عبدالرحمن الهيلوم
25-Sep-2008, 01:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجتمع الذي يولي وجهته نحو الماضي ، ويتصدى للحاضر ويرفض التقدم إلى المستقبل، ويضع العرف كقاعدة للسلوك وكمعيار للنظرة إلى الأمور ،متقوقعاً على نفسه واقفاً على أطلال تلك الأزمنة مكتفيا بهذا الماضي دون بحث ونقد وتجربة وحراك جدلي، هو مجتمع متخلف ( تقليدي) ، ولو أن الدين لم يحرم الأصنام لصنع هذا المجتمع أصناماً لأسلافه ليركن إليها كلما وقع في بلاء ، ويخطي من يعتقد أن خطط التنمية التي تتبناها دول العالم الثالث هي حل لمشكلة التخلف ، فخطط التنمية عليها أن تأخذ في الاعتبار الوضعية الاجتماعية والبنى الاجتماعية _ غالبية المشاريع خدمية والقليل جداً منها إنتاجية
_ فأساس مشكلة التخلف ( البذرة) ناشي من استغلال فئات لفئات أخرى ويكفي أن ننظر إلى توزيع الثروات النفطية في دول الخليج ، فهو توزيع غير عادل وبسببه نشأت مجتمعات غير صحية ، فهي حتى غير قادرة على مواكبة أدوات الحداثة التي تمتلكها ، فكل ما هو جديد قادم إلينا من الغرب (( المتقدم علينا))في نظر هذه المجتمعات يمثل خطر هدام يهددها ، فهو زندقة وكفر ، يحرم التعامل معه ،فهذا رأي التيار المعتقد بالاكتفاء الذاتي وأن كل ما نحتاجه موجود بتراثنا ، أما التيار الآخر وهو التيار الذي ينادي بالانفتاح الكامل على الغرب وقبول كل ما هو قادم من عندهم بدون قيد أو شرط أو تمحيص،
أضف على ذلك نشوء فئة تتوسط الفئتين تقبل ما هو جديد من الغرب وتدعي بان هذا الجديد هو موجود بتراثنا وهذا سببه حتى لا يشعر الفرد من هذه الفئة بتأنيب الضمير لهجره تراثه ولا يشعر بالتخلف لعدم قبوله بالجديد.
فأكثر الشواهد اليومية في العالم المتخلف هو ما يشيع في المجتمع القبلي ، فيوجد فئات تمتلك وسائل عديدة لتعزيز التقاليد وفرض الجمود على حركة الفرد وبنية الجماعة ، وتُسقط هذه الفئات على استخدامها لهذه الوسائل صفة الطابعية (طبيعية) ، وكأنه هو الطبيعة الوحيدة للحياة ، وانه لا يجوز المساس بقانون من قوانين الحياة ، أضف إلى استخدامهم للدين أيضاً كوسيلة لتعزيز الأعراف التي تخدم مصالحهم إما إبرازه في الجوانب الأخرى كالتغيير والعدل والإبداع والتحرر وما هو في سبيل كرامة الإنسان فلا تكاد ترى الدين، بل تكاد تصبح هذه الأمور كفر وزندقة ، فمن يدعو لها فإن المجتمع جاهز معبأ نفسياً _ سلفاً _ لمحاربة الخارج على التقاليد فهو مستباح في سمعته ورزقه وحياته ، يتحالف الكل للنيل منه ، وهذا تصريف للمشاعر تراكمت في الفرد من حقد وعدوانية نابعة من التسلط المقام عليهم من فئات التسلط ، ليحس بشيء من الاعتبار الذاتي ،فهذا الفرد فرضت أوهامه القبول بالذوبان في الجماعة للحماية من أي عدوان سواء من الخارج او الداخل ، وبذلك فقد التحلي بصفة الفردانية وهويته الذاتية، وحددت أدواره من قبل فئات ذات الامتياز ، وبالتالي يفرط هذا الفرد في إعطاء قيمة للجماعة ( وهذا واضح جداً وظاهر في قصائد هؤلاء الأفراد) ، وترتفع درجة النرجسية ، وتتضخم قيمة الجماعة ومعها قيمة الفرد ، ثم يبدأ بالشعور بالاعتزاز والافتخار مع الإحساس بالمتعة ، فكلما كان أكثر ذوبان في الجماعة كلما كان أكثر تعصباً لها ، كما انه دائم الاتكال على رموز القوة في هذه الجماعة ، بسبب ضعف هويته الفردية .
ولن تتغير هذه المجتمعات إلا بتغيير ما بنفوسها
((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجتمع الذي يولي وجهته نحو الماضي ، ويتصدى للحاضر ويرفض التقدم إلى المستقبل، ويضع العرف كقاعدة للسلوك وكمعيار للنظرة إلى الأمور ،متقوقعاً على نفسه واقفاً على أطلال تلك الأزمنة مكتفيا بهذا الماضي دون بحث ونقد وتجربة وحراك جدلي، هو مجتمع متخلف ( تقليدي) ، ولو أن الدين لم يحرم الأصنام لصنع هذا المجتمع أصناماً لأسلافه ليركن إليها كلما وقع في بلاء ، ويخطي من يعتقد أن خطط التنمية التي تتبناها دول العالم الثالث هي حل لمشكلة التخلف ، فخطط التنمية عليها أن تأخذ في الاعتبار الوضعية الاجتماعية والبنى الاجتماعية _ غالبية المشاريع خدمية والقليل جداً منها إنتاجية
_ فأساس مشكلة التخلف ( البذرة) ناشي من استغلال فئات لفئات أخرى ويكفي أن ننظر إلى توزيع الثروات النفطية في دول الخليج ، فهو توزيع غير عادل وبسببه نشأت مجتمعات غير صحية ، فهي حتى غير قادرة على مواكبة أدوات الحداثة التي تمتلكها ، فكل ما هو جديد قادم إلينا من الغرب (( المتقدم علينا))في نظر هذه المجتمعات يمثل خطر هدام يهددها ، فهو زندقة وكفر ، يحرم التعامل معه ،فهذا رأي التيار المعتقد بالاكتفاء الذاتي وأن كل ما نحتاجه موجود بتراثنا ، أما التيار الآخر وهو التيار الذي ينادي بالانفتاح الكامل على الغرب وقبول كل ما هو قادم من عندهم بدون قيد أو شرط أو تمحيص،
أضف على ذلك نشوء فئة تتوسط الفئتين تقبل ما هو جديد من الغرب وتدعي بان هذا الجديد هو موجود بتراثنا وهذا سببه حتى لا يشعر الفرد من هذه الفئة بتأنيب الضمير لهجره تراثه ولا يشعر بالتخلف لعدم قبوله بالجديد.
فأكثر الشواهد اليومية في العالم المتخلف هو ما يشيع في المجتمع القبلي ، فيوجد فئات تمتلك وسائل عديدة لتعزيز التقاليد وفرض الجمود على حركة الفرد وبنية الجماعة ، وتُسقط هذه الفئات على استخدامها لهذه الوسائل صفة الطابعية (طبيعية) ، وكأنه هو الطبيعة الوحيدة للحياة ، وانه لا يجوز المساس بقانون من قوانين الحياة ، أضف إلى استخدامهم للدين أيضاً كوسيلة لتعزيز الأعراف التي تخدم مصالحهم إما إبرازه في الجوانب الأخرى كالتغيير والعدل والإبداع والتحرر وما هو في سبيل كرامة الإنسان فلا تكاد ترى الدين، بل تكاد تصبح هذه الأمور كفر وزندقة ، فمن يدعو لها فإن المجتمع جاهز معبأ نفسياً _ سلفاً _ لمحاربة الخارج على التقاليد فهو مستباح في سمعته ورزقه وحياته ، يتحالف الكل للنيل منه ، وهذا تصريف للمشاعر تراكمت في الفرد من حقد وعدوانية نابعة من التسلط المقام عليهم من فئات التسلط ، ليحس بشيء من الاعتبار الذاتي ،فهذا الفرد فرضت أوهامه القبول بالذوبان في الجماعة للحماية من أي عدوان سواء من الخارج او الداخل ، وبذلك فقد التحلي بصفة الفردانية وهويته الذاتية، وحددت أدواره من قبل فئات ذات الامتياز ، وبالتالي يفرط هذا الفرد في إعطاء قيمة للجماعة ( وهذا واضح جداً وظاهر في قصائد هؤلاء الأفراد) ، وترتفع درجة النرجسية ، وتتضخم قيمة الجماعة ومعها قيمة الفرد ، ثم يبدأ بالشعور بالاعتزاز والافتخار مع الإحساس بالمتعة ، فكلما كان أكثر ذوبان في الجماعة كلما كان أكثر تعصباً لها ، كما انه دائم الاتكال على رموز القوة في هذه الجماعة ، بسبب ضعف هويته الفردية .
ولن تتغير هذه المجتمعات إلا بتغيير ما بنفوسها
((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))