أبوثنتين
20-Jul-2008, 11:43 PM
ان ما يحز في النفس وأنت تسمع في حديث المجالس امتهان دور المرأة في المجتمع والاتهامات التي تلاحقها في تبلد حسها الثقافي مهما اعتلت من مراكز قيادية وتفوقت في التأهيل العلمي الا انها تظل عاجزة عن بلوغ درجة التكيف مع معطيات العصر ومواجهة تحدياته.
وتشير اصابع الاتهام الى حواء العصر مقارنة بحواء الأمية التي كانت تراوح بين حجرتي الطهي وصالون المنزل والتي اكتسبت من مدرسة الحياة ان تقوم على تدبير شؤون اسرتها وتربية اطفالها ولاتنفك عن رعاية محيطها الاسري ومشاركتها المجتمع وفق تقاليدها البيئية وثقافتها الاجتماعية في صيانة ورعاية بعلها واطفالها بكل تفان واخلاص، في حين اكتسبت حواء العصر الكثير من المعطيات المعرفية والعلمية حتى ان كثيرا منهن تقلدن مناصب قيادية وعلمية وتربوية لكن ثقافتها داخل محيط مجتمعها لاتبرح اهتماماتها في إنقاء خاصية اجود المساحيق وفساتين السهرات وملاحقة ألبومات أهل الفن والطرب وآخر صرعات الموضات التي تبثها الفضائيات.
وعندما تسمع ان اغلب نساء مجتمع العصر يعانين من تبلد حسي لما اكتسبته من ثقافة منهجية فلا ترتاب من هذا الاتهام لأن الواقع شيء والتطبيق شيء آخر فهي لم تسجل ادنى حضورا فكريا ولم تسهم اجتماعيا الا بما تعيش نشوته من فكر نشاز وتوجه شاذ وقد غيبت دورها الرئيس كمتعلمة اكاديمية يفترض ان تتمخض محاور تزكي فيه ريادتها في تنمية الموارد البشرية ومواكبتها معطيات العصر بما يحقق نماء مجتمعها والنهوض به لتصحيح مسار فكر المرأة وتعزيز قدراتها الفكرية بالتفرد في توظيف دور وفكر المرأة في صناعة الجيل وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمرأة في مجالات الحياة دون الالتفات الى نمط ومقتضيات الحياة المادية التي شأنها اسقاط دور المرأة كعنصر فاعل في المجتمع.
اننا نعيش مفارقات عجيبة فالمرأة في مجتمعنا لاترضى الا ان تعيش وتخالط البيئة المهووسة بنضارة الحياة المادية وترفض قطعا نظرية مكافحة الحياة العبثية وتركن الى شكليات العصر ومعطياته المتبلدة حتى ولو جنحت الى بلوغ ارقى العلوم والمعرفة فانها تخضع لحنينها الخرافي تحت وطأة اغراءات وماديات الحياة فتتجرد عن ثقافتها العلمية وتنظر الى تحصيلها العلمي بأنه مجرد منهج ليس له مرتكز في التطبيقية المعاصرة، وأمام هذه الاشكاليات التي تحاصر حواء في حياتها المعيشية تستلم استسلاما مريبا لمعطيات فارغة تماما من الوعي والفكر فما يدلل على ضعف المرأة أمام مغريات الحياة المادية وعندما تكبو بغير هدى في متاهات اغواءاتها تجدها ذات عاطفة وحزن لايسكته إلا الوله فهي كالسمكة لاتعيش إلا داخل الماء وفي محيطها التي اعتادت عليه.
الأديبة وفاء السالم التي اعترفت بقصور المرأة ازاء مجتمعها تقول: هن قلة في مجتمعنا اللواتي لهن ادوار بارزة في المجتمع من خلال المناشط الدعوية والمنبرية، ولكن الاغلب رمين بثقافتهن على مقاعد الدراسة حتى الاكاديميات منهن يتمتعن بشخصيتين أو وجهين متناقضين في الفصول الدراسية وفي محيط مجتمعها الذي تعيشه وفق معطياته وتجلياته فهي تؤدي الدرس كوظيفة وليست كمربية لأجيال وهي ايضا وسط مجتمعها تعيش ديدنه وكأن ثمة انفصالا فكريا يحدث للمرأة بالذات حين تتفحص دور المعلمة المربية وحين تكون سيدة بيت أو شخصية في المجتمع النسوي وهذه الفجوة تغلب على فكر المرأة ولاتستطيع ان توازي بين الكفتين حتى ان ذلك يغلب على تصرفاتها وسلوكها في البيئتين التي تعيش فيهما في المدرسة ووسط المجتمع.
منصور مجلي
منقول
وتشير اصابع الاتهام الى حواء العصر مقارنة بحواء الأمية التي كانت تراوح بين حجرتي الطهي وصالون المنزل والتي اكتسبت من مدرسة الحياة ان تقوم على تدبير شؤون اسرتها وتربية اطفالها ولاتنفك عن رعاية محيطها الاسري ومشاركتها المجتمع وفق تقاليدها البيئية وثقافتها الاجتماعية في صيانة ورعاية بعلها واطفالها بكل تفان واخلاص، في حين اكتسبت حواء العصر الكثير من المعطيات المعرفية والعلمية حتى ان كثيرا منهن تقلدن مناصب قيادية وعلمية وتربوية لكن ثقافتها داخل محيط مجتمعها لاتبرح اهتماماتها في إنقاء خاصية اجود المساحيق وفساتين السهرات وملاحقة ألبومات أهل الفن والطرب وآخر صرعات الموضات التي تبثها الفضائيات.
وعندما تسمع ان اغلب نساء مجتمع العصر يعانين من تبلد حسي لما اكتسبته من ثقافة منهجية فلا ترتاب من هذا الاتهام لأن الواقع شيء والتطبيق شيء آخر فهي لم تسجل ادنى حضورا فكريا ولم تسهم اجتماعيا الا بما تعيش نشوته من فكر نشاز وتوجه شاذ وقد غيبت دورها الرئيس كمتعلمة اكاديمية يفترض ان تتمخض محاور تزكي فيه ريادتها في تنمية الموارد البشرية ومواكبتها معطيات العصر بما يحقق نماء مجتمعها والنهوض به لتصحيح مسار فكر المرأة وتعزيز قدراتها الفكرية بالتفرد في توظيف دور وفكر المرأة في صناعة الجيل وتحقيق الاكتفاء الذاتي للمرأة في مجالات الحياة دون الالتفات الى نمط ومقتضيات الحياة المادية التي شأنها اسقاط دور المرأة كعنصر فاعل في المجتمع.
اننا نعيش مفارقات عجيبة فالمرأة في مجتمعنا لاترضى الا ان تعيش وتخالط البيئة المهووسة بنضارة الحياة المادية وترفض قطعا نظرية مكافحة الحياة العبثية وتركن الى شكليات العصر ومعطياته المتبلدة حتى ولو جنحت الى بلوغ ارقى العلوم والمعرفة فانها تخضع لحنينها الخرافي تحت وطأة اغراءات وماديات الحياة فتتجرد عن ثقافتها العلمية وتنظر الى تحصيلها العلمي بأنه مجرد منهج ليس له مرتكز في التطبيقية المعاصرة، وأمام هذه الاشكاليات التي تحاصر حواء في حياتها المعيشية تستلم استسلاما مريبا لمعطيات فارغة تماما من الوعي والفكر فما يدلل على ضعف المرأة أمام مغريات الحياة المادية وعندما تكبو بغير هدى في متاهات اغواءاتها تجدها ذات عاطفة وحزن لايسكته إلا الوله فهي كالسمكة لاتعيش إلا داخل الماء وفي محيطها التي اعتادت عليه.
الأديبة وفاء السالم التي اعترفت بقصور المرأة ازاء مجتمعها تقول: هن قلة في مجتمعنا اللواتي لهن ادوار بارزة في المجتمع من خلال المناشط الدعوية والمنبرية، ولكن الاغلب رمين بثقافتهن على مقاعد الدراسة حتى الاكاديميات منهن يتمتعن بشخصيتين أو وجهين متناقضين في الفصول الدراسية وفي محيط مجتمعها الذي تعيشه وفق معطياته وتجلياته فهي تؤدي الدرس كوظيفة وليست كمربية لأجيال وهي ايضا وسط مجتمعها تعيش ديدنه وكأن ثمة انفصالا فكريا يحدث للمرأة بالذات حين تتفحص دور المعلمة المربية وحين تكون سيدة بيت أو شخصية في المجتمع النسوي وهذه الفجوة تغلب على فكر المرأة ولاتستطيع ان توازي بين الكفتين حتى ان ذلك يغلب على تصرفاتها وسلوكها في البيئتين التي تعيش فيهما في المدرسة ووسط المجتمع.
منصور مجلي
منقول