تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صائم قابل للانفجار


عبدالرحمن الهيلوم
05-Sep-2008, 06:30 PM
-------------------------------------- ------------------------------------------

صائم قابل للانفجار

حسين الحجاجي- جدة، عبدالرحمن القرني- عسير، ماجد عقيلي- جازانتصوير: محمد باكراع، سعيد الشهري، فيصل مهدي
اللحظات التي تسبق موعد الافطار عادة تشهد العديد من صور الانفعالات والتوتر وفلتان الاعصاب التي تصل حد السباب وتبادل الشتائم والتشابك بالايدي ودخول السجن والمستشفيات مما يتعارض مع روحانيات الشهر الكريم. وهذه التوترات القابلة للانفجار في اي لحظة تقع بين بعض الباعة في الاسواق وبين الزملاء في محيط العمل وبين السائقين في الشوارع وبين الرجل واهل بيته واولاده، وهي تحدث لاتفه الاسباب وتعبر في جميع تجلياتها عن ضيق الخلق ونفاد الصبر. لماذا يحدث ذلك بين الناس في شهر الصوم؟ وكيف تتفادى مثل هذه التصرفات والسلوكيات التي تجرح الصوم؟
عثمان زكي «بائع» يرى من واقع خبرته في السوق والممتدة لـ20 عاماً ان هذه التصرفات سببها النرفزة وضعف الايمان وصيام البطون عن الاكل والشرب ولهذا الكل يتحمل مسؤولية الصدامات التي تحدث بين الباعة والمشترين في السوق بما في ذلك الشهود الذين لا يقومون بالتهدئة.
ويشير العم عبده عبدالله «صاحب مخبز» الى ان اكثر المعارك ضراوة. تقع بين الباعة والمشترين حول الخبز والفول في نصف الساعة الاخيرة قبل اذان المغرب فالكل يريد الحصول على الخبز والعودة الى منزله ولهذا تقع الاختناقات والمشاكل.
ولذلك يتجنب منصور ابراهيم الخروج من منزله قبيل الافطار حتى يتفادى مثل هذه المناظر ففي احدى المرات شاهد معركة قبل الافطار بين اثنين اختلفا على سعر الخضار وتطور الخلاف بينهما شتائم واشتباكاً بالايدي فيما انقسم الجمهور بين مؤيد للطرف الاول ومؤيد للطرف الثاني.
مطاردة ونيت
منيع الله السلمي – 22 عاما يرى أن كثرة المضاربات في هذا الشهر تعود للفهم الخاطئ عن الصيام بسبب والجهل الذي كونه الناس عن الصيام في شهر رمضان ويقول لا أدري لماذا يحدث ذلك فكثير من الناس تلاحظ انه مستفز ويتكلم من (رأس أنفه) وكل طلباته أوامر ويحاول بشتى الطرق أن يتشابك مع الناس..
ويتدخل ( صالح سلمان الحربي – 34 عاما ) قائلا :
تخيل في اليوم الاول من رمضان خرجت أريد شراء بعض الاحتياجات وأقسم لكم بالله أنني لم أكن أعلم أن هناك سيارة (ونيت) تطاردني فحالما توقفت أمام البقالة حتى رأيت سائق هذا الونيت يخرج ويمسك بحلقي بحجة أنني (سقطت) عليه بالسيارة.
متى حدث ذلك وأين؟ اقسم لكم بالله أنني لا أدري؟ ومع ذلك اعتذرت له على عمل لم أقم به لكن ماذا افعل أنا صائم ولا أريد أن أجرح صيامي وكل هذا لم ينفع والشخص يريد التشابك؟
شياطين الانس
ابراهيم نفاع نويفع البارقي – 44 عاما قاطعه قائلا: اسمع هؤلاء (شياطين الانس)، بقدر ما تحاول أن تذكرهم بأنهم صائمون إلا أنهم يزيدون في توترهم ،، أمس وفي حدود الساعة الخامسة والربع كنت واقفا مثلي مثل الاخرين حينما دخلت (مخبزا) ففوجئت بثلاثة أشخاص لم يتركوا قطعة خشب أو طاولة العيش بل وقطع الخبز إلا واستخدموها في مضاربة داخل المخبز حاولت التدخل مع بقية عباد الله لكن وضعهم كان متأزما.
شقيقان اثنان تخيلوا أن كل تلك المضاربة بسبب أن أحدهما سبقت يده يد الاخر في التقاط (قرص العيش) فحدثت ملاسنة تحولت بتدخل الاخ الكبير وصارت معركة المشكلة أن أحدهم حاول ضرب الاخر بقطعة خشب لكنه تفاداها لتجد طريقها إليّ بمجرد أن فتحت باب المخبز، وجدت تلك القطعة الخشبية تصيبني في ساقي تماما؟؟
و كانت ضربة قوية لم استطع معها من السير إلا بصعوبة ولغاية الآن أجدني أعاني منها.
- وماذا فعلت ؟ رد
- لا شيء حمدت الله تعالى أن المسألة اقتصرت فقط على ضربة في الركبة ولم تكن عينا أو شيئا أكبر من ذلك.
سوى سوى
ولا يتردد (سعد ناصر الحويطي – 28 عاما) عن الاعتراف قائلا: أنا والله كنت واحدا من هؤلاء الخلق الذين تتفجر أعصابهم خلال هذا الشهر الفضيل لكن ويعلم الله حينما سمعت حديثا عن فضل التسامح وكظم الغيظ والعفو عن الناس فصرت أتحاشى مواطن المشاحنات قدر الامكان ومن ذلك ما تعرضت له في محطة البنزين في عصر اليوم الثاني من رمضان فقد كان عامل المحطة أصلا مستفزا فأنا لم أقل له سوى أن يضخ البنزين حتى يمتلئ خزان السيارة تماما وليكن كمية البنزين ( سوى سوى ) بمعنى خمسين خمسين ثلاثين ثلاثين أقصد آلا يكون هناك نصف أو ربع ريال.
هذا الذي قلت فما كان من عامل المحطة الا ان ثار في وجهي ثورة عنيفة قائلا:
أنا أفهم أنت ليش يتكلم هكذا معي انا ما فيه (حيوان) أنت فيه (حيوان) وهات يا شتم وتوتر)
و الله لم أجد غير الانسحاب وليته تركني وإنما أراد أن يلحقني برمي أحد الحجارة.
كل هذا والله شاهد بلا سبب سوى أنني قلت له (عبي بنزين وخليه سوى سوى)
متوتر بسبب السحور
زياد فايز الردادي استغرب تصرف عامل البنشر الذي كان وديعا قبل شهر رمضان وتحول الى (كرة نارية) مع قدوم الشهر قال:
تعودت أنا وبقية أصحابي في الحي أن نقوم بتعبئة إطارات الدراجات الهوائية دائما من عامل البنشر المجاور للحيّ
و هذا العامل كان طيبا ورائعا معنا
قبل يومين قدمت أنا وصاحبي لكي نملأ إطارات الدراجة وكان الوقت قبل صلاة العصر بقليل ففوجئت وصاحبي بعامل البنشر يصرخ ويحمل دراجتي ودراجة صاحبي ويرمي بها في الشارع
توقفت وزميلي مستغربين هذا التصرف وسألناه :
ماذا حدث؟ فلم نجد سوى أنه حمل ماسورة طويلة وهددنا بها ... فانسحبنا بذهول.. لكن عندما مررنا من أمام محله بعد صلاة العشاء والتراويح قدم الرجل لي ولصديقي اعتذاره وتأسفه قائلا:
إن سبب غضبه هو أنه نام ولم يتسنى له تناول طعام السحور ليلة البارحة ولهذا كان مستفزا؟
قفل الطرق
أما خالد الزهراني – (أبو يزن) فالموقف لديه مختلف تماما حينما يقول: إن هذا التوتر الذي يتلبس البعض خلال فترة الصوم لا يخرج عن كونه توترا في الأيام الاولى من الشهر الكريم لكن مع مرور الوقت تصبح أعصاب اولئك باردة تماما ويضيف:
بصراحة أشاهد مثل هذه السلوكيات لكن ما يجعلني أهدأ هو الاحتساب والتفكير في أنني صائم وإلا إن جئت للصراحة هناك بعض السلوكيات التي لا يمكنك أن تتحملها ما لم تمني نفسك بالاجر من الله و خصوصا في فترة ما بعد الظهر؟؟
و بالذات في أماكن تزاحم الناس؟ فمن السهولة أن تجد هناك من يندفع وكأن الطعام أو الشراب سوف ينتهي ولن يحصل على شيء.
أمس في طريقي الى المنزل وجدت الطريق الرئيسي للحي مغلقاَ تماماً وهناك ارتباك مروري يتعذر عليك فيه تحريك سيارتك نهائيا والسبب ان اثنين من قائدي السيارات حدث بينهما تشابك بالأيدي قبل الافطار بنصف ساعة فعطلا نفسيهما وعطلا عباد الله وفي النهاية خرجت مجموعة اجبرتهما على التنحي عن الطريق واستكمال مضاربتهما بصراحة هذا ما ينبغي التعامل به مع امثال هؤلاء :
يجبران على الابتعاد عن طريق عباد الله ويفعلا ما يحلو لهما
كما أنني أطالب لو يتم التعامل معهم بإجراءات صارمة بعض الشيء وبالذات عندما يتعلق الامر بتعطيل الناس وقفل الطرق.
السوبيا ... السوبيا
بدون مقدمات يوقف أحدهم سيارته أمام بائع (سوبيا) ويصل إليه من أجل أن (يصفعه) على وجهه قائلا:
(أنت تكذب هذه السوبيا ليست سوبيا الـ(........) من مكة ) وأنت غشاش؟
ذاك لم ينتظر أصلا فصفع الرجل بدوره أكثر من صفعة وبالرغم أن الشخص الذي أوقف سيارته وبادر الشاب بتلك الصفعة وكان مشهدا لم أتمناه لذلك الرجل الكبير سنا من ذلك الشاب وكنت أتمنى فقط من الشاب لو أنه احترم كبر سن الرجل وإن كان هو المخطئ
المهم أمسك كل منهما بخناق الآخر ودارت مضاربة عنيفة لم تنته إلا بقدوم الدوريات الامنية
و لماذا كل هذا كما قال (خالد القيسي): كل هذا من أجل أن الرجل متوتر أصلا ويبحث له عن فريسة (يفش غله فيها) فكان بائع السوبيا الضحية.
والسؤال الذي يطرح نفسه بعد استعراضنا لهذه الحالات هو عن التفسير العلمي لحدوث هذا التوتر او ذلك الانفعال.
وما الذي يقف وراء كثير من حالات «النرفزة» والشتائم والتشابك بالايدي والمضاربات التي تقع في ساعات الذروة من الصيام.
رأي الطب
الدكتور فهمي عبد الحليم الشربويشي – الطبيب العام يعتقد أن أسباب تلك التوترات التي ترافق الايام الاولى لشهر رمضان إنما ناتجة عن سلوكيات استعدادية لدى الفرد نتيجة لعدم استحضاره المعاني الروحية والسلوكية للصوم
الدكتور (فهمي) يقول: استعرض هذه النقطة مقدما قبل أي تفسير طبي لتلك السلوكيات لأنها سلوكيات يمكن للصائم التحكم بها كهدف تربوي من أهداف الصوم إنما طالما أردت رؤية علمية فهذه المسألة ربما تتعلق بالمدمنين (للتبغ) أي الدخان فهؤلاء هم الاكثر عرضة لهذا السلوك العدائي في حين لا يواجه الصائم الطبيعي أي من تلك المظاهر إلا بحدود معينة
فمن المعلوم أن نقص كمية (النكوتين) في دم المدخن تجعله في الايام الاولى من شهر رمضان في حالة توتر وعصبية وقلق واستفزاز وكذلك الحال بالنسبة لـ«الكافيين»، وهي المادة المنبِّهة في القهوة والشاي والكولا، والانقطاع المفاجئ يربك كثيرا الجهاز العصبي لكن كل ذلك يحدث خلال اليوم الأول من رمضان ولا يتجاوز اليوم الثالث. وبصورة عامة فإن التوقف عن الشراب والجوع من شأنه أن يجعل من لا يحتسب صومه لله، متوترا ومتضايقا وعصبيا. لكن المؤمن يدرك تماما أن الصوم اختبار له فيصبر ويحاول أن يكون صومه أبعد ما يكون عن تلك الشوائب.
النفسية
فيما علق ابراهيم محمد معرف (استاذ علم نفس وتربية) بتعليم منطقة عسير بقوله على هذه المظاهر إن التوتر والعصبية وتغير الألفاظ والاتجاهات النفسية في شهر رمضان تأتي على ثلاثة وجوه في شهر رمضان:
الصنف الأول المعتدل الواقعي الذي يتأمل النصوص ويعمل بها تطبيقا عمليا وهذا الصنف يكون لديه استحضار نفسي حكيم في شهر رمضان بحيث إنه يرد النوازع النفسية المائلة للسقوط وجوارح الكلام .
أما القسم الثاني فهو الإنسان المراوغ بين الشدة وبين الحكمة فيما يتعلق بشهر رمضان وأحيانا لديه تتقدم العاطفة على العقل يثور لأتفه الأسباب أحيانا قد يتقدم العقل على العاطفة ويهدى ويطمئن .
أما الصنف الثالث من الناس لديهم العنف والعجلة وفاحش الكلام وهؤلاء ينظرون لرمضان نظرة مادية تراهم يتعجلون وهذا الصنف تتراوح أعمارهم من 15 إلى30 عاما وهؤلاء لا يتورعون عن استخدام الألفاظ الخارجة وهذا يرجع للتربية في البيت.
آثار النكوتين
ويرى الاخصائي النفسي عبدالرحمن الموكلي ان أرواح الصائمين تتأثر بما كانت تقوم به قبل الشهر وفي نفس التوقيت كشرب القهوة والإكثار منها وحتى شرب السجائر ولهذا فقدان التوقيت الزمني لهذه المشروبات وآثار النكوتين المفقودة تدفع الشخص لافتعال أي شيء للترويح عن نفسه وهو دائما ما يتعرض لانفلات في الأعصاب.
وللوقوف على الرأي الاجتماعي حول هذه الظاهرة قالت الاختصاصية الاجتماعية بمستشفى الملك فهد العسكري بجدة نسيمة فاضل ان العصبية التي تبدو في نهار واضحة على البعض هي عصبية غير محمودة خاصة وان فريضة الصيام قد شرعت لكبح جماح الانسان من شهوات ورغبات وفي نفس الوقت لتعويده على الصبر والاحتمال بدليل امتناعه عن الاكل والشرب لكن البعض ونتيجة بعض الظروف تجده لا يستطيع التحكم في اعصابه اما لمرضه وبالذات مرضى السكر أو الأمراض التي يتناول صاحبها عقاقير وأدوية مهدئة أو بسبب الضغوطات التي قد يتعرض لها الإنسان وبالذات الضغوطات المالية أو العائلية أو العملية وجميعها تنعكس على تصرفات وسلوك الإنسان ويجد نفسه في مواقف غير محمودة يندم عليها فيما بعد متى هدأت نفسه.
وجميعنا يعرف ان هذه الانفعالات وهذه العصبية لها انعكاسات على صحة الفرد نفسه حتى اننا متى رأينا شخصا منفعلا نطلب منه الهدوء والتروي وهذه الانفعالات هي في الاساس حالات غضب عند الانسان التي نهانا نبينا صلى الله عليه وسلم بعدم الاستسلام لها وان نغير من جلوسنا أو وقوفنا وان نحاول ان نغسل غضبنا بالوضوء والصلاة لأن الغضب في كثير من الاحيان يكون نتائجه غير طيبة حتى على المجتمع الذي قد يتأثر وتتعرض بعض منجزاته للتخريب أو التكسير بسبب عدم تمالك الإنسان لاعصابه هذا بخلاف ان الانسان الغاضب قد يتسبب في ايذاء الاخرين أو حتى ايذاء نفسه ولذلك المؤمل من مسلم صائم في مثل هذه الأيام ان يستفيد منها بترويض نفسه وتعويدها للتحمل والصبر خاصة وان الصبر جزاؤه عند الله عظيم.

جريدة عكاظ

سطام العفار المزحمي
07-Sep-2008, 06:23 PM
والله ياعبدالرحمن اني اعتقد ان المشاكل في نهار رمضان اكثر منة في شهر اخر واشاهدة بشكل يومي في المتاجر والشوارع وعند الاشارات وشكرا على موضوعك

عبدالرحمن الهيلوم
09-Sep-2008, 06:05 PM
شكرا للمرور الطيب يالغالين

ابوزعبه
09-Sep-2008, 10:40 PM
يارجال صارت عاده قبل الافطار اسرع

ابن ذكير
10-Sep-2008, 04:21 PM
الله المستعان يا عبدالرحمن
العالم صاروا كانهم شايلين مشاكل ملايين فوق روسهم
وتلقاه مشكلته الزقاره هي اللي مسويه قلق له
لاهنت اخوي على نقل التغطيه

عبدالرحمن الهيلوم
10-Sep-2008, 05:16 PM
شكرا للمرور الطيب يالغالين