تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلام والعلمانية في الشرق الاوسط


قول وفعل.
11-Jul-2008, 01:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسـلام على محمد وعلى آله الطيبيـن الطاهريـن.
كل حركة تغييـرية لا بد لها من قاعدة فكرية صحيحـة تبني عليها منهجها ومسيرتها في الحياة وتحدد أهدافها التي تريد الوصـول إليها وهذه القاعـدة تتمثـل في الرؤى والأفكار التي تتبنـاها تلك الحركة، فلو أسـتقرأنا حركة وتأريـخ التيـار العلماني بكل شمولياته ، ونظرنا إلى الأسـباب والظـروف التي نشأت منها فكرتـه وكيف تكامل مفهومها عبر هذه السـنوات الطويلة ، نلاحظ وبجلاء أن هذه الفكـرة جاءت نتيجة معطيات وتأثيرات تاريخيـة جلبت الكثير من الجوانب الأخلاقية إلى الكثير من الشباب، خصوصـاً أولئـك الذين لم يجـدوا من يمسـك بيدهـم الى الطريق الصحيـح والمنهج المسـتقيم، كما ونلاحظ أن فكرة العلمانية إتسـمت بلون مادي حدد لها جملة من الخصائص والأبعاد والأهداف ميـزها عن غيـرها من الحركات الأخرى، لأجل إسـتجلاب الكثيـر من الرؤى والمفـردات، جعلها تستند على مذخـور كبير من الطاقة الشـبابية في جميع مكوناتها الفكرية والثقافية ، الروحية والأخلاقية وكذلك الإجتماعيـة والإقتصاديـة والسـياسية ، متخذةً من عوامل التكنـولوجيـا وحقـول الإعلام والمتعة وسـيلة لإبـداء رأيـها ، ومن الأسـباب الرئيسـية التي سـاعدت على تقويـم ودعـم هذا الفكـرة نوضح الآتـي :.
- غياب الوعي الديني الأصيل عند الكثيـر من الشباب نتيجة الفـراغ الفكري والثقافي في أمور دينهم مما هيأ لإستقطاب هذا الفكر في ذهنياتهـم .
- غياب المشروع الإسلامي القـادر على اسـتقطاب الشباب المثقف في كثيـر من بلدان الشرق أوسطية مع تسـلط الأنظمة التي لم تتخـذ من الإسـلام منهجـاً للحيـاة، ومصادرتها للحـس الديني الملتزم ، حيـث وجدت هذه الفكـرة ضالتها في هـذه البـلدان.
- التطبيقات الدينية الخاطئة التي أعطت الصورة المشوهة للدين الإسلامي، مما خلق أنطباعاً هيـأ للإنفلات والإبتعـاد عن الديـن والوقوع في فخ هذا الفكر الهزيل.
- إنفتـاح دول الشـرق الأوسـط خصوصاً العربيـة منها على الشـرق والغرب في إبتعاث الكثير من طلبة العلوم للخارج للدراسة مما ساعد ذلك على تشـبعهم بهذا الفكـر واعتنـاقهم له، مما حـدا بهم لاحقـاً لأن يكونوا سـفراء لبلدانهم بهذا الفكـر الضعيف.
- الدوافع الذاتيـة والغرور والترفـه لدي الشـباب المتعلمين الذين حصلوا على الشهادة الأكاديمية والرغبة في الهـروب عن الإلتـزام بالقيـم الدينيـة التي لا تـلائـم متطلبات عصرهم وثقافتهم ، مع هيمنة النفـس على النزعـات والإغـراءات الشــيطانية.
بهذه الأسباب بذرت هذه الفكرة بذورها على المستوى الرسمي أثناء هيمنة الدول الغربية في المنطقة ، ونشـوء الدولة العربية التي كانت عالة عليها ، خصوصاً اعنى البلاد الإسلامية وقبـل جلاء جيـوش الإسـتعمار عنها والتي ابتليـت بها ، فكانت عندها في أحسـن أحوالها وأحد مكوناتها الرئيسية لإدارة مرحلة تأسيسها ، حيث إســتطاعت وبقـوة أن تصدٍّر هذا الفكر إلى بلدان الشرق الأوسط ، وفي ظلال حروب عسكرية ، وعبر فوهات مدافـع بوارج حربية ، مما أدى إلى نجاحها وتكامل مفهومها بعد أن كانت في الغرب نتـاج ظروف ومعطيات محلية متدرجة وعبر أزمنة متطاولة.
ففي زحمة تلك الأنمـاط وتلك الثقافـة الرخيصـة وتأريخ مسيرتها تأكد وبكل وضوح وقـوف الخط الإسلامي ، وهو الأقـدر والأصـدق في وجه هذه الصياغـات والمنطلقـات المناهضـة ، والتي يجب على الأمة أن تمتلك الوعي والبصيـرة والرؤية الثاقبـة في فهم هذه الأنماط والأهـداف التي تحاول مصادرة الهوية الإسـلامية وهو الخيـار الأمثـل، في تحديد موقـع هذا الفكر الذي يريـد أن يبتعـد بالشباب عن خـط الإسـلام وأصالتـه الإيمانيـة منطلقـاً من قوله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) حيث أن الذين يوالون الكافرين ، ويتخذونهم أعوانـاً لهم، ويتركـون ولاية الإسـلام تكون نهايتهم الفشـل والإنحـسار ، من هنـا ندرك أن الأسـباب الرئيسـية التي أدت إلى إنحسار وفشل هذا التيار وهذا النجم البائـد وتغييـر مفهـوم موضوعاتـه ويمكن إجمال ذلك في النقاط التاليـة :
- عدم قدرة هذا التيار في تلبيـة ومتطلبات الحيـاة للمواطن العـادي وإقتصاره على النخب فقط.
- تغيير بعض الأنظمة في المنطقة التي كانت تحتضن هذا الفكـر وتدعمـه.
- ظهور الصحوة الإسلامية ونجاح التيار الإسلامي وقربه من الناس وتلبية متطلباتهـم الروحية والمادية حيث وجدوا فيـه الملاذ والخلاص من كافـة الصعوبات والمشـاكل.
قال تعالى (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ، لا يَسـْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةـِ هُمْ الْفَائِـزُونَ). فالإنسان برصيـده العقلي والنفسـي الذي يملكه ويعتـز به لابـد له أن يدرك أن لهذا الرصيد واهباً ومنعماً يجب الشكر له والثناء عليه ، حيـث أنه أينما أتجـه في أنحاء هذا الكـون العريض وأينما حلّق في آفاقـه وعلل من أسراره ومهما تعمـد في إقفـال بصيرته تكون نهايتـه الحتميـة الرجوع إلى الله سـبحانه. (سَـنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَـاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَـهِيدٌ) والحمـد لله رب العالمـين والصلاة والسلام على محمـد وعلى آله الطيبـيـن الطاهـرين والسـلام على عباد الله الصالحين.

محمد بن غازي
11-Jul-2008, 12:01 PM
جزاك الله خير على موضوعك المهم ياقول وفعل وبارك فيك ......

عبدالله بن دبيس العتيبي
11-Jul-2008, 12:24 PM
بارك الله فيك ياخوي قول وفعل

طغت قصص العلمانية في المجتمع واصبح كل مجلس علماني ربالي وفلاني وعلاني

الله المستعان

هذا اخر الزمان اللي مايسلم منه الا الرجل الذي في الصحراء مع قطيع اغنامه لا يعرف علمانية ولا غيرها ويصلي ويعبد ربه وقلبه ابيض من الشاش


يالله حسن الخاتمه

وتقبل تحياتي

ابو ضيف الله
11-Jul-2008, 12:35 PM
ومن الأسـباب الرئيسـية التي سـاعدت على تقويـم ودعـم هذا الفكـرة نوضح الآتـي :.
- غياب الوعي الديني الأصيل عند الكثيـر من الشباب نتيجة الفـراغ الفكري والثقافي في أمور دينهم مما هيأ لإستقطاب هذا الفكر في ذهنياتهـم .
- غياب المشروع الإسلامي القـادر على اسـتقطاب الشباب المثقف في كثيـر من بلدان الشرق أوسطية مع تسـلط الأنظمة التي لم تتخـذ من الإسـلام منهجـاً للحيـاة، ومصادرتها للحـس الديني الملتزم ، حيـث وجدت هذه الفكـرة ضالتها في هـذه البـلدان.
- التطبيقات الدينية الخاطئة التي أعطت الصورة المشوهة للدين الإسلامي، مما خلق أنطباعاً هيـأ للإنفلات والإبتعـاد عن الديـن والوقوع في فخ هذا الفكر الهزيل.
- إنفتـاح دول الشـرق الأوسـط خصوصاً العربيـة منها على الشـرق والغرب في إبتعاث الكثير من طلبة العلوم للخارج للدراسة مما ساعد ذلك على تشـبعهم بهذا الفكـر واعتنـاقهم له، مما حـدا بهم لاحقـاً لأن يكونوا سـفراء لبلدانهم بهذا الفكـر الضعيف.
- الدوافع الذاتيـة والغرور والترفـه لدي الشـباب المتعلمين الذين حصلوا على الشهادة الأكاديمية والرغبة في الهـروب عن الإلتـزام بالقيـم الدينيـة التي لا تـلائـم متطلبات عصرهم وثقافتهم ، مع هيمنة النفـس على النزعـات والإغـراءات الشــيطانية.



جزاك الله كل خير اخوي صعوط العلمانيين قول وفعل وبارك فيك واتمنى لو نركز على الاسباب المذكورة والتي بعضها خارج عن يد الشباب وبعضها من فعل الشباب المعجبين بالعلمانية


ويعلم الله اني ما قابلت علماني إلا وحدت فيه خصلتين:
1- يكون مغرور بنفسه متكبر على الاخرين ويرى ان المجتمع متخلف وغبي وجاهل وانه هو الفاهم الواعي صاحب العقلية المتفتحة والمتنورة وقد وصف الله عز وجل النار بانها مثوى المتكبرين في اكثر من موضع في القرآن قال تعالى: ( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ)
والكبر ايضاً هو احد اهم اسباب الضلال في الماضي والحاضر في كفار قريش في فترة النبوة وفي هذا الفترة وقد الله عز وجل في هذه الاية التي يجب ان نقف عندها طويلاً: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ)


2- الجهل المركب فهو جاهل ولا يعلم انه جاهل وخاصة في امور الدين فتجد احدهم لم يسبق له ان قراء كتاب واحد في التفسير او الحديث الشريف او العقيدة ويعتقد نفسه مفتي وامام من ائمة المسلمين وهو في الحقيقة يقول ما يوافق هواه ويعجب نفسه واين هم عن قول الله عز وجل: (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَامًا وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ 59 وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ 60 )
وقال ايضاً: (انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا 50 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً 51)

محب الهيلا
11-Jul-2008, 12:58 PM
جزاك الله خير

موضوع اكثر من رائع

سعيفان الهيلا
11-Jul-2008, 01:08 PM
اخوي قول وفعل

الله يعطيك العافيه على الموضوع

الموفق وفقك الله

ابن بريم المقاطي
11-Jul-2008, 01:16 PM
وقد كان لتسرب العلمانية إلى المجتمع الإسلامي أسوأ الأثر على المسلمين في دينهم ودنياهم .
وهاهي بعض الثمار الخبيثة للعلمانية :
1- رفض الحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى ، وإقصاء الشريعة عن كافة مجالات الحياة ، والاستعاضة عن الوحي الإلهي المُنزَّل على سيد البشر محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - ، بالقوانين الوضعية التي اقتبسوها عن الكفار المحاربين لله ورسوله ، واعتبار الدعوة إلى العودة إلى الحكم بما أنزل الله وهجر القوانين الوضعية ، اعتبار ذلك تخلفًا ورجعية وردة عن التقدم والحضارة ، وسببًا في السخرية من أصحاب هذه الدعوة واحتقارهم ، وإبعادهم عن تولي الوظائف التي تستلزم الاحتكاك بالشعب والشباب ، حتى لا يؤثروا فيهم .
2- تحريف التاريخ الإسلامي وتزييفه ، وتصوير العصور الذهبية لحركة الفتوح الإسلامية ، على أنها عصور همجية تسودها الفوضى ، والمطامع الشخصية .
3- إفساد التعليم وجعله خادمًا لنشر الفكر العلماني وذلك عن طريق :
أ- بث الأفكار العلمانية في ثنايا المواد الدراسية بالنسبة للتلاميذ ، والطلاب في مختلف مراحل التعليم .
ب - تقليص الفترة الزمنية المتاحة للمادة الدينية إلى أقصى حد ممكن .
جـ - منع تدريس نصوص معينة لأنها واضحة صريحة في كشف باطلهم .
د - تحريف النصوص الشرعية عن طريق تقديم شروح مقتضبة ومبتورة لها ، بحيث تبدو وكأنها تؤيد الفكر العلماني ، أو على الأقل أنها لا تعارضه .
هـ - إبعاد الأساتذة المتمسكين بدينهم عن التدريس ، ومنعهم من الاختلاط بالطلاب ، وذلك عن طريق تحويلهم إلى وظائف إدارية أو عن طريق إحالتهم إلى المعاش .
و - جعل مادة الدين مادة هامشية ، حيث يكون موضعها في آخر اليوم الدراسي ، وهي في الوقت نفسه لا تؤثر في تقديرات الطلاب .
4- إذابة الفوارق بين حملة الرسالة الصحيحة ، وهم المسلمون ، وبين أهل التحريف والتبديل والإلحاد ، وصهر الجميع في إطار واحد ، وجعلهم جميعًا بمنزلة واحدة من حيث الظاهر ، وإن كان في الحقيقة يتم تفضيل أهل الكفر والإلحاد والفسوق والعصيان على أهل التوحيد والطاعة والإيمان .
فالمسلم والنصراني واليهودي والشيوعي والمجوسي والبرهمي كل هؤلاء وغيرهم ، في ظل هذا الفكر بمنزلة واحدة يتساوون أمام القانون ، لا فضل لأحد على الآخر إلا بمقدار الاستجابة لهذا الفكر العلماني .
وفي ظل هذا الفكر يكون زاج النصراني أو اليهودي أو البوذي أو الشيوعي بالمسلمة أمرًا لا غبار عليه ، ولا حرج فيه ، كذلك لا حرج عندهم أن يكون اليهودي أو النصراني أو غير ذلك من النحل الكافرة حاكمًا على بلاد المسلمين .