ابو غازي
28-Mar-2004, 12:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنا قد طرحنا في وقت سابق .... قصة أجبن واحيل واشجع العرب ... وأعقب ذلك قصة حكومة الضب ... واليوم ننتقل معكم لعصر صدر الإسلام وقصة : الزوجة الخالدة ....
قال "هشام بن يحي الكناني" :
غزونا أرض الروم "سنة ثمان ثلاثين" وعلينا "مسلمة بن عبد الملك" .... وكنا رفقة من أهل البصرة نتناوب الخدمة والحراسة وطلب الزاد والعُلُوف في موضع واحد ....
وكان معنا رجل يقال له "سعيد بـن الحارث" رحمه الله .... وكان يصوم النهار ويقوم الليل .... وما رأيته في ليل ولا نهار إلا في حال اجتهاد .... فإن لم يكن وقت الصلاة أو كنا نسير لم يفتر عن ذكر الله تعالى ودراسة القران ....
فأدركتني وأياه النوبة ذات ليلة في الحراسة ونحن محاصرون حصنا ًمن حصون الروم قد استصعب علينا أمره ... فرأيت من "سعيد" في تلك الليلة من شدة الصبر على العبادة والقيام والصلاة ما احتقرتُ معه نفسي .... وعجبت من قوة جسمه على ذلك !!! فكلمته أن يرفق بنفسه فقال لي : يا أخي إنما هي أنفاس تعد وعمر يفنى وأيام تنقضي !!!
وأنا رجل أرتقب الموت وأبادر خروج نفسي !
فأبكاني جوابه ... ودعوت الله له بالعون والتثبيت !
ثم قلت له : نم قليلاً لتستريح فإنك لا تدري ما يحدث من أمر العدو !
فنام "سعــيد" في الخيمة لوحده وبقيت أنا أحرس .... وفجأة سمعت كلاماً في الخيمة ......فتعجبت !! لأنه ليس فيها إلا "سعــيد" وهو نائم ..... ولم أرى أحداً يدخلها سواه ..... فذهبت إلى الخيمة فنظرت داخلها ...... فإذا "سعــيد" نائم ... إلا أنه يضحك ويتكلم وهو نائم ....وحفظت من كلامه (ما أُحب أن أرجع) !!!!!!
ثم مد يده اليمنى كأنه يأخذ شيئاً ثم ردها بلطف وهو يضحك !!
ثم قال : فـ الليلة !!
ثم وثب من نومه وهو يرتعد فاحتضنته وهدأته ،فلما هدأ جأشه أخذ يهلل ويكبر ويحمد الله تعالى !!
فسألته أن يقص علي الخبر ،فأخبرني أن رجلين أتياه في المنام على أحسن هيئة وقالا له : قم حتى نُريك ما أعد الله لك من النعيم !
وظل "سعــيد" يسرد ما رآه من القصور والحور وترحيبهن به ... حتى انتهى إلى سرير وعليه واحدةً من الحور العين وكأنها اللؤلؤ المكنون .... فقالت له : قد طال انتظارنا إياك !
فقال لها : "سعــيد" من أنتِ ؟
فقالت له : أنا زوجتك "الخالــدة" !
قال : فمددتُ يدي إليها فردتها بلطف وقالت : أما اليوم فـ لا !!! إنك راجع إلى الدنيا!
فقلتُ لها : ما أحب أن أرجع !
فقالت له : لابد من ذلك ... وستقيم في الدنيا ثلاثاً ثم تُفطر عندنا في الليلة الثالثة إن شاء الله !
فقلت : فـ الليلة الليلة ........
فقالت : إنه أمراً كان مقضيا !
ثم نهضت من مجلسها واستيقظت أنا حينئذٍ من نومي .
ثم ذهب "سعــيد" فـ أغتسل وتطهر وتحنط ولبس أكفانه .... فلما كان الصباح هجم على الأعداء يُقاتلهم ببسالة وضراوة .... يطلب الموت في سبيل الله .... فلما حل المساء وتوقف القتال أفطر وكان صائما نهاره كله .... وبات ليلته تلك يصلي لله .... فلما كان اليوم الثاني صنع كصنيعه في اليوم السابق .....
فلما كان اليوم الثالث صنع كصنيعه في اليومين السابقين .... فـ قاتل الأعداء ببسالة وهو (صائم) كأنما هو عاشق للموت في سبيل الله ،لكن الله لم يرزقه الشهادة طوال النهار ،فلما دنت الشمس من الغروب ،رماه رجل من الروم بسهم فخر صريعاً ............... فـ أسرعتُ إليه ؟؟؟
وقلت له : هنيئاً لك بما تفطر عليه الليلة !!
ياليتنتي كنتُ معك !!
فضحك "سعــيد" في وجهـــي !!!!!!!
ثم قال : الحمد لله الذي صدقنا وعده !!
ثم فاضت روحه إلى باريها ،فصحتُ بـ أعلى صوتي وناديت : لـ مثل هذا فـ ليعمل العاملون !!
ثم أخبرتُ الناس الخبر ،فبكوا وضجوا بـ النحيب ، ثم كبــروا تكبيرة اضطرب لها المعسكر !!!!!
وبات الناس يذكرون حديثه ويحرض بعضهم بعضا على قتال الأعداء ........فلما أصبحوا نهضوا إلى حصن العدو بنيات مجددة وقلوب مشتاقة إلى لقاء الله عز وجل .... فما أضحى النهار حتى فتح الله علينا ذلك الحصن .
ولنا عودة بمشيئة الله مع بعض الفوائد :)
كنا قد طرحنا في وقت سابق .... قصة أجبن واحيل واشجع العرب ... وأعقب ذلك قصة حكومة الضب ... واليوم ننتقل معكم لعصر صدر الإسلام وقصة : الزوجة الخالدة ....
قال "هشام بن يحي الكناني" :
غزونا أرض الروم "سنة ثمان ثلاثين" وعلينا "مسلمة بن عبد الملك" .... وكنا رفقة من أهل البصرة نتناوب الخدمة والحراسة وطلب الزاد والعُلُوف في موضع واحد ....
وكان معنا رجل يقال له "سعيد بـن الحارث" رحمه الله .... وكان يصوم النهار ويقوم الليل .... وما رأيته في ليل ولا نهار إلا في حال اجتهاد .... فإن لم يكن وقت الصلاة أو كنا نسير لم يفتر عن ذكر الله تعالى ودراسة القران ....
فأدركتني وأياه النوبة ذات ليلة في الحراسة ونحن محاصرون حصنا ًمن حصون الروم قد استصعب علينا أمره ... فرأيت من "سعيد" في تلك الليلة من شدة الصبر على العبادة والقيام والصلاة ما احتقرتُ معه نفسي .... وعجبت من قوة جسمه على ذلك !!! فكلمته أن يرفق بنفسه فقال لي : يا أخي إنما هي أنفاس تعد وعمر يفنى وأيام تنقضي !!!
وأنا رجل أرتقب الموت وأبادر خروج نفسي !
فأبكاني جوابه ... ودعوت الله له بالعون والتثبيت !
ثم قلت له : نم قليلاً لتستريح فإنك لا تدري ما يحدث من أمر العدو !
فنام "سعــيد" في الخيمة لوحده وبقيت أنا أحرس .... وفجأة سمعت كلاماً في الخيمة ......فتعجبت !! لأنه ليس فيها إلا "سعــيد" وهو نائم ..... ولم أرى أحداً يدخلها سواه ..... فذهبت إلى الخيمة فنظرت داخلها ...... فإذا "سعــيد" نائم ... إلا أنه يضحك ويتكلم وهو نائم ....وحفظت من كلامه (ما أُحب أن أرجع) !!!!!!
ثم مد يده اليمنى كأنه يأخذ شيئاً ثم ردها بلطف وهو يضحك !!
ثم قال : فـ الليلة !!
ثم وثب من نومه وهو يرتعد فاحتضنته وهدأته ،فلما هدأ جأشه أخذ يهلل ويكبر ويحمد الله تعالى !!
فسألته أن يقص علي الخبر ،فأخبرني أن رجلين أتياه في المنام على أحسن هيئة وقالا له : قم حتى نُريك ما أعد الله لك من النعيم !
وظل "سعــيد" يسرد ما رآه من القصور والحور وترحيبهن به ... حتى انتهى إلى سرير وعليه واحدةً من الحور العين وكأنها اللؤلؤ المكنون .... فقالت له : قد طال انتظارنا إياك !
فقال لها : "سعــيد" من أنتِ ؟
فقالت له : أنا زوجتك "الخالــدة" !
قال : فمددتُ يدي إليها فردتها بلطف وقالت : أما اليوم فـ لا !!! إنك راجع إلى الدنيا!
فقلتُ لها : ما أحب أن أرجع !
فقالت له : لابد من ذلك ... وستقيم في الدنيا ثلاثاً ثم تُفطر عندنا في الليلة الثالثة إن شاء الله !
فقلت : فـ الليلة الليلة ........
فقالت : إنه أمراً كان مقضيا !
ثم نهضت من مجلسها واستيقظت أنا حينئذٍ من نومي .
ثم ذهب "سعــيد" فـ أغتسل وتطهر وتحنط ولبس أكفانه .... فلما كان الصباح هجم على الأعداء يُقاتلهم ببسالة وضراوة .... يطلب الموت في سبيل الله .... فلما حل المساء وتوقف القتال أفطر وكان صائما نهاره كله .... وبات ليلته تلك يصلي لله .... فلما كان اليوم الثاني صنع كصنيعه في اليوم السابق .....
فلما كان اليوم الثالث صنع كصنيعه في اليومين السابقين .... فـ قاتل الأعداء ببسالة وهو (صائم) كأنما هو عاشق للموت في سبيل الله ،لكن الله لم يرزقه الشهادة طوال النهار ،فلما دنت الشمس من الغروب ،رماه رجل من الروم بسهم فخر صريعاً ............... فـ أسرعتُ إليه ؟؟؟
وقلت له : هنيئاً لك بما تفطر عليه الليلة !!
ياليتنتي كنتُ معك !!
فضحك "سعــيد" في وجهـــي !!!!!!!
ثم قال : الحمد لله الذي صدقنا وعده !!
ثم فاضت روحه إلى باريها ،فصحتُ بـ أعلى صوتي وناديت : لـ مثل هذا فـ ليعمل العاملون !!
ثم أخبرتُ الناس الخبر ،فبكوا وضجوا بـ النحيب ، ثم كبــروا تكبيرة اضطرب لها المعسكر !!!!!
وبات الناس يذكرون حديثه ويحرض بعضهم بعضا على قتال الأعداء ........فلما أصبحوا نهضوا إلى حصن العدو بنيات مجددة وقلوب مشتاقة إلى لقاء الله عز وجل .... فما أضحى النهار حتى فتح الله علينا ذلك الحصن .
ولنا عودة بمشيئة الله مع بعض الفوائد :)