المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من النبي يوسف إلى مهند في مسلسل 'نور'


أبو مرحبا
14-Aug-2008, 02:34 PM
مقاله أعجبتني فاحببت أن أنقلها لكم
أتمنى أن تنال على أعجابكم:



من النبي يوسف إلى مهند في مسلسل 'نور'
د. ديمة طارق طهبوب


18/07/2008
]
لطالما عجبت من قصة تأثر صويحبات امرأة العزيز بجمال سيدنا يوسف عليه السلام تأثرا أذهل عقولهن وجعلهن يقطعن أيديهن دون أن يشعرن في لحظة غياب عن الوعي الذي أصبح أسيرا بنظرة عين لجمال بشري أوتي شطر الحسن، نظرة فتكت في قلوبهن فتك السهام بلا قوس ولا وتر. لطالما استوقفتني هذه القصة مثيرة في النفس تساؤلات عديدة عن مدى تأثر النفس بالجمال وما ينتج عن ذلك من مشاعر حب وتعلق، هل الجمال جمال الوجه أم الروح؟ هل الجمال فتنة قد توقع المرء في المصائب والخطايا؟ وسبحان من ضرب لنا في القرآن من كل مثل، فما جهل وانقياد صويحبات امرأة العزيز لهواهن الا ما نشهده ونقرأ عنه هذه الأيام من حماقة بعض نساء العرب بتعلقهن بأبطال المسلسلات التركية المدبلجة وبالذات المدعو مهند في مسلسل (نور) ومطالبتهن أزواجهن بتمثل وتغيير أشكالهم لتماثل شكل مهند كشرط لاستمرار الحياة الزوجية بينهم، وتصريحهن أحيانا بالأماني الشيطانية برغبة قضاء ليلة حمراء مع مهند ولو كان من بعدها الموت، تدبير إبليسي له سابقة في تاريخ البشرية كالتي غلقت الأبواب باباً وراء باب وأحكمت الأقفال وهيأت النمارق والوسائد لتخلو بنبي الله الكريم بن الكريم وتغويه.
وهذا يعيدني الى تساؤلات البداية: عن ماذا تبحث النساء في الرجال وعن ماذا يبحث الرجال في النساء؟ لقد نبهنا المصطفى صلى الله عليه وسلم غير مرة عن معايير الحب والارتباط فعلم أن العين قد يستهويها جمال قد يكون فيه هلاكها، فأوصى المسلمين أن إياكم وخضراء الدمن وهي المرأة الحسنة المظهر القبيحة الأخلاق التي نشأت في منبت سوء، وعلم أن بعض النفوس قد يستهويها حسب أو نسب أو ثروة فجعل البركة والهناء بالارتباط بذات الدين، وخطب صلى الله عليه وسلم فتاة من أجمل صحابيات المدينة للصحابي جُليبيب الذي كان يُنظر اليه أنه كاسد في سوق الجمال ولكنه كان رائجا في سوق الرجولة وعلو الهمة فترك عروسه الشابة الحسناء ولبى داعي الجهاد فاستشهد لينسبه الرسول الى نفسه فيقول: جليبيب مني وأنا منه، حتى قال الصحابة: لقد وددنا جميعا أننا أصحاب هذا القبر.
وقد علم الحق سبحانه أن النظرة سهم مسموم من سهام الشر ينفذ الى القلب فيقلب كيان المرء رأسا على عقب فتلطف في حكم نظرة الفجاءة على أن لا تتبعها نظرة القصد والتفحص التي توقع في الاثم فأمر سبحانه بغض البصر وجعل أجره حلاوة يجدها المؤمن في قلبه وفتحا على بصيرته، وشدد على العاقبة الأليمة لاطلاق النظر الى ما حرم الله على القلب، فقال العلماء: 'إطلاق النظر ينقش صورة المنظور في القلب والقلب كعبة والمعبود سبحانه لا يرضى بمزاحمة الأصنام'.
في أزمان الخير والفضيلة كان الحب كله حلالا في النور لا يجمع بين قلبين شاردين تحكمهما الشهوات بل لقلوب طاهرة تجمع بين أسر خيّرة يقوم عليها المجتمع والحضارة.. كان الآباء فيما مضى لا يلقون ببناتهم الى التهلكة ركضا وراء سراب الوجوه الجميلة التي تخفي وراءها صنوفا من الضحالة، كان الحب والزواج مشروع حياة متكاملا له شروط لا يُتنازل عنها كي يتم ويستمر، ولم يكن جمال وجه الرجل والمرأة ضمن المعطيات الأساسية فإذا وُجد كان فضلا زائدا على فضل جمال النفس والخُلق، لقد صاغ أحد الشعراء فقه الآباء في تربيتهم لبناتهم وتزويجهن قائلا: أتمنى لابنتي عقلا سليما ينبذ الوهم ويهديها السبيلا ذات علم وذكاء ونشاط وخِصال صالحات لن تزولا فإذا ما جاءني يوما جهول ساحبا في المال والجاه ذيولا وابتغى مني أمرا مستحيلا لست أرضاه بنعليها بديلا وإنا لنعجب كيف يمكن لامرأة عاقلة تربت في بيئة عربية تعترف في أقلها بالعادات والتقاليد أن تصل الى هذا الحد من الضلال والاسفاف والتعلق بالمظاهر الزائفة التي قد تدمر حياتها! هل من الممكن أن ينجذب أصحاب النفوس السوية لمظهر جميل دون أخلاق تزينه وتكمله؟ إذن أين دور العقل الذي أكرم الله به الانسان في مواجهة الغرائز التي تتأثر بما تستقبله الحواس الخمس التي يشترك بها الانسان مع المخلوقات الأخرى والحيوانات؟ وهل ينفع الفتيان حسن وجوههم إذا كانت الأعراض غير حسان، فيصبح الجمال والدنجوانية هما بوابة الدخول للقلوب؟ ألا يفكر هؤلاء الناس أن جمال المظهر قد يزول بمرض أو عرض أو تقدم في العمر؟ فماذا يبقى في الرجال والنساء والأزواج والزوجات الذين تاجروا بالجمال المادي وحده؟ هل يذهب جمال العشرة الطيبة اذا ظهرت التجاعيد في الوجه؟ هل يهرب الحب والاخلاص والتفاني من الشباك اذا تغير الشكل الخارجي للرجال والنساء؟ اذن لماذا صمدت زيجات أجدادنا وجداتنا وآبائنا وأمهاتنا في مواجهة الفقر والحرب والمصائب ضاربين لنا أروع الأمثلة في الحب والعلاقات الزوجية؟ إن الذين يبحثون عن جمال وجه يوسف رجالا ونساء لم يهتموا بسيرة يوسف التي كمّلت جمال المظهر بجمال المخبر، لم يتفرسوا وهم يطلقون العيون تدقق وتتمنى الحرام في جهاد يوسف ليصرف عن نفسه الحرام مؤثرا السجن سنوات طوال دون الرضوخ لحمأة الجسد والوقوع في حبائل المنكر، لم يتفكروا في عبادته ودعوته وتبليغه للرسالة وهو في أحلك الظروف، لم ينظروا في رفضه الخروج من السجن قبل أن ترفع عنه تهمة خيانة الثقة واستحياء الأعراض، لم يتأملوا دعاء يوسف عليه السلام وقد أوتي مفاتيح الجمال والملك والولاية يتمنى نهاية الصلاح داعيا 'رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين'.
إن ظاهرة التعلق بهذا المهند تذكرنا بأمس قريب استولى فيه روك هدسون الممثل الأمريكي على قلوب العذارى والنساء كرمز الجمال الرجولي في العالم ليُكشف المستور عن رجل شاذ مات بالايدز وورثه غلامه العشريني، ولا عزاء للتافهين..
إن من يتعلق بالقشور لا يحصّل الا الفُتات، أما من يبحث عن اللبّ فذلك الذي يجني الشهد ممزوجا بالعسل والجمال الحقيقي الذي يشع من الروح قبل الجسد.


تقبلووو أحترامي

محب الهيلا
14-Aug-2008, 10:35 PM
والله ياخوي

الناس شالو الدنيا وماحطوها علشان هذا المهند

ماني داري وش فيه زود

مشكور وماقصرت

مناحي حمدان العصيمي
15-Aug-2008, 12:19 AM
المشكلة أن هذا كشف هشاشة المجتمع نسأل الله السلامة