عبدالرحمن الهيلوم
14-Sep-2008, 06:14 AM
ثلاثية كريستيان أمانبور "جنود الرب"
عندما يتزوج الإعلام الغربي بالسياسة تلد الحقيقة مشوهة
مهمة الإعلام الأمريكي تأييد أحلام اليهود وإيجاد رأي عام يساند هيمنة واشنطن
منذ فترة ليست بوجيزة وشبكة سي. إن. إن. الفضائية تقوم بالإعلان عن تقرير وثائقي ضخم، قامت بعمله كبيرة المراسلين في الشبكة "كريستيان أمانبور". والعمل بحسب الدعاية التي سبقته ضخم بالفعل، أو هكذا أريد لنا أن نعتقد.
"محاربون باسم الله" هو عنوان ذلك التقرير مع أني أميل لترجمة عنوان ثلاثية أمانبور “God’s Warriors” إلى "جنود الرب". وقد تم تقسيمها إلى ثلاث حلقات تم بثها على مدى ثلاثة أيام متتالية الحلقة الأولى عن جنود الرب من اليهود والثانية عن جنود الرب من المسلمين والثالثة عن جنود الرب من النصارى، والأصل أن يتم التركيز في هذا التقرير على تقاطع الدين والسياسة وخروج الأديان الثلاثة من المعبد إلى الحياة ليخوض بعض أتباعها معارك وجود مع الآخرين باسم الإله. ويلقي هذا التقرير الضوء من خلال العينات المختارة والشخصيات ذات الصلة بالموضوع على دور الأديان الثلاثة وكيف تلهم فئات ممن يدينون بها في إذكاء الصراع وإدارته باسم الإله والدين والمقدسات.
وسأنتقي مشهدين رئيسيين في التقرير المذكور وأقوم بتحليلها لقياس مدى اقترابهما من المصداقية والحياد، ولمعرفة مدى غنى هذه المادة بما يفيد طلاب الحقيقة من التوصل إليها.
مشهد (1)
بعد مشهد المصافحة التاريخية بين رابين وعرفات في حديقة البيت الأبيض بواشنطن متبوعة بكلمات من خطاب رابين التاريخي "يكفي قتلا.. لا نريد مزيداً من القتلى"، تقول كريستيان مانبور "كبيرة مراسلي شبكة سي. إن. إن. الأمريكية: بعد ثلاثة أشهر من المشهد السابق وقعت حادثة في مستوطنة. ثم تترك مجال الحديث لمستوطن في الخليل يقول: "إرهابيون مروا بسيارة قرب منزلنا وأطلقوا النار على أبي وأخي، مات أخي وبقي أبي ينزف ورغم مجيء الطبيب باروخ غولدشتاين ومحاولته إنقاذه إلا أن أبي مات". – تظهر بعد ذلك صور فوتوغرافية وديعة ومنتقاة بعناية للقتيلين وللدكتور غولدشتاين كلاً على حدة مع موسيقى تصويرية مؤثرة وحزينة – تعود كريستيان للتعليق قائلة بعد عدة أشهر على هذه الحادثة حمل الطبيب باروخ غولدشتاين بندقيته الرشاشة وتوجه للمسجد الإبراهيمي حيث ضريح النبي إبراهيم الذي يعني الكثير للمسلمين واليهود وفتح النار والنتيجة مقتل 27 من العرب. – خلال كلام كريستيان يعرض التقرير لقطات فيديو تظهر سيارات الإسعاف تنقل القتلى والمصابين في مجزرة الخليل. وتبعتها مشاهد من جنازة غولد شتاين واعتبار اليهود له بطلا وجنديا للرب، وقالت أن بين الأشخاص الذين شهدوا جنازته المهيبة الشاب يجآل عمير الذي قام باغتيال إسحق رابين في نوفمبر1995.
تحليل المشهد (1)
أولا: ارتكز المشهد على كلمات معدودات من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في 13 أيلول سبتمبر 1993م يراد منها أن يقتنع المشاهد الغربي برغبة اليهود الصادقة في السلام من جيرانهم، وأن يروا يد رابين الممدودة لوقف الدماء وفتح صفحة جديدة، ولكن المشهد أغفل تماما تردد رابين المشهور في مد يده لمصافحة ياسر عرفات. ويغفل المشهد أن مثل هذه الخطابات الرنانة في المحافل لا تعبر عن نوايا القيادات وأن الكلمات التي قالها رابين ليس لها علاقة بأفاعيل حكومته.
ثانيا: انتقال المشهد من كلمات رابين الداعية لوقف القتل إلى مشهد أعيد تمثيله لسيارة تقل إرهابيين عرب كما قال المستوطن في الخليل قاموا بإطلاق النار على أبيه وأخيه، يوحي للمشاهد الغربي أن العرب لا يريدون سلاماً وأن الحادثة السالفة دليل على أنهم ردوا على دعوة رابين الصادقة بوقف نزيف الدماء بقتل المزيد من اليهود الآمنين في مستوطناتهم.
ثالثا: ظهور باروخ غولدشتاين بصورة الطبيب مرهف الحس الذي يحاول إنقاذ حياة إنسان أطلق إرهابيون عليه النار فيموت المصاب بين يديه، وبعد أشهر يحمل بندقية رشاشة – وكأنه لم يحملها من قبل – ليفتح النار على مصلين، فيقتل في الحادث 27 شخصا. يضع المجزرة في سياق تبريري. وفي المشهد مغالطات كبيرة تصل لحد إزهاق الحقيقة. فهناك محاولة واضحة لتبرير عمل غولدشتاين واعتباره ردة فعل على موت مريض من بني جلدته بين يديه بسبب إرهاب العرب. وهناك إغفال واضح لحقيقة الطبيب الإنسان بزعمهم، فباروخ غولدشتاين اليهودي الأمريكي المهاجر من نيويورك فقط في العام 1980 حيث سكن في مستعمرة "كريات أربع" في الخليل والمعروفة بأنها معقل أشد الصهاينة تعصباً وعنصرية، هو من مؤسسي حركة "كاخ" الداعية لقتل العرب، ومقرب جداً من كاهانا وليفنجر الذي سئل إن كان يشعر بالآسف لإقدام باروخ على قتل المصلين فقال: "إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة". وتاريخ غولدشتاين يحفل بالعنصرية حتى مع غير العرب والمسلمين ففي أثناء خدمته العسكرية كطبيب في الجيش الصهيوني لا ندري أين ذهب الإحساس المرهف للطبيب عندما كان يرفض لأسباب دينية معالجة غير اليهود بمن فيهم المتطوعين الأوروبيين والدروز ممن حاربوا إلى جانبه في جيش الكيان الصهيوني وكان مثاله الأعلى الحاخام كاهانا والذي كان بدوره لا يعتبر غير اليهود إلا (غوييم) أو غير بشر ويحرّم مساعدتهم.
إن تدليس كبيرة المراسلين في سي. إن. إن. يطال حتى الأرقام الثابتة، فمجزرة الحرم الإبراهيمي راح ضحيتها خمسين شخصاً ونزفت فيها دماء 349 مصابا بين من قتلوا داخل الحرم وبين من قتلوا على أبوابه أو عند المستشفى، فلقد ثبت لاحقاً أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتى لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الإقتراب من المنطقة، وقتلوا عدداً من الأهالي ممن فزعوا لنجدة إخوانهم وأبنائهم والتبرع بالدم أمام المستشفى الأهلي.
وهكذا، فإن الكثير من وسائل الإعلام الغربية تحوّل حتى المجازر التي ارتكبت في حق أمتنا إلى ردود أفعال مبررة، وكأنما ارتكبت في حق جراد، وتقف بشكل سافر وبدم بارد مع الجلاد ضد الضحية.
المشهد (2)
مشهد من الحلقة التي تخص جنود الرب من المسلمين وفيها يظهر مجموعة من الشيعة وهم يضربون أنفسهم ويدمون أجسادهم بسلاسل الحديد والسياط، وشاب إيراني يطهو طعاماً في قدور كبيرة طلباً للثواب في تلك المآتم ومجالس اللطم والعزاء الحسينية. وفي لقاء "كريستيان أمانبور" مع الشاب نكتشف أنه حارب في حرب الخليج الأولى وكان عمره عندها 13 عاماً وقُتل له في حرب إيران والعراق شقيقان، وكان لقاء "كريستيان" – إيرانية الأصل – بعدها مع والدة الشاب التي لم تظهر أي ندم على استشهاد ولديها في الحرب مع العراق، كما أنها بينت أنها هي من شجّع ابنها ذو الثلاثة عشرة ربيعاً على الإلتحاق في الجبهة.
تحليل المشهد (2)
كان المشهد السابق هو المشهد الأثير والذي تم التركيز عليه وإعادته ككبسولة إعلان الحلقة الخاصة بالمسلمين في ثلاثية "جنود الرب"، لإعطاء المشاهد الغربي أبرز انطباع عن أهل الإسلام. وكأن كل أهل الإسلام تم اختزالهم في طائفة الشيعة التي لا تمثل مع المبالغة 10 بالمئة من عدد المسلمين في العالم.
والعجيب حقاً أن النصارى ينسون أو يتناسون أنهم هم أرباب صنعة تعذيب الذات وأن طوائف منهم تقوم حتى الآن بصلب أنفسهم وتعذيبها مشياً على خطى ما وقع على المسيح عليه السلام – بزعمهم.
ورغم إنكار حتى بعض أئمة ومراجع الشيعة – على استحياء – مظاهر الضرب واللطم والأذى الجسدي الذي يلحقه من يسمونهم عواماً بأنفسهم في مجالس عزاء الحسين، إلا أن الغرب يحرص دائماً على ربط الإسلام بهذه الصورة المتخلفة التي تبني عليها وسائل إعلام الغرب ومحلليه أن المسلم (مازوشي) أي يميل لتعذيب نفسه وبالتالي فمن الطبيعي أن يوقع الأذى بالآخرين ويذهب في ذلك بعيداً إلى حد تصفية المخالفين.
إذاً نلاحظ أن هذا الطرح يغفل أن 90 بالمئة من المسلمين لا يدينون وينكرون بشدة تصل لحد التكفير عقائد الشيعة وترّاهاتهم وانحرافاتهم، التي يمكن أن نعتبر أن مجالس العزاء بما فيها من اللطم وإيقاع الأذى بالنفس أهونها.
والمشاهد الأخرى ركزت بشكل كبير على الهجمات الانتحارية في فلسطين، وركزت على دور المساجد في تفريخ حركات الإسلام السياسي، وأقحمت موضوع المرأة وحقوقها السياسية ومظالمها الاجتماعية في الشرق – بزعمهم – إقحاماً لا ندري ما سر ربطه بسياق التقرير.
عندما يتزوج الإعلام والسياسة
كرستيان امانبور إيرانية الأصل من أم بريطانية وأب إيراني اسمه محمد، ولدت في لندن وعاشت في إيران وفي الحادية عشر من عمرها أرسلها أهلها إلى بريطانيا والتحقت بمدرسة للراهبات، وبعد سقوط حكم الشاه بالثورة الإسلامية هربت عائلتها إلى بريطانيا، فقد كان والدها مديرا للطيران وكان مقربا من الشاه، ثم التحقت كرستيان بجامعة رود أيلاند لدراسة الصحافة واثر تخرجها عملت في التلفزيون كمصممة غرافية الكترونية. وعملت في شبكات مختلفة لينتهي بها المطاف في أواخر الثمانينيات بالعمل في سي. إن. إن.
في 1998 تزوجت جيمس روبن الذي كان مساعدا لوزير الخارجية للشؤون العامة في عهد كلينتون وكبير المتحدثين باسم الخارجية الأمريكية بين 1997 حتى مايو 2000م اسمه (داريوس) وزوجها الآن يعمل في قناة "سكاي نيوز" وأختها ليزا امانبور تعمل في التلفزيون البريطاني.
وهكذا فإن دوافع الانحياز للسياسة الخارجية الأمريكية الشمولية والاصطفاف ضد كل ما يمت للإسلام بصلة تبدو كثيرة في شخصية مراسلة شبكة "سي. إن. إن." للشؤون الخارجيَّة، التي تتقاضى سنويا من الشبكة مبلغاً يزيد على المليون دولار.
لاري كنج على الهواء
لم تتوقف الإعلانات التي تتخلل نشرات الأخبار والبرامج العادية في قناة سي. إن. إن. حتى خلال بث ثلاثية أمانبور. ولمنح هذا العمل الضخم زخماً أكبر فإن لاري كنج الإعلامي المخضرم ومن خلال برنامجه الشهير "لاري كنج على الهواء" الذي احتفل بمرور 50 سنة على إطلاقه. استقبل زميلته كريستيان مع ضيوف يمثلون الديانات الثلاث في الولايات المتحدة الأمريكية في حلقة خاصة حول البرنامج. وهذا أمر طبيعي لا يوجد اعتراض عليه.
لكن الذي يؤسف له في تلك الحلقة أن الشخصية الإسلامية بدت مرتبكة وهزيلة ومحاصرة بالأسئلة، وإجابتها اكتفت بدفع التهم عن الإسلام دون تبيان التدليس الخطير واغتيال الحقيقة في تقرير أمانبور، ودون التذكير بدور الإدارة الأمريكية وتحالفها مع الكيان الصهيوني في إذكاء الصراع بالمنطقة، وغض الطرف عن الجرائم التي ترتكب في فلسطين والعراق وغيرهما. وأسوق مثالاً على ذلك فقد سأل لاري كنج الدكتور حسان حتحوت : ماذا تقول حيال تبني بعض المسلمين للعمليات الانتحارية متأثرين بنصوص تمجيد الاستشهاد؟ فكانت إجابة صاحبنا هي قوله: "إن القرآن لا يمجد الموت بل يمجد الحياة ويعتبر الموت حقيقة المطلوب القبول بها فقط وليس تمجيدها!!"
في اعتقادي أن الإجابة منقوصة جداً، والموقف يشبه قصة رجل قلبت الطاولة على رأسه فكان يحاول أن يمسحها بمنديله!! إن المسلم في وسائل الإعلام الغربية أمام اتهام عالمي له بأنه المسؤول عن الإرهاب العالمي. اتهام يجتثه من جذوره ولا يجوز عند مثل هذا الاتهام الاكتفاء بالصبغة الدفاعية. بل يجب وضع النقاط على الحروف والإجابة على السؤال بأسئلة كثيرة تحرج الإعلام المتواطىء مع السياسية الأمريكية والصهيونية. فإذا كان الذي يفجر نفسه في عدوه والمحتل لأرضه إرهابياً فماذا يمكن أن تعتبر مسؤولية الولايات المتحدة المباشرة عن قتل أكثر من مليون طفل عراقي لعدم توفر العلاج لهم في سنوات الحصار؟! وماذا تسمي المجازر والعذابات اليومية التي يذوقها الشعب الفلسطيني تحت حراب الصهاينة؟!
المشاهد العربي والغربي
رغم التأثير المحدود لهذه النوعية من التقارير المنحازة على المشاهد العربي وذلك لأسباب تتعلق بعدد المشاهدين العرب المحدود نسبيا بحكم عدم تمكن الجمهور العربي العريض من اللغة الإنجليزية وبالتالي عدم تفاعله مع القنوات التي تبث بالإنجليزية. إلا أن مثل هذه التقارير تضع شريحة من المثقفين العرب في حيص بيص، وتعمل على تلويث أفكارهم وتؤثر على نظرتهم لقضايا أمتهم. بالإضافة إلى أن الشعور بالانهزامية والدونية والالتجاء للإقرار أو للصبغة الدفاعية في أحسن الأحوال بات شعوراً ملازماً للعربي والمسلم تزيد من عمقه مثل هذه النوعية من البرامج.
أما المشاهد الغربي أقصد رجل الشارع منهم فهو المأسوف عليه بسبب وسائل الإعلام غير المحايدة لأنها تقلب الحقيقة في رأسه وتجند الكثير من الزيف والأكاذيب غير المباشرة وأقصد أن التقرير بل الخبر يصاغ بحرفية عالية لكي يفقد العقل المتلقي منعته في التعامل معه. ويلتزم الإعلام الغربي في مجمله بثوابت ومحرمات صهيونية لا يمكن المساس بها، ووضع لذلك قواعد ومناهج باتت تطبق تلقائيا حتى في صياغة الخبر الصغير واختيار صوره مما يضمن عدم تشويش وإزعاج شعب الله المختار.
تساؤلات ونداء
في أحيان كثيرة وأنا أشاهد على قنوات فضائية عربية مرموقة برامج تحليل لما يحدث في المنطقة، أو برامج فكرية تتحدث عن التواطىء الصهيوني الأمريكي ضد الأمة، أو لقاءات عابرة على هامش الأخبار وبرامج التحليل يستضاف فيها إعلاميون عرب كعبدالباري عطوان أو مصطفى بكري يصبون جام غضبهم على الساسة الصهاينة وعسكرهم وعلى السياسة الأمريكية وأساطينها، عندها أتساءل لمن يوجه هؤلاء خطابهم؟؟!!
إن المشاهد العربي يعرف الحقيقة وقلة قليلة قد تنطلي عليه أباطيل الإعلام الغربي، لكن ماذا عن المشاهد الغربي؟؟ من يوصل له الحقيقة؟؟
قد يقول قائل إن بعض الإعلاميين العرب والدعاة تستضيفهم وسائل الإعلام الغربية، فيمكنهم تبليغ الرسالة وإيصال الحقيقة للمشاهد الغربي. أقول وبحسب مشاهداتي لتلكم الاستضافات الضئيلة فإن القائمين على وسائل الإعلام الغربية ينتقون بعناية من يستضيفون، ويسألون الأسئلة ويوجهون الإجابات ويقاطعون أحاديث ضيوفهم بالطريقة التي تخدم السياق العام الذي يريدون إيصاله لمشاهدهم. بالإضافة أن عامل اللغة وأسلوب خطاب الغرب يغيب في أحيان كثيرة عن إعلاميينا ودعاتنا الذين يستضافوا في تلكم المنابر.
ما نحتاجه فعلاً أن يتحالف أثرياء العرب ودعاة وفقهاء الإسلام المخلصين والإعلاميين المهنيين في إنشاء قنوات تضاهي الشبكات العالمية الكبرى باللغات العالمية الحية وأن تستهدف المشاهد الغربي حصرياً وأن تجد من الوسائل والمضمون ما تنال به احترامه.
إن للحق قوة ذاتية تجعله قادرا ولو بعد حين على أن يعلو صوته فوق أكاذيب الباطل قال تعالى: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون"
بقلم: معتز محمد هاشم الجعبري
عندما يتزوج الإعلام الغربي بالسياسة تلد الحقيقة مشوهة
مهمة الإعلام الأمريكي تأييد أحلام اليهود وإيجاد رأي عام يساند هيمنة واشنطن
منذ فترة ليست بوجيزة وشبكة سي. إن. إن. الفضائية تقوم بالإعلان عن تقرير وثائقي ضخم، قامت بعمله كبيرة المراسلين في الشبكة "كريستيان أمانبور". والعمل بحسب الدعاية التي سبقته ضخم بالفعل، أو هكذا أريد لنا أن نعتقد.
"محاربون باسم الله" هو عنوان ذلك التقرير مع أني أميل لترجمة عنوان ثلاثية أمانبور “God’s Warriors” إلى "جنود الرب". وقد تم تقسيمها إلى ثلاث حلقات تم بثها على مدى ثلاثة أيام متتالية الحلقة الأولى عن جنود الرب من اليهود والثانية عن جنود الرب من المسلمين والثالثة عن جنود الرب من النصارى، والأصل أن يتم التركيز في هذا التقرير على تقاطع الدين والسياسة وخروج الأديان الثلاثة من المعبد إلى الحياة ليخوض بعض أتباعها معارك وجود مع الآخرين باسم الإله. ويلقي هذا التقرير الضوء من خلال العينات المختارة والشخصيات ذات الصلة بالموضوع على دور الأديان الثلاثة وكيف تلهم فئات ممن يدينون بها في إذكاء الصراع وإدارته باسم الإله والدين والمقدسات.
وسأنتقي مشهدين رئيسيين في التقرير المذكور وأقوم بتحليلها لقياس مدى اقترابهما من المصداقية والحياد، ولمعرفة مدى غنى هذه المادة بما يفيد طلاب الحقيقة من التوصل إليها.
مشهد (1)
بعد مشهد المصافحة التاريخية بين رابين وعرفات في حديقة البيت الأبيض بواشنطن متبوعة بكلمات من خطاب رابين التاريخي "يكفي قتلا.. لا نريد مزيداً من القتلى"، تقول كريستيان مانبور "كبيرة مراسلي شبكة سي. إن. إن. الأمريكية: بعد ثلاثة أشهر من المشهد السابق وقعت حادثة في مستوطنة. ثم تترك مجال الحديث لمستوطن في الخليل يقول: "إرهابيون مروا بسيارة قرب منزلنا وأطلقوا النار على أبي وأخي، مات أخي وبقي أبي ينزف ورغم مجيء الطبيب باروخ غولدشتاين ومحاولته إنقاذه إلا أن أبي مات". – تظهر بعد ذلك صور فوتوغرافية وديعة ومنتقاة بعناية للقتيلين وللدكتور غولدشتاين كلاً على حدة مع موسيقى تصويرية مؤثرة وحزينة – تعود كريستيان للتعليق قائلة بعد عدة أشهر على هذه الحادثة حمل الطبيب باروخ غولدشتاين بندقيته الرشاشة وتوجه للمسجد الإبراهيمي حيث ضريح النبي إبراهيم الذي يعني الكثير للمسلمين واليهود وفتح النار والنتيجة مقتل 27 من العرب. – خلال كلام كريستيان يعرض التقرير لقطات فيديو تظهر سيارات الإسعاف تنقل القتلى والمصابين في مجزرة الخليل. وتبعتها مشاهد من جنازة غولد شتاين واعتبار اليهود له بطلا وجنديا للرب، وقالت أن بين الأشخاص الذين شهدوا جنازته المهيبة الشاب يجآل عمير الذي قام باغتيال إسحق رابين في نوفمبر1995.
تحليل المشهد (1)
أولا: ارتكز المشهد على كلمات معدودات من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في 13 أيلول سبتمبر 1993م يراد منها أن يقتنع المشاهد الغربي برغبة اليهود الصادقة في السلام من جيرانهم، وأن يروا يد رابين الممدودة لوقف الدماء وفتح صفحة جديدة، ولكن المشهد أغفل تماما تردد رابين المشهور في مد يده لمصافحة ياسر عرفات. ويغفل المشهد أن مثل هذه الخطابات الرنانة في المحافل لا تعبر عن نوايا القيادات وأن الكلمات التي قالها رابين ليس لها علاقة بأفاعيل حكومته.
ثانيا: انتقال المشهد من كلمات رابين الداعية لوقف القتل إلى مشهد أعيد تمثيله لسيارة تقل إرهابيين عرب كما قال المستوطن في الخليل قاموا بإطلاق النار على أبيه وأخيه، يوحي للمشاهد الغربي أن العرب لا يريدون سلاماً وأن الحادثة السالفة دليل على أنهم ردوا على دعوة رابين الصادقة بوقف نزيف الدماء بقتل المزيد من اليهود الآمنين في مستوطناتهم.
ثالثا: ظهور باروخ غولدشتاين بصورة الطبيب مرهف الحس الذي يحاول إنقاذ حياة إنسان أطلق إرهابيون عليه النار فيموت المصاب بين يديه، وبعد أشهر يحمل بندقية رشاشة – وكأنه لم يحملها من قبل – ليفتح النار على مصلين، فيقتل في الحادث 27 شخصا. يضع المجزرة في سياق تبريري. وفي المشهد مغالطات كبيرة تصل لحد إزهاق الحقيقة. فهناك محاولة واضحة لتبرير عمل غولدشتاين واعتباره ردة فعل على موت مريض من بني جلدته بين يديه بسبب إرهاب العرب. وهناك إغفال واضح لحقيقة الطبيب الإنسان بزعمهم، فباروخ غولدشتاين اليهودي الأمريكي المهاجر من نيويورك فقط في العام 1980 حيث سكن في مستعمرة "كريات أربع" في الخليل والمعروفة بأنها معقل أشد الصهاينة تعصباً وعنصرية، هو من مؤسسي حركة "كاخ" الداعية لقتل العرب، ومقرب جداً من كاهانا وليفنجر الذي سئل إن كان يشعر بالآسف لإقدام باروخ على قتل المصلين فقال: "إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة". وتاريخ غولدشتاين يحفل بالعنصرية حتى مع غير العرب والمسلمين ففي أثناء خدمته العسكرية كطبيب في الجيش الصهيوني لا ندري أين ذهب الإحساس المرهف للطبيب عندما كان يرفض لأسباب دينية معالجة غير اليهود بمن فيهم المتطوعين الأوروبيين والدروز ممن حاربوا إلى جانبه في جيش الكيان الصهيوني وكان مثاله الأعلى الحاخام كاهانا والذي كان بدوره لا يعتبر غير اليهود إلا (غوييم) أو غير بشر ويحرّم مساعدتهم.
إن تدليس كبيرة المراسلين في سي. إن. إن. يطال حتى الأرقام الثابتة، فمجزرة الحرم الإبراهيمي راح ضحيتها خمسين شخصاً ونزفت فيها دماء 349 مصابا بين من قتلوا داخل الحرم وبين من قتلوا على أبوابه أو عند المستشفى، فلقد ثبت لاحقاً أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتى لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الإقتراب من المنطقة، وقتلوا عدداً من الأهالي ممن فزعوا لنجدة إخوانهم وأبنائهم والتبرع بالدم أمام المستشفى الأهلي.
وهكذا، فإن الكثير من وسائل الإعلام الغربية تحوّل حتى المجازر التي ارتكبت في حق أمتنا إلى ردود أفعال مبررة، وكأنما ارتكبت في حق جراد، وتقف بشكل سافر وبدم بارد مع الجلاد ضد الضحية.
المشهد (2)
مشهد من الحلقة التي تخص جنود الرب من المسلمين وفيها يظهر مجموعة من الشيعة وهم يضربون أنفسهم ويدمون أجسادهم بسلاسل الحديد والسياط، وشاب إيراني يطهو طعاماً في قدور كبيرة طلباً للثواب في تلك المآتم ومجالس اللطم والعزاء الحسينية. وفي لقاء "كريستيان أمانبور" مع الشاب نكتشف أنه حارب في حرب الخليج الأولى وكان عمره عندها 13 عاماً وقُتل له في حرب إيران والعراق شقيقان، وكان لقاء "كريستيان" – إيرانية الأصل – بعدها مع والدة الشاب التي لم تظهر أي ندم على استشهاد ولديها في الحرب مع العراق، كما أنها بينت أنها هي من شجّع ابنها ذو الثلاثة عشرة ربيعاً على الإلتحاق في الجبهة.
تحليل المشهد (2)
كان المشهد السابق هو المشهد الأثير والذي تم التركيز عليه وإعادته ككبسولة إعلان الحلقة الخاصة بالمسلمين في ثلاثية "جنود الرب"، لإعطاء المشاهد الغربي أبرز انطباع عن أهل الإسلام. وكأن كل أهل الإسلام تم اختزالهم في طائفة الشيعة التي لا تمثل مع المبالغة 10 بالمئة من عدد المسلمين في العالم.
والعجيب حقاً أن النصارى ينسون أو يتناسون أنهم هم أرباب صنعة تعذيب الذات وأن طوائف منهم تقوم حتى الآن بصلب أنفسهم وتعذيبها مشياً على خطى ما وقع على المسيح عليه السلام – بزعمهم.
ورغم إنكار حتى بعض أئمة ومراجع الشيعة – على استحياء – مظاهر الضرب واللطم والأذى الجسدي الذي يلحقه من يسمونهم عواماً بأنفسهم في مجالس عزاء الحسين، إلا أن الغرب يحرص دائماً على ربط الإسلام بهذه الصورة المتخلفة التي تبني عليها وسائل إعلام الغرب ومحلليه أن المسلم (مازوشي) أي يميل لتعذيب نفسه وبالتالي فمن الطبيعي أن يوقع الأذى بالآخرين ويذهب في ذلك بعيداً إلى حد تصفية المخالفين.
إذاً نلاحظ أن هذا الطرح يغفل أن 90 بالمئة من المسلمين لا يدينون وينكرون بشدة تصل لحد التكفير عقائد الشيعة وترّاهاتهم وانحرافاتهم، التي يمكن أن نعتبر أن مجالس العزاء بما فيها من اللطم وإيقاع الأذى بالنفس أهونها.
والمشاهد الأخرى ركزت بشكل كبير على الهجمات الانتحارية في فلسطين، وركزت على دور المساجد في تفريخ حركات الإسلام السياسي، وأقحمت موضوع المرأة وحقوقها السياسية ومظالمها الاجتماعية في الشرق – بزعمهم – إقحاماً لا ندري ما سر ربطه بسياق التقرير.
عندما يتزوج الإعلام والسياسة
كرستيان امانبور إيرانية الأصل من أم بريطانية وأب إيراني اسمه محمد، ولدت في لندن وعاشت في إيران وفي الحادية عشر من عمرها أرسلها أهلها إلى بريطانيا والتحقت بمدرسة للراهبات، وبعد سقوط حكم الشاه بالثورة الإسلامية هربت عائلتها إلى بريطانيا، فقد كان والدها مديرا للطيران وكان مقربا من الشاه، ثم التحقت كرستيان بجامعة رود أيلاند لدراسة الصحافة واثر تخرجها عملت في التلفزيون كمصممة غرافية الكترونية. وعملت في شبكات مختلفة لينتهي بها المطاف في أواخر الثمانينيات بالعمل في سي. إن. إن.
في 1998 تزوجت جيمس روبن الذي كان مساعدا لوزير الخارجية للشؤون العامة في عهد كلينتون وكبير المتحدثين باسم الخارجية الأمريكية بين 1997 حتى مايو 2000م اسمه (داريوس) وزوجها الآن يعمل في قناة "سكاي نيوز" وأختها ليزا امانبور تعمل في التلفزيون البريطاني.
وهكذا فإن دوافع الانحياز للسياسة الخارجية الأمريكية الشمولية والاصطفاف ضد كل ما يمت للإسلام بصلة تبدو كثيرة في شخصية مراسلة شبكة "سي. إن. إن." للشؤون الخارجيَّة، التي تتقاضى سنويا من الشبكة مبلغاً يزيد على المليون دولار.
لاري كنج على الهواء
لم تتوقف الإعلانات التي تتخلل نشرات الأخبار والبرامج العادية في قناة سي. إن. إن. حتى خلال بث ثلاثية أمانبور. ولمنح هذا العمل الضخم زخماً أكبر فإن لاري كنج الإعلامي المخضرم ومن خلال برنامجه الشهير "لاري كنج على الهواء" الذي احتفل بمرور 50 سنة على إطلاقه. استقبل زميلته كريستيان مع ضيوف يمثلون الديانات الثلاث في الولايات المتحدة الأمريكية في حلقة خاصة حول البرنامج. وهذا أمر طبيعي لا يوجد اعتراض عليه.
لكن الذي يؤسف له في تلك الحلقة أن الشخصية الإسلامية بدت مرتبكة وهزيلة ومحاصرة بالأسئلة، وإجابتها اكتفت بدفع التهم عن الإسلام دون تبيان التدليس الخطير واغتيال الحقيقة في تقرير أمانبور، ودون التذكير بدور الإدارة الأمريكية وتحالفها مع الكيان الصهيوني في إذكاء الصراع بالمنطقة، وغض الطرف عن الجرائم التي ترتكب في فلسطين والعراق وغيرهما. وأسوق مثالاً على ذلك فقد سأل لاري كنج الدكتور حسان حتحوت : ماذا تقول حيال تبني بعض المسلمين للعمليات الانتحارية متأثرين بنصوص تمجيد الاستشهاد؟ فكانت إجابة صاحبنا هي قوله: "إن القرآن لا يمجد الموت بل يمجد الحياة ويعتبر الموت حقيقة المطلوب القبول بها فقط وليس تمجيدها!!"
في اعتقادي أن الإجابة منقوصة جداً، والموقف يشبه قصة رجل قلبت الطاولة على رأسه فكان يحاول أن يمسحها بمنديله!! إن المسلم في وسائل الإعلام الغربية أمام اتهام عالمي له بأنه المسؤول عن الإرهاب العالمي. اتهام يجتثه من جذوره ولا يجوز عند مثل هذا الاتهام الاكتفاء بالصبغة الدفاعية. بل يجب وضع النقاط على الحروف والإجابة على السؤال بأسئلة كثيرة تحرج الإعلام المتواطىء مع السياسية الأمريكية والصهيونية. فإذا كان الذي يفجر نفسه في عدوه والمحتل لأرضه إرهابياً فماذا يمكن أن تعتبر مسؤولية الولايات المتحدة المباشرة عن قتل أكثر من مليون طفل عراقي لعدم توفر العلاج لهم في سنوات الحصار؟! وماذا تسمي المجازر والعذابات اليومية التي يذوقها الشعب الفلسطيني تحت حراب الصهاينة؟!
المشاهد العربي والغربي
رغم التأثير المحدود لهذه النوعية من التقارير المنحازة على المشاهد العربي وذلك لأسباب تتعلق بعدد المشاهدين العرب المحدود نسبيا بحكم عدم تمكن الجمهور العربي العريض من اللغة الإنجليزية وبالتالي عدم تفاعله مع القنوات التي تبث بالإنجليزية. إلا أن مثل هذه التقارير تضع شريحة من المثقفين العرب في حيص بيص، وتعمل على تلويث أفكارهم وتؤثر على نظرتهم لقضايا أمتهم. بالإضافة إلى أن الشعور بالانهزامية والدونية والالتجاء للإقرار أو للصبغة الدفاعية في أحسن الأحوال بات شعوراً ملازماً للعربي والمسلم تزيد من عمقه مثل هذه النوعية من البرامج.
أما المشاهد الغربي أقصد رجل الشارع منهم فهو المأسوف عليه بسبب وسائل الإعلام غير المحايدة لأنها تقلب الحقيقة في رأسه وتجند الكثير من الزيف والأكاذيب غير المباشرة وأقصد أن التقرير بل الخبر يصاغ بحرفية عالية لكي يفقد العقل المتلقي منعته في التعامل معه. ويلتزم الإعلام الغربي في مجمله بثوابت ومحرمات صهيونية لا يمكن المساس بها، ووضع لذلك قواعد ومناهج باتت تطبق تلقائيا حتى في صياغة الخبر الصغير واختيار صوره مما يضمن عدم تشويش وإزعاج شعب الله المختار.
تساؤلات ونداء
في أحيان كثيرة وأنا أشاهد على قنوات فضائية عربية مرموقة برامج تحليل لما يحدث في المنطقة، أو برامج فكرية تتحدث عن التواطىء الصهيوني الأمريكي ضد الأمة، أو لقاءات عابرة على هامش الأخبار وبرامج التحليل يستضاف فيها إعلاميون عرب كعبدالباري عطوان أو مصطفى بكري يصبون جام غضبهم على الساسة الصهاينة وعسكرهم وعلى السياسة الأمريكية وأساطينها، عندها أتساءل لمن يوجه هؤلاء خطابهم؟؟!!
إن المشاهد العربي يعرف الحقيقة وقلة قليلة قد تنطلي عليه أباطيل الإعلام الغربي، لكن ماذا عن المشاهد الغربي؟؟ من يوصل له الحقيقة؟؟
قد يقول قائل إن بعض الإعلاميين العرب والدعاة تستضيفهم وسائل الإعلام الغربية، فيمكنهم تبليغ الرسالة وإيصال الحقيقة للمشاهد الغربي. أقول وبحسب مشاهداتي لتلكم الاستضافات الضئيلة فإن القائمين على وسائل الإعلام الغربية ينتقون بعناية من يستضيفون، ويسألون الأسئلة ويوجهون الإجابات ويقاطعون أحاديث ضيوفهم بالطريقة التي تخدم السياق العام الذي يريدون إيصاله لمشاهدهم. بالإضافة أن عامل اللغة وأسلوب خطاب الغرب يغيب في أحيان كثيرة عن إعلاميينا ودعاتنا الذين يستضافوا في تلكم المنابر.
ما نحتاجه فعلاً أن يتحالف أثرياء العرب ودعاة وفقهاء الإسلام المخلصين والإعلاميين المهنيين في إنشاء قنوات تضاهي الشبكات العالمية الكبرى باللغات العالمية الحية وأن تستهدف المشاهد الغربي حصرياً وأن تجد من الوسائل والمضمون ما تنال به احترامه.
إن للحق قوة ذاتية تجعله قادرا ولو بعد حين على أن يعلو صوته فوق أكاذيب الباطل قال تعالى: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون"
بقلم: معتز محمد هاشم الجعبري