ابو محمد الدعجاني
22-Feb-2009, 11:07 AM
شعب ارهابي ينتخب قتلة
جاء فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية ليؤكد أن جرعة الموت والدمار التي وجهها الثلاثي المجرم (اولمرت -باراك- ليفني) إلى أهالي غزة لم ترو غليل الشعب الإسرائيلي، وان الناخب الصهيوني يتطلع إلى مجرم أكثر تطرفا للتعبير عن مشاعره العدائية تجاه الفلسطينيين والعرب، لقد كانت جرائم حزب كاديما في غزة هي برنامجه الانتخابي الدموي غير أن هذا الشعب الارهابي انتخب نتنياهو والليكود لانه يريد زعماء قتلة أكثر فتكا وترويعا.
اذا هذه «الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» -كما تصف اسرائيل نفسها- ليست سوى دليل على أن المسؤولية على الجرائم ضد الابرياء الفلسطينيين والعرب انما تقع على كاهل كل فرد اسرائيلي لانه انتخب القاتل وبارك جريمته، وللمفارقة فإن اليهود لازالوا يحملون الشعب الالماني واجياله الحالية لم تكن ولدت بعد أيام الحرب العالمية الثانية مسؤولية ممارسات النازية ضد اليهود، مع أن نظام هتلر كان ديكتاتوريا ولا يعبر عن إرادة ذلك الشعب، أما الإسرائيليون فمسؤوليتهم عما يفعله جيشهم بالفلسطينيين جماعية وثابتة، ثم ان كل اسرائيلي بلغ الثامنة عشرة هو تلقائيا مجند في ذلك الجيش ومشارك مباشرة في جرائمه اضافة إلى مسؤوليته السياسية كناخب.
نتائج الانتخابات الصهيونية تعطي فكرة عن نوع السلام الذي يطلبه الشعب الاسرائيلي مع العرب، سلام للقاتل وسط ضحاياه، وسلام للسيد وسط عبيده الخاضعين.
إيران و«قوى الاستكبار»!!
التقرير الذي بثته اذاعة البي. بي. سي قبل أيام حول التعاون الايراني مع الولايات المتحدة وبريطانيا في غزو كل من افغانستان والعراق يلقي مزيدا من الشكوك على مصداقية الخطاب السياسي للثورة الايرانية ونحن الان في ذكراها الثلاثين، ومع ان معلومات هذا التقرير ليست جديدة -باستثناء بعض التفاصيل- إلا انه يأتي مع التصريحات الايرانية الأخيرة الماسة بسيادة البحرين ليفرض على الخليجيين اعادة النظر في مفهوم الاعتماد على الغرب في ردع خطط التهديد والهيمنة الإيرانية.
التقرير اشار إلى اجتماعات جرت في أوروبا بين ايرانيين وامريكيين مهدت لتعاون ميداني مهم لعملية الغزو الغربي لأفغانستان عام 2001، وان مسؤولا ايرانيا «ضرب على طاولة الاجتماع بقوة» خلال أحد الاجتماعات لحث الأمريكيين على التعاون معهم لإسقاط طالبان، وان هذا المسؤول قدم خريطة عليها قائمة من مواقع طالبان التي يجب ان يركز عليها الأمريكيون كأهداف للقصف، وقال مسؤول أمريكي حضر هذا الاجتماع «حملنا معنا الخريطة إلى مركز القيادة واعتمدنا بالفعل هذه الخطة».
التقرير أيضاً أشار إلى أن الرئيس الايراني السابق خاتمي عرض على الأمريكيين التعاون معهم لإسقاط نظام صدام حسين وهو ما جرى بالفعل، وهو امر مفهوم مع اعتبار تاريخ العلاقة مع هذا النظام، لكن هذه الحقيقة فكرة «مواجهة قوى الاستكبار العالمي» المحورية في الخطاب الايدلوجي الايراني، فطهران لا تتردد في التعاون مع «الشيطان الأكبر» ضد خصومها الاقليميين، كما أن الشيطان الأكبر بدوره لا يتردد في التعاون مع «محور الشر» لأجل حساباته الميدانية.
ومع أن الموقف المبدئي لإيران هو معارضة الوجود العسكري الغربي في العراق الا ان الايرانيين عرضوا على البريطانيين خلال اجتماع سري التوقف عن استهداف القوات البريطانية في جنوب العراق مقابل تخفيف لندن موقفها بالنسبة للملف النووي الايراني، وهو عرض لم يقبل، ويحوي تقرير البي بي سي المنشور في الإنترنت مزيدا من التفاصيل حول الاتصالات الايرانية مع «قوى الاستكبار».
شخصياً لا تفاجئني مثل هذه المعلومات، ونحن نعلم ان إيران الثورة فعلت ما هو اشد تناقضاً مع مبادئها المعلنة مما سبق ذكره اذ عقدت عام 1984 صفقة لشراء اسلحة من اسرائيل بثلاثمائة مليون دولار، والنظام الإيراني يبقى نظاما برغماتيا يسعى لمصالحه الخاصة ولا يستطيع احد ان يلومه على ذلك، لكننا نلوم أنفسنا في الخليج على كل هذا الضعف والتخاذل والتفرق والذي جعل المسؤولين الإيرانيين يتسابقون على اطلاق التصريحات الاستفزازية حتى صاروا يطعنون بسيادة دولة عضو مجلس التعاون.
نحن أحرص من إيران على إقامة علاقة حسن جوار معها ولكن هذه العلاقة الحسنة لا يحققها إلا خليج قوي وموحد ومعتمد في أمنه على الله أولاً ثم ابنائه.. لا على الغرب المخادع.
عضو مجلس الامه الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي
جاء فوز بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة الإسرائيلية ليؤكد أن جرعة الموت والدمار التي وجهها الثلاثي المجرم (اولمرت -باراك- ليفني) إلى أهالي غزة لم ترو غليل الشعب الإسرائيلي، وان الناخب الصهيوني يتطلع إلى مجرم أكثر تطرفا للتعبير عن مشاعره العدائية تجاه الفلسطينيين والعرب، لقد كانت جرائم حزب كاديما في غزة هي برنامجه الانتخابي الدموي غير أن هذا الشعب الارهابي انتخب نتنياهو والليكود لانه يريد زعماء قتلة أكثر فتكا وترويعا.
اذا هذه «الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط» -كما تصف اسرائيل نفسها- ليست سوى دليل على أن المسؤولية على الجرائم ضد الابرياء الفلسطينيين والعرب انما تقع على كاهل كل فرد اسرائيلي لانه انتخب القاتل وبارك جريمته، وللمفارقة فإن اليهود لازالوا يحملون الشعب الالماني واجياله الحالية لم تكن ولدت بعد أيام الحرب العالمية الثانية مسؤولية ممارسات النازية ضد اليهود، مع أن نظام هتلر كان ديكتاتوريا ولا يعبر عن إرادة ذلك الشعب، أما الإسرائيليون فمسؤوليتهم عما يفعله جيشهم بالفلسطينيين جماعية وثابتة، ثم ان كل اسرائيلي بلغ الثامنة عشرة هو تلقائيا مجند في ذلك الجيش ومشارك مباشرة في جرائمه اضافة إلى مسؤوليته السياسية كناخب.
نتائج الانتخابات الصهيونية تعطي فكرة عن نوع السلام الذي يطلبه الشعب الاسرائيلي مع العرب، سلام للقاتل وسط ضحاياه، وسلام للسيد وسط عبيده الخاضعين.
إيران و«قوى الاستكبار»!!
التقرير الذي بثته اذاعة البي. بي. سي قبل أيام حول التعاون الايراني مع الولايات المتحدة وبريطانيا في غزو كل من افغانستان والعراق يلقي مزيدا من الشكوك على مصداقية الخطاب السياسي للثورة الايرانية ونحن الان في ذكراها الثلاثين، ومع ان معلومات هذا التقرير ليست جديدة -باستثناء بعض التفاصيل- إلا انه يأتي مع التصريحات الايرانية الأخيرة الماسة بسيادة البحرين ليفرض على الخليجيين اعادة النظر في مفهوم الاعتماد على الغرب في ردع خطط التهديد والهيمنة الإيرانية.
التقرير اشار إلى اجتماعات جرت في أوروبا بين ايرانيين وامريكيين مهدت لتعاون ميداني مهم لعملية الغزو الغربي لأفغانستان عام 2001، وان مسؤولا ايرانيا «ضرب على طاولة الاجتماع بقوة» خلال أحد الاجتماعات لحث الأمريكيين على التعاون معهم لإسقاط طالبان، وان هذا المسؤول قدم خريطة عليها قائمة من مواقع طالبان التي يجب ان يركز عليها الأمريكيون كأهداف للقصف، وقال مسؤول أمريكي حضر هذا الاجتماع «حملنا معنا الخريطة إلى مركز القيادة واعتمدنا بالفعل هذه الخطة».
التقرير أيضاً أشار إلى أن الرئيس الايراني السابق خاتمي عرض على الأمريكيين التعاون معهم لإسقاط نظام صدام حسين وهو ما جرى بالفعل، وهو امر مفهوم مع اعتبار تاريخ العلاقة مع هذا النظام، لكن هذه الحقيقة فكرة «مواجهة قوى الاستكبار العالمي» المحورية في الخطاب الايدلوجي الايراني، فطهران لا تتردد في التعاون مع «الشيطان الأكبر» ضد خصومها الاقليميين، كما أن الشيطان الأكبر بدوره لا يتردد في التعاون مع «محور الشر» لأجل حساباته الميدانية.
ومع أن الموقف المبدئي لإيران هو معارضة الوجود العسكري الغربي في العراق الا ان الايرانيين عرضوا على البريطانيين خلال اجتماع سري التوقف عن استهداف القوات البريطانية في جنوب العراق مقابل تخفيف لندن موقفها بالنسبة للملف النووي الايراني، وهو عرض لم يقبل، ويحوي تقرير البي بي سي المنشور في الإنترنت مزيدا من التفاصيل حول الاتصالات الايرانية مع «قوى الاستكبار».
شخصياً لا تفاجئني مثل هذه المعلومات، ونحن نعلم ان إيران الثورة فعلت ما هو اشد تناقضاً مع مبادئها المعلنة مما سبق ذكره اذ عقدت عام 1984 صفقة لشراء اسلحة من اسرائيل بثلاثمائة مليون دولار، والنظام الإيراني يبقى نظاما برغماتيا يسعى لمصالحه الخاصة ولا يستطيع احد ان يلومه على ذلك، لكننا نلوم أنفسنا في الخليج على كل هذا الضعف والتخاذل والتفرق والذي جعل المسؤولين الإيرانيين يتسابقون على اطلاق التصريحات الاستفزازية حتى صاروا يطعنون بسيادة دولة عضو مجلس التعاون.
نحن أحرص من إيران على إقامة علاقة حسن جوار معها ولكن هذه العلاقة الحسنة لا يحققها إلا خليج قوي وموحد ومعتمد في أمنه على الله أولاً ثم ابنائه.. لا على الغرب المخادع.
عضو مجلس الامه الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي