عبدالرحمن الهيلوم
10-Oct-2008, 05:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتعجب ممن حمل القلم ، وادعى الثقافة ، وزعم أنه يحمل فكراً يستحق الاحترام ، وملأ المنتديات بكتابته ومقالاته ، ثم إذا نوقش في أمر ما تراه سبّاباً شتّاماً ، ينتقي لحواره أقذع الكلمات ، وأسفه العبارات !!
ويشتد عجبي إن كان هذا "السباب" يدعي الدفاع عن الدين ، وحماية جنابه ، ومحاربة أعدائه !
فقد نعذر اللبرالي والعلماني والرافضي - وإن لم يكن لهم عذر في الحقيقة - إذا أقذعوا في القول ، والتزموا البذاءة ، وتعاهدوا على الفحش والسفاهة .. لأنهم لا قانون أخلاقي لديهم ، فالأخلاق عندهم نسبية غير ثابتة ، ولا مرجع لهم يضبط أخلاقهم ، أما الرافضي فدينه قائم على اللعن والسب ، والشتم والقذف .. فإذا عرفنا السبب بطل العجب ، فلا نعجب من أمثال هؤلاء .
أما الرجل الذي ينتسب إلى السنة ، وينصّب نفسه مدافعاً عنها ، منافحاً عن أحكامها ، مناظراً لأعدائها ، لا عذر له إن استخدم فاحش الأقوال ، وبذيء الكلام .. فكيف ينصر رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وسنته ، من لم يطبق سنته ؟ وكيف تدعو إلى الالتزام بالسنة وأنت من المخالفين لها ؟ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ؟ ! .. أجننتم فلا تعقلون ؟!
إن دين الإسلام دين أحكام وتشريعات ، وأخلاق وعبادات ، بل الأخلاق نصف الدين ، وشطر الإسلام ، بل يجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدين هو حسن الخلق .
وإليك طائفة عطرة من أحاديث المصطفى في حسن الخلق ، وفضله ، وعظيم أجره :
1 - قال - صلى الله عليه وسلم- : خياركم : ( أحاسنكم أخلاقاً ) . أخرجه البخاري ومسلم .
2- وقال : ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء ) أخرجه الترمذي وصححه .
3- وسئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) . وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال : ( الفم والفرج ) . أخرجه الترمذي .
4- وقال: ( إن من أكمل المؤمنين إيمانا : أحسنهم خلقاً . وخياركم : خياركم لنسائهم ) . أخرجه الترمذي .
5- وقال : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) . رواه أبو داود .
6- وقال : ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة : لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة : لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، ويبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ). رواه الطبراني وإسناده صحيح.
7- وقال : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة : الثرثارون ، والمتشدقون ، والمتفيقهون ) قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارون ، والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : ( المتكبرون) . أخرجه الترمذي .
كانت تلكم أحاديث مباركات ، صحت عنه عليه الصلاة والسلام ، تحض على حسن الخلق ، وتدعو إليه ، وتخبر عن عظيم أجره ..
ومن أحب النبي - عليه الصلاة والسلام – حق المحبة ، ووقف يتأمل في سيرته ، وأحاديثه ، وتعامله مع الناس - علم أنه -عليه الصلاة والسلام- أحسن الخلق خلقاً ، وأكرم الناس شيماً .. قال أنس رضي الله عنه : كان رسول الله أحسن الناس خلقاً . قال : ولقد خدمت رسول الله عشر سنين ، فما قال لي : أف ، ولا قال لشيء فعلته : لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله : ألا فعلت كذا ؟ أخرجه البخاري ومسلم .
ويقول أنس – أيضاً - كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه و سلم- ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجذبه جذبة شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي -صلى الله عليه و سلم- ، قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء . أخرجه البخاري ومسلم .
نعم بكل هذه البساطة .. ضحك ثم أمر له بعطاء ، ولو أن أحداً سأله أحد أبويه بهذه الجلافة والغلظة لما أعطاه مراده ، ولو أعطاه لأعطاه على حنق وغضب وعدم رضا ، ولكن رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - ضحك ثم أمر له بعطاء !! إنك لعلى خلق عظيم .. إنك لعلى خلق عظيم .
يأتي اليهود النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون: السام عليك . فيقول: ( وعليكم ) . فقالت: عائشة السام عليكم ، ولعنكم الله ، وغضب عليكم. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( مهلا يا عائشة ! عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش ) .
قف هنا .. ولا تمر مرور الكرام !
تأمل رد عائشة وماذا قالت لليهود ، تأمله جيداً .. أرأيته ؟
سماه النبي : عنف وفحش !
ومازال علماء السنة يربطون العقيدة بالأخلاق ، ويأمرون بحسن الخلق في كتب عقائدهم ، فلا فصل بين العقيدة والأخلاق ، فإن كنت تدافع عن العقيدة فالتزم بأخلاقها ، وحافظ على مكارمها ، وكن ممتثلاً لماتدعو عليه ، فذلك أدعى لقبول الحق الذي أنت عليه.
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يختم العقيدة والواسطية بوصفه لأهل السنة قائلاً : يدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) . ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ؛ ويأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك ؛ وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ؛ ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها. انتهى كلامه من آخر العقيدة الواسطية .
وإن هذا لأجدر كلام يختم به ..
الهيلوم أبنكم البار
أتعجب ممن حمل القلم ، وادعى الثقافة ، وزعم أنه يحمل فكراً يستحق الاحترام ، وملأ المنتديات بكتابته ومقالاته ، ثم إذا نوقش في أمر ما تراه سبّاباً شتّاماً ، ينتقي لحواره أقذع الكلمات ، وأسفه العبارات !!
ويشتد عجبي إن كان هذا "السباب" يدعي الدفاع عن الدين ، وحماية جنابه ، ومحاربة أعدائه !
فقد نعذر اللبرالي والعلماني والرافضي - وإن لم يكن لهم عذر في الحقيقة - إذا أقذعوا في القول ، والتزموا البذاءة ، وتعاهدوا على الفحش والسفاهة .. لأنهم لا قانون أخلاقي لديهم ، فالأخلاق عندهم نسبية غير ثابتة ، ولا مرجع لهم يضبط أخلاقهم ، أما الرافضي فدينه قائم على اللعن والسب ، والشتم والقذف .. فإذا عرفنا السبب بطل العجب ، فلا نعجب من أمثال هؤلاء .
أما الرجل الذي ينتسب إلى السنة ، وينصّب نفسه مدافعاً عنها ، منافحاً عن أحكامها ، مناظراً لأعدائها ، لا عذر له إن استخدم فاحش الأقوال ، وبذيء الكلام .. فكيف ينصر رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وسنته ، من لم يطبق سنته ؟ وكيف تدعو إلى الالتزام بالسنة وأنت من المخالفين لها ؟ أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ؟ ! .. أجننتم فلا تعقلون ؟!
إن دين الإسلام دين أحكام وتشريعات ، وأخلاق وعبادات ، بل الأخلاق نصف الدين ، وشطر الإسلام ، بل يجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدين هو حسن الخلق .
وإليك طائفة عطرة من أحاديث المصطفى في حسن الخلق ، وفضله ، وعظيم أجره :
1 - قال - صلى الله عليه وسلم- : خياركم : ( أحاسنكم أخلاقاً ) . أخرجه البخاري ومسلم .
2- وقال : ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن الله تعالى ليبغض الفاحش البذيء ) أخرجه الترمذي وصححه .
3- وسئل رسول الله عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) . وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال : ( الفم والفرج ) . أخرجه الترمذي .
4- وقال: ( إن من أكمل المؤمنين إيمانا : أحسنهم خلقاً . وخياركم : خياركم لنسائهم ) . أخرجه الترمذي .
5- وقال : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) . رواه أبو داود .
6- وقال : ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة : لمن ترك المراء وإن كان محقا ، وببيت في وسط الجنة : لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، ويبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ). رواه الطبراني وإسناده صحيح.
7- وقال : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة : أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة : الثرثارون ، والمتشدقون ، والمتفيقهون ) قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارون ، والمتشدقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : ( المتكبرون) . أخرجه الترمذي .
كانت تلكم أحاديث مباركات ، صحت عنه عليه الصلاة والسلام ، تحض على حسن الخلق ، وتدعو إليه ، وتخبر عن عظيم أجره ..
ومن أحب النبي - عليه الصلاة والسلام – حق المحبة ، ووقف يتأمل في سيرته ، وأحاديثه ، وتعامله مع الناس - علم أنه -عليه الصلاة والسلام- أحسن الخلق خلقاً ، وأكرم الناس شيماً .. قال أنس رضي الله عنه : كان رسول الله أحسن الناس خلقاً . قال : ولقد خدمت رسول الله عشر سنين ، فما قال لي : أف ، ولا قال لشيء فعلته : لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله : ألا فعلت كذا ؟ أخرجه البخاري ومسلم .
ويقول أنس – أيضاً - كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه و سلم- ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي ، فجذبه جذبة شديدة ، حتى نظرت إلى صفحة عاتق النبي -صلى الله عليه و سلم- ، قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته ، ثم قال: مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه فضحك ، ثم أمر له بعطاء . أخرجه البخاري ومسلم .
نعم بكل هذه البساطة .. ضحك ثم أمر له بعطاء ، ولو أن أحداً سأله أحد أبويه بهذه الجلافة والغلظة لما أعطاه مراده ، ولو أعطاه لأعطاه على حنق وغضب وعدم رضا ، ولكن رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم - ضحك ثم أمر له بعطاء !! إنك لعلى خلق عظيم .. إنك لعلى خلق عظيم .
يأتي اليهود النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون: السام عليك . فيقول: ( وعليكم ) . فقالت: عائشة السام عليكم ، ولعنكم الله ، وغضب عليكم. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( مهلا يا عائشة ! عليك بالرفق ، وإياك والعنف والفحش ) .
قف هنا .. ولا تمر مرور الكرام !
تأمل رد عائشة وماذا قالت لليهود ، تأمله جيداً .. أرأيته ؟
سماه النبي : عنف وفحش !
ومازال علماء السنة يربطون العقيدة بالأخلاق ، ويأمرون بحسن الخلق في كتب عقائدهم ، فلا فصل بين العقيدة والأخلاق ، فإن كنت تدافع عن العقيدة فالتزم بأخلاقها ، وحافظ على مكارمها ، وكن ممتثلاً لماتدعو عليه ، فذلك أدعى لقبول الحق الذي أنت عليه.
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يختم العقيدة والواسطية بوصفه لأهل السنة قائلاً : يدعون إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، ويعتقدون معنى قوله : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) . ويندبون إلى أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ؛ ويأمرون ببر الوالدين ، وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك ؛ وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ؛ ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها. انتهى كلامه من آخر العقيدة الواسطية .
وإن هذا لأجدر كلام يختم به ..
الهيلوم أبنكم البار