طارق الحربي
16-Jul-2008, 04:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أقدم لكم أول مشاركة لي في المنتدى عسى أن تحوز على رضاكم
وهي بخصوص جبل طيمة....
من الجبال المشهورة في ديار حرب جبل طمية وهذه نبذة عن هذا الجبل
أتمنى أن تعطي معلومات كافية عن هذا جبل طمية ، وهي منقولة من أكثر من مصدر
وإضفت بعض الصور و بعض ما أعرفه عن هذا الجبل المشهووور :
طَمِّــيَّة : بفتح الطاء فميم مكسورة فياء مشددة مفتوحة فهاء.
جبل أحمر مشهور في القديم والحديث ، في أعلاه حجارة صفراء ، وعر الأعلى .
موقعه : يقع جبل ( طمية ) في أقصى الغرب لمنطقة القصيم ،، جنوب عقلة الصقور بحوالي 32كم .
تشاهده قريبا منك وأنت على الطريق السريع على يمينك وأنت ذاهب للمدينة النبوية ثم يماشيك إذا كنت متجهاً إلى المدينة امع الخط الأسفلتي الذاهب إليها من القصيم لمسافة تزيد على خمسين كيلاً ..
إحداثيتها : العرض : 02 36 25 الطول : 05 00 42
قال يا قوت : طَمِيَّة : بفتح أوله وكسر ثانيه ، وياء مشددة كياء النسبة وهو من قولهم : طمى يطمى طمياً.
ارتفاعه : يبلغ ارتفاعه ( 1311 م )
نصوص قديمة في طمية :
نقل الإمام لغده الأصبهاني قول بعضهم : طمية عَلَمٌ أحمر صعب منيع ، لا يرتقى إلا من موضع واحد ، وهو رأس حزيز أسود يقال له العرقوة وهو أذكر جبل بالبادية ، وهو يُتحصَّنَ به ، وهو في بلاد مرة بن عوف ، وقال الأصمعي : طمية في بلاد فزارة.
قال العبودي : قوله : أذكر جبل بالبادية يريد أشيع جبال البادية ذكراً وتلك مكانة لا تزال باقية له في حواضر نجد فلا يكاد يوجد أحد لم يسمع بطمية بخلاف غيره من الجبال.
وقال الإمام أبو إسحاق الحربي رحمه الله وهو يتكلم على طريق حاج الكوفة بعد أن ذكر الثلبوث ( وادي الشعبة حالياً ).
وحذاؤها بئر كثيرة الماء يسرة ، وعندها قصران ، ومتعشى ، ومن عندها يرى ( طميَّة ) الجبل المرتفع ، يسرة ، وهو على طريق البصرة ، وبحضرة هذا الجبل عيون ومياه ومزارع للأعراب ، ويرى هذا الجبل إلى قريب من المعدن.
قال الشيخ العبودي : قوله : وهو على طريق البصرة ، هذا خاص بطريق حاج البصرة إلى المدينة المنورة الذي ينطلق من النباج ( الأسياح حالياً ) ثم يمر بقو ( قصيبا في الوقت الحاضر ) ثم يمر بأثال فالعيون ثم الفوَّارة ثم يترك جبل قطن يمينه ، فيمر على وادي الرُّمة قرب ( عقلة الصقور ) حتى يصل إلى النقرة حيث يجتمع مع حاج الكوفة فيها.
أما طريق حاج البصرة إلى مكة فإنه يذهب إلى الجنوب من ذلك كثيراً إذ يمر بضرية ثم الدفينة ولا يمكن أن يرى طمية منه كما هو ظاهر. وأما قوله : إن بحضرة هذا الجبل عيوناً ومزارع للأعراب فإن تلك العيون والمزارع كانت قد اندثرت تماماً إلى أن أعاد الأعراب تلك العيون فبدأوا باتخاذ الهجر : جمع هجرة وهي القرى التي يبتدعونها بِنِيَّة الاستقرار والإقامة ثم يزرعون فيها المزارع وهناك غير بعيد من طمية عدد من تلك الهجر ولكنها ليست ملاصقة لها ، ومن أكبرها وأظهرها هجرة ( عقلة الصقور ) نفسها ومن أقـربها إلى ( طمية ) الطرفية وهي غير الطرفية التي تقع شمال شرق بريدة.انتهى
ومن القرى المحيطة بجبل طمية وتشاهد منها كلا من :
الهميلية وتقع إلى الغرب من طمية وهي للسهلية من عوف
وعريفجان ساحوق وتقع للجنوب منها وهي للمخاليف من حرب
البديعة وتقع للجنوب منها وهي للحوامضة من بني عمر
والطرفية الغربية وتقع للجنوب منهاوهي للمواعزة من بني عمر
وجبيرة الطوال وتقع للجنوب منها وهي للمخاليف من حرب
وكذلك عماير سعيدة وتقع شمالا منها وهي لبني سليم من حرب
ومطربة وتقع جنوب شرق منها وهي لبني عمر
والنقرة وهي غرب منها وهي للفردة من حرب
وغيرها ...أما قول الإمام الحربي رحمه الله : إن جبل ( طمية ) يرى إلى قريب من المعدن فإن المراد به معدن الـنقرة وهذا ظاهر الآن أي أنه ليس المراد بذلك معدن بني سليم الذي يسمى الآن ( المهد ) أو مهد الذهب فذلك مرتفع عن تلك المنطقة ولا يمكن أن يرى طمية منه .
ولكون جبل ( طمية ) يرى على البعد قـالت العامة من أهل تلك البلاد في أمثالها : ( كل جبل تمسِّيه المطية ، إلا ساق وطمية )
أي كل جبل إذا رأيته في النهار تصله وأنت راكب المطية قبل المساءِ ما عدا جبل ساق وجبل طمية ، وذلك لارتفاع موقعهما وكونهما يريان على البعد . وفيما يتعلق برؤية جبل طمية من طريق الحاج الكوفي يقول أبو عبيد الله السكوني : إذا خرجت من الحاجر تقصد مكة تنظر إلى طمية ، وهو جبل بنجد شرقي الطريق وإلى عُكاش وهو جبل تقول العرب : إنه زوج طمية . سمكهما واحد ، وهما يتناوحان ، وفيهما قيل :
تَزَوَّجَ عَكَّاشٌ طَمِيَّة بعدما
=======تأيَّم عَكَّاشٌ ، وكاد يشيبُ
وعكاش : بفتح العين وتشديد الكاف ، جبل أسود قريب من طمية يبعد عنها من ناحية الشرق 15 كم تقريبا ، حتى أن طمية لتكاد تجلله بظلالها عصرا ، وقد اقترن اسم طمية باسمه في القديم والحديث حتى زعموا أنه تزوج طمية وأنجبت منه ...!!
.
قال يا قوت رحمه الله : وخبرني بدوي من أهل تلك البلاد ، أن طمية رابية محددة على جُثِّ الرُّمة من القبلة.
وطمية تقع إلى القبلة من مجرى وادي الرُّمة ولكنها تبعد عنه بحوالي ( 30 ) كيلاً
تسمية طمية :
لا شك في أن تسمية طمية قديمة جداً لا يعرف العرب الأوائل متى نشأت ولا كيف كان ذلك لأنه جرت عادتهم ، أو على الأقل عادة بعض علمائهم إذا كانت تسمية بلد من البلدان قديمة أن ينسبوها إلى أناس قدماء كثيراً ما يكونون شخصيات أخبارية أي لا تعرف إلا في الأخبار والأسمار ، وقد تكون شخصيات أوجدها خيال الرواة ليسدوا بها الفراغ الذي وجدوه.
ومن أولئك الشرقي القطامي وابن الكلبي ، ومن ذلك ما ذكروه عن ( طمية ) قال ابن الكلبي عن الشرقي : إنما سمي جبل ( طمية ) بطمية بنت جام.
بن جُمَىّ بن ترادة من بني عمليق .. وكانت طمية أخت سلمى بنت جام بن جُمَىَّ عند ابن عم لها يقال له : سلمى بن الهجين ، فولدت له ضميراً وبرشق ، والقلاح ، والنزيع ، فهن بالحيرة ألا ترى أن العبادي إذا غضب على العبادي قال له : أسكت يا سلمى بن طمية، وإنما يعني سلمى بن طمية بنت جام بن جمى.
ونحن إنما نورد هذا لندلل على قدم تسمية هذا الجبل وأنها موغلة في التاريخ المجهول.
وكانت طمية في وقت من الأوقات في الجاهلية لبني كلب . قال البكري : وانحازت كلب من منازلها التي كانوا بها ، من حضن وما والاه ، إلى ناحـة الرَّبذة وما خـفها إلى جبل ( طمية ) وفي ذلك يقول زهير بن جناب الكلِبيُّ وهو يوصي بنيه ، ويذكر منـزله ( طمِيَّة)
أبَنَّي إنْ أهْلكْ فإنِّي قد بنيت لكم بَنَّية
وتركتكُم أرباب سادات زنادكُمُ وَرِيَّة
ولكُلَّ ما نال الفتى قد نلته إلا التحيَّة
ولقد شهدت النار للسُّلاف توقد في طمية
يعني يوم خزاز حين أوقدوا.
ونقل ياقوت عن الأصمعي في تحديد مملكة حجر الكندي بنجد : ما بين ( طمية ) إلى حمى ضرية ، إلى دارة جلجل إلخ . وقال الكلبِيُّ : معتق بن مُرّ من بني عبيل ، ومـنازلهم ما بين ( طمية ) إلى أرض الشام إلى مكة إلى العذيب.
ومن الشعر في طمية قول عُمَارة بن عقيل في طمية وشطيب وذقان :
سَرَى بَـرْقٌ فأرقنـي يمانـي
====يضئ الليل كالَفْـرد الهِجَـان
يضيْ ذُرَى ( طَمِيَّة ) أو شطيب
====وفَلْجٌ من ( طَمَّية ) غير دانيَ
أيأْمل مَنْ يَرى رقمـات فَلْـجٍ
====زيارة من يَرَى عَلَمي ذِقان ؟
ودون مزارهـا بَلَـدٌ يُزَجَّـى
====به الغَوْجُ المُنَوَّق وهو وانـي
وقال لغدة : يُرَجَّى : يُساق والعوج المنوق : الجمل المؤدب المُروَّص والغوج : الواسع الجلد ، نوقتُّ هذا الجمل : رَوِّضته وأدبته.
وأنشد الهجري من قصيدة للسبَّاق الباهلي :
أمَا قد قُلتُ – ويحك – فارِضوني
===إلى أهل اليمامـة ، أو ضَرِيَّـة
فإن شئتـم إلـى أهـل المُهَيَّـاف
===فيهـم كـل مكرمـة وهَـيَّـة
حموا ما بيـن دار بنـي سليـم
===إلى ما رَدَّ فيدُ ، إلـى (طَميَِّـة )
إلى دار الحريش ، فبطن بِـرْكٍ
===بـلادا لا تعنِّفـهـا الرعـيـة
وقال آخر :
أتَيْنَ على ( طَمِيَّة ) والمطايا
====إذا اسْتُحثثِْن أتْعَبْنَ الجَـرُورا
وقال السمهري اللِّص :
أعني على بَرْق أُريـك وميضـه===يَشُوقُ إذا استوضحتُ برقا عنانيا
أرِقتُ له ، والبرق دون ( طَمِيَّةٍ )===وذي نجب يا بعده مـن مكانيـا
وقال عمر بن لجاءٍ :
تأوَّبنـي ذكـر لِزوَلـة كالخَـبْـل=وما حيث تلقى بالكثيب ولا السَّهْلِ
تحِلَّ وركنٌ من ( طميَّـة ) دونهـا=وجرفاءْ مما قد تحِـلُّ بـه أهلـي
تريدين أن أرضى ، وأنـت بخيلـةٌ=ومن ذا الذي يرضي الأخلاءَ بالبخل
وقال الحُصَيْنُ بن الحُمَام :
أما تعلمون يوم حِلْفٍ ( طَمِيَّـة )==وحِلْفا بصحراء الشَّطُون ، ومُقْسَماَ
قال البكري : يقول ذلك لبني ذبيان ، فدلك أن طَمِيَّة في بلاد غطفان ، وكذلك الشطون ، والمقسم الموضع الذي تحالفوا فيه ، وتقاسموا على الوفاءِ.
وفي كتاب نصر : طمية جبل في ديار أسد قريب من شطب جبل آخر.
وشطب الذي أشار إليه قريب من أبان ، وهو الذي لبنى أسد وجبل طمية : مرتفع عن ديار أسد ، إلا إذا كانوا تداولوه في بعض الأزمان بعد ظهور الإسلام بمدة طويلة فذلك ممكن.
شعر عامّي :
قال غنيمان الغنيمان من شعراء بريدة في مطلع القرن الرابع عشر :
والله لولا ذَلَّـة العبـد مـن غيـر
===وأنتـم خَبَـرْ بالعلـة الباطنـيـة
لا أرِز لي رايهْ بـروس الطياهيـر
===واللي زعل يضرب براسه ( طمية )
ومن الشعر العامي أيضاً في طمية : قول راكان بن حثلين وهو يذكر توجهه من المدينة إلى نجد :
يا فاطري ذِبِّي خرايم ( طميـة )
====يوم اشمخرت مثل خشم الحصانِ
ذِبَّي طميـة والفيـاض العذيَّـة
====تنحري بـرزان زيـن المبانـي
وقال آخر من قبيلة حرب :
أنا رضيـت الحـق لـيَّ وعَلَيَّـه
|||||||ومن لا رضاه الحق مانيب مرضيه
يضرب برأسه ما نبا مـن طميـة
|||||||ويـرده لورقـان يعدلـه ويثنيـه
وقال جزا بن حسين بن كمي من العطور من بني عمرو من حرب يذكر وقعة حصلت بين قومه وبين قوم آخرين قصيدة :
وبأيْمِنْ ( طِميَّة ) رَبَّع الطَّيْروالذَّيب
(((((((((((((( كِلَّـه لعيـن أُم السَّنـام المنيـفِ
مفقودهم عشرين غير الأصاويب
(((((((((((((( وأميرهم جِبنْـاه ودمعـه ذريـف
ويقول رجاء الدرعاني رحمه الله :
الله على حايل حمـرا مـن الحيلـي
ما طبها الكور من يوم المطر طاحي
ترعى طنف ما تراعـي للمخاييلـي
ولا ردها عن هواها كـل مصلاحـي
اسبق من اللي روحت قبلت الليلـي
تبي ولدها ب(طمية) وهي بالأسياحي
ومن الأمثال في طمية :
تقول العرب إذا تزوج الرجل امرأة ودامت عشرتهما : تزوج عُكّاش طمية .
وتقول العامة في المراغمة لمن لا يهمهم رضاه أو غضبه : اضرب برأسك ( طمية ).
كما تقول عند استعظامها للشيء : أكبر من طمية .
كما هو منتشر عند العامة أن طمية كانت حرة كشب ثم وقعت في حب أحد الجبال شمالا منها فانتقلت إليه عاشقة متيمة !! وهناك مكان معروف الآن يسمى (مقلع طمية ) انظر الصورة الأخيرة )) .
.
جبل طمية كما يشاهد من الطريق السريع ( القصيم ـ المدينة المنورة )
http://www.z7mh.net/upfiles/SK018035.jpg
لوحة طمية على الطريق السريع ( القصيم ـ المدينة المنورة )
http://www.z7mh.net/upfiles/KXX18113.jpg
جبل عكاش يبعد عن طمية 10كم تقريبا شرقا :
http://www.z7mh.net/upfiles/r6h18147.jpg
جبل طمية كما يشاهد عن بعد :
http://www.z7mh.net/upfiles/uA318193.jpg
مــــــــــــنــــــــقـــــــــول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أقدم لكم أول مشاركة لي في المنتدى عسى أن تحوز على رضاكم
وهي بخصوص جبل طيمة....
من الجبال المشهورة في ديار حرب جبل طمية وهذه نبذة عن هذا الجبل
أتمنى أن تعطي معلومات كافية عن هذا جبل طمية ، وهي منقولة من أكثر من مصدر
وإضفت بعض الصور و بعض ما أعرفه عن هذا الجبل المشهووور :
طَمِّــيَّة : بفتح الطاء فميم مكسورة فياء مشددة مفتوحة فهاء.
جبل أحمر مشهور في القديم والحديث ، في أعلاه حجارة صفراء ، وعر الأعلى .
موقعه : يقع جبل ( طمية ) في أقصى الغرب لمنطقة القصيم ،، جنوب عقلة الصقور بحوالي 32كم .
تشاهده قريبا منك وأنت على الطريق السريع على يمينك وأنت ذاهب للمدينة النبوية ثم يماشيك إذا كنت متجهاً إلى المدينة امع الخط الأسفلتي الذاهب إليها من القصيم لمسافة تزيد على خمسين كيلاً ..
إحداثيتها : العرض : 02 36 25 الطول : 05 00 42
قال يا قوت : طَمِيَّة : بفتح أوله وكسر ثانيه ، وياء مشددة كياء النسبة وهو من قولهم : طمى يطمى طمياً.
ارتفاعه : يبلغ ارتفاعه ( 1311 م )
نصوص قديمة في طمية :
نقل الإمام لغده الأصبهاني قول بعضهم : طمية عَلَمٌ أحمر صعب منيع ، لا يرتقى إلا من موضع واحد ، وهو رأس حزيز أسود يقال له العرقوة وهو أذكر جبل بالبادية ، وهو يُتحصَّنَ به ، وهو في بلاد مرة بن عوف ، وقال الأصمعي : طمية في بلاد فزارة.
قال العبودي : قوله : أذكر جبل بالبادية يريد أشيع جبال البادية ذكراً وتلك مكانة لا تزال باقية له في حواضر نجد فلا يكاد يوجد أحد لم يسمع بطمية بخلاف غيره من الجبال.
وقال الإمام أبو إسحاق الحربي رحمه الله وهو يتكلم على طريق حاج الكوفة بعد أن ذكر الثلبوث ( وادي الشعبة حالياً ).
وحذاؤها بئر كثيرة الماء يسرة ، وعندها قصران ، ومتعشى ، ومن عندها يرى ( طميَّة ) الجبل المرتفع ، يسرة ، وهو على طريق البصرة ، وبحضرة هذا الجبل عيون ومياه ومزارع للأعراب ، ويرى هذا الجبل إلى قريب من المعدن.
قال الشيخ العبودي : قوله : وهو على طريق البصرة ، هذا خاص بطريق حاج البصرة إلى المدينة المنورة الذي ينطلق من النباج ( الأسياح حالياً ) ثم يمر بقو ( قصيبا في الوقت الحاضر ) ثم يمر بأثال فالعيون ثم الفوَّارة ثم يترك جبل قطن يمينه ، فيمر على وادي الرُّمة قرب ( عقلة الصقور ) حتى يصل إلى النقرة حيث يجتمع مع حاج الكوفة فيها.
أما طريق حاج البصرة إلى مكة فإنه يذهب إلى الجنوب من ذلك كثيراً إذ يمر بضرية ثم الدفينة ولا يمكن أن يرى طمية منه كما هو ظاهر. وأما قوله : إن بحضرة هذا الجبل عيوناً ومزارع للأعراب فإن تلك العيون والمزارع كانت قد اندثرت تماماً إلى أن أعاد الأعراب تلك العيون فبدأوا باتخاذ الهجر : جمع هجرة وهي القرى التي يبتدعونها بِنِيَّة الاستقرار والإقامة ثم يزرعون فيها المزارع وهناك غير بعيد من طمية عدد من تلك الهجر ولكنها ليست ملاصقة لها ، ومن أكبرها وأظهرها هجرة ( عقلة الصقور ) نفسها ومن أقـربها إلى ( طمية ) الطرفية وهي غير الطرفية التي تقع شمال شرق بريدة.انتهى
ومن القرى المحيطة بجبل طمية وتشاهد منها كلا من :
الهميلية وتقع إلى الغرب من طمية وهي للسهلية من عوف
وعريفجان ساحوق وتقع للجنوب منها وهي للمخاليف من حرب
البديعة وتقع للجنوب منها وهي للحوامضة من بني عمر
والطرفية الغربية وتقع للجنوب منهاوهي للمواعزة من بني عمر
وجبيرة الطوال وتقع للجنوب منها وهي للمخاليف من حرب
وكذلك عماير سعيدة وتقع شمالا منها وهي لبني سليم من حرب
ومطربة وتقع جنوب شرق منها وهي لبني عمر
والنقرة وهي غرب منها وهي للفردة من حرب
وغيرها ...أما قول الإمام الحربي رحمه الله : إن جبل ( طمية ) يرى إلى قريب من المعدن فإن المراد به معدن الـنقرة وهذا ظاهر الآن أي أنه ليس المراد بذلك معدن بني سليم الذي يسمى الآن ( المهد ) أو مهد الذهب فذلك مرتفع عن تلك المنطقة ولا يمكن أن يرى طمية منه .
ولكون جبل ( طمية ) يرى على البعد قـالت العامة من أهل تلك البلاد في أمثالها : ( كل جبل تمسِّيه المطية ، إلا ساق وطمية )
أي كل جبل إذا رأيته في النهار تصله وأنت راكب المطية قبل المساءِ ما عدا جبل ساق وجبل طمية ، وذلك لارتفاع موقعهما وكونهما يريان على البعد . وفيما يتعلق برؤية جبل طمية من طريق الحاج الكوفي يقول أبو عبيد الله السكوني : إذا خرجت من الحاجر تقصد مكة تنظر إلى طمية ، وهو جبل بنجد شرقي الطريق وإلى عُكاش وهو جبل تقول العرب : إنه زوج طمية . سمكهما واحد ، وهما يتناوحان ، وفيهما قيل :
تَزَوَّجَ عَكَّاشٌ طَمِيَّة بعدما
=======تأيَّم عَكَّاشٌ ، وكاد يشيبُ
وعكاش : بفتح العين وتشديد الكاف ، جبل أسود قريب من طمية يبعد عنها من ناحية الشرق 15 كم تقريبا ، حتى أن طمية لتكاد تجلله بظلالها عصرا ، وقد اقترن اسم طمية باسمه في القديم والحديث حتى زعموا أنه تزوج طمية وأنجبت منه ...!!
.
قال يا قوت رحمه الله : وخبرني بدوي من أهل تلك البلاد ، أن طمية رابية محددة على جُثِّ الرُّمة من القبلة.
وطمية تقع إلى القبلة من مجرى وادي الرُّمة ولكنها تبعد عنه بحوالي ( 30 ) كيلاً
تسمية طمية :
لا شك في أن تسمية طمية قديمة جداً لا يعرف العرب الأوائل متى نشأت ولا كيف كان ذلك لأنه جرت عادتهم ، أو على الأقل عادة بعض علمائهم إذا كانت تسمية بلد من البلدان قديمة أن ينسبوها إلى أناس قدماء كثيراً ما يكونون شخصيات أخبارية أي لا تعرف إلا في الأخبار والأسمار ، وقد تكون شخصيات أوجدها خيال الرواة ليسدوا بها الفراغ الذي وجدوه.
ومن أولئك الشرقي القطامي وابن الكلبي ، ومن ذلك ما ذكروه عن ( طمية ) قال ابن الكلبي عن الشرقي : إنما سمي جبل ( طمية ) بطمية بنت جام.
بن جُمَىّ بن ترادة من بني عمليق .. وكانت طمية أخت سلمى بنت جام بن جُمَىَّ عند ابن عم لها يقال له : سلمى بن الهجين ، فولدت له ضميراً وبرشق ، والقلاح ، والنزيع ، فهن بالحيرة ألا ترى أن العبادي إذا غضب على العبادي قال له : أسكت يا سلمى بن طمية، وإنما يعني سلمى بن طمية بنت جام بن جمى.
ونحن إنما نورد هذا لندلل على قدم تسمية هذا الجبل وأنها موغلة في التاريخ المجهول.
وكانت طمية في وقت من الأوقات في الجاهلية لبني كلب . قال البكري : وانحازت كلب من منازلها التي كانوا بها ، من حضن وما والاه ، إلى ناحـة الرَّبذة وما خـفها إلى جبل ( طمية ) وفي ذلك يقول زهير بن جناب الكلِبيُّ وهو يوصي بنيه ، ويذكر منـزله ( طمِيَّة)
أبَنَّي إنْ أهْلكْ فإنِّي قد بنيت لكم بَنَّية
وتركتكُم أرباب سادات زنادكُمُ وَرِيَّة
ولكُلَّ ما نال الفتى قد نلته إلا التحيَّة
ولقد شهدت النار للسُّلاف توقد في طمية
يعني يوم خزاز حين أوقدوا.
ونقل ياقوت عن الأصمعي في تحديد مملكة حجر الكندي بنجد : ما بين ( طمية ) إلى حمى ضرية ، إلى دارة جلجل إلخ . وقال الكلبِيُّ : معتق بن مُرّ من بني عبيل ، ومـنازلهم ما بين ( طمية ) إلى أرض الشام إلى مكة إلى العذيب.
ومن الشعر في طمية قول عُمَارة بن عقيل في طمية وشطيب وذقان :
سَرَى بَـرْقٌ فأرقنـي يمانـي
====يضئ الليل كالَفْـرد الهِجَـان
يضيْ ذُرَى ( طَمِيَّة ) أو شطيب
====وفَلْجٌ من ( طَمَّية ) غير دانيَ
أيأْمل مَنْ يَرى رقمـات فَلْـجٍ
====زيارة من يَرَى عَلَمي ذِقان ؟
ودون مزارهـا بَلَـدٌ يُزَجَّـى
====به الغَوْجُ المُنَوَّق وهو وانـي
وقال لغدة : يُرَجَّى : يُساق والعوج المنوق : الجمل المؤدب المُروَّص والغوج : الواسع الجلد ، نوقتُّ هذا الجمل : رَوِّضته وأدبته.
وأنشد الهجري من قصيدة للسبَّاق الباهلي :
أمَا قد قُلتُ – ويحك – فارِضوني
===إلى أهل اليمامـة ، أو ضَرِيَّـة
فإن شئتـم إلـى أهـل المُهَيَّـاف
===فيهـم كـل مكرمـة وهَـيَّـة
حموا ما بيـن دار بنـي سليـم
===إلى ما رَدَّ فيدُ ، إلـى (طَميَِّـة )
إلى دار الحريش ، فبطن بِـرْكٍ
===بـلادا لا تعنِّفـهـا الرعـيـة
وقال آخر :
أتَيْنَ على ( طَمِيَّة ) والمطايا
====إذا اسْتُحثثِْن أتْعَبْنَ الجَـرُورا
وقال السمهري اللِّص :
أعني على بَرْق أُريـك وميضـه===يَشُوقُ إذا استوضحتُ برقا عنانيا
أرِقتُ له ، والبرق دون ( طَمِيَّةٍ )===وذي نجب يا بعده مـن مكانيـا
وقال عمر بن لجاءٍ :
تأوَّبنـي ذكـر لِزوَلـة كالخَـبْـل=وما حيث تلقى بالكثيب ولا السَّهْلِ
تحِلَّ وركنٌ من ( طميَّـة ) دونهـا=وجرفاءْ مما قد تحِـلُّ بـه أهلـي
تريدين أن أرضى ، وأنـت بخيلـةٌ=ومن ذا الذي يرضي الأخلاءَ بالبخل
وقال الحُصَيْنُ بن الحُمَام :
أما تعلمون يوم حِلْفٍ ( طَمِيَّـة )==وحِلْفا بصحراء الشَّطُون ، ومُقْسَماَ
قال البكري : يقول ذلك لبني ذبيان ، فدلك أن طَمِيَّة في بلاد غطفان ، وكذلك الشطون ، والمقسم الموضع الذي تحالفوا فيه ، وتقاسموا على الوفاءِ.
وفي كتاب نصر : طمية جبل في ديار أسد قريب من شطب جبل آخر.
وشطب الذي أشار إليه قريب من أبان ، وهو الذي لبنى أسد وجبل طمية : مرتفع عن ديار أسد ، إلا إذا كانوا تداولوه في بعض الأزمان بعد ظهور الإسلام بمدة طويلة فذلك ممكن.
شعر عامّي :
قال غنيمان الغنيمان من شعراء بريدة في مطلع القرن الرابع عشر :
والله لولا ذَلَّـة العبـد مـن غيـر
===وأنتـم خَبَـرْ بالعلـة الباطنـيـة
لا أرِز لي رايهْ بـروس الطياهيـر
===واللي زعل يضرب براسه ( طمية )
ومن الشعر العامي أيضاً في طمية : قول راكان بن حثلين وهو يذكر توجهه من المدينة إلى نجد :
يا فاطري ذِبِّي خرايم ( طميـة )
====يوم اشمخرت مثل خشم الحصانِ
ذِبَّي طميـة والفيـاض العذيَّـة
====تنحري بـرزان زيـن المبانـي
وقال آخر من قبيلة حرب :
أنا رضيـت الحـق لـيَّ وعَلَيَّـه
|||||||ومن لا رضاه الحق مانيب مرضيه
يضرب برأسه ما نبا مـن طميـة
|||||||ويـرده لورقـان يعدلـه ويثنيـه
وقال جزا بن حسين بن كمي من العطور من بني عمرو من حرب يذكر وقعة حصلت بين قومه وبين قوم آخرين قصيدة :
وبأيْمِنْ ( طِميَّة ) رَبَّع الطَّيْروالذَّيب
(((((((((((((( كِلَّـه لعيـن أُم السَّنـام المنيـفِ
مفقودهم عشرين غير الأصاويب
(((((((((((((( وأميرهم جِبنْـاه ودمعـه ذريـف
ويقول رجاء الدرعاني رحمه الله :
الله على حايل حمـرا مـن الحيلـي
ما طبها الكور من يوم المطر طاحي
ترعى طنف ما تراعـي للمخاييلـي
ولا ردها عن هواها كـل مصلاحـي
اسبق من اللي روحت قبلت الليلـي
تبي ولدها ب(طمية) وهي بالأسياحي
ومن الأمثال في طمية :
تقول العرب إذا تزوج الرجل امرأة ودامت عشرتهما : تزوج عُكّاش طمية .
وتقول العامة في المراغمة لمن لا يهمهم رضاه أو غضبه : اضرب برأسك ( طمية ).
كما تقول عند استعظامها للشيء : أكبر من طمية .
كما هو منتشر عند العامة أن طمية كانت حرة كشب ثم وقعت في حب أحد الجبال شمالا منها فانتقلت إليه عاشقة متيمة !! وهناك مكان معروف الآن يسمى (مقلع طمية ) انظر الصورة الأخيرة )) .
.
جبل طمية كما يشاهد من الطريق السريع ( القصيم ـ المدينة المنورة )
http://www.z7mh.net/upfiles/SK018035.jpg
لوحة طمية على الطريق السريع ( القصيم ـ المدينة المنورة )
http://www.z7mh.net/upfiles/KXX18113.jpg
جبل عكاش يبعد عن طمية 10كم تقريبا شرقا :
http://www.z7mh.net/upfiles/r6h18147.jpg
جبل طمية كما يشاهد عن بعد :
http://www.z7mh.net/upfiles/uA318193.jpg
مــــــــــــنــــــــقـــــــــول