المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـلـحـمة الفــداء العــراقيـة...


ابو ضيف الله
08-Apr-2004, 09:58 PM
عبثا حاولت أن أحيط بكل ما تقذفه الفضائيات وتطيره وكالات الأنباء بشأن الوضع في العراق.. فيضان معلوماتي ؛ معظمه غير دقيق وإن وشى بجزء من حقيقة الملحمة التي تجري فصولها الشامخة في بلد أبت قيمه الشماء أن يطأطئ الرأس ويحني الجبهة للمحتل.

تتزاحم الأخبار وتتلاحق , وتتعانق الأفكار في أذهاننا تبعا لها.

عشرات الأنفس العراقية البريئة قضت نحبها , وعشرات ـ كذلك ـ من المحتلين قد لقوا حتفهم. مدنيون نالتهم أيدي البغي بمنتهى الخسة , وعسكريون معتدون سقطوا بلا شرف في معركة عجزوا عن أن يرفعوا لها هدفا أخلاقيا نبيلا.

'إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون , وترجون من الله ما لا يرجون'.

إنه حي الجولان يقصف فيسقط طائرتين ويعطب دبابة ويولي المعتدون الأدبار من هول ما رأوا.

حي الجولان في الفلوجة ؛ المحتل من قبل اليمين الصهيوني الأمريكي .. حتى الأسماء واحدة هنا وهناك .. إذا كان الجولان السوري يئن تحت الاحتلال الصهيوني 'الإسرائيلي' فهذا الجولان العراقي ينتفض له , وتتداعى لألمه أكثر من بقعة مباركة للمقاومة.

تقف حركتي حماس والجهاد الإسلاميتين تنددان بالعدوان الأمريكي على العراق وتطالب المجتمع الدولي بتوفير حماية للعراقيين المدنيين , نعم هذا شأنكم فليس للعراقيين رئيس ولا لهم جامعة عربية ولا لهم أحد بعد الله إلاكم والشعوب العربية الملتاعة لمصائبكم [التي بثت الجزيرة وغيرها جوانب منها بالأمس].

الهم واحد لهذه الأمة , أوجاعها واحدة وآمالها واحدة كذلك , ففي مثل هذه الأيام تماما قبل عامين كانت ملحمة أخرى يسطرها مناضلون آخرون في بلد عزيز كريم أبي آخر , في فلسطين ؛ ومخيم جنين تحديدا كانت المعجزة , يومها قدم المخيم الصغير الذي لا تزيد مساحته عن كيلو متر مربع أسطورة فداء للأمة وسجل درسا للتاريخ وللعسكرية وللعقيدة , إذ استعصت جحافل العدوان الصهيونية عن اقتحامه إلا بعد 13 يوما من النضال والفداء والشموخ والكرامة , يومها وقف الجنرال الطوالبة وجنوده في المخيم رافعي الرأس يسطرون الملحمة إلى أن ارتقت أرواحهم إلى العلياء في موكب من 75 شهيدا , ولسان الفعال يقول :'ألا أبلغوا عنا أمتنا أن قد وقفنا وصمدنا ودافعنا عن الدين والأرض والعرض حتى غدونا وما علينا ملامة' وألسنة المرابطين في الأرض المباركة الكريمة تشيعهم 'أما هؤلاء فقد أدوا ما عليهم'.

75 شهيدا ارتقوا , و79 يعالجون إلى اللحظة , و186 لازالوا قيد الأسر , 800 منزل هدمت , 150 محلا تجاريا نسفوا , ومع ذلك صمدوا لـ13 يوما , هذا , والعواصم العربية قد رفعت الرايات البيضاء , والزعماء الكبار لا يقوون حتى على الجلوس على مقاعد تونس لساعات !!

وكل ذلك لا يعكس إلا قدرا عاليا من التقارب بين الهموم داخل الجسدين العربي والإسلامي , ففي الفلوجة والرمادي كانت المعارك متشابهة..

وفي تلك الأحداث كثير من المعاني اللافتة , نذكر أهمها هنا , ونترك للقارئ استنباط المزيد منها :

أول هذه المعاني: هو وصول الاحتلال بعد عام من سقوط بغداد إلى حال الانسداد التام والعجز المطبق والشلل الكامل , ومن سره أن ينظر فلينظر إلى توني بلير وقد ظهر في مؤتمره الصحفي أشعث الرأس يعلو السواد وجهه يتلعثم في ردوده , وأي ردود تسعفه والوضع لا يحتاج إلى شهادة زور من جديد .. إنه مشهد غني عن أي بيان , إنه سهم العدوان يرتد في نحر مطلقيه.

ما بثته شبكة سكاي الغربية مساء أمس عن مقتل 130 أمريكيا في معركة الرمادي بالأمس , ما بثته العربية والجزيرة عن إسقاط طائرة وإعطاب آليات كثيرة في الفلوجة والرمادي والناصرية ... والأخبار المتدفقة من كل مكان تؤشر جميعها إلى أنه قد حمي الوطيس وأن العراقيين ينفذون ملحمة سيسجلها لهم التاريخ ؛ وأن 'الدولة العظمى' تمر بأسوأ مراحلها 'الاستعمارية' , وأنه قد بدأ العد العكسي لزوال احتلالهم وعدوانهم وأفول إمبراطوريتهم التي لا يغيب عنها القهر , وأن قناة العرب لن تلين بسهولة في معركتهم الفاصلة.

وثاني هذه المعاني: أن الممارسات وحدها تماما هنا وهناك , ولا غرو , أليست القوات الأمريكية بعيدا عن امتحال المبررات الكاذبة ـ قد أتت إلى بلاد 'بابل' لتقيم من قريب ما يسمى بـ'دولة إسرائيل الكبرى' ؟ أو ليست قد جاءت وفقا لكونداليزا رايس وغيرها لـ'تأمين الجبهة الشرقية لإسرائيل' ؟ أو ليست قد سمحت لضباط الموساد باستباحة الأرض العراقية فجاسوا خلال بلاد الرافدين ؟ ... أو ليس قد قال وزير عراقي منذ عدة أيام 'أن من حق يهود أن يستعيدوا أملاكهم في العراق' حتى قبل أن يستعيد العراقيون أنفسهم أملاكهم المغصوبة من بني صهيون!! لا غرو إن كان الأمر كذلك أن تتشابه فعالهم كما تشابهت قلوبهم , فما العيب إذن أن تقوم القوات الأمريكية في الرمادي بحصار مستشفاها والحؤول دون وصول الإمدادات الطبية ووصول المصابين إليه ؟ وما العيب في أن تترك دولة الحرية المصابين ينزفون حتى الموت في الشوارع المحاصرة ؟ ما المانع من تدنيس المصاحف ؟ ما المانع من قصف المساجد ؟ ما العيب في سفك دماء الرضع ؟ أفلا يكون لإيمان حجو ومحمد الدرة أشقاء في العراق ؟ ما المانع والعيب في كل هذا إذا كان ذلك عين ما يحدث في فلسطين الحزينة ؟ ما يضركم أن يعم الحزن وتصرخ الأرامل ويبكي اليتامى وتنتحب الفتيات والأطفال في كل بلاد الشرق الأوسط الكبير [بلاد الإسلام سابقا!!] , ألا تريدون وحدة بين العرب ؟!

وثالث هذه المعاني: أن هذه الأمة كالذهب لا يبرق إلا في المحن وبين اللظى , يستطيع أي متأمل أن يلحظ حال العراقيين إبان الثمانينات , كيف كانت الأخلاق ضائعة والأهداف زائغة .. كم منهم كان يصلي ؟؟ بل كم كان منهم يهزأ بمن يصلي ؟؟.. تلك حكمة الله وتلك سنته. لاحظ مراسل لصحيفة الأسبوع القاهرية في عددها الأخير أول من أمس أن العراقيين قد باتوا لا يصمون المقاومين إلا بلفظ 'المجاهدين' وهو مصطلح رغم اختلاف الناس حوله ورغم عدم تطابقه في أحيان معينة مع الوضع العراقي , إلا أنه قد أصبح من منغصات القوات الأمريكية في العراق , حتى تكلم الناطق باسم القوات الأمريكية منذ قليل [ظهر الأربعاء 7/4/2004] فقال 'إن المعركة الآن هي بين التطرف والاعتدال' , إنه اعتراف صار الأمريكيون أنفسهم يعترفون به بأن السحر 'الديمقراطي' قد بطل اليوم , وأن معركتهم الآن ليست مع 'فلول النظام' و'يتامى صدام' كما كان يصور الغرب , وإنما صار الأمر جليا , لا سيما بعد مؤتمر هيئة علماء المسلمين العراقيين الذي بثت الجزيرة مقاطع منه منذ ساعة , أن المعركة حضارية وليست عسكرية أو أرضية وأن موروث هذه الأمة الحضاري هو المستهدف وأن العراقيين أضحوا مدركين لكل هذا , وأنه لم تعد هناك حاجة للاستتار.

أميـر سعيـد
منـقـول

الابرق
10-Apr-2004, 06:52 AM
إهداء للفلـّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو جة


إضرب يا اسدَ الفلـّــــوجة .... و اعدل لي رأسا ً معووجة

حكامي ركعـوا من زمنٍ ...... ذلاًّ ببطونٍ مبعـــــــــــــوجة

إضرب محتلاً لعراقي ..... فحججهم صارت محجوجــــــة

ارفع هاماتـِك يا بطلاً ...... فجباهي تنزفُ مشجوجــــــــــة

علـّـم ابناءَك ، ابنائي ..... بأزيز رصاصٍ اهزوجـــــــــــة

علمني كي اغدو رجلاً ...... لأُصارع كفراً و علوجـــــــــه

فلــّوجة صارت لي املاً ...... اختاً لجنينَ المخلوجـــــــــة

لا ترهب محتلاً ابداً ...... اشجعهم يخشى الفرّوجـــــــــــــة

لن يخبو نجمٌ في فلكٍ ..... قد شاد الأبطالُ بروجـــــــــــــه

لوطيٌٌ جاء ليحكمنا .... تبـّـاً للخُـنثى المغنوجــــــــــــــــة

امريكا في فمها حيضٌ .... من كلِّ العالمِ ممجوجـــــــــــــة

ابناءَ معاذٍ و القعقاع .... قد لاحت للفجرِ بلوجـــــــــــــــــــه

ابناءَ عراقٍ لا تهـِِـنوا ..... و صموداً "اولاد العوجــــــــــة"

فخيولُ الله قد انطلقت....... صبحاً للعزّةِ مسروجـــــــــــة