا كان المحبوب من الخلق يأنف ويغار أن يشرك معه محبة غيره في محبته, ويمقته لذلك,
ويبعده لا يحظيه بقربه , ويعده كاذباً في محبته, مع أنه ليس أهلاً لصرف كل قوة المحبة إليه,
فكيف بالحبيب الأعلى الذي لا ينبغى المحبه إلا له وحده,
وكل محبة لغيره فهي عذاب علي صاحبها ووبال؟؟
ولـهذا لا يغفر الله سبحانه أن يشرك به في هذه المحبه,ويغفر مادون ذلك لمن يشاء.
فمحبة الصور تفوت محبة ما هو أنفع للعبد. بل تفوت محبة ما ليس له صلاح ولا نعيم, ولا حياة نافعة إلا بمحبته وحده,.
فليختر العبد إحدى المحبتين, فإنهما لا يجتمعان في القلب ولا يرتفعان منه .
بل من أعرض عن محبة الله وذكره والشوق إلى لقائه ابتلاه بمحبة غيره, فيعذبه بها في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة,
فإما يعذبه بمحبة الأوثان,أو بمحبة الصلبان, أو المردان,أو بمحبة النسوان,أو محبة العشراء والإخوان,أو محبة ما دون ذلك مما هو في غاية الحقارة والهوان, فالإنسان عبد محبوبه كائناً من كان, كما قيل:
أنت القتيل بكل من أحببته
.............. فأختر لنفسك في الهوى من تصطفى
فمن لم يكن إلهه مالكه ومولاه كان إلهه هواه, قال تعالي:{أفرأيت من اتخذ إلهه هواهُ وأضله الله علي علم وختم على سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوةً فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون}[الأية:23سورة الجاثية].
أتمنى أن تعم الفائدة:)
من كتاب ( الداء والدواء) للإمام أبي عبد الله بن القيم الجوزيه