أبو مرحبا
21-Oct-2008, 12:46 PM
قد سمعنا لشعّار كثيرون في أوصاف الغيرة وبتّ أنانيتهم في المحبوب، كما جاء عند الأستاذ علي الجارم في رائعته "مالي فتنت بلحظك الفتّك" عندما ذكر في بيت من الأبيات يقول فيه:
إنّي أغار من الكؤوس فجنبي .. كأس المدامة أن تقبّل فاك.
كما ذكر أيضا يزيد بن معاوية في رائعته "أراك طروبا" حين قال:
أغار عليها من أبيها وأمها .. ومن حظوة المسواك حين دار في الفم
وآغار على أعطافها من ثيابها .. إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحا تقبّل ثغرها .. إذا أوضعتها موضع اللثم بالفم
ولكن أن يأتي كشاعرنا القاسم بن هتيمل الضمدي ليقول:
أنا من ناظري عليك أغار .. وارى عني ما زال عنه الخمار
صن محياك بالنقـــاب وإلا .. نهبته القلوب والأبصــــار
فمن الغبن أن يماط لثــــام .. عن ثناياك أو يحـــــل إزار
فتلك لعمري قصيّة الغيرة التي ذهبت بصاحبها إلى أن يغير على محبوبته حتى من نفسه ومن ناظريه..
وفي هذه القصيدة أيضا أجمل وألطف عبارات تشبيه الشيب إذ يصف محبوبته وفزعها عندما رأت شعر رأسه وقد غزا الشيب جانبيه .. فتمعنّوا بهذا التشبيه الذي وصف به الشاعر ما تبقى من شعر أسود على رأسه بالليل والشيب الأبيض الذي غزا عارضيه بالنهار في قوله:
فلمّا أن رأت مفرقي فأفزعها .. ليل تمشّى بجانبيه نهار
وبيت لم تفتني حلاوة مذاقه من بن هتيمل عندما أعلن عن شهوة النفس لغرام الشباب دون أن يكون للمشيب تأثير على ذلك برأيه وقوله الصريح:
وغرام الشباب أشهى إلى النفـس .. وإن كان في المشيب الوقار
ولا ينسى شاعرنا أن يختم قصيدته في ندب ذلك الزمان الأول وتلك الديار البالية وحنينه لذلك العهد القديم عندما يقول:
لا الزمان الزمان فيما عهدناه .. قديما ولا الديار الديار.
بعض هذا يبلي الجديد ويفني .. المرء لو أن عمره أعمار
قصيدة (أنا من ناظري) للقاسم بن هتيمل الضمدي (كاملة):
انا من ناظري عليك اغار=وار عني مازال عنه الخمار
يا قضيبا من فضة يقطف=النرجس من وجنتيه والجلنار
قمر طوقه الهلال ومن شمس=الدياجي في ساعديه سوار
صن محياك بالنقاب والا=نهبته العقول والابصار
فمن الغبن ان يماط لثام=عن محياك او ان يحل ازار
عجبا منك تحت برقعك النار=وفيه الجنات والازهار
لك في الخيار في القتل=والمن جميعا وما عليك خيار
من معيري قلبا صحيحا ولو=طرفة عين ان كان قلب يعار
لا الزمان الزمان فيما=عهدناه ولا الديار الديار
بعض هذا يبلي الجديد ويفني=المرء لو ان عمره اعمار
والليالي الطوال تنحت من=جسمي ما ابقت الليالي القصار
أملالا نوى نوار فما=كان جميلا ان تجتوينا نوار
أبصرت مفرقي فافزعها=ليل تمشى في جانبيه نهار
انما العيش والهوى قبل ان=ينجم ثدي او ان يدب عذار
وغرام الشباب اشهى إلى النفس=وان كان في المشيب الوقار
لا يصد الملاح عن صلة=العشاق الا القتير والاقتار
حفظ الله احمدا حيثما=كان وجادته ديمة مدرار
الشريف الشريف الجوهر=الجوهر والخالص النظار النظار
سيد امه البتول وجداه=المثنى واحمد المختار
وعلي الرضا ابوه وعماه=عقيل وجعفر الطيار
نسب ما نزار زائدة فيه=ولكن تزيد منه نزار
تغنّا بهذه القصيدة لبلاغتها وجمال معانيها أساطين وسلاطين الطرب في اليمن منذ عهد قديم أمثال علي أبو بكر و صالح العنتري و ابراهيم الماس عبد القادر بامخرمة ...الخ
مــــــــــــنــــــــــــــــــــقـــــــــــــــ ــــول
أخوكم أبو مرحبا
إنّي أغار من الكؤوس فجنبي .. كأس المدامة أن تقبّل فاك.
كما ذكر أيضا يزيد بن معاوية في رائعته "أراك طروبا" حين قال:
أغار عليها من أبيها وأمها .. ومن حظوة المسواك حين دار في الفم
وآغار على أعطافها من ثيابها .. إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحا تقبّل ثغرها .. إذا أوضعتها موضع اللثم بالفم
ولكن أن يأتي كشاعرنا القاسم بن هتيمل الضمدي ليقول:
أنا من ناظري عليك أغار .. وارى عني ما زال عنه الخمار
صن محياك بالنقـــاب وإلا .. نهبته القلوب والأبصــــار
فمن الغبن أن يماط لثــــام .. عن ثناياك أو يحـــــل إزار
فتلك لعمري قصيّة الغيرة التي ذهبت بصاحبها إلى أن يغير على محبوبته حتى من نفسه ومن ناظريه..
وفي هذه القصيدة أيضا أجمل وألطف عبارات تشبيه الشيب إذ يصف محبوبته وفزعها عندما رأت شعر رأسه وقد غزا الشيب جانبيه .. فتمعنّوا بهذا التشبيه الذي وصف به الشاعر ما تبقى من شعر أسود على رأسه بالليل والشيب الأبيض الذي غزا عارضيه بالنهار في قوله:
فلمّا أن رأت مفرقي فأفزعها .. ليل تمشّى بجانبيه نهار
وبيت لم تفتني حلاوة مذاقه من بن هتيمل عندما أعلن عن شهوة النفس لغرام الشباب دون أن يكون للمشيب تأثير على ذلك برأيه وقوله الصريح:
وغرام الشباب أشهى إلى النفـس .. وإن كان في المشيب الوقار
ولا ينسى شاعرنا أن يختم قصيدته في ندب ذلك الزمان الأول وتلك الديار البالية وحنينه لذلك العهد القديم عندما يقول:
لا الزمان الزمان فيما عهدناه .. قديما ولا الديار الديار.
بعض هذا يبلي الجديد ويفني .. المرء لو أن عمره أعمار
قصيدة (أنا من ناظري) للقاسم بن هتيمل الضمدي (كاملة):
انا من ناظري عليك اغار=وار عني مازال عنه الخمار
يا قضيبا من فضة يقطف=النرجس من وجنتيه والجلنار
قمر طوقه الهلال ومن شمس=الدياجي في ساعديه سوار
صن محياك بالنقاب والا=نهبته العقول والابصار
فمن الغبن ان يماط لثام=عن محياك او ان يحل ازار
عجبا منك تحت برقعك النار=وفيه الجنات والازهار
لك في الخيار في القتل=والمن جميعا وما عليك خيار
من معيري قلبا صحيحا ولو=طرفة عين ان كان قلب يعار
لا الزمان الزمان فيما=عهدناه ولا الديار الديار
بعض هذا يبلي الجديد ويفني=المرء لو ان عمره اعمار
والليالي الطوال تنحت من=جسمي ما ابقت الليالي القصار
أملالا نوى نوار فما=كان جميلا ان تجتوينا نوار
أبصرت مفرقي فافزعها=ليل تمشى في جانبيه نهار
انما العيش والهوى قبل ان=ينجم ثدي او ان يدب عذار
وغرام الشباب اشهى إلى النفس=وان كان في المشيب الوقار
لا يصد الملاح عن صلة=العشاق الا القتير والاقتار
حفظ الله احمدا حيثما=كان وجادته ديمة مدرار
الشريف الشريف الجوهر=الجوهر والخالص النظار النظار
سيد امه البتول وجداه=المثنى واحمد المختار
وعلي الرضا ابوه وعماه=عقيل وجعفر الطيار
نسب ما نزار زائدة فيه=ولكن تزيد منه نزار
تغنّا بهذه القصيدة لبلاغتها وجمال معانيها أساطين وسلاطين الطرب في اليمن منذ عهد قديم أمثال علي أبو بكر و صالح العنتري و ابراهيم الماس عبد القادر بامخرمة ...الخ
مــــــــــــنــــــــــــــــــــقـــــــــــــــ ــــول
أخوكم أبو مرحبا