ولد الحضريه
24-Dec-2008, 07:40 AM
قضت مشيئة المولى - عز وجل - لهذه الجزيرة أن يسكنها أُناس قلّ أن تجد لخصالهم في هذا الكون الفسيح مثيلا، هم البدو.
البدو أصالة، أخلاق، كرامة، شهامة، قوة، مرجلة، مكابدة، عزة، نخوة، ضيافة، ولا يقبلون بالخضوع والإنكسار، مهما كانت الأسباب.
عاشوا تحت الشمس الحارقة، وأكتسو الرمال الملتهبة، واستظلوا تحت أعشاب لا ظل لها.
حياتهم البسيطة التي نشؤوا عليها جعلتهم أسياداً لهذه الأرض - شاء من شاء وأبا من أبا - ، وأطمأنوا حينما أمنوا أن نهايتهم ستكون تحت الرمال التي عاشوا فوقها حفاة عراة، وليس أمامهم إلا دلال القهوة وحبات التمر ولحم وحليب ماشيتهم التي يركبونها؛ فأصبحوا على ما كانوا عليه من صفات لا يبدلها بشر ولا يأثر فيها دخيل.
وبعد أن مَنّ المولى - عز وجل - على هذه الأرض بالخير الكثير، سافر البدو للدراسة في الخارج فكانوا خير سفراء لهذه الأرض، وظهروا بعادتهم وتقاليدهم امام الغرب، ولم يكن لأشكالهم أو لهجاتهم او عاداتهم إلا التقدير والإحترام؛ لأنهم يستحقون ذلك، ولأنهم عرفوا أن المباني الشهاقة، والأعين الزرقاء، هي مجرد عالم اخر يختلف عن عالمنا وعاداتنا وتقاليدنا.
لكن للأسف عاد بعضهم، بعد أن تبدلت ثقافتهم وأفكارهم، وأعتقدوا أن عادات البدوي ستتطور بكلمة عربي وكلمة إنجليزي، أو أن يفتي فيما يعلم ولا يعلم، أو أن يفكر في استيراد ثقافة الغرب وزرعها بيينا؛ حتى يعيش تلك الثقافة الغريبة عنا، التي أعتقد أنها سبب تقدمهم الصناعي أو التجاري.
لهؤلاء أقول: إن آباءكم وأجدادكم الذين لم تؤثر فيهم عوامل التعرية في الصحراء، ولا الجوع والعطش، ولا السيوف والألم، تركوا فيكم دمائهم، ومهما تناسيتم أنفسكم وعاداتكم، فستظلون في نظرنا بدوا، وستعودون لأصولكم الطيبة وعاداتكم الكريمة رغماً عنكم.
وإن غداً لناظره قريب
كتبها: مفيد النويصر .
البدو أصالة، أخلاق، كرامة، شهامة، قوة، مرجلة، مكابدة، عزة، نخوة، ضيافة، ولا يقبلون بالخضوع والإنكسار، مهما كانت الأسباب.
عاشوا تحت الشمس الحارقة، وأكتسو الرمال الملتهبة، واستظلوا تحت أعشاب لا ظل لها.
حياتهم البسيطة التي نشؤوا عليها جعلتهم أسياداً لهذه الأرض - شاء من شاء وأبا من أبا - ، وأطمأنوا حينما أمنوا أن نهايتهم ستكون تحت الرمال التي عاشوا فوقها حفاة عراة، وليس أمامهم إلا دلال القهوة وحبات التمر ولحم وحليب ماشيتهم التي يركبونها؛ فأصبحوا على ما كانوا عليه من صفات لا يبدلها بشر ولا يأثر فيها دخيل.
وبعد أن مَنّ المولى - عز وجل - على هذه الأرض بالخير الكثير، سافر البدو للدراسة في الخارج فكانوا خير سفراء لهذه الأرض، وظهروا بعادتهم وتقاليدهم امام الغرب، ولم يكن لأشكالهم أو لهجاتهم او عاداتهم إلا التقدير والإحترام؛ لأنهم يستحقون ذلك، ولأنهم عرفوا أن المباني الشهاقة، والأعين الزرقاء، هي مجرد عالم اخر يختلف عن عالمنا وعاداتنا وتقاليدنا.
لكن للأسف عاد بعضهم، بعد أن تبدلت ثقافتهم وأفكارهم، وأعتقدوا أن عادات البدوي ستتطور بكلمة عربي وكلمة إنجليزي، أو أن يفتي فيما يعلم ولا يعلم، أو أن يفكر في استيراد ثقافة الغرب وزرعها بيينا؛ حتى يعيش تلك الثقافة الغريبة عنا، التي أعتقد أنها سبب تقدمهم الصناعي أو التجاري.
لهؤلاء أقول: إن آباءكم وأجدادكم الذين لم تؤثر فيهم عوامل التعرية في الصحراء، ولا الجوع والعطش، ولا السيوف والألم، تركوا فيكم دمائهم، ومهما تناسيتم أنفسكم وعاداتكم، فستظلون في نظرنا بدوا، وستعودون لأصولكم الطيبة وعاداتكم الكريمة رغماً عنكم.
وإن غداً لناظره قريب
كتبها: مفيد النويصر .