روقي الجمش
12-Jun-2008, 01:39 PM
واقـعيــــــة الخيــــــال .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
في العقود السابقة ، كانت موازين القوى في العالم معروفة ومحددة ، ولكل أمةٌ دورها .
فالولايات المتحدة كانت القوة العظمى عسكرياً واقتصادياً وعلمياً ، وكانت أوروبا رديفاً لها ، تتألق في التصميم والموضة والسياحة ، والطلب ، فيما كانت اليابان موطن الأبداع في أساليب الأنتاج الصناعي والإلكترونيات .
أما بقية دول العالم فكانت وظيفتها أمداد العالم الأول بالمواد ، زراعية كانت أم مستخرجة ، أو باليد العامة المستوردة .
وكان يتهم كل من يفكر بتغيير أو حتى تطوير هذه المعادلة بأنعدام الواقعية أو بالتمرد ، حتى أضحى مفهوم الثورة مرادفاً للرومانسية والخيال .
لست أدري متى حدث ذلك بالضبط ، ولكن في طرفة عين انقلبت المعايير ، فأصبحت روسيا يمينية ، وأمريكا عبر المرشح أوباما صاحبة أفكار تقدمية، وأضحت الصين موطن الصناعة الأول ، والبرازيل مصنعاً للطائرات التجارية ، والهند مركزاً عالمياً لتكنولوجيا المعلومات ، وفلندا بلد الهاتف النقال ، وافريقيا الجنوبية موطىء التجانس العرفي ...
والخليح العربي عاصمة الأبراج التي تنطح السحاب وموطن فن العمارة . متى بدأ ذلك ؟
أعندما أتهم غور باتشوف بالتهور ، أم ريغان بالعدائية ، أم ماندلا بالإرهاب ، أم غاندي بالسذاجة ، أم لولا بالشيوعية ، أم جيانغ زيمين بالإنحراف عن المباديء ، أم محمد بر راشد بالخيال الجامح ؟
لست أدري لماذا يشعر بعض رجال الأعمال العرب - وهم أنفسهم أصاحب أمبراطوريات بدأت بأحلام - بالعجب إزاء الطموحات الكبيرة للدول الخليجية ، وخصوصاً منها . قطر والبحرين والكويت ، نأهيك عن دبي وأبو ظبي أو حتى السعودية . أترانا مبتلون بالمناعة تجاه ثورة التطور التي اجتاحت العالم كله ، وهل أصبح القطاع العام ، الذي يتأخر عادة في كل الدول عن القطاع الخاص ، أكثر جرأة وأوضح رؤية وأسرع حركة من أولاد وأحفاد مؤسسي شركة التجارة والصناعة والخدمات ، وبعضهم من نجح وتألق ، فيما غرق البعض الآخـر في تخمة حجبت عن خياله رؤية المستبقل بنظرة واعدة ؟
خريطة العالم الجديدة مازالت في تطور الرســم ، والأدوار يعاد تحديدها ، والمراقبون والخبراء اعترفوا أن للشرق الأقصى ، ومعه نمور أسيا ، حيزاً رئيسياً في الدورة الأقتصادية العالمية ، لقد بدأت الصين باجيتاح أفريقيا استثمارياً ، وهي تشد بها شيئاً فشيئا ً إلى حظريرة الإنتاج ، أما الدول العربية ، والتي كانت حتى أمس قريب تلعب دور مصدر الطاقة والمتاعب إلى العالم فبدأت تدرك ضرورة تحديد دور جديد لها يفوق بأضعاف مكانتها الحالية . ولكن لتحقيق ذلك ، عليها الأنتقال من طور المجتمع البدائي الراضخ لواقع وضيع إلى تطوير اقتصاد كلي قادراً على توفير احتياجاته ، يتفاعل بندية ٌ مع العالم ويتجاوز عقد النقص التاريخية .
من أين نبدأ ؟ أبقبول الواقع والانحاء للريح أم بالتصدي للتحدي التاريخي والقفز بخطوات مارد متمرد على الوضع المزري ؟ لقد كنا في سبات عميق أيام الثورة الصناعية ، وإبان تطور المجتمع الاستهلاكي وعند بزوغ فجــر مجتمــع المعلومـــات . وكنا حينها نفتقر إلى الخيــال ، فأضعنا الفرص والقوة والأرض ، وإلى حــد كبير حـق تقرير المصير . والفرصة عادت تطرق بابنا ، والفارق هـذه المـرة أنه لم يعد موصداً وشق بخجل ، ونحن بانتظار أن يفتـح على مصراعيه ، وأن يطلق الخيال عنانه فهيا نحلم ونعمل .
لكم مني كل الحب والتقدير .
والســـــلام ،،،
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
تقبـــــلوا تحيـــــات / روقي الجمش .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
في العقود السابقة ، كانت موازين القوى في العالم معروفة ومحددة ، ولكل أمةٌ دورها .
فالولايات المتحدة كانت القوة العظمى عسكرياً واقتصادياً وعلمياً ، وكانت أوروبا رديفاً لها ، تتألق في التصميم والموضة والسياحة ، والطلب ، فيما كانت اليابان موطن الأبداع في أساليب الأنتاج الصناعي والإلكترونيات .
أما بقية دول العالم فكانت وظيفتها أمداد العالم الأول بالمواد ، زراعية كانت أم مستخرجة ، أو باليد العامة المستوردة .
وكان يتهم كل من يفكر بتغيير أو حتى تطوير هذه المعادلة بأنعدام الواقعية أو بالتمرد ، حتى أضحى مفهوم الثورة مرادفاً للرومانسية والخيال .
لست أدري متى حدث ذلك بالضبط ، ولكن في طرفة عين انقلبت المعايير ، فأصبحت روسيا يمينية ، وأمريكا عبر المرشح أوباما صاحبة أفكار تقدمية، وأضحت الصين موطن الصناعة الأول ، والبرازيل مصنعاً للطائرات التجارية ، والهند مركزاً عالمياً لتكنولوجيا المعلومات ، وفلندا بلد الهاتف النقال ، وافريقيا الجنوبية موطىء التجانس العرفي ...
والخليح العربي عاصمة الأبراج التي تنطح السحاب وموطن فن العمارة . متى بدأ ذلك ؟
أعندما أتهم غور باتشوف بالتهور ، أم ريغان بالعدائية ، أم ماندلا بالإرهاب ، أم غاندي بالسذاجة ، أم لولا بالشيوعية ، أم جيانغ زيمين بالإنحراف عن المباديء ، أم محمد بر راشد بالخيال الجامح ؟
لست أدري لماذا يشعر بعض رجال الأعمال العرب - وهم أنفسهم أصاحب أمبراطوريات بدأت بأحلام - بالعجب إزاء الطموحات الكبيرة للدول الخليجية ، وخصوصاً منها . قطر والبحرين والكويت ، نأهيك عن دبي وأبو ظبي أو حتى السعودية . أترانا مبتلون بالمناعة تجاه ثورة التطور التي اجتاحت العالم كله ، وهل أصبح القطاع العام ، الذي يتأخر عادة في كل الدول عن القطاع الخاص ، أكثر جرأة وأوضح رؤية وأسرع حركة من أولاد وأحفاد مؤسسي شركة التجارة والصناعة والخدمات ، وبعضهم من نجح وتألق ، فيما غرق البعض الآخـر في تخمة حجبت عن خياله رؤية المستبقل بنظرة واعدة ؟
خريطة العالم الجديدة مازالت في تطور الرســم ، والأدوار يعاد تحديدها ، والمراقبون والخبراء اعترفوا أن للشرق الأقصى ، ومعه نمور أسيا ، حيزاً رئيسياً في الدورة الأقتصادية العالمية ، لقد بدأت الصين باجيتاح أفريقيا استثمارياً ، وهي تشد بها شيئاً فشيئا ً إلى حظريرة الإنتاج ، أما الدول العربية ، والتي كانت حتى أمس قريب تلعب دور مصدر الطاقة والمتاعب إلى العالم فبدأت تدرك ضرورة تحديد دور جديد لها يفوق بأضعاف مكانتها الحالية . ولكن لتحقيق ذلك ، عليها الأنتقال من طور المجتمع البدائي الراضخ لواقع وضيع إلى تطوير اقتصاد كلي قادراً على توفير احتياجاته ، يتفاعل بندية ٌ مع العالم ويتجاوز عقد النقص التاريخية .
من أين نبدأ ؟ أبقبول الواقع والانحاء للريح أم بالتصدي للتحدي التاريخي والقفز بخطوات مارد متمرد على الوضع المزري ؟ لقد كنا في سبات عميق أيام الثورة الصناعية ، وإبان تطور المجتمع الاستهلاكي وعند بزوغ فجــر مجتمــع المعلومـــات . وكنا حينها نفتقر إلى الخيــال ، فأضعنا الفرص والقوة والأرض ، وإلى حــد كبير حـق تقرير المصير . والفرصة عادت تطرق بابنا ، والفارق هـذه المـرة أنه لم يعد موصداً وشق بخجل ، ونحن بانتظار أن يفتـح على مصراعيه ، وأن يطلق الخيال عنانه فهيا نحلم ونعمل .
لكم مني كل الحب والتقدير .
والســـــلام ،،،
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ
ــــــــــــــــــــــ
تقبـــــلوا تحيـــــات / روقي الجمش .