تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجارديان: سيدفع الغرب مع اسرائيل ثمن حمام الدم في غزة


ابو ضيف الله
13-Jan-2009, 11:36 AM
كتب سيوماس ميلن* : بتاريخ 12 - 1 - 2009
على مدى الايام الماضية, ارتكبت اسرائيل حمام دم في غزة يماثل ما رأته احلك ايام الحرب على العراق سوادا. وقد قتلت اسرائيل المدعومة حتى النخاع من قبل الطرف الامريكي الذي صنع تلك الكارثة, اكثر من 650 شخصا في عشرة ايام وجرحت ثلاثة آلاف,

وعندما سئل الوزير الاسرائيلي مائير شرتيت من قبل مراسل هيئة الاذاعة البريطانية عن مبرر كل هذه الفظائع اجاب بالفرنسية هذه هي الحرب وازاء تكثيف الجهود الدبلوماسية الدولية سعيا للتوصل الى وقف محتمل لاطلاق النار, اعلنت الحكومة الاسرائيلية موافقتها على توقف لمدة ثلاث ساعات يوميا عن المجزرة التي ترتكبها لأسباب انسانية. كل هذا من اجل مقتل عشرة اسرائيليين فقط ستة منهم جنود.

لكن اسرائيل, رغم كل هذا الاستعراض المروع لقوتها الطاغية, تواجه الآن من جديد خطر الفشل السياسي والعسكري تماما كما حدث لها في لبنان عام .2006 فبعد الهجمة الاشد تدميرا على هذا القطاع المحاصر, لا تزال حماس واقفة على قدميها, وادارتها متماسكة, وصواريخها تطال مديات ابعد داخل اسرائيل نفسها, وبدلا من اثارة نقمة الغزيين على حماس, فإن كل الدلائل تشير الى ان الهجوم الاسرائيلي يعزز الدعم الذي تتمتع به الحركة الاسلامية.

ما يظهر على السطح لحد الآن هو ان الصفقة التي وضعها الرئيس الفرنسي ساركوزي والجانب المصري تقدم وقفا كاملا لاطلاق النار مقابل فتح المعابر في غزة (وهو الشرط الذي تضعه حماس) الى جانب نشر قوة دولية على حدود القطاع مع مصر لمراقبة الانفاق المستخدمة لتهريب السلاح. وما دامت الصفقة لا تتعرض لسلطة حماس ولا تشمل نشر قوات اجنبية داخل غزة, فإن حماس يمكن ان تقبل بها.

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد اعلنت يوم الاربعاء الماضي موافقتها على المبادىء التي جاءت بها الخطة في وقت ما تزال التفاصيل فيه في حاجة الى البحث, لكن من الصعوبة بمكان ان نرى كيف ان صفقة كان يمكن, بالأساس, ان تبرم من دون حرب يمكن ان تعتبر اي شيء آخر سوى انتصار لحماس, عندها سيفقد كل من ايهود باراك وتسيبي ليفني الشعبية الانتخابية الداخلية التي اكتسباها نتيجة لعاصفة النار التي اطلقاها على غزة. وهذا هو السبب الذي يجعل الحكومة الاسرائيلية تعمد, مدفوعة بمنطق العاصفة التي اطلقتها; الى وضع شروط مستحيلة التنفيذ, وان توجه اللوم الى حماس عن فشل الصفقة, وان تزيد هجومها ضراوة.

فإذا كان لزعماء اسرائيل ان يتمكنوا من اعلان الانتصار الذي فشلوا في تحقيقه في لبنان, فإن ذلك يعني عدم بقاء قوة حماس وشعبيتها سالمتين, ان لم تكونا قد قويتا وترسختا. لذا سيرغب الزعماء الاسرائيليون في النهاية بأسر او قتل زعماء بارزين من حماس وتنظيم استعراض مهين لمن اسروا من مقاتليها, اضافة الى اقامة منطقة عازلة شمال القطاع.

لكن هذا يستدعي توسيع القطعات الاسرائيلية لغزوها البري والتوغل الى قلب مدن القطاع ومخيمات اللاجئين مع تكبدها لخسائر ثقيلة في الارواح والتأييد الشعبي. بعد ذلك سيكون على الاسرائيليين ان يختاروا بين ارغام حماس على العمل السري واعادة فرض الاحتلال الكامل للقطاع وبين مواجهة حرب عصابات متصاعدة كما حدث في لبنان في سنوات التسعينيات. فلا عجب, اذن, ان لا يتفق باراك وليفني حول ما يجب عمله.

مهما كان الاختيار الذي سيقررانه, فإن الحرب قد شقت الارض بالفعل تحت اقدام السياسة الاسرائيلية والغربية على امتداد المنطقة. فهي قد قوضت بين الفلسطينيين مكانة محمود عباس وحركة فتح التي يرأسها في نفس الوقت الذي ضاعفت فيه من التأييد الذي تتمتع به حماس في الضفة الغربية حيث تقوم قوات الامن الفلسطينية التي تدربها الولايات المتحدة ويمولها الاتحاد الاوروبي, باعتقال المئات من الناشطين وتحظر المظاهرات المؤيدة لحماس.

كما انها تقوي اولئك الاعضاء في فتح الذين يريدون الابتعاد عن الانقسام الذي يفرضه الغرب بين جناحي الحركة الفلسطينية. حسام خضر, على سبيل المثال, وهو زعيم من الجيل الجديد في فتح في الضفة الغربية, واحد من الذين يطالبون الآن بمفاوضات توحيدية مباشرة مع حماس وبزج كتائب الاقصى التابعة لفتح بالقتال جنبا الى جنب مع حماس ضد الهجمة الاسرائيلية.

قال لي هذا الاسبوع لقد ارتكبت اسرائيل خطأ جسيما, لأن حماس ستزداد قوة وفتح ستزداد ضعفا نتيجة هذه الحرب, حتى لو اقدمت اسرائيل على اعادة احتلال قطاع غزة. وقارن خضر بين مقاومة حماس في غزة وبين معركة الكرامة التي كرست زعامة ياسر عرفات بين الفلسطينيين عام 1968 وتنبأ قائلا بعد هذه الحرب, ستتولى حماس قيادة منظمة التحرير.

يمكن رصد التوجه نفسه على مدى الشرق الاوسط, حيث كسبت حماس مؤيدين اقوياء بضمنهم تركيا الديمقراطية, في حين فقدت الحكومات المؤيدة للغرب في المنطقة الكثير من مصداقيتها نتيجة ما اعتبر تواطؤا مخفيا من قبلها لتأييد المحاولة الاسرائيلية لسحق حماس على حساب الفلسطينيين في غزة.

معظم فلسطينيي غزة هم, في الواقع, لاجئون او ابناء اسر لاجئة ارغموا على مغادرة مدنهم الاصلية في جنوب اسرائيل, ومن بينها عسقلان واشدود, نتيجة تعرضهم لعمليات التطهير العرقي التي رافقت اقامة دولة اسرائيل عام .1948

لكن غالبية الصحافة الغربية تحاول حملنا على التصديق بأن سبب هذه الحرب هو قيام حماس باطلاق صواريخ معظمها محلي الصنع على اسرائيل وهو امر, حسب تلك الصحافة, لا يمكن لدولة ان تتعرض له دون الرد عليه, في ارض الخيال الاعمى هذه لا يوجد تشريد مستمر منذ 61 عاما, ولا مخيمات للاجئين, ولا احتلال, ولا حصار, ولا انتهاكات اسرائيلية متعددة لقرارات مجلس الامن الدولي ومواثيق جنيف, ولا جدار غير مشروع, ولا اغتيالات روتينية, ولا سجناء, ولا ضفة غربية.

كما ان عليك ان لا تعي ان غزة ما تزال, من الناحية العملية ومن وجهة نظر القانون الدولي, ارضا محتلة وجزءا من كيان سياسي واحد يضمها مع الضفة الغربية, وان لا تدرك ايضا بأن الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي, التي تدعو ظاهرا الى وقف اطلاق النار, هي التي اعدت الارضية اللازمة لارتكاب هذه الاعمال الهمجية بما قدمته من اموال واسلحة ودعم دبلوماسي في الوقت الذي كان الامل بالتوصل الى حل قابل للبقاء باقامة الدولتين يتلاشى امام اعيننا.

ينبغي الان ممارسة الضغط ليس على اسرائيل وحدها بل على تلك الحكومات التي تؤيدها بما في ذلك الحكومة البريطانية.

لهذا الغرض تنطلق الدعوات مثل تلك التي صدرت عن نك كليغ, زعيم الديمقراطيين الاحرار في بريطانيا, الى فرض حظر على تزويد اسرائيل بالسلاح وتعليق اتفاقية التعاون التي ابرمت مؤخرا بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل. لقد وصف ديفيد ميليباند هذه الدعوة بأنها ساذجة. لكن السذاجة, في الواقع, تكمن في التصور بأن بوسع الغرب ان يواصل كفالة الظلم والقتل المفروضين دون هوادة على الفلسطينيين من دون ان يدفع ثمنا لذلك.

المصدر: المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب
* محرر صفحة الرأي في جريدة الجارديان

عبدالله الجـــذع
13-Jan-2009, 12:46 PM
نعم سيدفع الغرب واشرائيل
ثمن الارواح التي زهقت والتي تزهق في العشيه وضحاها

مقال رآئع وتحليل اروع

الف شكر يالغالي

محبك

.