الذيب
31-Mar-2004, 06:14 PM
رائعة للدكتور عبد الرحمن العشماوي
يا فارس الكرسي
عزاء إلى كل مسلم في وفاة الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله -
*قالهاالشاعر- عبدالرحمن بن صالح العشماوي:
هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا ***** فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم ***** فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا
إني لأرجو أن تكون بنارهم ***** لما رموك بها، بلغتَ جِنانا
غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً ***** أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا
أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا ***** كم قدَّموا لشموخك الإحسانا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر ***** وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا
يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً ***** بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً ***** وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي ***** ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا
وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما ***** صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا
وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً***** متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً***** إنَّ السجود ليرفع الإنسانا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا***** أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى***** وطوى بك الآفاقَ والأزمانا
علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن***** مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه***** مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا
أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ***** عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا
لكأنني أبصرت في عجلاته***** أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا
حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ***** تمشي به، كالطود لا تتوانى
إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما***** لقيتْ جحود القوم، والنكرانا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى***** أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟
وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ***** في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا
هل أبصروا جسداً على كرسيِّه***** لما تناثَر في الصَّباح عِيانا
أين الحضارة أيها الغربُ الذي***** جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا
عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ***** قد ضلَّ من يستعطف البركانا
هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه***** من يعبد الأَهواءَ والشيطانا
يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا***** فلقد تركتَ الصدق والإيمانا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على***** مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا
أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي***** أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا
أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى***** في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا
يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ***** إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ***** للفجر حين يبشِّر الأكوانا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني***** بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما***** بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا
هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي***** شيَّدتُ في قلبي له بنيانا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي***** تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ***** ما أجمل الأنهارَ والبستانا
ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا***** يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا
يا فارس الكرسي
عزاء إلى كل مسلم في وفاة الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله -
*قالهاالشاعر- عبدالرحمن بن صالح العشماوي:
هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا ***** فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم ***** فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا
إني لأرجو أن تكون بنارهم ***** لما رموك بها، بلغتَ جِنانا
غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً ***** أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا
أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا ***** كم قدَّموا لشموخك الإحسانا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر ***** وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا
يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً ***** بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً ***** وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي ***** ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا
وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما ***** صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا
وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً***** متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً***** إنَّ السجود ليرفع الإنسانا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا***** أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى***** وطوى بك الآفاقَ والأزمانا
علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن***** مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه***** مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا
أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ***** عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا
لكأنني أبصرت في عجلاته***** أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا
حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ***** تمشي به، كالطود لا تتوانى
إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما***** لقيتْ جحود القوم، والنكرانا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى***** أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟
وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ***** في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا
هل أبصروا جسداً على كرسيِّه***** لما تناثَر في الصَّباح عِيانا
أين الحضارة أيها الغربُ الذي***** جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا
عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ***** قد ضلَّ من يستعطف البركانا
هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه***** من يعبد الأَهواءَ والشيطانا
يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا***** فلقد تركتَ الصدق والإيمانا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على***** مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا
أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي***** أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا
أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى***** في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا
يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ***** إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ***** للفجر حين يبشِّر الأكوانا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني***** بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما***** بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا
هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي***** شيَّدتُ في قلبي له بنيانا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي***** تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ***** ما أجمل الأنهارَ والبستانا
ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا***** يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا