فهد النفيعي
28-Jun-2008, 10:32 AM
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين ... وبعد
لله دره من إمام جليل .. غابت عنا صورته وشخصه .. ولكن تأثيره وسيرته لم تغب
عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز
عالم الأمه في زمانه .. بوفاته اهتزت المشاعر وأذهلت العقول ، وأوجعت القلوب
وأذرفت الدموع ، كيف لا وهي تودع شيخها الجليل ، إمام عصره ،
وشيخ الإسلام في هذا الزمان ، ناصر السنة وقامع البدعة ، مفتي الدنيا
الفقيه الحافظ
رجال ونساء ، شيوخ وشباب ، زعماء وعلماء ، أغنياء وفقراء .. من مختلف
الأجناس والألوان واللغات .. إنهم الملايين لايعلمها إلا الله أحبوا سماحة الشيخ الوالد
عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز
الحزن على رحيل الشيخ ابن باز يكاد يعز نظيره في عصرنا الحاضر ..
فهل أحبه الناس لعلمه الغزير في علوم الشرع جميعا أم لتجرده وصدقه ونزاهته ؟
أم لتواضعه الأصيل العفوي الصادق ؟ أم لإغاثته الملهوف ورعايته ذوي الحاجة
عرفناه بأدبه الجم وإبتسامته الرائعة ، تعجب في أخلاقه كثيرا ، فهو مدرسة في الأخلاق
وتعجب بسلامة صدره ، فهو آية في طهارة القلب وسلامة الصدر
كلماته تدلف أبواب القلوب دون حاجز لأنها خرجت من قلب صادق نحسبه والله حسيبه
فهو يحاكي بلطف ويعاتب بحنيه ويوجه بأخوه ويستمع بإنصات وتواضع
ملغيا كل الحواجز وتاركا المجال لأن يفصح كل من يقف حوله بما يجول في خاطره..
احترت كثيرا من أين أبدأ وماذا أقول عن سيرته رحمه الله تعالى
وسأكتب مستعينا بالله بعضا من مواقفه رحمه الله
محبة الناس للشيخ
كان الشيخ ابن باز آية في التواضع والأخلاق الكريمة ولين الجانب وسعة الصدر
لايكاد يجاريه فيها أحد .. فهو لايعيش لنفسه ، بل كان يعيش لأمته ولجميع شؤون
المسلمين وبخاصة ذوي الحاجات منهم والفقراء
يقول أحد طلبة الشيخ ( والله ما إن تأتي الفتوى مصدرة من الشيخ ابن باز
إلا وأن تجد الناس يتقبلون هذه الفتوى ) .
كان رحمه الله تعالى يستدين من راتبه للشهر القادم حتى يساعد المحتاجين، وما ذكر له أمر إلا وسعى إلى المساعدة فيه، حتى أن امرأة أرسلت إليه وقالت: أنها امرأة معاقة، ولا أحد يرغب فيها ـ في الزواج ـ , فلو أنك ساعدتها في شراء بيت، وإذا كانت امرأة عندها بيت، قد يرغب فيها لأجل البيت . فقال الشيخ : لا بأس، فأمر لها، وبعث لها بأكثر من أربعمائة ألف ريال يشترى لها بيت حتى يرغب فيها، لعلها تـتـزوج .
بل إن الشيخ رحمه الله تعالى في طعامه لا يأكل إلا مع الفقراء! دائماً في سفرته لا يأكل إلا مع الفقراء!! حتى ضاق ذرعاً بعض الأغنياء والوجهاء وقالوا لمن حول الشيخ : كلموا الشيخ بأننا نريد الشيخ أن يجعل طعام للفقراء، وأن يجعل طعام للخاصة ونجلس معه ، ونتحدث معه !
فغضب الشيخ رحمه الله تعالى لذلك غضباً، ثم قال : الذي لا يعجبه وتأبى نفسه أن يأكل مع الفقراء ليس بمجبور! ما جبرنا أحد، يخرج يأكل مع أهله، أما أنا فلن أغير من طريقتي شيئاً !!
هل لك أن تتعرف على قمة كرم الشيخ !!!
قمة كرم الشيخ رحمه الله تعالى
أنه أباح الناس كلهم، قال رحمه الله تعالى :
ظهري حلال لكل مسلم .
وحينما قال له السائل أن فلانا يقول عنك أنك مبتدع ، قال : هو مجتهد!!
ألحَّ عليه أحد طلبة العلم أن يرفق بنفسه ، ويتلطف بها، ولا يتعب نفسه، فقال له: يا هذا أين أنت من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان لا يحتجب عن الناس، والذي كان يقول أبغوني ضعفاءكم ، إنني سأستمر على ذلك ما استطعت !
حلم واسع
وكان يواسي طلابه ويعرف المحتاجين منهم . حتى أن أحد الطلاب انقطع ، ثم كتب للشيخ رسالة شديدة اللهجة ، قرأها عليه الشيخ محمد الموسى، فرد عليه الشيخ وقال: والله ما علمنا بحالك، وإننا نعتـذر، واعتذر الشيخ وكأنه هو المخطئ !
جاء أحد الطلبة ـ مبتدئ في طلب العلم ـ وبدأ يقرأ على الشيخ رحمه الله تعالى، ويلحن لحناً جلياً، وكان الشيخ يعدل له، ويلحن والشيخ يعدل، ويذهب الوقت كله في تعديل القراءة وتصويبها، قال الشيخ له ـ دون أن يغضب ـ : ما اسمك ؟ قال : صقر، قال الشيخ : كن صقراً كاسمك ! الصقر ما يحتاج من يعلمه
قلب معلق بالله
في عام 1415هـ خصصت جريدة المدينة ملحق الأربعاء للحديث عن سماحة الشيخ ، وأعد الملحق ، وجهّـز للطبع، واستوفيت المعلومات . لكن ما أن علم سماحة الإمام بذلك حتى منع من إخراج الملحق وأصرّ وأخبر أن العبد بحاجة إلى الإخلاص والكتمان ولعل الله سبحانه وتعالى أن يقبله والحالة هذه ، فاستجابت الجريدة ومنع طبع هذا الملحق عن سماحته رحمه الله تعالى .
دموع سماحة الوالد ليست ملكاً له
دموع سماحة الوالد ليست ملكاً له، فعينه تغلبه كثيراً عندما تقرأ عليه آية من كتاب الله، أو يسمع حادثة من حوادث السيرة النبوية أو يحكى له موقف مؤثر من الماضي أو الحاضر .
من أخلاق بن باز
كانت للشيخ هيبة فيها عزة العلماء مع عظيم مكانتهم وكبير منزلتهم، وهذه الهيبة قذفها الله في قلوب الناس، وهي تنم عن محبة وإجلال وتقدير له، لا من خوف وهلع وجبن معه، بل إن الشيخ - رحمه الله - قد فرض احترامه على الناس، بجميل شمائله وكريم أخلاقه، مما جعلهم يهابونه حياء منه، ويقدرونه في أنفسهم أشد التقدير .
ومما زاد هيبته أنه ابتعد عن ساقط القول، ومرذول اللفظ، وما يخدش الحياء أشد الابتعاد، فلا تكاد تجد في مجلسه شيئا من الضحك إلا نادرا ولماما، بل كنت تجد مجالسه عامرة بذكر الله، والتفكر والتأمل في الدار الآخرة .
مزح الشيخ رحمه الله
إذا جاء أحد إلى الشيخ في بيته، قال له ـ أي الشيخ ـ : العشاء معنا ،
فإذا قال أنا يا شيخ لا أستطيع، قال: أنت تخاف من زوجتك ؟ ! تعشى معنا .
هذا ما رأته عيني
ولعلي أختم هذا الموضوع بهذه القصة والتي شاهدتها بعيني لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمة الله ففي يوم من الأيام
وفي مسجد الشيخ محمد السبر حفظه الله وسدده ...
كانت هناك محاضرات في مسجد الشيخ محمد وفي هذا اليوم محاضره للشيخ عبدالعزيز رحمه فقبل المحاضرة بدأ الشيخ محمد السبر بإلقاء كلمة ترحيبيه لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ... وكان الشيخ محمد يثني على الشيخ ابن باز ثناء عاطرا فكنت أنظر إلى الشيخ فإذا هو يكثر من الإستغفار ويقول .. أستغفر الله أستغفر الله .. فتعجبت من تواضع الشيخ البازي رحمه الله .. فكان الشيخ ابن باز قدوه متحركة في أخلاقه .. وتواضعه .. وسمته .. رحمه الله واسعة
رحم الله ابن باز .. وجمعنا به في دار كرامته وفي مستقر رحمته وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا .
منقول للفائده والإستفاد من خلق الشيخ الجليل رحمه الله رحمتن واسعه
أجمعين ... وبعد
لله دره من إمام جليل .. غابت عنا صورته وشخصه .. ولكن تأثيره وسيرته لم تغب
عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز
عالم الأمه في زمانه .. بوفاته اهتزت المشاعر وأذهلت العقول ، وأوجعت القلوب
وأذرفت الدموع ، كيف لا وهي تودع شيخها الجليل ، إمام عصره ،
وشيخ الإسلام في هذا الزمان ، ناصر السنة وقامع البدعة ، مفتي الدنيا
الفقيه الحافظ
رجال ونساء ، شيوخ وشباب ، زعماء وعلماء ، أغنياء وفقراء .. من مختلف
الأجناس والألوان واللغات .. إنهم الملايين لايعلمها إلا الله أحبوا سماحة الشيخ الوالد
عبدالعزيز بن عبدالله ابن باز
الحزن على رحيل الشيخ ابن باز يكاد يعز نظيره في عصرنا الحاضر ..
فهل أحبه الناس لعلمه الغزير في علوم الشرع جميعا أم لتجرده وصدقه ونزاهته ؟
أم لتواضعه الأصيل العفوي الصادق ؟ أم لإغاثته الملهوف ورعايته ذوي الحاجة
عرفناه بأدبه الجم وإبتسامته الرائعة ، تعجب في أخلاقه كثيرا ، فهو مدرسة في الأخلاق
وتعجب بسلامة صدره ، فهو آية في طهارة القلب وسلامة الصدر
كلماته تدلف أبواب القلوب دون حاجز لأنها خرجت من قلب صادق نحسبه والله حسيبه
فهو يحاكي بلطف ويعاتب بحنيه ويوجه بأخوه ويستمع بإنصات وتواضع
ملغيا كل الحواجز وتاركا المجال لأن يفصح كل من يقف حوله بما يجول في خاطره..
احترت كثيرا من أين أبدأ وماذا أقول عن سيرته رحمه الله تعالى
وسأكتب مستعينا بالله بعضا من مواقفه رحمه الله
محبة الناس للشيخ
كان الشيخ ابن باز آية في التواضع والأخلاق الكريمة ولين الجانب وسعة الصدر
لايكاد يجاريه فيها أحد .. فهو لايعيش لنفسه ، بل كان يعيش لأمته ولجميع شؤون
المسلمين وبخاصة ذوي الحاجات منهم والفقراء
يقول أحد طلبة الشيخ ( والله ما إن تأتي الفتوى مصدرة من الشيخ ابن باز
إلا وأن تجد الناس يتقبلون هذه الفتوى ) .
كان رحمه الله تعالى يستدين من راتبه للشهر القادم حتى يساعد المحتاجين، وما ذكر له أمر إلا وسعى إلى المساعدة فيه، حتى أن امرأة أرسلت إليه وقالت: أنها امرأة معاقة، ولا أحد يرغب فيها ـ في الزواج ـ , فلو أنك ساعدتها في شراء بيت، وإذا كانت امرأة عندها بيت، قد يرغب فيها لأجل البيت . فقال الشيخ : لا بأس، فأمر لها، وبعث لها بأكثر من أربعمائة ألف ريال يشترى لها بيت حتى يرغب فيها، لعلها تـتـزوج .
بل إن الشيخ رحمه الله تعالى في طعامه لا يأكل إلا مع الفقراء! دائماً في سفرته لا يأكل إلا مع الفقراء!! حتى ضاق ذرعاً بعض الأغنياء والوجهاء وقالوا لمن حول الشيخ : كلموا الشيخ بأننا نريد الشيخ أن يجعل طعام للفقراء، وأن يجعل طعام للخاصة ونجلس معه ، ونتحدث معه !
فغضب الشيخ رحمه الله تعالى لذلك غضباً، ثم قال : الذي لا يعجبه وتأبى نفسه أن يأكل مع الفقراء ليس بمجبور! ما جبرنا أحد، يخرج يأكل مع أهله، أما أنا فلن أغير من طريقتي شيئاً !!
هل لك أن تتعرف على قمة كرم الشيخ !!!
قمة كرم الشيخ رحمه الله تعالى
أنه أباح الناس كلهم، قال رحمه الله تعالى :
ظهري حلال لكل مسلم .
وحينما قال له السائل أن فلانا يقول عنك أنك مبتدع ، قال : هو مجتهد!!
ألحَّ عليه أحد طلبة العلم أن يرفق بنفسه ، ويتلطف بها، ولا يتعب نفسه، فقال له: يا هذا أين أنت من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان لا يحتجب عن الناس، والذي كان يقول أبغوني ضعفاءكم ، إنني سأستمر على ذلك ما استطعت !
حلم واسع
وكان يواسي طلابه ويعرف المحتاجين منهم . حتى أن أحد الطلاب انقطع ، ثم كتب للشيخ رسالة شديدة اللهجة ، قرأها عليه الشيخ محمد الموسى، فرد عليه الشيخ وقال: والله ما علمنا بحالك، وإننا نعتـذر، واعتذر الشيخ وكأنه هو المخطئ !
جاء أحد الطلبة ـ مبتدئ في طلب العلم ـ وبدأ يقرأ على الشيخ رحمه الله تعالى، ويلحن لحناً جلياً، وكان الشيخ يعدل له، ويلحن والشيخ يعدل، ويذهب الوقت كله في تعديل القراءة وتصويبها، قال الشيخ له ـ دون أن يغضب ـ : ما اسمك ؟ قال : صقر، قال الشيخ : كن صقراً كاسمك ! الصقر ما يحتاج من يعلمه
قلب معلق بالله
في عام 1415هـ خصصت جريدة المدينة ملحق الأربعاء للحديث عن سماحة الشيخ ، وأعد الملحق ، وجهّـز للطبع، واستوفيت المعلومات . لكن ما أن علم سماحة الإمام بذلك حتى منع من إخراج الملحق وأصرّ وأخبر أن العبد بحاجة إلى الإخلاص والكتمان ولعل الله سبحانه وتعالى أن يقبله والحالة هذه ، فاستجابت الجريدة ومنع طبع هذا الملحق عن سماحته رحمه الله تعالى .
دموع سماحة الوالد ليست ملكاً له
دموع سماحة الوالد ليست ملكاً له، فعينه تغلبه كثيراً عندما تقرأ عليه آية من كتاب الله، أو يسمع حادثة من حوادث السيرة النبوية أو يحكى له موقف مؤثر من الماضي أو الحاضر .
من أخلاق بن باز
كانت للشيخ هيبة فيها عزة العلماء مع عظيم مكانتهم وكبير منزلتهم، وهذه الهيبة قذفها الله في قلوب الناس، وهي تنم عن محبة وإجلال وتقدير له، لا من خوف وهلع وجبن معه، بل إن الشيخ - رحمه الله - قد فرض احترامه على الناس، بجميل شمائله وكريم أخلاقه، مما جعلهم يهابونه حياء منه، ويقدرونه في أنفسهم أشد التقدير .
ومما زاد هيبته أنه ابتعد عن ساقط القول، ومرذول اللفظ، وما يخدش الحياء أشد الابتعاد، فلا تكاد تجد في مجلسه شيئا من الضحك إلا نادرا ولماما، بل كنت تجد مجالسه عامرة بذكر الله، والتفكر والتأمل في الدار الآخرة .
مزح الشيخ رحمه الله
إذا جاء أحد إلى الشيخ في بيته، قال له ـ أي الشيخ ـ : العشاء معنا ،
فإذا قال أنا يا شيخ لا أستطيع، قال: أنت تخاف من زوجتك ؟ ! تعشى معنا .
هذا ما رأته عيني
ولعلي أختم هذا الموضوع بهذه القصة والتي شاهدتها بعيني لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمة الله ففي يوم من الأيام
وفي مسجد الشيخ محمد السبر حفظه الله وسدده ...
كانت هناك محاضرات في مسجد الشيخ محمد وفي هذا اليوم محاضره للشيخ عبدالعزيز رحمه فقبل المحاضرة بدأ الشيخ محمد السبر بإلقاء كلمة ترحيبيه لسماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز ... وكان الشيخ محمد يثني على الشيخ ابن باز ثناء عاطرا فكنت أنظر إلى الشيخ فإذا هو يكثر من الإستغفار ويقول .. أستغفر الله أستغفر الله .. فتعجبت من تواضع الشيخ البازي رحمه الله .. فكان الشيخ ابن باز قدوه متحركة في أخلاقه .. وتواضعه .. وسمته .. رحمه الله واسعة
رحم الله ابن باز .. وجمعنا به في دار كرامته وفي مستقر رحمته وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا .
منقول للفائده والإستفاد من خلق الشيخ الجليل رحمه الله رحمتن واسعه