راشد الأحيوي
10-Jan-2004, 09:43 PM
نبذة عن قبيلة النفيعات
1ــ ديار قبيلة النفيعات القديمة
المحفوظ عند قبيلة النفيعات انهم قدموا من الجزيرة العربية فبعضهم يذكر قدوم القبيلة من بلاد نجد فيما يذكر بعضهم الآخر قدومها من بلاد الحجاز والصحيح أن قبيلة النفيعات قدمت من منطقة جنوبي بــلاد الحجاز فالمحفوظ عندهم أن ديار النفيعات الأصلية هي بلاد اليمن فقد هاجرت القبيلة من ديارها القديمة في تلك البلاد وفيما يلي بيان ما ورد حول ديار النفيعات القديمة في روايات شيوخهم وكبارهم :
1) حدثني الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر بن سليمان بن مرزوق بن رزق النفيعي وهو اكبر النفيعات سناً في بلاد الأردن فقال : المحفوظ عندنا عن قدمائنا أن قبيلة النفيعات جاءت من نجد وقال : أن الديار الأصلية للنفيعات كما تلقيناه عن قدمائنا هي بلاد اليمن فقد هاجر النفيعات من ديارهم الأصلية هناك .
2) حدثني الشيخ فارس بن علي بن حسن السيد النفيعي شيخ قبيلة النفيعات في الأردن فقال : المحفوظ عندنا عن أجدادنا أن قبيلة النفيعات هاجرت من بلاد مكة المكرمة والطائف إلى الشمال إلى نواحي المدينة المنورة ثم إلى تبوك فالعقبة .
3) حدثني الأخ الكريم إسعاف بن علي بن حسن السيد النفيعي فقال: قدمت قبيلة النفيعات من بلاد الطائف
4) حدثني الدكتور لطفي بن محمد بن الحاج علي بن عبد الله السرابي النفيعي فقال : سمعت أبي وأجدادي يقولون : قدمت قبيلة النفيعات من بلاد الحجاز وقال حدثتني والدتي منوة بنت حسن السيد النفيعية فقالت : كانت للنفيعات دار حمراء أو قصر أحمر في منطقة مكة المكرمة .
قلت : هذه الرواية تشير إلى الديار الأصلية لقبيلة النفيعات في منطقة الدار الحمراء الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة الطائف فالدار الحمراء اسم منطقة وليست دارا بمعنى بيت أو منزل أو قصر كما تأوله بعض الرواة .
5) قال الأستاذ عبد العاطي خضر النفيعي من نفيعات الديار المصرية في مقالة له حول النفيعات كتبها في مجلة الأنصار في سنتها الرابعة في عددها الصادر في أول جمادى الآخرة عام 1363 هــ 1944 م ص24 : " لقبيلة النفيعات إلى الآن آثار بيت على مسير بضعة أميال من مكة يعرف بالدار الحمراء " ا. هــ .
6) يذكر النفيعات في الديار المصرية أن ديارهم القديمة كانت في الدار الحمراء من بلاد الطائف
7) قال الأستاذان عمر حافظ سليم سعيدة وصالح محمد أحمد حمد النفيعيان في كتابهما عن قبيلة النفيعات في الديار المصرية : " أما النفيعات فقد نزحت من الحمراء بالحجاز " وقالا : " ..... ولهم آثار بيت على مسيرة بضعة أميال من مكة المكرمة اسمه الدار الحمراء أو الحمراء " ( قبيلة النفيعات العدنانية ص 39 و37 ) .
قلت : الدار الحمراء اسم منطقة كما سبق بيانه وليست الدار هنا بمعنى البيت كما أن الدار الحمراء بعيدة عن مكة المكرمة فهي تقع على نحو 85 كم جنوب غرب الطائف .
8) ذكر الأستاذ سيد عبد الوهاب أن النفيعات نزحوا من الدار الحمراء جنوب الطائف
9) في ذكره لقبيلة النفيعات في بلاد الطور قال نعوم شقير : " ... فجاء الصوالحة والنفيعات من بر الحجاز واستولوا على البلاد واقتسموا منافعها بينهم على نحو ما كان عليه بنو واصل والحماضة " أ . هــ وقال في ذكر الصوالحة : " وفي تقاليد الصوالحة أنهم من قبيلة حرب الحجاز وقد رحلوا أولا آلي ضبا ثم آلي بلاد الطور فسكنوها آلي اليوم " أ . هــ وهذا يفيدنا أن قبيلتي النفيعات والصوالحة قد قدمتا من بلاد الحجاز واستقرتا لبعض الوقت في منطقة ضبا وضبا هذه تقع على نحو 300 كم آلي الجنوب من مدينة العقبة الواقعة على رأس خليج العقبة
قلت : مما سبق بيانه يتضح لنا أن قبيلة النفيعات كانت تقطن جنوبي بلاد الحجاز ومن ديارهم هناك فيما نقله الأستاذ عبد العاطي خضر النفيعي عمن تقدمه من النفيعات قبل نحو 60 عاما الدار الحمراء قرب مكة والدار الحمراء المشار إليها قرية من قرى بلاد الطائف وتقع إلى الجنوب الغربي من الطائف على نحو 85 كم .
2ــ جد قبيلة النفيعات
إن المحفوظ المتواتر عند قبيلة النفيعات في فلسطين والديار المصرية أن جد قبيلة النفيعات هو نافع بن مروان ونسبة إلى نافع عرفوا بالنفيعات وقد كانوا قديماً يعرفون بالنفعة و فيما يلي بيان ما ورد حول جد النفيعات :
1) حدثني الأخ الكريم حسن بن سعد بن صقر النفيعي فقال: جد قبيلة النفيعات هو نافع بن مروان وقال : سمعت ذلك من عماتي المسنات اللواتي أدركتهن .
2) حدثني الأخ الكريم محمود بن سعد بن صقر النفيعي فقال: كانت النساء قديما تغني بذكر جد النفيعات نافع بن مروان .
3) حدثني الأخ الكريم إسعاف بن علي السيد النفيعي فقال: سمعت من الأباء والأجداد أن جد النفيعات هو شبل بن نافع بن مروان .
4) حدثني الأخ الكريم منصور بن سعد بن نزال بن خليفة بن محمد بن حماد أبو طه من عشيرة الطواهية في عيرا ويرقا من بلاد السلط فقال: المحفوظ عندنا عن كبارنا ومنهم أبي سعد بن نزال وعمي موسى بن نزال وخالي صالح العبد الطواهية أن جد النفيعات هو نافع .
5) حدثني الأخ الكريم علي بن سعد بن نزال بن خليفة بن محمد بن حماد أبو طه فقال: المحفوظ عندنا عن كبارنا ومنهم أبي سعد بن نزال وعمي موسى بن نزال وخالي صالح العبد الطواهية : أن جد النفيعات هو نافع وهو ما سمعته من والدتي ونسبة إلى نافع سموا النفيعات .
6) حدثني الأخ الكريم محمود بن سعد بن صقر النفيعي فقال : جد النفيعات هو نافع بن مروان وقد سمعت الحاجة فاطمة بنت عبد الفتاح بن صقر النفيعية التي عاشت عند عمها عواد بن صقر النفيعي تقول أن جد النفيعات هو نافع بن مروان وهو ما سمعته من السيدة عليا بنت الحاج علي العبد الله النفيعي .
قلت : وقد حدثني الشيخ عبد الفتاح النفيعي فقال : الحاجة فاطمة هذه ولدت حوالي عام 1910م فيما ولدت السيدة عليا حوالي عام 1928 م .
7) حدثني الأخ الكريم الأستاذ حلمي بن أحمد بن الحاج علي العبد الله السرابي النفيعي فقال : جد قبيلة النفيعات حسب رواية الكبار هو نافع بن مروان
8) قال نعوم بك شقير فيما كتبه عام 1324 هـ 1906م في ذكره لقبيلة النفيعات في بلاد الطور : " هم ينتسبون إلى نافع بن مروان بطن من ثعلبة طي من نجد الحجاز " أ . هــ
9) نسبهم الأستاذ عبد العاطي خضر النفيعي من نفيعات الديار المصرية فيما كتبه عن النفيعات قبل 60 عاما إلى نافع بن مروان فقال : " تنتسب قبيلة النفيعات آلي نافع بن ثوران بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء " أ . هــ
قلت : ثوران تصحيف مروان ونافع بن مروان ليس ابن عوف بن ثعلبة فليس في أولاد ثعلبة من يسمى بمروان الذي أعقب نافع جد قبيلة النفيعات والمستفاد مما ذكره الأستاذ عبدالعاطي خضر أن قبيلة النفيعات في الديار المصرية تنتسب آلي نافع بن مروان فلما وجد هذا الاسم في البيان والإعراب سلسل اسم نافع بن مروان إلى عوف بن ثعلبة مع أن هذا لم يرد فيما ذكره المقريزي
10) في ترجمته للشيخ محمد ألا حمدي الظواهري شيخ الأزهر وهو من قبيلة النفيعات نسب الأستاذ زكي مجاهد قبيلة النفيعات إلى نافع بن ثوران أ . هــ
قلت : ثوران تصحيف مروان وكان شيخ الأزهر هذا فيما حدثني النفيعات قد كلف أحد طلاب الأزهر من أبناء فلسطين لجمع معلومات له عن أقربائه النفيعات في فلسطين ، وقد أرسل بعض الكتب هدية لشيخ النفيعات في فلسطين الشيخ علي بن حسن السيد النفيعي .
11) قال الدكتور عمر حافظ سليم سعيدة والأستاذ صالح محمد أحمد حمد في ذكر نسب قبيلة النفيعات : " نسبهم الذي جاء في كتاب ألأم الموجود في دير سانت كاترين .... فقد جاء في كتاب ألأم ما معناه أن النفيعات يرجع نسبها آلي نافع بن مروان من الحجاز " أ . هــ
12) نقل الأستاذ محمد سليمان الطيب عن إحدى وثائق كتاب ألأم الموجود في دير سانت كاترين مؤرخة بتاريخ 18 / جمادى الأولى / 800هــ إن النفيعات ينحدرون من نافع بن مروان من ثعلبة طيء القحطانية وذكر أن جد السواعدة النفيعات هو سويعد بن نافع بن مروان . ٌقلت : والحق أن هذه الوثائق مزورة لا علاقة لها بكتاب ألأم إنما استمدت معلوماتها من بعض شيوخ إحدى قبائل بلاد الطور في جنوبي سيناء وهذه الوثائق لا قيمة لها إلا أنها تفيدنا أن نسب قبيلة النفيعات آلي نافع بن مروان لا زال محفوظا عند عربان بلاد الطور في جنوبي سيناء ورغم أن هذه الوثائق مختلقة وليس لها أساس يعتد به لأنها من تأليف بعض شيوخ إحدى قبائل جنوبي سيناء إلا أنه يستأنس بما ورد فيها كرواية موروثة لمزوريها أن لم تتعارض مع النصوص والروايات المحفوظة عند عربان بلاد الطور وما ورد في هذه الوثيقة يدل على أن نسب قبيلة النفيعات لا يزال معروفا عند عربان الطور ومنهم مزورو الوثائق التي نشرها الطيب
قلت : يتضح مما سبق بيانه صحة انتساب قبيلة النفيعات إلى جدها نافع بن مروان وان هذا هو المحفوظ عند قبيلة النفيعات في بلاد فلسطين وإخوانهم في الديار المصرية ولا بد من التنبيه إلى وهم وقع فيه بعض الرواة وهو أن النفيعات هم من ذرية عقبة بن نافع كما يتضح من الروايات التالية :
(1) حدثني الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر النفيعي فقال : جد النفيعات هو عقبة بن نافع ونسبة إلى جدهم نافع عرفوا بالنفيعات .
(2) حدثني الأخ الكريم يوسف بن نمر السيد النفيعي فقال : جد النفيعات هو عقبة بن نافع .
(3) حدثني الشيخ عبد الله بن مصطفى بن عبد الله بن سليمان بن رزق بن مرزوق السرابي النفيعي فقال : جد النفيعات هو عقبة بن نافع .
(4) حدثني الأخ الكريم جميل بن علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : كان كبار قبيلة النفيعات يقولون أن جد القبيلة هو عقبة بن نافع
قلت : وهذا الوهم وقع فيه أبناء عمهم بنو عقبة في بلاد بئر السبع فقد قال عارف العارف في ذكر بني عقبة في بلاد بئر السبع :" من بني عقبة من يعتقد انهم من نسل عقبة بن نافع القائد العربي المشهور " أ . هــ ووقع في هذا الوهم بعض أبناء عمومتهم من العمرو ، فقد حدثني الأخ الكريم عارف الروضان البد راني والبدارين فرع من العمرو فقال في ذكر البدارين : جدهم عقبة بن نافع . ورغم شذوذ الروايات التي نسبت قبيلة النفيعات إلى عقبة بن نافع بسبب تطابق اسم جد قبيلة النفيعات مع نافع أبي عقبة إلا أنها تفيد بنسبة القبيلة إلى جدها الأعلى نافع وسبب قولنا بشذوذ الروايات التي نسبت قبيلة النفيعات إلى عقبة بن نافع ينبني على أمرين هما :
(1) أن هذه الروايات تخالف الروايات الوثيقة المحفوظة بانتساب قبيلة النفيعات إلى جدها نافع بن مروان
(2) أن عقبة بن نافع وهو عقبة بن نافع الفهري القرشي أحد أبطال فتح أفريقيا قتل رحمه الله تعالى في أفريقيا سنة 63 هـ وذريته فيها وليست له ذرية في جزيرة العرب ففي ذكر أولاد عقبة بن نافع قال ابن حزم :" ولهم بأفريقيا عقب كثير " أ . هــ
قلت : والحاصل من هذا كله انه لا خلاف في انتساب قبيلة النفيعات إلى جدها نافع وهو نافع بن مروان حسبما تلقته القبيلة عن آبائها وأجدادها واقدم نص يتوفر لدينا حول النفيعات وجدهم نافع بن مروان يعود لعهد الحمداني (602-700 هـ) وفيما يلي النصوص المنقولة عنه حول ذلك :
(1) قال ابن فضل الله العمري (700-749 هـ) فيما نقله عن الحمداني في ذكر قبيلة درما أحد فرعي بني ثعلبة من طيء قال :" ومن درما : البقعة وسبل ولد نافع بن مروان والحنابلة وجدهم حسين والمراونة جدهم مروان " أ . هــ
قلت : البقعة تصحيف النفعة فذرية نافع يقال لهم نفعة أوله نون وليس بقعة أوله باء وسبل تصحيف شبل أوله شين معجمة وهذا النص يفيد أن النفعة وشبل من ذرية نافع بن مروان .
(2) قال القلقشندي (ت 821 هـ ) فيما نقله عن الحمداني في ذكر قبيلة زريق الفرع الآخر لبني ثعلبة قال :"…ومن أفخاذ منها : أشعب و البقعة وشبل والحنابلة و المراونة " أ . هــ
قلت هاهنا أمور هي :
1)أن هذا النص يخالف النص السابق والنصوص التالية بان النفعة وشبل من فروع درما حيث عدهم من بني زريق .
2)أن البقعة تصحيف النفعة .
3)أن مصدر هذه المعلومات هو الحمداني مما يعني أن التصحيف مصدره الحمداني .
(3) وقال القلقشندي :" البقعة بفتح الباء والقاف والعين المهملة بطن من ثعلبة طيء من القحطانية " أ . هــ
قلت : البقعة تصحيف النفعة ومصدر هذا التصحيف هو الحمداني الذي نسبهم إلى نافع بن مروان مما يصحح القول بتصحيف هذا الاسم من النفعة إلى البقعة وواحد النفعة نفعي ولدينا نص نفيس يوضح هذا التصحيف وهذا النص أورده ابن اياس الذي ذكر في أخبار وحوادث جمادى الآخرة سنة 916 هـ أن سلطان مصر المملوكي الملك ألا شرف أبو النصر قانصوه الغوري أمر بقتل أحد رجالات النفيعات و أبطالهم فقال :" وفيه ــ أي جمادى الآخرة سنة 916 هـ ــ رسم السلطان بشنق شخص من العربان المفسدين يقال له عمرو بن موسى النفعي من عربان ثعلبة وكان من شجعان العرب " أ . هــ
(4) وقال القلقشندي :" بنو شبل بطن من ثعلبة طي من القحطانية " وقال :" قال الحمداني : من ولد نافع بن مروان " أ . هــ
(5) قال المقريزي ( ت 854 هـ ) فيما نقله عن الحمداني : " ومن درما : البقعة وشبل من ولد نافع بن ثروان " أ . هــ
قلت البقعة تصحيف النفعة وثروان تصحيف مروان
(6) قال السويدي ( ت 1276 هـ ) فيما نقله عن القلقشندي في ذكر بني شبل انهم " من ولد نافع بن مروان " أ . هــ
قلت : مما سبق بيانه أمران هما :
1) أن النفعة وشبل هم ولد نافع بن مروان وانهم كانوا في عداد درما من ثعلبة طيء
2) أن اسم النفعة ورد مصحفا عند الحمداني رغم أن النسبة إلى نافع هي النفعة لا البقعة
وكانت قبيلة ثعلبة تنقسم من حيث الديار إلى قسمين هما :
1) ثعلبة الشام التي تقطن شمال شرق سيناء باتجاه بلاد غزة قال الحمداني : " أما ثعلبة الشام فمما يلي مصر إلى الخروبة " أ . هــ والخروبة في منتصف المسافة تقريباً بين العريش ورفح .
2) ثعلبة مصر التي تقطن شمال سيناء ابتداء من قطية في شمال غرب سيناء إلى ديار ثعلبة في بلاد غزة ، قال الحمداني :" منازل ثعلبة مصر ما فوق قطيا إلى جهة الشام " أ . هــ كما يقطنون بلاد الشرقية في مصر ، قال الحمداني : " وأما ثعلبة مصر فببلاد الحوف من الشرقية من الديار المصرية " وقال :" ونزلوا أطراف بلاد الشرقية " أ . هــ
3) وكان النفعة وبنو شبل يقطنون هذه الديار في بلاد الشام وسيناء والشرقية ، قال القلقشندي فيما نقله عن الحمداني في ذكر النفعة التي وردت عنده مصحفة إلى البقعة قال:" منازلهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام " وقال في ذكر بني شبل :" مساكنهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام " أ . هــ
قلت : وجود النفعة هؤلاء في عداد درما ثعلبة طيء لا يعني انهم منهم نسباً وذلك لما يلي :
1) أن النفعة (النفيعات ) يحفظون انتسابهم إلى جدهم نافع بن مروان رغم تفرق أقطارهم ذلك أننا وجدنا أن النفعة في عداد درما في بلاد غزة وسيناء و الشرقية ينتسبون إلى نافع بن مروان وكذلك وجدنا النفيعات في بلاد الطور ينتسبون إلى جدهم نافع بن مروان وهؤلاء النفيعات يقيمون في بلاد الطور منذ القرن الثامن للهجرة وربما قبله وقد قدموا إلى بلاد الطور من بلاد الحجاز ووجدنا النفيعات في بلاد فلسطين ينتسبون أيضا إلى جدهم نافع بن مروان و النفيعات هؤلاء كانوا يقطنون في شمالي الحجاز في القرن العاشر للهجرة السادس عشر للميلاد وما قبله ثم انتقلوا إلى العقبة فبلاد الكرك فالبلقاء ثم إلى فلسطين في حوالي منتصف القرن الثامن عشر للميلاد ولا بد من ملاحظة أن نفيعات بلاد الطور وفلسطين لم يكونوا في عداد درما يوما ما بل لم يكن لدرما أي وجود في بلاد الطور أو شمالي الحجاز حيث كان يقطن النفيعات وهذا يعني أن نفيعات بلاد غزة هم وحدهم الذين حالفوا درما من ثعلبة طيء مع احتفاظهم بانتسابهم إلى جدهم نافع بن مروان .
2) أن فروع درما من ثعلبة طي التي ذكرها الحمداني هي :
1) بنو سلامة : وهم بنو سلامة بن درما
2) بنو الأحمر : وهم بنوالاحمر بن درما
3) بنو عمرو : وهم بنو عمرو بن درما
4) بنو قصير : وهم بنو قصير بن درما
5) بنوالاوس : وهم بنوالاوس بن درما
6) الحيانيون : وهم بنو حيان بن درما
7) الجواهرة : ومنهم آل غياث
8) الحنابلة : وجدهم اسمه حسين
9) المراونة : وجدهم اسمه مروان
10)النفعة وشبل : وهم ولد نافع بن مروان
ونلاحظ أن الفروع الستة الأولى متصلة النسب بدرما بخلاف بقية الفروع مما يعني أنها قد لا تكون من درما نسبا ومما يؤكد هذا فيما يخص النفعة وبني شبل أن الحمداني نسبهم إلى نافع بن مروان وهو الجد الذي ينتسب إليه النفيعات الذين ليسوا في عداد درما أو قومهم ثعلبة طيء ويقطنون دياراً لا وجود لدرما وقومهم ثعلبة فيها كبلاد الطور وشمالي الحجاز ومما يدل على صحة هذا نص نفيس جداً للحمداني قال فيه :"..... وأما ثعلبة مصر والشام فمن طيء وفي كل من خندف وقيس ويمن ومراد " أ . هــ مما يدل على أن بعض فروع درما المحالفة لها يعود بنسبه إلى خندف وقيس من العدنانية والى يمن ومراد من القحطانية وقد كانت قبيلة درما وقومهم ثعلبة يقيمون في بلاد غزة خلال القرن السادس للهجرة وما قبله قال الجواني (525ــ 588 هـ ) : " ثعلبة طائفة من العربان المجاورين للداروم من الشام وهم بطنان : درما وزريق" أ . هــ و الداروم تعرف اليوم بدير البلح وتقع جنوب غزة باتجاه رفح ، فلما حل النفعة وبنو شبل بمنطقة ديار ثعلبة حالفوا درما ودخلوا فيهم فيما حالف إخوانهم في بلاد الحجاز قبيلة بني عقبة وحالف إخوانهم في بلاد الطور قبيلة العليقات مع انتساب الجميع إلى جد واحد وهو نافع بن مروان رغم تفرق أوطانهم وتباعد ديارهم .
3ــ النفيعات في الديار المصرية
إن أقدم نص يتوفر لدينا حول قبيلة النفيعات في الديار المصرية هو ما ذكره الحمداني ( 602 ــ 700هــ ) الذي ذكر جد قبيلة النفيعات نافع بن مروان وذكر النفيعات باسم النفعة غير أن الاسم تحرف الى البقعة أوله باء معجمة من تحت قال القلقشندي : " البقعة : بفتح الباء والقاف والعين المهملة : بطن من ثعلبة طي من القحطانية " قال : " ومنازلهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام " أ . هــ وقال في ذكر أحد فروع النفيعات وهم بنو شبل : " بنو شبل : بطن من ثعلبة طي من القحطانية مساكنهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام قال الحمداني : من ولد نافع بن مروان " أ . هــ وقال ابن فضل الله العمري : " البقعة وسبل ولد نافع بن قروان " أ . هــ
قلت : سبل تصحيف شبل والبقعة تصحيف النفعة وقروان تصحيف مروان . وقال المقريزي : " البقعة وشبل من ولد نافع بن ثروان " أ . هــ قلت : ثروان تصحيف مروان . وقال السويدي : " بنو شبل بطن من ثعلبة طي " قال : " قال الحمداني : وهم ولد نافع بن مروان " أ . هــ وقال المغيري : " بنو البقعة بطن من ثعلبة طيء " أ . هــ وقال : " وبنو شبل بطن من طيء ولآل الحمداني هم من ولد نافع بن مروان الطائي " أ . هــ ونقل هذا النص بحرفه سمير القطب
قلت : نص الحمداني على أن البقعة وشبل هم ولد نافع بن مروان ومن المعلوم بداهة أن النسبة آلي نافع هي نفعة لا بقعة أي أن نص الحمداني مصحف وهذا وارد في كثير من كتب المتقدمين وصواب نصه : " النفعة وشبل ولد نافع بن مروان "
وخلاصة ما سبق بيانه وتحقيقه يتبين لنا أن النفعة وبنو شبل هم بنو نافع بن مروان وانهم كانوا يقطنون شمالي سيناء والشرقية من الديار المصرية قبل عهد الحمداني ( 602 ــ 700هــ ) وكان نزولهم الديار المصرية في شمالي سيناء والشرقية بعد عام 583هــ عند ارتحال قبيلة ثعلبة آلي الديار المصرية وكان نزول قبائل ثعلبة ومنها قبيلة النفعة وبنو شبل في شمالي سيناء والشرقية بعد عام 583هـ قال الحمداني : " لما فتح السلطان صلاح الدين الأيوبي جاءت ثعلبة وبعض جرم إلى مصر وبقيت بقايا جرم مكانها " أ . هــ وقال القلقشندي : " ذكر الحمداني أن السلطان صلاح الدين لما فتح البلاد جاءت طائفة من جرم آلي مصر مع ثعلبة وبقيت بقايا جرم مكانها ببلاد غزة " أ . هــ وقد استقرت ثعلبة في بلاد الحوف من الشرقية قال الحمداني في ذكر جذام عرب الحوف : " من اقطاعهم هربيط وتل بسطة ونوب وأم رماد وغير ذلك وجميع إقطاع ثعلبة كان في مناشير جذام من زمن عمرو بن العاص وانما وسع السلطان صلاح الدين لثعلبة في بلاد جذام ولذلك كانت فاقوس وما حولها لهلبا سويد " أ . هــ وقال : " نزلوا أطراف بلاد الشرقية " (صبح الأعشى ج1 ص323 ) وقال المقريزي ( ت 845هــ ) : " لما فتح السلطان صلاح الدين بن يوسف بن أيوب بلاد غزة وأعادها الله من أيدي الفرنج إلى المسلمين جاءت ثعلبة وطائفة من جرم آلي مصر وبقيت بقايا جرم مكانها " أ . هــ وقال : " وكان إقطاع ثعلبة جميعه في مناشير جذام وانما السلطان صلاح الدين وسع لثعلبة في بلاد جذام وكذلك كانت فاقوس وما حولها لهلبا سويد " أ . هــ
قلت : هذا منقول بحرفه عن الحمداني وقال الدكتور عبد المجيد عابدين : " كانت في جيش صلاح الدين عشائر من العرب تحالفت لقتال الإفرنج وكان لقبائل طيء التي لمع اسمها في أيام الفاطميين فضل كبير في محاربة الصليبيين فأراد صلاح الدين أن يكافئهم فنقل منهم جرما وثعلبة آلي الحوف الشرقي وأسكنهم مساحات واسعة في أرض جذام في الجانب الشمالي الشرقي من الحوف وانحسر الجذاميون عن هذا الجانب " أ . هــ وكان فتح السلطان صلاح الدين الأيوبي لبلاد غزة قد تم في سنة 583هــ على ما ذكره المؤرخون ومنهم ابن الأثير في تاريخه في حوادث 583هــ
قلت : وهذا يعني أن قبائل ثعلبة ومنها قبيلة النفعة وبنو شبل قد استوطنت منطقة الحوف من بلاد الشرقية في أواخر القرن السادس للهجرة بعد سنة 583هــ وهذا يعني أن النفعة ــ أي النفيعات ــ وهم بنو نافع بن مروان ومنهم بنو شبل كانوا من قبائل الشرقية وشمالي سيناء بامتداد إلى بلاد غزة وهذا ما ذكره القلقشندي في ذكره لبني شبل والنفعة كما مر بيانه حيث ذكر أن مساكنهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام .
قلت : ومما سبق بيانه وتحقيقه يتبين لنا أن قبيلة النفعة التي استوطنت شمالي سيناء وبلاد الشرقية بعد سنة 583هــ بأمر من السلطان صلاح الدين ألأيوبي ظلت طوال القرون السابع والثامن والتاسع تقطن هذه الديار كما أورده ابن فضل الله العمري والقلقشندي والمقريزي ثم ورد لهم خبر في أوائل القرن العاشر للهجرة فقد أورد ابن اياس في ذكره لحوادث جمادى الأولى سنة 916هــ الموافقة لعام 1510م أن سلطان مصر المملوكي الملك فلأشرف أبو النصر قانصوه الغوري أمر بإعدام أحد رجالات النفعة وأبطالهم قال : " وفيه ــ أي جمادى الآخرة ــ رسم السلطان بشنق شخص من العربان المفسدين يقال له عمرو بن موسى النفعي من عربان ثعلبة وكان من شجعان العرب " أ . هــ
قلت : وهذا النص النفيس جدا يفيدنا بأمرين هامين للغاية هما :
1ــ صحة ما حققناه آنفا بأن البقعة تصحيف للنفعة نسبة إلى نافع بن مروان
2ــ أن قبيلة النفعة كانت في ذلك الوقت من القبائل ذات الشوكة في بلاد الشرقية من الديار المصرية
وقد ذكر الجزيري ( 911 ــ نحو 977هــ 1505 ــ 1569 / 1570 ) قبيلة النفعة في الديار المصرية في القرن العاشر ومما يؤسف له أن كثيرا من أسماء القبائل وفروعها قد نالها تصحيف شنيع في كتاب الجزيري قال أستاذنا الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله تعالى رحمة واسعة : " أسماء أفخاذ العشائر ( البدنات ) وردت في المخطوطات ــ يعني مخطوطات كتاب الجزيري ــ بصور كثيرة الاختلاف لم أهتد إلى وجه الصواب فيها ولم أر إكثار الحواشي بإيراد تلك الصور " أ . هــ
قلت : ومن هذه التصحيفات الشنيعة
1ــ قال الجزيري : " عربان الطور الذين هم الصوالحة والقليعات " أ . هــ والصحيح : الصوالحة والعليقات فالقليعات تصحيف شنيع للعليقات وقد ذكر الجزيري اسم العليقات صحيحا في مواضع أخرى من كتابه
2ــ أن اسم قبيلة النعام وهي قبيلة معروفة آلي يومنا هذا ورد هكذا : النيعام وفي إحدى النسخ ورد هكذا : التنعام
هذا غيض من فيض ومن القبائل التي نال اسمها التصحيف الشنيع قبيلة التفعة فقد ورد اسمها في صور عديدة هي :
1ــ النقعة ( ن ، ق ، ع )
2ــ التفعة ( ت ، ف ، ع )
3ــ القفعة ( ق ، ف ، ع )
4ــ الفقعة ( ف ، ق ، ‘ع )
5ــ النفعة ( ن ، ف ، ع )
ومما نلاحظه في صور التصحيف آنفة الذكر ــ أن أول الاسم بعد أل التعريف وهو حرف النون ورد مرتين في الصور الخمسة ــ أن تصحيف النون إلى تاء وارد جدا في كثير من الكتب ــ أن الحرف الثاني بعد أل التعريف وهو حرف الفاء ورد مرتين في الصور الأربعة أن تصحيف الفاء آلي قاف وارد جدا في كثير من الكتب ومن هذا كله يتضح لنا أن هذه الصور تصحيفات لاسم النفعة الذي أورده الجزيري برسمه الصحيح في أحد المواضع وقد جاء الاسم صحيحا في موضعين من كتاب الجزيري في النسخة التي حققها الأستاذ محمد محمد حسن
قلت : ومما أبتلي به كتاب الجزيري أنه لم يحظ بمراجعة المؤلف لكتابه وتحقيق ما فيه ومن ذلك أننا نجده تارة يذكر قبيلتين دونما فاصل فيظنهما من لا يحقق النظر قبيلة واحدة أو بدنة من القبيلة التي ذكرت معها دون فاصل وهذا ما حدث مع قبيلة النفعة التي وجدنا اسمها في بعض النصوص قرنت ببني شاكر دونما فاصل بينهما وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ قال الجزيري : " عربان الشرق بألأطفيحية وهم : النيعام وبنو شاكر النفعة " أ . هــ
2ــ وقال : " طوائف من النيعام وبني شاكر النقعة " أ . هــ
3ــ وقال : " .... كالسعادنة ، وبني شاكر ، القفعة ) أ . هــ
ولا ندري أألفاصلة موجودة في أصل الكتاب أم أنها من وضع المحقق الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى
4ــ وقال : " ... فمنه بنو شاكر القفعة " أ . هــ
قلت : والصحيح أن بني شاكر والنفعة قبيلتان متغايرتان ومما يدل على هذا الأدلة التالية :
1ــ أن الجزيري فرق بين بني شاكر والنفعة في ذكره لبعض القبائل فقد قال : " ... بني واصل وبني عطية وبني شاكر الحجر والفقعة " أ . هــ
2ــ أن الجزيري ذكر بدنات بني شاكر على حدة ولم يذكر من بينها النفعة ثم ذكر بدنات النفعة على حدة أيضا ولم يربط بينها وبين بني شاكر فقد قال في ذكر بني شاكر : " بنو شاكر الحجر وهم : بنو مرشد والموازنة والقرارين " أ . هــ وقال في ذكر القفعة ــ أي النفعة ــ : " وهم بدنات منهم : الزيادات والعبيات وألأحيماد والطليحات والشنجرة والمساعيد والمهانية والعطيات " أ . هــ
3ــ أن الجزيري بين مقدار ما تحمله كل قبيلة من القبيلتين في موسم الحج المصري فقال في ذكر بني شاكر الحجر : " وكانوا يحملون من السبعين فما فوقها آلي أن كان بينهم شرور وفتن في سنة اثنتين وأربعين " أ . هــ يعني سنة 942هــ وقال : " وعليهم آلي ألآن قليل من كثير وهو عشرة أحمال آلي ما دونها في حمل البحر وفي حمل البر آلي عقبة أيله خمسة أحمال " أ . هــ وقال في ذكر أحمال قبيلة النفعة : " ونهاية محملهم أربعون " أ . هــ
4ــ أن بني شاكر يعرفون ببني شاكر الحجر كما نص عليه الجزيري كما في نصه آنف الذكر وقال الجزيري: " كانوا أيضا أصحاب درك مناخ عقبة أيله " أ . هــ وقال" وكان دركه لطائفة من بني شاكر الحجر يدعون بأولاد راشد ويقال لهم المراشدة " أ . هــ وقال : " واستمروا على ذلك آلي نيف وأربعين وتسعمائة " أ . هــ وكانوا يتلقون عن ذلك الدرك مبلغا كبيرا قال الجزيري : " ما كان لبني شاكر من ديوان السلطنة وهو من الفضة ثمانمائة وخمس عشرة نصفا " أ . هــ هذا غير الجوخ المخيوط والشاشات والملاليط
قلت : ويفيدنا نص الجزيري حول قبيلة النفعة أنها كانت تقطن بلاد ألأطفيحية هي وقبيلتي النعام وبني شاكر أ . هــ وقد ذكر أن النفعة يشاركون في الحمل إلى عقبة أيله فقط أ . هــ . وبهذا يتبين لنا أن قبيلة النفعة نزلت الديار المصرية في شمالي سيناء والشرقية بعد عام 583هــ 1187م وقد أخذوا بالانتشار في منطقة الاطفيحية كما أتضح من نص الجزيري وكانوا من القبائل ذات الشوكة والعدد والعدة لذلك وجدناهم من بين القبائل المشاركة في نقل أحمال قافلة الحج المصري
4ــ صلات النسب مع القبائل الأخرى
يرتبط النفيعات بصلات نسب وقربى مع عدة قبائل في شمالي الحجاز والأردن وشرقي فلسطين ووسطها و جنوبها وفي سيناء والشرقية في الديار المصرية أما الذين يقطنون في سيناء والشرقية فلا يزالون يحملون اسم النفيعات إلى يومنا هذا وأما القبائل الأخرى فهي قبائل المساعيد و العمرو و المحفوظ أن هذه القبائل هاجرت من ديارها الأصلية في بلاد اليمن ومن هذه الديار زندع ووادي الليث والدار الحمراء وكلها من مواضع جنوبي الحجاز هاجرت منها شمالاً مروراً بمنطقة المدينة المنورة واستقروا في شمالي الحجاز ثم قرروا الإرتحال إلى بلاد غزة في فلسطين فحدثت لهم أثناء ارتحالهم فتنة أدت إلى انقسامهم على بعضهم البعض بعد واقعة مشهورة عرفت بواقعة المطيرية في موضع عين الحصب في شمال غرب وادي عربة فذهب قسم منهم إلى بلاد غزة وعاد الآخرون إلى شمالي الحجاز وبعد استقرار طويل في شمالي الحجاز اخذ هؤلاء بالانسياح شمالاً باتجاه بلاد معان والطفيلة و الكرك ومادبا في جنوبي الأردن وكان ذلك في القرن الحادي عشر للهجرة بعد أن وقعت بينهم وقائع وفتن أدت إلى هجرة قسم كبير جدا من العمرو إلى بلاد الطفيلة و الكرك ثم هجرة المساعيد والنفيعات من بلاد الكرك ونواحيها شمالاً إلى بلاد البلقاء ثم إلى غور الأردن حيث انتشروا في أنحاء مختلفة في فلسطين وظل أمراء المساعيد في غور الفارعة الذي عرف بغور المساعيد وفارعة المسعودي فيما سارت فروع من المساعيد إلى أنحاء عدة في فلسطين ولاسيما إلى قريتي كفر الديك ودير بلوط وغيرهما وسار النفيعات إلى بلاد الساحل واستقروا في المنطقة الواقعة إلى الغرب من الخضيرة في قضاء حيفا وفيما يلي بيان صلة النسب بين هذه القبائل في روايات قبيلة النفيعات :
أولاً: صلة النسب مع قبيلة المساعيد :-
المحفوظ عند قبيلة النفيعات أن النفيعات والمساعيد قبيلة واحدة انقسمت على نفسها فقسم منها استقر في غور الأردن وهم المساعيد والقسم الأخر سار غربا باتجاه الساحل جنوب حيفا وهم النفيعات وفيما يلي روايات النفيعات حول ذلك:
(1) حدثني الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر النفيعي فقال: والمحفوظ عندنا أن المسعودي من النفيعات وقال : وعلى اثر طرد اليهود لقبيلة النفيعات من بلادهم انتقل بعضهم إلى بلدة برقة فأرسل إليهم الأمير أبو محمد علان الضامن المسعودي للقدوم إلى بلاد المساعيد في فارعة المسعودي للا قامة عندهم حيث سيتم منحهم أرضا للا قامة فيها وزراعتها فلبى دعوة الأمير علان الضامن كل من جميل بن علي بن عبد الله بن سليمان بن مرزوق بن رزق السرابي النفيعي وشقيقه محمود حيث استقرا عند قبيلة المساعيد بضع سنين انتقلا بعدها إلى الكويت أما بقية قبيلة النفيعات فقد فضلوا البقاء في برقة . انتهى حديث الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر النفيعي .
) حدثني الأخ الكريم محمود بن سعد بن صقر النفيعي فقال : حينما سارت قبيلة النفيعات إلى بلاد حيفا تخلف أحد الاخوة في غور المسعودي وهو جد المساعيد وكان الاخوة ثلاثة مروا بمنطقة العقبة ثم تفرقوا إلى ثلاثة جهات كما يلي :
1) فقد توجه أحدهم إلى مصر 2) واستقرالثاني في غور الأردن 3) أما الثالث فقد اتجه إلى بلاد حيفا.
3) حدثني الأخ الكريم حسن بن سعد بن صقر النفيعي فقال : جاءت قبيلة النفيعات من الجزيرة العربية وقد توجه قسم منهم إلى سيناء وتوجه قسم إلى فلسطين ويقال أن آل الضامن جزء من القبيلة .
قلت : آل الضامن هم بنو الأمير ضامن بن بركات المسعودي
4) حدثني الأخ الكريم خميس الحاج سعد الصقر النفيعي فقال : قدمت قبيلة النفيعات من الجزيرة العربية فذهب بعضهم إلى مصر وسار أحدهم إلى حيفا وبقي الثالث وهو الأمير المسعودي في الغور وأثناء حرب عام 1948 م هاجرنا إلى طولكرم فأرسل إلينا المساعيد يعرضون علينا النزول عندهم في ديارهم في الغور ورحبوا بإقامتنا معهم إلا أننا بقينا في طولكرم .
5) حدثني الشيخ فواز بن نمر السيد النفيعي فقال : جاءت القبيلة من الجزيرة العربية إلى العقبة ثم انتقلوا إلى منطقة بني حميدة فاستقروا هناك لبعض الوقت غبر أن السرقات التي كان يقوم بها بعض العربان لأنعام النفيعات أدت بهم إلى الارتحال من تلك المنطقة وقد دلهم رجل حميدي على بلاد الساحل فلقب فيما بعد بالدليلي وقد ساروا مرتحلين وعبروا نهر الأردن وهناك اختلفوا فيما بينهم بسبب فتاة فانفصلوا عن بعضهم البعض حيث ظل ابن عمهم المسعودي في الجفتلك فيما سار النفيعات إلى بلاد الساحل وقد كان المساعيد يتزاورون معنا وكانوا يقولون لنا انتم أبناء عمنا وبعد حرب عام 1948م وعلى اثر هجرة النفيعات من بلادهم إلى بعض أنحاء فلسطين سار بعض النفيعات إلى بلاد أبناء عمهم المساعيد وكان حوالي عام 1951م وممن استقر هناك جميل وأخوه محمود ابنا علي بن عبدالله بن سليمان السرابي النفيعي وكان معهم صهرهم إبراهيم المحمد السعايدة وفهيم إبراهيم الحاجبي وعلي السعد الدللة وأولاده وقد توفي علي السعد الدللة هناك عام 1953م وممن استقر عند المساعيد أيضا محمد ناصر الخولة .
6) حدثني الأخ الكريم إسعاف بن علي السيد النفيعي فقال : قدمت قبيلة النفيعات من الطائف ونزلت في العقبة ثم ارتحلوا ونزلوا على بني حميدة فدلهم أحد بني حميدة على منطقة الخضيرة على الساحل وقد سار قسم من النفيعات من العقبة إلى سيناء ومن النفيعات المساعيد وقد انفصلوا عنهم بسبب نزاع بين الشيخ عامر جد النفيعات وأخوه الشيخ عمار جد المساعيد فظل المساعيد في الغور وسار النفيعات وحدهم إلى منطقة الخضيرة
7) حدثني الشيخ فارس بن علي السيد النفيعي شيخ قبيلة النفيعات في الأردن فقال: هاجر النفيعات حسب مرويات أجدادنا من مكة المكرمة و الطائف شمالاً إلى نواحي المدينة المنورة ثم إلى تبوك فالعقبة حيث انقسموا إلى قسمين اتجه أحدهما إلى سيناء واتجه الآخر إلى ديار بني حميدة فدلهم رجل من بني حميدة على الطريق إلى بلاد فلسطين وقد كان جدا القبيلة رجلان أحدهما طويل والآخر قصير وقد دب الخلاف بينهما بسبب امرأة فافترقا فظل أحدهما في الغور ومن أعقابه آل الضامن وسار الآخر إلى حيفا وهو جد النفيعات، وقال : إن كبار السن يقولون إن النفيعات و الضامن فرعان من المساعيد استقر الضامن في الفارعة وواصل النفيعات رحلتهم إلى حيفا ، وقال : عندما اختلف جدانا الطويل و القصير بسبب الفتاة افترقا فظل مساعيد الضامن في الغور وأرتحل جدنا إلى حيفا وجدنا وجد الضامن أخوان
8) حدثني الأخ الكريم يوسف بن نمر السيد النفيعي فقال : أجداد القبيلة ثلاثة سار أحدهم إلى حيفا وسار الثاني إلى سيناء وظل الثالث غرب الشريعة يعني نهر الأردن
9) حدثني الأخ الكريم محمد بن سعد الصقر النفيعي فقال : قدمت قبيلة النفيعات إلى منطقة مادبا ومن هناك سار معهم الدليلي ودلهم على المنطقة التي استقروا فيها في بلاد حيفا وقد ظل بعضهم في الغور وهم آل الضامن جماعة الأمير علان وذهب آخرون إلى مصر وفي أعقاب حرب عام 1948م عرض آل الضامن على النفيعات أن يقيموا عندهم في الغور غير انهم لم يقيموا في الغور .
10) حدثني الشيخ عبد الله بن مصطفى بن عبد الله بن سليمان السرابي النفيعي المولود عام 1912م وهو اكبر قبيلة النفيعات سنا ويقيم في فلسطين فقال : أجداد القبيلة ثلاثة رجال وهم جد النفيعات الذين استقروا في منطقة عرب النفيعات والمسعودي الذي استقر في الغور وجد ثالث اتجه إلى مصر وقد كان النفيعات والمساعيد جماعة الأمير علان يتزاورون لأنهم أبناء عمومة يجمعهم جد واحد .
11) حدثني الدكتور لطفي بن محمد الحاج علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : سمعت كبار السن من قبيلة النفيعات يقولون : المساعيد أبناء عمنا قال : وكانت هناك زيارات بين قبيلتي النفيعات والمساعيد وقد ظل المساعيد في الغور و منهم الضامن فيما سار القسم الآخر و هم النفيعات إلى بلاد الساحل .
حدثني الأخ الكريم جميل بن علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : جاء النفيعات من الجزيرة العربية وقد افترقوا إلى فريقين فريق ظل في بلاد الغور وفريق سار إلى بلاد حيفا. وفي حوالي عام 1950م ذهبت أنا وأخي محمود آلي المساعيد وبقينا عندهم نحو سنتين وكان الأمير علان الضامن يقول لنا النفيعات أبناء عمنا وكذلك قال ولداه الأمير محمد بن علان والأمير محمود بن علان
12) حدثني الأخ الكريم حسين بن علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : جاءت قبيلة النفيعات من الجزيرة العربية وحينما وصلت القبيلة آلي الغور بقي أحد الأخوة هناك وهو جد المساعيد وكان الأمير محمد علان الضامن يقول للنفيعات أنتم أبناء عمنا قال : وكان مع النفيعات دليل يدلهم على البلاد .
13) حدثني الأخ الكريم الأستاذ حلمي بن أحمد بن الحاج علي العبد الله السرابي النفيعي فقال : حسب روايات الكبار فان قبيلة المساعيد أبناء عمنا
15) جاء في بحث صادر عن ديوان عشائر النفيعات في بيادر وادي السير في عمان في الأردن ما نصه :" قدم الأجداد من شمال الحجاز إلى العقبة ومن ثم إلى بني حميدة قرب مادبا حيث حلوا ضيوفاً عليهم مدة من الزمن و دلوهم على الطريق إلى فلسطين عبر نهر الأردن وسمي هؤلاء فيما بعد الدللة من دليل وبقوا عندنا حتى الوقت الحاضر وبعد عبورهم نهر الأردن بقي قسم منهم في الغور من فلسطين وسموا الضامن ولا زالوا هناك حتى وقتنا الحاضر وقسم آخر توجه إلى جنوب فلسطين ( بئر السبع ) ومن ثم إلى سيناء فمصر أما جدنا النفيعي فتوجه غربا صوب الساحل الفلسطيني " 1.ﻫ
قلت : تفيدنا روايات النفيعات بان النفيعات والمساعيد نزلوا بلاد مادبا على قبيلة بني حميدة قبل أن يسيروا إلى بلاد فلسطين وقد حدثني صديقي الأستاذ فايز أبو فردة فقال : حينما وقعت الحرب بين المساعيد والعمرو في بلاد الكرك دارت الدائرة على المساعيد فارتحلوا إلى منطقة مادبا فنزلوا على أبو قاعود من شيوخ بني حميدة ثم نزلوا على أبو الغنم شيخ البلقاوية قبل أن يرتحلوا إلى غور الأردن . قلت : ومن آثار قبيلة النفيعات في بلاد مادبا منطقة النفيعية قرب ماعين إلى الجنوب من مادبا وقد ذكرها الرحالة الفرنسي لويس موسل وكانت لأبو الغنم وعشيرته أراض ومنازل في منطقة ماعين وقد حدثني الصديق الفاضل الدكتور نوفان رجا السوارية فقال : النفيعية في الجانب الجنوبي من منطقة ماعين وهي من منازل قبيلة العوازم قال : وكانت عشيرتنا السوارية تنزل فيها .وقد حدثني الأخ الكريم ياسين بن عبد الحافظ النجادا من قبيلة العوازم فقال : النفيعية ارض زراعية ومجموعة أودية كانت تستخدم مشاتي لعربان البادية وتقع إلى الجنوب الغربي من ماعين على نحو 3 الى 4 كم وتقدر مساحة حوض النفيعية بنحو 500 الى 1000 دونم .
قلت : والحاصل مما سبق بيانه أن النفيعات والمساعيد كانوا قبيلة واحدة إلى أن نزلوا إلى غور الأردن حيث استقر المساعيد في الفارعة آلتي عرفت بفارعة المسعودي وانفصل عنهم النفيعات الذين ساروا إلى نواحي منطقة الخضيرة على الساحل الفلسطيني في قضاء حيفا وقد كان قدماء القبيلتين من الأمراء و الشيوخ يحافظون على صلة النسب فيما بينهم بالتواصل و التزاور حتى عهد قريب أما قصة الخلاف بسبب الفتاة فهي قصة المطيرية التي وقعت الحرب بسببها بين العمرو و المساعيد كما سبق ذكره .
قلت : يتبين لنا مما سبق تحقيقه ثلاثة أمور أساسية هي :
1 ــ أن قبيلة النفيعات هم النفعة وان جدهم هو نافع بن مروان
2 ــ أن قبيلتي النفيعات ( النفعة ) والمساعيد كانتا قبيلة واحدة ثم انفصلتا عن بعضهما البعض
3 ــ أن الديار القديمة لقبيلتي النفيعات والمساعيد هي في الدار الحمراء من بلاد الطائف ووادي الليث من بلاد اليمن
ثانيا ً : صلة النسب مع قبيلة العمرو :-
المحفوظ عند قبيلة النفيعات أن بني عقبة في بلاد بئر السبع أبناء عمومتهم وانهم يجمعهم بهم نسب واحد وفيما يلي بعض روايات النفيعات حول ذلك :
1) حدثني الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر النفيعي فقال: كان الاسم القديم للنفيعات هو بنو عقبة وكان يقال لهم العقابنة نسبة إلى بني عقبة ، قال : والصلة بيننا وبين بني عقبة في بلاد بئر السبع ثابتة فالأصل واحد وقد كان شيخهم الشيخ إبراهيم العقبي يزورنا هو وقومه في بلادنا وكنا نزورهم وقد قال كبارنا : انه كانت بين النفيعات وبني عقبة صلة قديمة ، قال : وكانت نخوة النفيعات في الشدائد : بني عقبة وكان الشيخ إبراهيم العقبي وقومه يزوروننا وكان يأتي وينزل عند أبي واذكر انه زارنا وحل ضيفا ً على أبي وكان ذلك حوالي عام 1936م أو 1937 م وممن زار بني عقبة في مضاربهم من شيوخ النفيعات :
1) الشيخ عواد الصقر النفيعي وهو عواد بن صقر بن سليمان بن مرزوق بن رزق السراب النفيعي
2) الشيخ حسن السيد النفيعي وهو حسن بن سيد بن سليمان بن مرزوق بن رزق السراب النفيعي
3) الشيخ مصطفى العبد الله النفيعي وهو مصطفى بن عبد الله بن سليمان بن مرزوق بن رزق السراب النفيعي
2) حدثني الأخ الكريم يوسف بن نمر السيد النفيعي فقال : للنفيعات صلة تربطهم ببني عقبة
3) حدثني الأخ الكريم محمود بن سعد الصقر النفيعي فقال : أدركت عن كبار السن أن لنا صلة ببني عقبة
4) حدثني الشيخ فواز بن نمر السيد النفيعي فقال : أجداد القبيلة ثلاثة المسعودي الذي استقر في الجفتلك والعقبي الذي استقر في بلاد بئر السبع و النفيعي الذي ذهب إلى بلاد الساحل وقد كان الشيخ إبراهيم العقبي يزور قبيلتنا وقد حضرت زيارته للنفيعات في ديارهم مرتين أو ثلاثة وكان يأتي مع أقاربه على خيولهم وكان الشيخ إبراهيم العقبي يزور آل أبو زميرو في قلنسوة وقد التقى في احدى زياراته لآل أبو زميرو بأخي الشيخ فوزي بن نمر السيد النفيعي الذي كان يزور آل أبو زميرو وآل أبو زميرو من أقربائنا وقد كان قدماؤنا يقولون النفيعات من بني عقبة ومما كانت النساء تتغنى به قولهن :
بني عقبة بيض الله ثناكم . والمقصود ببني عقبة هنا هو النفيعات وقد كانت نخوة النفيعات هي : بني عقبة .
5) حدثني الشيخ فارس بن علي السيد النفيعي فقال : تربط النفيعات ببني عقبة صلة قربى وكانت هناك زيارات متبادلة فيما بيننا وبينهم وقد حدثنا آباؤنا عن علاقة القربى بيننا وبينهم
6) حدثني الأخ الكريم إسعاف بن علي السيد النفيعي فقال : بنو عقبة في بئر السبع أقرباؤنا وقد كانوا يزوروننا
7) حدثني الشيخ عبد الله بن مصطفى بن عبد الله السرابي النفيعي فقال : كان النفيعات يسمون العقابنة
8) حدثني الدكتور لطفي بن محمد بن الحاج علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : حدثني والدي وسمعت غيره من كبار قبيلة النفيعات في مجالسهم انه كان يقال للنفيعات : العقابنة .
9) حدثني الأخ الكريم رزق بن علي بن حسن السيد السرابي النفيعي فقال : سمعت والدي يقول : النفيعات عقبية وجدهم هو عقبة بن نافع .
10) حدثني الأخ الكريم جميل بن علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : الشائع عندنا أن جد قبيلة النفيعات هو عقبة بن نافع وكان كبارنا يقولون أن جد النفيعات هو عقبة بن نافع وكان النفيعات يعرفون باسم العقابنة .
9) حدثني الأخ الكريم الأستاذ فايز أبو فردة فقال : حدثني عبد الفتاح بن حسين أبو حميدان النفيعي المولود عام 1915م أو عام 1920م فقال : كان الناس يقولون للنفيعات بني عقبة
قلت : والحاصل من هذا كله أن صلة النسب بين النفيعات وبني عقبة في بلاد بئر السبع ثابتة محفوظة عند الفريقين تؤكدها الزيارات المتبادلة فيما بينهم ومما يؤكد ذلك ويدل عليه أدلة عدة وهي :
1) ذكر لويس موسل في حديثه عن تاريخ قبيلة العمرو في بلاد الكرك عند نزولهم إليها إن من شيوخهم ابن سراب وكان رئيس منطقة اللجون
2) في حديثه عن قبيلة النفيعات في فلسطين ذكر أوبنها يم إن عائلة سراب تنحدر من قبيلة النفيعات وهم يخصون بني عقبة
2) وفي حديث أوبنها يم عن بني عقبة في شمالي الحجاز ذكر أن من فروعهم السرابات في جوار حيفا والسواحرة في فلسطين
3) أن من ديار النفيعات القديمة في شمالي الحجاز عينونة وكانت عينونة من ديار العمرو وفيها قبر عامر بن داود والد عمرو بن عامر شيخ قبيلة العمرو في عهد الجزيري (911- نحو 977 هـ 1505 - نحو 1569/1570 م )
4) المحفوظ عند بني عقبة في بئر السبع كما ذكره عارف العارف أن أقاربهم هم:
1. المساعيد في الفارعة 2. بنو عقبة في الحجاز 3. جماعة ابن ثبيت في الكرك 4 . الدزدار
وهذه النصوص تفيدنا بما يلي : 1) أن ابن سراب النفيعي كان من زعماء قبيلة عمرو
2) أن السرابات النفيعات لهم صلة نسب ببني عقبة في شمالي الحجاز
3) أن السرابات لهم صلة نسب بالسواحرة في فلسطين
4) أن السواحرة لهم صلة نسب ببني عقبة في شمالي الحجاز
5) أن ديار النفيعات القديمة في شمالي الحجاز هي جزء من ديار العمرو
6) أن بني عقبة في منطقة بئر السبع لهم صلة نسب بالمساعيد في الفارعة
7) أن بني عقبة في منطقة بئر السبع لهم صلة نسب بجماعة ابن ثبيت في بلاد
الكرك
8) أن بني عقبة في منطقة بئر السبع لهم صلة نسب ببني عقبة في شمالي الحجاز
9) أن بني عقبة في منطقة بئر السبع لهم صلة نسب بآل الدزدار في القدس
10) أن المساعيد في الفارعة لهم صلة نسب بجماعة ابن ثبيت في بلاد الكرك
11) أن المساعيد في الفارعة لهم صلة نسب ببني عقبة في بلاد الحجاز
وهذا يعني أن صلة النسب ثابتة قطعيا ً بين النفيعات و العمرو ويتبين لنا ذلك من خلال ما يلي :
1) أن صلة النسب بين النفيعات والسواحرة التي أشار إليها أوبنها يم تؤكد صلة النسب بين النفيعات والعمرو ذلك أن السواحرة فرع من العمرو
2) 2)أن صلة النسب بين بني عقبة في بلاد بئر السبع وجماعة ابن ثبيت في بلاد الكرك تؤكد صلة النسب بين النفيعات والعمرو وذلك أن جماعة ابن ثبيت في الكرك هم العمرو وابن ثبيت هو شيخهم
3) أن صلة النسب بين المساعيد في الفارعة وجماعة ابن ثبيت في الكرك تؤكد صلة النسب بين النفيعات والعمرو ذلك أن صلة النسب ثابتة بين النفيعات والمساعيد و للمساعيد صلة نسب ثابتة بجماعة ابن ثبيت في بلاد الكرك
4) أن صلة النسب بين بني عقبة في بلاد بئر السبع وآل الدزدار في القدس تؤكد صلة النسب بين النفيعات والعمرو ذلك أن آل الدزدار فرع من الثبيتات من العمرو وذكر أوبنها يم انهم فرع من السواحرة وهم فرع من العمرو ونسبهم الأستاذ فايز أبو فردة إلى العمرو ونسبهم إحسان النمر إلى بني عقبة في الكرك وبنو عقبة في بلاد الكرك هم العمرو
وهكذا نجد أن المحفوظ عند النفيعات في فلسطين عن صلة النسب التي تربطهم ببني عقبة صلة محفوظة عند بني عقبة أيضا ً الذين كانوا يتزاورون هم والنفيعات في مضارب كل من القبيلتين وهي صلة محفوظة عند بني عقبة في شمالي الحجاز كما ذكره أوبنها يم ويتفق هذا مع ما أورده لويس موسل نقلا عن العمرو في بلاد الكرك أن ابن سراب كان من زعماء قبيلة العمرو التي تعد من بني عقبة حلفا لا نسبا وهنا لا بد من بيان أن بني عقبة في بلاد بئر السبع و إخوانهم في شمالي الحجاز ليس لهم من بني عقبة إلا الاسم ذلك انهم من قبيلة العمرو نسبا ً وقد كانت قبائل العمرو والمساعيد و النفيعات قد دخلت في بني عقبة حلفا ً فصارت تعد منهم نسبا رغم اختلاف نسبهم عن نسب بني عقبة والبيان فيما يلي :
المحفوظ عند بني عقبة في بلاد بئر السبع انتسابهم إلى جدهم علي بن نجدي كما نقله عارف العارف عن شيخهم الحاج محمد العقبي وولده إبراهيم رحمهما الله تعالى ، قلت : وجدهم علي بن نجدي وهو علي بن نجدي بن أبي بكر بن نجدي من النجادة من المسالمة من العمرو وقد ذكره الجزيري ( ت نحو 977 هـ 1569/1570م ) ففي حديثه عن المسالمة من العمرو ذكر الجزيري أن من فروعهم النجادة فقال :" طائفة النجادة منهم نجدي بن أبي بكر بن نجدي وغدير بن علي بن نجدي وأبو بكر ومن معهم من النجادة " وقال في ذكر شيوخ المسالمة أن منهم :"….. نجدي ابن أبي بكر بن نجدي وأولاده علي بن نجدي ومن معهم " وقال في ذكر فروع المسالمة أن منهم :" النجادة منهم نجدي بن أبي بكر وغدير و أبو بكر ورفقهم " أ . هــ وهذا يعني أن القبيلة التي تحمل اسم بني عقبة في بلاد بئر السبع تنحدر نسبا من جدها علي بن نجدي بن أبي بكر بن نجدي من عشيرة النجادة إحدى عشائر المسالمة من قبيلة العمرو وجد المسالمة هو مسلم بن عقال بن عمرو ، قال الجزيري في حديثه عن المسالمة :" مسلم هو الذي تنسب إليه طائفة المسالمة فيقال لهم المسالمة ومسلم بن عقال وعقال هذا أبو طائفة يقال لها العقالات وهو اصل من أصول بني عقبة جد العمرو : المناصير والمسالمة وعقال بن عمرو وهو والد العمرو " أ . هــ
قلت : يتبين لنا من نصوص الجزيري أن علي بن نجدي بن أبي بكر بن نجدي جد بني عقبة في بلاد بئر السبع كان من شيوخ قبيلة المسالمة في عهد الجزيري وهو من فرقة النجادة من المسالمة من العقالات من العمرو وكان العمرو قد قدموا من جنوبي الحجاز ونزلوا على بني عقبة في شمالي الحجاز فساكنوهم وحالفوهم وصاروا يعدون منهم ، أما فيما يتعلق ببني عقبة في شمالي الحجاز فهم أخوان بني عقبة في بلاد بئر السبع فهم أيضا ًفرقة من المسالمة كما هو المحفوظ عندهم وفق ما نقله عنهم جورج اوغست فالن في رحلته إلى شمالي جزيرة العرب وذلك في شباط عام 1848م حيث قال :" يروي بني عقبة انهم كانوا في الماضي قبيلة كبيرة " قال :" يقولون أن القبيلة انقسمت في صدر الإسلام قسمين كبيرين : المسالمة وبني عمرو وجدهما واحد اسمه معروف وبسبب خلافات عائلية بين شيخ بني عمرو وزوجته عييفة شقيقة علي بن نجدي زعيم البطن الآخر يعني المسالمة نشبت نزاعات انتهت بان المسالمة طردت بني عمرو من ضواحي المويلح و أرغمتهم على اللجوء إلى قبيلة الحجايا في ضواحي الطفيلة"
قلت : يتضح مما رواه بنو عقبة في شمالي الحجاز أن المسالمة حاربوا العمرو وطردوهم من شمالي الحجاز وذلك في عهد شياخة علي بن نجدي للمسالمة الذي تولى الشياخة بعد أبيه نجدي بن أبي بكر بن نجدي المعاصر للجزيري ( ت نحو 977هـ 1569/1570م ) و يتضح من هذا أن بني عقبة في شمالي الحجاز هم من المسالمة وقد نص الجزيري على أن المسالمة فرع من العمرو وانهم بنو مسلم بن عقال بن عمرو وهذا يبين لنا أن المسالمة شكلوا كيانا ً قبليا منفصلا عن قومهم العمرو واحتفظوا كإخوانهم في بلاد بئر السبع باسم بني عقبة وهو الاسم الذي حمله العمرو وإخوانهم المساعيد و النفيعات حينما استوطنوا شمالي الحجاز وحالفوا بني عقبة ودخلوا فيهم واصبحوا يعدون من فروعهم .
قلت : ومما سبق يتضح لنا ما يلي :
1) أن الصلة بين النفيعات في بلاد حيفا وبني عقبة في بلاد بئر السبع هي صلة بين النفيعات و العمرو لان بني عقبة هؤلاء هم فرع من المسالمة من العقالات من العمرو
2) أن الصلة بين النفيعات في بلاد حيفا وبني عقبة في شمالي الحجاز هي صلة بين النفيعات و العمرو لان بني عقبة هؤلاء هم فرع من المسالمة من العقالات من العمرو ومما يؤكد هذا أمور ثلاثة هي :
(1) أننا وجدنا أن ابن سراب النفيعي كان من زعماء قبيلة العمرو بل كان زعيم منطقة اللجون الواقعة في شمال شرق الكرك بينها وبين القطرانة وكانت منطقة اللجون من معاقل العمرو وفي ذكر اللجون قال حمود راعي الدبسا وهو من الثبيتات شيوخ قبيلة العمرو :
بلادنا اللجون مصدارنا غاد معزة شواربنا قصور المدينة
(2) أننا وجدنا أن ديار النفيعات في شمالي الحجاز في عينونة و نواحيها كانت جزءا ًمن ديار قبيلة العمرو
(3) أننا نجد أن عشيرة الطواهية التي تنتسب إلى العمرو فرع من قبيلة النفيعات قال فردريك ج بيك في ذكر عشيرة الطواهية وهم مع الزيادات في قبيلة عباد قال:" الطواهية ينتسبون إلى عشيرة العمرو بالكرك " أ . هــ وقد ذكر المستشرق الألماني أوبنها يم أن الطواهية فرع من النفيعات
ويتحقق لنا من هذا كله أن صلة النسب بين قبيلتي النفيعات و العمرو ثابتة لاشك فيها كما هي ثابتة بين قبيلتي النفيعات والمساعيد وبين قبيلتي النفيعات وبني عقبة في بلاد بئر السبع وشمالي الحجاز و المحفوظ أن العمرو والمساعيد أبناء عمومة فعمرو بلاد بئر السبع الذين يحملون اسم بني عقبة يذكرون أن المساعيد في الفارعة منهم كما يذكر عمرو الكرك أن المساعيد جماعة الأمير المسعودي في الجفتلك في غور الأردن الشمالي غربي مجرى نهر الأردن فرع من فروع العمرو
5ــ نسب النفيعات و المساعيد و العمرو :-
أن الصلات المحفوظة عند قبيلة النفيعات بقبيلتي المساعيد والعمرو التي سبق بيانها بان هذه القبائل يجمعها نسب واحد وأنها كانت في الأصل قبيلة واحدة أصبحت بمر القرون قبائل عدة تكاثرت أعدادها وتباعدت ديارها هذه الصلات يقطع بصحتها نصوص هامة جدا ً للجزيري ( ت977 هـ 1569/15470م ) الذي ذكر أن هذه القبائل يجمعها نسب واحد لان جدها واحد وفيما يلي بيان ذلك :
1) ذكر المسالمة في شمالي الحجاز و الذين يحملون اسم بني عقبة أن جدهم وجد العمرو رجل واحد اسمه معروف
2) في حديث الجزيري عن انساب العمرو قال :" مسلم الذي ينسب إليه طائفة المسالمة فيقال لهم المسالمة ومسلم بن عقال وعقال هذا أبو طائفة يقال لها العقالات وهو اصل من أصول بني عقبة جد العمرو : المناصير والمسالمة وعقال بن عمرو وعمرو هو والد العمرو الذين شيخهم الآن عمرو بن عامر بن داود و عمرو بن سياح و سياح أبو طائفة الخرشة من بني عقبة و الزبدة و العمرو و والد سياح محمد و محمد والد آل إبراهيم و المساعيد من بني عقبة " أ . هــ وهذا النص يبين ما يلي :
1) أن محمد هو جد قبائل المساعيد و آل إبراهيم و الخرشة و الزبدة و العمرو
2) أن سياح بن محمد هو جد الخرشة و الزبدة و العمرو
3) أن عمرو بن سياح بن محمد هو جد العمرو ومن العمرو العقالات : بنو عقال بن عمرو بن سياح بن محمد
و العقالات فرعان هما : (1) المسالمة : وهم بنو مسلم بن عقال بن عمرو
(2) المناصير : وهم بنو منصور ولعله منصور بن عقال بن عمرو .
3) بين الجزيري أن آل إبراهيم فرع من المعاريف بنو معروف فقال:" المعاريف عربان الحمل منهم موسى بن نصار وخويطر آل إبراهيم وهم آل عيسى منهم يونس الحطام" أ . هــ وهذا النص يبين لنا أن المعاريف بفروعهم هم آل عيسى أي انهم فرع من آل عيسى
4) بين الجزيري أن النفيعات من آل عيسى فقال :" النفيعات منهم يونس بن عسكر من آل عيسى "أ . هــ وقد ذكر الجزيري فروعا أخرى من آل عيسى هي :
1)الحصنة قال الجزيري :" الحصنة من آل عيسى " أ . هــ
2) السلالمة قال الجزيري :" السلالمة من أولاد معروف أهل فساد في الشهرة يتبعون الركب للاختلاس و الأذى من مغارة شعيب وبعدها في الغالب و المعاريف من لفيف بني عطية " أ . هــ
3)العمارات قال الجزيري :" العمارات من آل إبراهيم " أ . هــ
ومما سبق بيانه يتضح لنا ما يلي :
1) أن محمدا جد يجمع قبائل المساعيد و آل عيسى بفروعهم
2)أن معروفا جد يجمع فروع المعاريف ومنها العمرو فقد ذكر جورج اوغست فالن أن العمرو من أولاد معروف وهذا يعني أن معروفا جد أعلى من سياح الذي يجمع الخرشة و العمرو والزبدة وهو أدنى من محمد الذي يجمع هذا القبائل بالمساعيد وبقية فروع آل عيسى كالحصنة والنفيعات .
قلت : ومما يقطع بصحة ذلك أن قبيلتي آل عيسى و المساعيد ذكرهما الحمداني (602 – 700 هـ ) وهذا يعني أن القبيلتين اقدم عهدا ً من الحمداني بزمن طويل وهذا يعني أن عهد جدهما محمد قديم جداً فقد نقل القلقشندي ما أورده الحمداني عن هاتين القبيلتين فقال في ذكر آل عيسى :" آل عيسى أيضا ً بطن من العرب ذكرهم الحمداني في عرب الحجاز ولم ينسبهم في قبيلة " أ . هــ وقال في ذكر المساعيد :" المساعيد بطن من عرب الحجاز ذكرهم الحمداني ولم ينسبهم في قبيلة " أ . هــ وذكر انهما قبيلتان متجاورتان فقد ذكر ابن فضل الله العمري (ت 747هـ ) فيما نقله عن الحمداني أن ديار آل عيسى تجاور ديار المساعيد في الحجاز فقال :" أما بقية عرب الحجاز : المضارجة و المساعيد و الزرا ق وال عيسى ودعم وال جناح و الجبور فدارهم يتلو بعضها بعضاً بالحجاز " أ . هــ
قلت : المضارجة تصحيف المفارجة وهي قبيلة كانت تجاور قبائل آل عيسى و المساعيد في بلاد الحجاز ولقد صاهر بعض شيوخهم شيوخ العمرو القاطنين في شمالي الحجاز وقد كانوا يتلقون رواتبهم من الدولة المصرية لكي لا يتعرضوا لقوافل الحجيج بوساطة أصهارهم شيوخ العمرو . قلت : واقدم نص صريح حول نسب هذه القبائل نص يتعلق بقبيلة المساعيد يعود تاريخه إلى الثامن من ذي الحجة لسنة 777 هـ الموافق 29/4/1375 م وهذا النص النفيس للغاية وجد مسطورا على حجر تم العثور عليه في اذرح جنوبي الأردن سنة 1384هـ 1964 م وهذا الحجر حجر مربع طول ضلعه 36 سم دون عليه ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك وشفيع
المسلمين وخاتم النبيين وإمام المهتدين ورسول
رب العالمين كم بلغ رسالتك وبلغ أخبارك
وجاهد في سبيلك حق جهادك وكتبه جماعة رجب الزبيدي من المساعيد
من عدنان في جبل بني هلال غفر الله له ولوالديه
بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك وشفيع
المسلمين وخاتم النبيين وإمام المهتدين ورسول
رب العالمين كم بلغ رسالتك وبلغ أخبارك
وجاهد في سبيلك حق جهادك وكتبه جماعة رجب الزبيدي من المساعيد
من عدنان في جبل بني هلال غفر الله له ولوالديه
ذو الحجة الثامن من عام سبعماية وسبع وسبعين
وجبل بني هلال هو جبل العرب في بلاد حوران وهذا النص يفيدنا أن المساعيد قبيلة عدنانية وهذا يشمل إخوانهم في النسب وهم آل عيسى بفروعهم : الحصنة و النفيعات و المعاريف بفروعهم: السلالمة وال إبراهيم و الخرشة و العمرو و الزبدة
قلت : وهكذا يتبين لنا أن النفيعات المنتسبين إلى جدهم نافع بن مروان قبيلة عدنانية تربطها روابط نسب وقربى بقبائل المساعيد و آل عيسى عامة ومن أهم قبائلهم العمرو وقد بينا فيما تقدم من هذا البحث أن النفعة في ديار ثعلبة في بلاد غزة و شمال سيناء و الشرقية المنتسبين إلى نافع بن مروان قد حالفوا درما من ثعلبة طي فأصبحوا من فروعهم وقد بين الحمداني أن القبائل المحالفة لثعلبة هي من خندف وقيس من العدنانية ويمن ومراد من القحطانية وبما أن نص الحجر الأثرى أفادنا بان اصل النفيعات هو من العدنانية لان أصلهم تبع لأصل إخوانهم المساعيد فان هذا يعني أن نسب النفيعات وكافة القبائل المرتبطة بهم نسباً كالمساعيد و العمرو ينحصر بين خندف وقيس ويدلنا واقع ديار النفيعات والمساعيد والعمرو القديمة في الدار الحمراء ونواحيها ووادي الليث ونواحيه أن نسبهم يعود إلى بني شبابة فالدار الحمراء الواقعة إلى الجنوب الغربي من الطائف على نحو 85 كم تقع في منطقة سراة بني شبابة الممتدة بين وادي المعدن الواقع جنوب الطائف على نحو 30 كم إلى جبل بثرة الواقع على نحو 170 كم وسكانها هم بنو شبابة وهم فرع من بني مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد وخندف هي أم مدركة وإخوانه بنو الياس بن مضر نسبوا إليها فعرفوا بخندف ومما يؤكد نسبة النفيعات إلى بني شبابة أن ديارالمساعيد القديمة كانت في وادي الليث كما هو المحفوظ عندهم ووادي الليث هو أحد أودية سراة شبابة وهو من معاقل بني شبابة في جنوبي الحجاز
1ــ ديار قبيلة النفيعات القديمة
المحفوظ عند قبيلة النفيعات انهم قدموا من الجزيرة العربية فبعضهم يذكر قدوم القبيلة من بلاد نجد فيما يذكر بعضهم الآخر قدومها من بلاد الحجاز والصحيح أن قبيلة النفيعات قدمت من منطقة جنوبي بــلاد الحجاز فالمحفوظ عندهم أن ديار النفيعات الأصلية هي بلاد اليمن فقد هاجرت القبيلة من ديارها القديمة في تلك البلاد وفيما يلي بيان ما ورد حول ديار النفيعات القديمة في روايات شيوخهم وكبارهم :
1) حدثني الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر بن سليمان بن مرزوق بن رزق النفيعي وهو اكبر النفيعات سناً في بلاد الأردن فقال : المحفوظ عندنا عن قدمائنا أن قبيلة النفيعات جاءت من نجد وقال : أن الديار الأصلية للنفيعات كما تلقيناه عن قدمائنا هي بلاد اليمن فقد هاجر النفيعات من ديارهم الأصلية هناك .
2) حدثني الشيخ فارس بن علي بن حسن السيد النفيعي شيخ قبيلة النفيعات في الأردن فقال : المحفوظ عندنا عن أجدادنا أن قبيلة النفيعات هاجرت من بلاد مكة المكرمة والطائف إلى الشمال إلى نواحي المدينة المنورة ثم إلى تبوك فالعقبة .
3) حدثني الأخ الكريم إسعاف بن علي بن حسن السيد النفيعي فقال: قدمت قبيلة النفيعات من بلاد الطائف
4) حدثني الدكتور لطفي بن محمد بن الحاج علي بن عبد الله السرابي النفيعي فقال : سمعت أبي وأجدادي يقولون : قدمت قبيلة النفيعات من بلاد الحجاز وقال حدثتني والدتي منوة بنت حسن السيد النفيعية فقالت : كانت للنفيعات دار حمراء أو قصر أحمر في منطقة مكة المكرمة .
قلت : هذه الرواية تشير إلى الديار الأصلية لقبيلة النفيعات في منطقة الدار الحمراء الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة الطائف فالدار الحمراء اسم منطقة وليست دارا بمعنى بيت أو منزل أو قصر كما تأوله بعض الرواة .
5) قال الأستاذ عبد العاطي خضر النفيعي من نفيعات الديار المصرية في مقالة له حول النفيعات كتبها في مجلة الأنصار في سنتها الرابعة في عددها الصادر في أول جمادى الآخرة عام 1363 هــ 1944 م ص24 : " لقبيلة النفيعات إلى الآن آثار بيت على مسير بضعة أميال من مكة يعرف بالدار الحمراء " ا. هــ .
6) يذكر النفيعات في الديار المصرية أن ديارهم القديمة كانت في الدار الحمراء من بلاد الطائف
7) قال الأستاذان عمر حافظ سليم سعيدة وصالح محمد أحمد حمد النفيعيان في كتابهما عن قبيلة النفيعات في الديار المصرية : " أما النفيعات فقد نزحت من الحمراء بالحجاز " وقالا : " ..... ولهم آثار بيت على مسيرة بضعة أميال من مكة المكرمة اسمه الدار الحمراء أو الحمراء " ( قبيلة النفيعات العدنانية ص 39 و37 ) .
قلت : الدار الحمراء اسم منطقة كما سبق بيانه وليست الدار هنا بمعنى البيت كما أن الدار الحمراء بعيدة عن مكة المكرمة فهي تقع على نحو 85 كم جنوب غرب الطائف .
8) ذكر الأستاذ سيد عبد الوهاب أن النفيعات نزحوا من الدار الحمراء جنوب الطائف
9) في ذكره لقبيلة النفيعات في بلاد الطور قال نعوم شقير : " ... فجاء الصوالحة والنفيعات من بر الحجاز واستولوا على البلاد واقتسموا منافعها بينهم على نحو ما كان عليه بنو واصل والحماضة " أ . هــ وقال في ذكر الصوالحة : " وفي تقاليد الصوالحة أنهم من قبيلة حرب الحجاز وقد رحلوا أولا آلي ضبا ثم آلي بلاد الطور فسكنوها آلي اليوم " أ . هــ وهذا يفيدنا أن قبيلتي النفيعات والصوالحة قد قدمتا من بلاد الحجاز واستقرتا لبعض الوقت في منطقة ضبا وضبا هذه تقع على نحو 300 كم آلي الجنوب من مدينة العقبة الواقعة على رأس خليج العقبة
قلت : مما سبق بيانه يتضح لنا أن قبيلة النفيعات كانت تقطن جنوبي بلاد الحجاز ومن ديارهم هناك فيما نقله الأستاذ عبد العاطي خضر النفيعي عمن تقدمه من النفيعات قبل نحو 60 عاما الدار الحمراء قرب مكة والدار الحمراء المشار إليها قرية من قرى بلاد الطائف وتقع إلى الجنوب الغربي من الطائف على نحو 85 كم .
2ــ جد قبيلة النفيعات
إن المحفوظ المتواتر عند قبيلة النفيعات في فلسطين والديار المصرية أن جد قبيلة النفيعات هو نافع بن مروان ونسبة إلى نافع عرفوا بالنفيعات وقد كانوا قديماً يعرفون بالنفعة و فيما يلي بيان ما ورد حول جد النفيعات :
1) حدثني الأخ الكريم حسن بن سعد بن صقر النفيعي فقال: جد قبيلة النفيعات هو نافع بن مروان وقال : سمعت ذلك من عماتي المسنات اللواتي أدركتهن .
2) حدثني الأخ الكريم محمود بن سعد بن صقر النفيعي فقال: كانت النساء قديما تغني بذكر جد النفيعات نافع بن مروان .
3) حدثني الأخ الكريم إسعاف بن علي السيد النفيعي فقال: سمعت من الأباء والأجداد أن جد النفيعات هو شبل بن نافع بن مروان .
4) حدثني الأخ الكريم منصور بن سعد بن نزال بن خليفة بن محمد بن حماد أبو طه من عشيرة الطواهية في عيرا ويرقا من بلاد السلط فقال: المحفوظ عندنا عن كبارنا ومنهم أبي سعد بن نزال وعمي موسى بن نزال وخالي صالح العبد الطواهية أن جد النفيعات هو نافع .
5) حدثني الأخ الكريم علي بن سعد بن نزال بن خليفة بن محمد بن حماد أبو طه فقال: المحفوظ عندنا عن كبارنا ومنهم أبي سعد بن نزال وعمي موسى بن نزال وخالي صالح العبد الطواهية : أن جد النفيعات هو نافع وهو ما سمعته من والدتي ونسبة إلى نافع سموا النفيعات .
6) حدثني الأخ الكريم محمود بن سعد بن صقر النفيعي فقال : جد النفيعات هو نافع بن مروان وقد سمعت الحاجة فاطمة بنت عبد الفتاح بن صقر النفيعية التي عاشت عند عمها عواد بن صقر النفيعي تقول أن جد النفيعات هو نافع بن مروان وهو ما سمعته من السيدة عليا بنت الحاج علي العبد الله النفيعي .
قلت : وقد حدثني الشيخ عبد الفتاح النفيعي فقال : الحاجة فاطمة هذه ولدت حوالي عام 1910م فيما ولدت السيدة عليا حوالي عام 1928 م .
7) حدثني الأخ الكريم الأستاذ حلمي بن أحمد بن الحاج علي العبد الله السرابي النفيعي فقال : جد قبيلة النفيعات حسب رواية الكبار هو نافع بن مروان
8) قال نعوم بك شقير فيما كتبه عام 1324 هـ 1906م في ذكره لقبيلة النفيعات في بلاد الطور : " هم ينتسبون إلى نافع بن مروان بطن من ثعلبة طي من نجد الحجاز " أ . هــ
9) نسبهم الأستاذ عبد العاطي خضر النفيعي من نفيعات الديار المصرية فيما كتبه عن النفيعات قبل 60 عاما إلى نافع بن مروان فقال : " تنتسب قبيلة النفيعات آلي نافع بن ثوران بن عوف بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء " أ . هــ
قلت : ثوران تصحيف مروان ونافع بن مروان ليس ابن عوف بن ثعلبة فليس في أولاد ثعلبة من يسمى بمروان الذي أعقب نافع جد قبيلة النفيعات والمستفاد مما ذكره الأستاذ عبدالعاطي خضر أن قبيلة النفيعات في الديار المصرية تنتسب آلي نافع بن مروان فلما وجد هذا الاسم في البيان والإعراب سلسل اسم نافع بن مروان إلى عوف بن ثعلبة مع أن هذا لم يرد فيما ذكره المقريزي
10) في ترجمته للشيخ محمد ألا حمدي الظواهري شيخ الأزهر وهو من قبيلة النفيعات نسب الأستاذ زكي مجاهد قبيلة النفيعات إلى نافع بن ثوران أ . هــ
قلت : ثوران تصحيف مروان وكان شيخ الأزهر هذا فيما حدثني النفيعات قد كلف أحد طلاب الأزهر من أبناء فلسطين لجمع معلومات له عن أقربائه النفيعات في فلسطين ، وقد أرسل بعض الكتب هدية لشيخ النفيعات في فلسطين الشيخ علي بن حسن السيد النفيعي .
11) قال الدكتور عمر حافظ سليم سعيدة والأستاذ صالح محمد أحمد حمد في ذكر نسب قبيلة النفيعات : " نسبهم الذي جاء في كتاب ألأم الموجود في دير سانت كاترين .... فقد جاء في كتاب ألأم ما معناه أن النفيعات يرجع نسبها آلي نافع بن مروان من الحجاز " أ . هــ
12) نقل الأستاذ محمد سليمان الطيب عن إحدى وثائق كتاب ألأم الموجود في دير سانت كاترين مؤرخة بتاريخ 18 / جمادى الأولى / 800هــ إن النفيعات ينحدرون من نافع بن مروان من ثعلبة طيء القحطانية وذكر أن جد السواعدة النفيعات هو سويعد بن نافع بن مروان . ٌقلت : والحق أن هذه الوثائق مزورة لا علاقة لها بكتاب ألأم إنما استمدت معلوماتها من بعض شيوخ إحدى قبائل بلاد الطور في جنوبي سيناء وهذه الوثائق لا قيمة لها إلا أنها تفيدنا أن نسب قبيلة النفيعات آلي نافع بن مروان لا زال محفوظا عند عربان بلاد الطور في جنوبي سيناء ورغم أن هذه الوثائق مختلقة وليس لها أساس يعتد به لأنها من تأليف بعض شيوخ إحدى قبائل جنوبي سيناء إلا أنه يستأنس بما ورد فيها كرواية موروثة لمزوريها أن لم تتعارض مع النصوص والروايات المحفوظة عند عربان بلاد الطور وما ورد في هذه الوثيقة يدل على أن نسب قبيلة النفيعات لا يزال معروفا عند عربان الطور ومنهم مزورو الوثائق التي نشرها الطيب
قلت : يتضح مما سبق بيانه صحة انتساب قبيلة النفيعات إلى جدها نافع بن مروان وان هذا هو المحفوظ عند قبيلة النفيعات في بلاد فلسطين وإخوانهم في الديار المصرية ولا بد من التنبيه إلى وهم وقع فيه بعض الرواة وهو أن النفيعات هم من ذرية عقبة بن نافع كما يتضح من الروايات التالية :
(1) حدثني الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر النفيعي فقال : جد النفيعات هو عقبة بن نافع ونسبة إلى جدهم نافع عرفوا بالنفيعات .
(2) حدثني الأخ الكريم يوسف بن نمر السيد النفيعي فقال : جد النفيعات هو عقبة بن نافع .
(3) حدثني الشيخ عبد الله بن مصطفى بن عبد الله بن سليمان بن رزق بن مرزوق السرابي النفيعي فقال : جد النفيعات هو عقبة بن نافع .
(4) حدثني الأخ الكريم جميل بن علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : كان كبار قبيلة النفيعات يقولون أن جد القبيلة هو عقبة بن نافع
قلت : وهذا الوهم وقع فيه أبناء عمهم بنو عقبة في بلاد بئر السبع فقد قال عارف العارف في ذكر بني عقبة في بلاد بئر السبع :" من بني عقبة من يعتقد انهم من نسل عقبة بن نافع القائد العربي المشهور " أ . هــ ووقع في هذا الوهم بعض أبناء عمومتهم من العمرو ، فقد حدثني الأخ الكريم عارف الروضان البد راني والبدارين فرع من العمرو فقال في ذكر البدارين : جدهم عقبة بن نافع . ورغم شذوذ الروايات التي نسبت قبيلة النفيعات إلى عقبة بن نافع بسبب تطابق اسم جد قبيلة النفيعات مع نافع أبي عقبة إلا أنها تفيد بنسبة القبيلة إلى جدها الأعلى نافع وسبب قولنا بشذوذ الروايات التي نسبت قبيلة النفيعات إلى عقبة بن نافع ينبني على أمرين هما :
(1) أن هذه الروايات تخالف الروايات الوثيقة المحفوظة بانتساب قبيلة النفيعات إلى جدها نافع بن مروان
(2) أن عقبة بن نافع وهو عقبة بن نافع الفهري القرشي أحد أبطال فتح أفريقيا قتل رحمه الله تعالى في أفريقيا سنة 63 هـ وذريته فيها وليست له ذرية في جزيرة العرب ففي ذكر أولاد عقبة بن نافع قال ابن حزم :" ولهم بأفريقيا عقب كثير " أ . هــ
قلت : والحاصل من هذا كله انه لا خلاف في انتساب قبيلة النفيعات إلى جدها نافع وهو نافع بن مروان حسبما تلقته القبيلة عن آبائها وأجدادها واقدم نص يتوفر لدينا حول النفيعات وجدهم نافع بن مروان يعود لعهد الحمداني (602-700 هـ) وفيما يلي النصوص المنقولة عنه حول ذلك :
(1) قال ابن فضل الله العمري (700-749 هـ) فيما نقله عن الحمداني في ذكر قبيلة درما أحد فرعي بني ثعلبة من طيء قال :" ومن درما : البقعة وسبل ولد نافع بن مروان والحنابلة وجدهم حسين والمراونة جدهم مروان " أ . هــ
قلت : البقعة تصحيف النفعة فذرية نافع يقال لهم نفعة أوله نون وليس بقعة أوله باء وسبل تصحيف شبل أوله شين معجمة وهذا النص يفيد أن النفعة وشبل من ذرية نافع بن مروان .
(2) قال القلقشندي (ت 821 هـ ) فيما نقله عن الحمداني في ذكر قبيلة زريق الفرع الآخر لبني ثعلبة قال :"…ومن أفخاذ منها : أشعب و البقعة وشبل والحنابلة و المراونة " أ . هــ
قلت هاهنا أمور هي :
1)أن هذا النص يخالف النص السابق والنصوص التالية بان النفعة وشبل من فروع درما حيث عدهم من بني زريق .
2)أن البقعة تصحيف النفعة .
3)أن مصدر هذه المعلومات هو الحمداني مما يعني أن التصحيف مصدره الحمداني .
(3) وقال القلقشندي :" البقعة بفتح الباء والقاف والعين المهملة بطن من ثعلبة طيء من القحطانية " أ . هــ
قلت : البقعة تصحيف النفعة ومصدر هذا التصحيف هو الحمداني الذي نسبهم إلى نافع بن مروان مما يصحح القول بتصحيف هذا الاسم من النفعة إلى البقعة وواحد النفعة نفعي ولدينا نص نفيس يوضح هذا التصحيف وهذا النص أورده ابن اياس الذي ذكر في أخبار وحوادث جمادى الآخرة سنة 916 هـ أن سلطان مصر المملوكي الملك ألا شرف أبو النصر قانصوه الغوري أمر بقتل أحد رجالات النفيعات و أبطالهم فقال :" وفيه ــ أي جمادى الآخرة سنة 916 هـ ــ رسم السلطان بشنق شخص من العربان المفسدين يقال له عمرو بن موسى النفعي من عربان ثعلبة وكان من شجعان العرب " أ . هــ
(4) وقال القلقشندي :" بنو شبل بطن من ثعلبة طي من القحطانية " وقال :" قال الحمداني : من ولد نافع بن مروان " أ . هــ
(5) قال المقريزي ( ت 854 هـ ) فيما نقله عن الحمداني : " ومن درما : البقعة وشبل من ولد نافع بن ثروان " أ . هــ
قلت البقعة تصحيف النفعة وثروان تصحيف مروان
(6) قال السويدي ( ت 1276 هـ ) فيما نقله عن القلقشندي في ذكر بني شبل انهم " من ولد نافع بن مروان " أ . هــ
قلت : مما سبق بيانه أمران هما :
1) أن النفعة وشبل هم ولد نافع بن مروان وانهم كانوا في عداد درما من ثعلبة طيء
2) أن اسم النفعة ورد مصحفا عند الحمداني رغم أن النسبة إلى نافع هي النفعة لا البقعة
وكانت قبيلة ثعلبة تنقسم من حيث الديار إلى قسمين هما :
1) ثعلبة الشام التي تقطن شمال شرق سيناء باتجاه بلاد غزة قال الحمداني : " أما ثعلبة الشام فمما يلي مصر إلى الخروبة " أ . هــ والخروبة في منتصف المسافة تقريباً بين العريش ورفح .
2) ثعلبة مصر التي تقطن شمال سيناء ابتداء من قطية في شمال غرب سيناء إلى ديار ثعلبة في بلاد غزة ، قال الحمداني :" منازل ثعلبة مصر ما فوق قطيا إلى جهة الشام " أ . هــ كما يقطنون بلاد الشرقية في مصر ، قال الحمداني : " وأما ثعلبة مصر فببلاد الحوف من الشرقية من الديار المصرية " وقال :" ونزلوا أطراف بلاد الشرقية " أ . هــ
3) وكان النفعة وبنو شبل يقطنون هذه الديار في بلاد الشام وسيناء والشرقية ، قال القلقشندي فيما نقله عن الحمداني في ذكر النفعة التي وردت عنده مصحفة إلى البقعة قال:" منازلهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام " وقال في ذكر بني شبل :" مساكنهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام " أ . هــ
قلت : وجود النفعة هؤلاء في عداد درما ثعلبة طيء لا يعني انهم منهم نسباً وذلك لما يلي :
1) أن النفعة (النفيعات ) يحفظون انتسابهم إلى جدهم نافع بن مروان رغم تفرق أقطارهم ذلك أننا وجدنا أن النفعة في عداد درما في بلاد غزة وسيناء و الشرقية ينتسبون إلى نافع بن مروان وكذلك وجدنا النفيعات في بلاد الطور ينتسبون إلى جدهم نافع بن مروان وهؤلاء النفيعات يقيمون في بلاد الطور منذ القرن الثامن للهجرة وربما قبله وقد قدموا إلى بلاد الطور من بلاد الحجاز ووجدنا النفيعات في بلاد فلسطين ينتسبون أيضا إلى جدهم نافع بن مروان و النفيعات هؤلاء كانوا يقطنون في شمالي الحجاز في القرن العاشر للهجرة السادس عشر للميلاد وما قبله ثم انتقلوا إلى العقبة فبلاد الكرك فالبلقاء ثم إلى فلسطين في حوالي منتصف القرن الثامن عشر للميلاد ولا بد من ملاحظة أن نفيعات بلاد الطور وفلسطين لم يكونوا في عداد درما يوما ما بل لم يكن لدرما أي وجود في بلاد الطور أو شمالي الحجاز حيث كان يقطن النفيعات وهذا يعني أن نفيعات بلاد غزة هم وحدهم الذين حالفوا درما من ثعلبة طيء مع احتفاظهم بانتسابهم إلى جدهم نافع بن مروان .
2) أن فروع درما من ثعلبة طي التي ذكرها الحمداني هي :
1) بنو سلامة : وهم بنو سلامة بن درما
2) بنو الأحمر : وهم بنوالاحمر بن درما
3) بنو عمرو : وهم بنو عمرو بن درما
4) بنو قصير : وهم بنو قصير بن درما
5) بنوالاوس : وهم بنوالاوس بن درما
6) الحيانيون : وهم بنو حيان بن درما
7) الجواهرة : ومنهم آل غياث
8) الحنابلة : وجدهم اسمه حسين
9) المراونة : وجدهم اسمه مروان
10)النفعة وشبل : وهم ولد نافع بن مروان
ونلاحظ أن الفروع الستة الأولى متصلة النسب بدرما بخلاف بقية الفروع مما يعني أنها قد لا تكون من درما نسبا ومما يؤكد هذا فيما يخص النفعة وبني شبل أن الحمداني نسبهم إلى نافع بن مروان وهو الجد الذي ينتسب إليه النفيعات الذين ليسوا في عداد درما أو قومهم ثعلبة طيء ويقطنون دياراً لا وجود لدرما وقومهم ثعلبة فيها كبلاد الطور وشمالي الحجاز ومما يدل على صحة هذا نص نفيس جداً للحمداني قال فيه :"..... وأما ثعلبة مصر والشام فمن طيء وفي كل من خندف وقيس ويمن ومراد " أ . هــ مما يدل على أن بعض فروع درما المحالفة لها يعود بنسبه إلى خندف وقيس من العدنانية والى يمن ومراد من القحطانية وقد كانت قبيلة درما وقومهم ثعلبة يقيمون في بلاد غزة خلال القرن السادس للهجرة وما قبله قال الجواني (525ــ 588 هـ ) : " ثعلبة طائفة من العربان المجاورين للداروم من الشام وهم بطنان : درما وزريق" أ . هــ و الداروم تعرف اليوم بدير البلح وتقع جنوب غزة باتجاه رفح ، فلما حل النفعة وبنو شبل بمنطقة ديار ثعلبة حالفوا درما ودخلوا فيهم فيما حالف إخوانهم في بلاد الحجاز قبيلة بني عقبة وحالف إخوانهم في بلاد الطور قبيلة العليقات مع انتساب الجميع إلى جد واحد وهو نافع بن مروان رغم تفرق أوطانهم وتباعد ديارهم .
3ــ النفيعات في الديار المصرية
إن أقدم نص يتوفر لدينا حول قبيلة النفيعات في الديار المصرية هو ما ذكره الحمداني ( 602 ــ 700هــ ) الذي ذكر جد قبيلة النفيعات نافع بن مروان وذكر النفيعات باسم النفعة غير أن الاسم تحرف الى البقعة أوله باء معجمة من تحت قال القلقشندي : " البقعة : بفتح الباء والقاف والعين المهملة : بطن من ثعلبة طي من القحطانية " قال : " ومنازلهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام " أ . هــ وقال في ذكر أحد فروع النفيعات وهم بنو شبل : " بنو شبل : بطن من ثعلبة طي من القحطانية مساكنهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام قال الحمداني : من ولد نافع بن مروان " أ . هــ وقال ابن فضل الله العمري : " البقعة وسبل ولد نافع بن قروان " أ . هــ
قلت : سبل تصحيف شبل والبقعة تصحيف النفعة وقروان تصحيف مروان . وقال المقريزي : " البقعة وشبل من ولد نافع بن ثروان " أ . هــ قلت : ثروان تصحيف مروان . وقال السويدي : " بنو شبل بطن من ثعلبة طي " قال : " قال الحمداني : وهم ولد نافع بن مروان " أ . هــ وقال المغيري : " بنو البقعة بطن من ثعلبة طيء " أ . هــ وقال : " وبنو شبل بطن من طيء ولآل الحمداني هم من ولد نافع بن مروان الطائي " أ . هــ ونقل هذا النص بحرفه سمير القطب
قلت : نص الحمداني على أن البقعة وشبل هم ولد نافع بن مروان ومن المعلوم بداهة أن النسبة آلي نافع هي نفعة لا بقعة أي أن نص الحمداني مصحف وهذا وارد في كثير من كتب المتقدمين وصواب نصه : " النفعة وشبل ولد نافع بن مروان "
وخلاصة ما سبق بيانه وتحقيقه يتبين لنا أن النفعة وبنو شبل هم بنو نافع بن مروان وانهم كانوا يقطنون شمالي سيناء والشرقية من الديار المصرية قبل عهد الحمداني ( 602 ــ 700هــ ) وكان نزولهم الديار المصرية في شمالي سيناء والشرقية بعد عام 583هــ عند ارتحال قبيلة ثعلبة آلي الديار المصرية وكان نزول قبائل ثعلبة ومنها قبيلة النفعة وبنو شبل في شمالي سيناء والشرقية بعد عام 583هـ قال الحمداني : " لما فتح السلطان صلاح الدين الأيوبي جاءت ثعلبة وبعض جرم إلى مصر وبقيت بقايا جرم مكانها " أ . هــ وقال القلقشندي : " ذكر الحمداني أن السلطان صلاح الدين لما فتح البلاد جاءت طائفة من جرم آلي مصر مع ثعلبة وبقيت بقايا جرم مكانها ببلاد غزة " أ . هــ وقد استقرت ثعلبة في بلاد الحوف من الشرقية قال الحمداني في ذكر جذام عرب الحوف : " من اقطاعهم هربيط وتل بسطة ونوب وأم رماد وغير ذلك وجميع إقطاع ثعلبة كان في مناشير جذام من زمن عمرو بن العاص وانما وسع السلطان صلاح الدين لثعلبة في بلاد جذام ولذلك كانت فاقوس وما حولها لهلبا سويد " أ . هــ وقال : " نزلوا أطراف بلاد الشرقية " (صبح الأعشى ج1 ص323 ) وقال المقريزي ( ت 845هــ ) : " لما فتح السلطان صلاح الدين بن يوسف بن أيوب بلاد غزة وأعادها الله من أيدي الفرنج إلى المسلمين جاءت ثعلبة وطائفة من جرم آلي مصر وبقيت بقايا جرم مكانها " أ . هــ وقال : " وكان إقطاع ثعلبة جميعه في مناشير جذام وانما السلطان صلاح الدين وسع لثعلبة في بلاد جذام وكذلك كانت فاقوس وما حولها لهلبا سويد " أ . هــ
قلت : هذا منقول بحرفه عن الحمداني وقال الدكتور عبد المجيد عابدين : " كانت في جيش صلاح الدين عشائر من العرب تحالفت لقتال الإفرنج وكان لقبائل طيء التي لمع اسمها في أيام الفاطميين فضل كبير في محاربة الصليبيين فأراد صلاح الدين أن يكافئهم فنقل منهم جرما وثعلبة آلي الحوف الشرقي وأسكنهم مساحات واسعة في أرض جذام في الجانب الشمالي الشرقي من الحوف وانحسر الجذاميون عن هذا الجانب " أ . هــ وكان فتح السلطان صلاح الدين الأيوبي لبلاد غزة قد تم في سنة 583هــ على ما ذكره المؤرخون ومنهم ابن الأثير في تاريخه في حوادث 583هــ
قلت : وهذا يعني أن قبائل ثعلبة ومنها قبيلة النفعة وبنو شبل قد استوطنت منطقة الحوف من بلاد الشرقية في أواخر القرن السادس للهجرة بعد سنة 583هــ وهذا يعني أن النفعة ــ أي النفيعات ــ وهم بنو نافع بن مروان ومنهم بنو شبل كانوا من قبائل الشرقية وشمالي سيناء بامتداد إلى بلاد غزة وهذا ما ذكره القلقشندي في ذكره لبني شبل والنفعة كما مر بيانه حيث ذكر أن مساكنهم مع قومهم ثعلبة بمصر والشام .
قلت : ومما سبق بيانه وتحقيقه يتبين لنا أن قبيلة النفعة التي استوطنت شمالي سيناء وبلاد الشرقية بعد سنة 583هــ بأمر من السلطان صلاح الدين ألأيوبي ظلت طوال القرون السابع والثامن والتاسع تقطن هذه الديار كما أورده ابن فضل الله العمري والقلقشندي والمقريزي ثم ورد لهم خبر في أوائل القرن العاشر للهجرة فقد أورد ابن اياس في ذكره لحوادث جمادى الأولى سنة 916هــ الموافقة لعام 1510م أن سلطان مصر المملوكي الملك فلأشرف أبو النصر قانصوه الغوري أمر بإعدام أحد رجالات النفعة وأبطالهم قال : " وفيه ــ أي جمادى الآخرة ــ رسم السلطان بشنق شخص من العربان المفسدين يقال له عمرو بن موسى النفعي من عربان ثعلبة وكان من شجعان العرب " أ . هــ
قلت : وهذا النص النفيس جدا يفيدنا بأمرين هامين للغاية هما :
1ــ صحة ما حققناه آنفا بأن البقعة تصحيف للنفعة نسبة إلى نافع بن مروان
2ــ أن قبيلة النفعة كانت في ذلك الوقت من القبائل ذات الشوكة في بلاد الشرقية من الديار المصرية
وقد ذكر الجزيري ( 911 ــ نحو 977هــ 1505 ــ 1569 / 1570 ) قبيلة النفعة في الديار المصرية في القرن العاشر ومما يؤسف له أن كثيرا من أسماء القبائل وفروعها قد نالها تصحيف شنيع في كتاب الجزيري قال أستاذنا الشيخ العلامة حمد الجاسر رحمه الله تعالى رحمة واسعة : " أسماء أفخاذ العشائر ( البدنات ) وردت في المخطوطات ــ يعني مخطوطات كتاب الجزيري ــ بصور كثيرة الاختلاف لم أهتد إلى وجه الصواب فيها ولم أر إكثار الحواشي بإيراد تلك الصور " أ . هــ
قلت : ومن هذه التصحيفات الشنيعة
1ــ قال الجزيري : " عربان الطور الذين هم الصوالحة والقليعات " أ . هــ والصحيح : الصوالحة والعليقات فالقليعات تصحيف شنيع للعليقات وقد ذكر الجزيري اسم العليقات صحيحا في مواضع أخرى من كتابه
2ــ أن اسم قبيلة النعام وهي قبيلة معروفة آلي يومنا هذا ورد هكذا : النيعام وفي إحدى النسخ ورد هكذا : التنعام
هذا غيض من فيض ومن القبائل التي نال اسمها التصحيف الشنيع قبيلة التفعة فقد ورد اسمها في صور عديدة هي :
1ــ النقعة ( ن ، ق ، ع )
2ــ التفعة ( ت ، ف ، ع )
3ــ القفعة ( ق ، ف ، ع )
4ــ الفقعة ( ف ، ق ، ‘ع )
5ــ النفعة ( ن ، ف ، ع )
ومما نلاحظه في صور التصحيف آنفة الذكر ــ أن أول الاسم بعد أل التعريف وهو حرف النون ورد مرتين في الصور الخمسة ــ أن تصحيف النون إلى تاء وارد جدا في كثير من الكتب ــ أن الحرف الثاني بعد أل التعريف وهو حرف الفاء ورد مرتين في الصور الأربعة أن تصحيف الفاء آلي قاف وارد جدا في كثير من الكتب ومن هذا كله يتضح لنا أن هذه الصور تصحيفات لاسم النفعة الذي أورده الجزيري برسمه الصحيح في أحد المواضع وقد جاء الاسم صحيحا في موضعين من كتاب الجزيري في النسخة التي حققها الأستاذ محمد محمد حسن
قلت : ومما أبتلي به كتاب الجزيري أنه لم يحظ بمراجعة المؤلف لكتابه وتحقيق ما فيه ومن ذلك أننا نجده تارة يذكر قبيلتين دونما فاصل فيظنهما من لا يحقق النظر قبيلة واحدة أو بدنة من القبيلة التي ذكرت معها دون فاصل وهذا ما حدث مع قبيلة النفعة التي وجدنا اسمها في بعض النصوص قرنت ببني شاكر دونما فاصل بينهما وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ قال الجزيري : " عربان الشرق بألأطفيحية وهم : النيعام وبنو شاكر النفعة " أ . هــ
2ــ وقال : " طوائف من النيعام وبني شاكر النقعة " أ . هــ
3ــ وقال : " .... كالسعادنة ، وبني شاكر ، القفعة ) أ . هــ
ولا ندري أألفاصلة موجودة في أصل الكتاب أم أنها من وضع المحقق الشيخ حمد الجاسر رحمه الله تعالى
4ــ وقال : " ... فمنه بنو شاكر القفعة " أ . هــ
قلت : والصحيح أن بني شاكر والنفعة قبيلتان متغايرتان ومما يدل على هذا الأدلة التالية :
1ــ أن الجزيري فرق بين بني شاكر والنفعة في ذكره لبعض القبائل فقد قال : " ... بني واصل وبني عطية وبني شاكر الحجر والفقعة " أ . هــ
2ــ أن الجزيري ذكر بدنات بني شاكر على حدة ولم يذكر من بينها النفعة ثم ذكر بدنات النفعة على حدة أيضا ولم يربط بينها وبين بني شاكر فقد قال في ذكر بني شاكر : " بنو شاكر الحجر وهم : بنو مرشد والموازنة والقرارين " أ . هــ وقال في ذكر القفعة ــ أي النفعة ــ : " وهم بدنات منهم : الزيادات والعبيات وألأحيماد والطليحات والشنجرة والمساعيد والمهانية والعطيات " أ . هــ
3ــ أن الجزيري بين مقدار ما تحمله كل قبيلة من القبيلتين في موسم الحج المصري فقال في ذكر بني شاكر الحجر : " وكانوا يحملون من السبعين فما فوقها آلي أن كان بينهم شرور وفتن في سنة اثنتين وأربعين " أ . هــ يعني سنة 942هــ وقال : " وعليهم آلي ألآن قليل من كثير وهو عشرة أحمال آلي ما دونها في حمل البحر وفي حمل البر آلي عقبة أيله خمسة أحمال " أ . هــ وقال في ذكر أحمال قبيلة النفعة : " ونهاية محملهم أربعون " أ . هــ
4ــ أن بني شاكر يعرفون ببني شاكر الحجر كما نص عليه الجزيري كما في نصه آنف الذكر وقال الجزيري: " كانوا أيضا أصحاب درك مناخ عقبة أيله " أ . هــ وقال" وكان دركه لطائفة من بني شاكر الحجر يدعون بأولاد راشد ويقال لهم المراشدة " أ . هــ وقال : " واستمروا على ذلك آلي نيف وأربعين وتسعمائة " أ . هــ وكانوا يتلقون عن ذلك الدرك مبلغا كبيرا قال الجزيري : " ما كان لبني شاكر من ديوان السلطنة وهو من الفضة ثمانمائة وخمس عشرة نصفا " أ . هــ هذا غير الجوخ المخيوط والشاشات والملاليط
قلت : ويفيدنا نص الجزيري حول قبيلة النفعة أنها كانت تقطن بلاد ألأطفيحية هي وقبيلتي النعام وبني شاكر أ . هــ وقد ذكر أن النفعة يشاركون في الحمل إلى عقبة أيله فقط أ . هــ . وبهذا يتبين لنا أن قبيلة النفعة نزلت الديار المصرية في شمالي سيناء والشرقية بعد عام 583هــ 1187م وقد أخذوا بالانتشار في منطقة الاطفيحية كما أتضح من نص الجزيري وكانوا من القبائل ذات الشوكة والعدد والعدة لذلك وجدناهم من بين القبائل المشاركة في نقل أحمال قافلة الحج المصري
4ــ صلات النسب مع القبائل الأخرى
يرتبط النفيعات بصلات نسب وقربى مع عدة قبائل في شمالي الحجاز والأردن وشرقي فلسطين ووسطها و جنوبها وفي سيناء والشرقية في الديار المصرية أما الذين يقطنون في سيناء والشرقية فلا يزالون يحملون اسم النفيعات إلى يومنا هذا وأما القبائل الأخرى فهي قبائل المساعيد و العمرو و المحفوظ أن هذه القبائل هاجرت من ديارها الأصلية في بلاد اليمن ومن هذه الديار زندع ووادي الليث والدار الحمراء وكلها من مواضع جنوبي الحجاز هاجرت منها شمالاً مروراً بمنطقة المدينة المنورة واستقروا في شمالي الحجاز ثم قرروا الإرتحال إلى بلاد غزة في فلسطين فحدثت لهم أثناء ارتحالهم فتنة أدت إلى انقسامهم على بعضهم البعض بعد واقعة مشهورة عرفت بواقعة المطيرية في موضع عين الحصب في شمال غرب وادي عربة فذهب قسم منهم إلى بلاد غزة وعاد الآخرون إلى شمالي الحجاز وبعد استقرار طويل في شمالي الحجاز اخذ هؤلاء بالانسياح شمالاً باتجاه بلاد معان والطفيلة و الكرك ومادبا في جنوبي الأردن وكان ذلك في القرن الحادي عشر للهجرة بعد أن وقعت بينهم وقائع وفتن أدت إلى هجرة قسم كبير جدا من العمرو إلى بلاد الطفيلة و الكرك ثم هجرة المساعيد والنفيعات من بلاد الكرك ونواحيها شمالاً إلى بلاد البلقاء ثم إلى غور الأردن حيث انتشروا في أنحاء مختلفة في فلسطين وظل أمراء المساعيد في غور الفارعة الذي عرف بغور المساعيد وفارعة المسعودي فيما سارت فروع من المساعيد إلى أنحاء عدة في فلسطين ولاسيما إلى قريتي كفر الديك ودير بلوط وغيرهما وسار النفيعات إلى بلاد الساحل واستقروا في المنطقة الواقعة إلى الغرب من الخضيرة في قضاء حيفا وفيما يلي بيان صلة النسب بين هذه القبائل في روايات قبيلة النفيعات :
أولاً: صلة النسب مع قبيلة المساعيد :-
المحفوظ عند قبيلة النفيعات أن النفيعات والمساعيد قبيلة واحدة انقسمت على نفسها فقسم منها استقر في غور الأردن وهم المساعيد والقسم الأخر سار غربا باتجاه الساحل جنوب حيفا وهم النفيعات وفيما يلي روايات النفيعات حول ذلك:
(1) حدثني الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر النفيعي فقال: والمحفوظ عندنا أن المسعودي من النفيعات وقال : وعلى اثر طرد اليهود لقبيلة النفيعات من بلادهم انتقل بعضهم إلى بلدة برقة فأرسل إليهم الأمير أبو محمد علان الضامن المسعودي للقدوم إلى بلاد المساعيد في فارعة المسعودي للا قامة عندهم حيث سيتم منحهم أرضا للا قامة فيها وزراعتها فلبى دعوة الأمير علان الضامن كل من جميل بن علي بن عبد الله بن سليمان بن مرزوق بن رزق السرابي النفيعي وشقيقه محمود حيث استقرا عند قبيلة المساعيد بضع سنين انتقلا بعدها إلى الكويت أما بقية قبيلة النفيعات فقد فضلوا البقاء في برقة . انتهى حديث الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر النفيعي .
) حدثني الأخ الكريم محمود بن سعد بن صقر النفيعي فقال : حينما سارت قبيلة النفيعات إلى بلاد حيفا تخلف أحد الاخوة في غور المسعودي وهو جد المساعيد وكان الاخوة ثلاثة مروا بمنطقة العقبة ثم تفرقوا إلى ثلاثة جهات كما يلي :
1) فقد توجه أحدهم إلى مصر 2) واستقرالثاني في غور الأردن 3) أما الثالث فقد اتجه إلى بلاد حيفا.
3) حدثني الأخ الكريم حسن بن سعد بن صقر النفيعي فقال : جاءت قبيلة النفيعات من الجزيرة العربية وقد توجه قسم منهم إلى سيناء وتوجه قسم إلى فلسطين ويقال أن آل الضامن جزء من القبيلة .
قلت : آل الضامن هم بنو الأمير ضامن بن بركات المسعودي
4) حدثني الأخ الكريم خميس الحاج سعد الصقر النفيعي فقال : قدمت قبيلة النفيعات من الجزيرة العربية فذهب بعضهم إلى مصر وسار أحدهم إلى حيفا وبقي الثالث وهو الأمير المسعودي في الغور وأثناء حرب عام 1948 م هاجرنا إلى طولكرم فأرسل إلينا المساعيد يعرضون علينا النزول عندهم في ديارهم في الغور ورحبوا بإقامتنا معهم إلا أننا بقينا في طولكرم .
5) حدثني الشيخ فواز بن نمر السيد النفيعي فقال : جاءت القبيلة من الجزيرة العربية إلى العقبة ثم انتقلوا إلى منطقة بني حميدة فاستقروا هناك لبعض الوقت غبر أن السرقات التي كان يقوم بها بعض العربان لأنعام النفيعات أدت بهم إلى الارتحال من تلك المنطقة وقد دلهم رجل حميدي على بلاد الساحل فلقب فيما بعد بالدليلي وقد ساروا مرتحلين وعبروا نهر الأردن وهناك اختلفوا فيما بينهم بسبب فتاة فانفصلوا عن بعضهم البعض حيث ظل ابن عمهم المسعودي في الجفتلك فيما سار النفيعات إلى بلاد الساحل وقد كان المساعيد يتزاورون معنا وكانوا يقولون لنا انتم أبناء عمنا وبعد حرب عام 1948م وعلى اثر هجرة النفيعات من بلادهم إلى بعض أنحاء فلسطين سار بعض النفيعات إلى بلاد أبناء عمهم المساعيد وكان حوالي عام 1951م وممن استقر هناك جميل وأخوه محمود ابنا علي بن عبدالله بن سليمان السرابي النفيعي وكان معهم صهرهم إبراهيم المحمد السعايدة وفهيم إبراهيم الحاجبي وعلي السعد الدللة وأولاده وقد توفي علي السعد الدللة هناك عام 1953م وممن استقر عند المساعيد أيضا محمد ناصر الخولة .
6) حدثني الأخ الكريم إسعاف بن علي السيد النفيعي فقال : قدمت قبيلة النفيعات من الطائف ونزلت في العقبة ثم ارتحلوا ونزلوا على بني حميدة فدلهم أحد بني حميدة على منطقة الخضيرة على الساحل وقد سار قسم من النفيعات من العقبة إلى سيناء ومن النفيعات المساعيد وقد انفصلوا عنهم بسبب نزاع بين الشيخ عامر جد النفيعات وأخوه الشيخ عمار جد المساعيد فظل المساعيد في الغور وسار النفيعات وحدهم إلى منطقة الخضيرة
7) حدثني الشيخ فارس بن علي السيد النفيعي شيخ قبيلة النفيعات في الأردن فقال: هاجر النفيعات حسب مرويات أجدادنا من مكة المكرمة و الطائف شمالاً إلى نواحي المدينة المنورة ثم إلى تبوك فالعقبة حيث انقسموا إلى قسمين اتجه أحدهما إلى سيناء واتجه الآخر إلى ديار بني حميدة فدلهم رجل من بني حميدة على الطريق إلى بلاد فلسطين وقد كان جدا القبيلة رجلان أحدهما طويل والآخر قصير وقد دب الخلاف بينهما بسبب امرأة فافترقا فظل أحدهما في الغور ومن أعقابه آل الضامن وسار الآخر إلى حيفا وهو جد النفيعات، وقال : إن كبار السن يقولون إن النفيعات و الضامن فرعان من المساعيد استقر الضامن في الفارعة وواصل النفيعات رحلتهم إلى حيفا ، وقال : عندما اختلف جدانا الطويل و القصير بسبب الفتاة افترقا فظل مساعيد الضامن في الغور وأرتحل جدنا إلى حيفا وجدنا وجد الضامن أخوان
8) حدثني الأخ الكريم يوسف بن نمر السيد النفيعي فقال : أجداد القبيلة ثلاثة سار أحدهم إلى حيفا وسار الثاني إلى سيناء وظل الثالث غرب الشريعة يعني نهر الأردن
9) حدثني الأخ الكريم محمد بن سعد الصقر النفيعي فقال : قدمت قبيلة النفيعات إلى منطقة مادبا ومن هناك سار معهم الدليلي ودلهم على المنطقة التي استقروا فيها في بلاد حيفا وقد ظل بعضهم في الغور وهم آل الضامن جماعة الأمير علان وذهب آخرون إلى مصر وفي أعقاب حرب عام 1948م عرض آل الضامن على النفيعات أن يقيموا عندهم في الغور غير انهم لم يقيموا في الغور .
10) حدثني الشيخ عبد الله بن مصطفى بن عبد الله بن سليمان السرابي النفيعي المولود عام 1912م وهو اكبر قبيلة النفيعات سنا ويقيم في فلسطين فقال : أجداد القبيلة ثلاثة رجال وهم جد النفيعات الذين استقروا في منطقة عرب النفيعات والمسعودي الذي استقر في الغور وجد ثالث اتجه إلى مصر وقد كان النفيعات والمساعيد جماعة الأمير علان يتزاورون لأنهم أبناء عمومة يجمعهم جد واحد .
11) حدثني الدكتور لطفي بن محمد الحاج علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : سمعت كبار السن من قبيلة النفيعات يقولون : المساعيد أبناء عمنا قال : وكانت هناك زيارات بين قبيلتي النفيعات والمساعيد وقد ظل المساعيد في الغور و منهم الضامن فيما سار القسم الآخر و هم النفيعات إلى بلاد الساحل .
حدثني الأخ الكريم جميل بن علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : جاء النفيعات من الجزيرة العربية وقد افترقوا إلى فريقين فريق ظل في بلاد الغور وفريق سار إلى بلاد حيفا. وفي حوالي عام 1950م ذهبت أنا وأخي محمود آلي المساعيد وبقينا عندهم نحو سنتين وكان الأمير علان الضامن يقول لنا النفيعات أبناء عمنا وكذلك قال ولداه الأمير محمد بن علان والأمير محمود بن علان
12) حدثني الأخ الكريم حسين بن علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : جاءت قبيلة النفيعات من الجزيرة العربية وحينما وصلت القبيلة آلي الغور بقي أحد الأخوة هناك وهو جد المساعيد وكان الأمير محمد علان الضامن يقول للنفيعات أنتم أبناء عمنا قال : وكان مع النفيعات دليل يدلهم على البلاد .
13) حدثني الأخ الكريم الأستاذ حلمي بن أحمد بن الحاج علي العبد الله السرابي النفيعي فقال : حسب روايات الكبار فان قبيلة المساعيد أبناء عمنا
15) جاء في بحث صادر عن ديوان عشائر النفيعات في بيادر وادي السير في عمان في الأردن ما نصه :" قدم الأجداد من شمال الحجاز إلى العقبة ومن ثم إلى بني حميدة قرب مادبا حيث حلوا ضيوفاً عليهم مدة من الزمن و دلوهم على الطريق إلى فلسطين عبر نهر الأردن وسمي هؤلاء فيما بعد الدللة من دليل وبقوا عندنا حتى الوقت الحاضر وبعد عبورهم نهر الأردن بقي قسم منهم في الغور من فلسطين وسموا الضامن ولا زالوا هناك حتى وقتنا الحاضر وقسم آخر توجه إلى جنوب فلسطين ( بئر السبع ) ومن ثم إلى سيناء فمصر أما جدنا النفيعي فتوجه غربا صوب الساحل الفلسطيني " 1.ﻫ
قلت : تفيدنا روايات النفيعات بان النفيعات والمساعيد نزلوا بلاد مادبا على قبيلة بني حميدة قبل أن يسيروا إلى بلاد فلسطين وقد حدثني صديقي الأستاذ فايز أبو فردة فقال : حينما وقعت الحرب بين المساعيد والعمرو في بلاد الكرك دارت الدائرة على المساعيد فارتحلوا إلى منطقة مادبا فنزلوا على أبو قاعود من شيوخ بني حميدة ثم نزلوا على أبو الغنم شيخ البلقاوية قبل أن يرتحلوا إلى غور الأردن . قلت : ومن آثار قبيلة النفيعات في بلاد مادبا منطقة النفيعية قرب ماعين إلى الجنوب من مادبا وقد ذكرها الرحالة الفرنسي لويس موسل وكانت لأبو الغنم وعشيرته أراض ومنازل في منطقة ماعين وقد حدثني الصديق الفاضل الدكتور نوفان رجا السوارية فقال : النفيعية في الجانب الجنوبي من منطقة ماعين وهي من منازل قبيلة العوازم قال : وكانت عشيرتنا السوارية تنزل فيها .وقد حدثني الأخ الكريم ياسين بن عبد الحافظ النجادا من قبيلة العوازم فقال : النفيعية ارض زراعية ومجموعة أودية كانت تستخدم مشاتي لعربان البادية وتقع إلى الجنوب الغربي من ماعين على نحو 3 الى 4 كم وتقدر مساحة حوض النفيعية بنحو 500 الى 1000 دونم .
قلت : والحاصل مما سبق بيانه أن النفيعات والمساعيد كانوا قبيلة واحدة إلى أن نزلوا إلى غور الأردن حيث استقر المساعيد في الفارعة آلتي عرفت بفارعة المسعودي وانفصل عنهم النفيعات الذين ساروا إلى نواحي منطقة الخضيرة على الساحل الفلسطيني في قضاء حيفا وقد كان قدماء القبيلتين من الأمراء و الشيوخ يحافظون على صلة النسب فيما بينهم بالتواصل و التزاور حتى عهد قريب أما قصة الخلاف بسبب الفتاة فهي قصة المطيرية التي وقعت الحرب بسببها بين العمرو و المساعيد كما سبق ذكره .
قلت : يتبين لنا مما سبق تحقيقه ثلاثة أمور أساسية هي :
1 ــ أن قبيلة النفيعات هم النفعة وان جدهم هو نافع بن مروان
2 ــ أن قبيلتي النفيعات ( النفعة ) والمساعيد كانتا قبيلة واحدة ثم انفصلتا عن بعضهما البعض
3 ــ أن الديار القديمة لقبيلتي النفيعات والمساعيد هي في الدار الحمراء من بلاد الطائف ووادي الليث من بلاد اليمن
ثانيا ً : صلة النسب مع قبيلة العمرو :-
المحفوظ عند قبيلة النفيعات أن بني عقبة في بلاد بئر السبع أبناء عمومتهم وانهم يجمعهم بهم نسب واحد وفيما يلي بعض روايات النفيعات حول ذلك :
1) حدثني الشيخ عبد الفتاح بن عواد بن صقر النفيعي فقال: كان الاسم القديم للنفيعات هو بنو عقبة وكان يقال لهم العقابنة نسبة إلى بني عقبة ، قال : والصلة بيننا وبين بني عقبة في بلاد بئر السبع ثابتة فالأصل واحد وقد كان شيخهم الشيخ إبراهيم العقبي يزورنا هو وقومه في بلادنا وكنا نزورهم وقد قال كبارنا : انه كانت بين النفيعات وبني عقبة صلة قديمة ، قال : وكانت نخوة النفيعات في الشدائد : بني عقبة وكان الشيخ إبراهيم العقبي وقومه يزوروننا وكان يأتي وينزل عند أبي واذكر انه زارنا وحل ضيفا ً على أبي وكان ذلك حوالي عام 1936م أو 1937 م وممن زار بني عقبة في مضاربهم من شيوخ النفيعات :
1) الشيخ عواد الصقر النفيعي وهو عواد بن صقر بن سليمان بن مرزوق بن رزق السراب النفيعي
2) الشيخ حسن السيد النفيعي وهو حسن بن سيد بن سليمان بن مرزوق بن رزق السراب النفيعي
3) الشيخ مصطفى العبد الله النفيعي وهو مصطفى بن عبد الله بن سليمان بن مرزوق بن رزق السراب النفيعي
2) حدثني الأخ الكريم يوسف بن نمر السيد النفيعي فقال : للنفيعات صلة تربطهم ببني عقبة
3) حدثني الأخ الكريم محمود بن سعد الصقر النفيعي فقال : أدركت عن كبار السن أن لنا صلة ببني عقبة
4) حدثني الشيخ فواز بن نمر السيد النفيعي فقال : أجداد القبيلة ثلاثة المسعودي الذي استقر في الجفتلك والعقبي الذي استقر في بلاد بئر السبع و النفيعي الذي ذهب إلى بلاد الساحل وقد كان الشيخ إبراهيم العقبي يزور قبيلتنا وقد حضرت زيارته للنفيعات في ديارهم مرتين أو ثلاثة وكان يأتي مع أقاربه على خيولهم وكان الشيخ إبراهيم العقبي يزور آل أبو زميرو في قلنسوة وقد التقى في احدى زياراته لآل أبو زميرو بأخي الشيخ فوزي بن نمر السيد النفيعي الذي كان يزور آل أبو زميرو وآل أبو زميرو من أقربائنا وقد كان قدماؤنا يقولون النفيعات من بني عقبة ومما كانت النساء تتغنى به قولهن :
بني عقبة بيض الله ثناكم . والمقصود ببني عقبة هنا هو النفيعات وقد كانت نخوة النفيعات هي : بني عقبة .
5) حدثني الشيخ فارس بن علي السيد النفيعي فقال : تربط النفيعات ببني عقبة صلة قربى وكانت هناك زيارات متبادلة فيما بيننا وبينهم وقد حدثنا آباؤنا عن علاقة القربى بيننا وبينهم
6) حدثني الأخ الكريم إسعاف بن علي السيد النفيعي فقال : بنو عقبة في بئر السبع أقرباؤنا وقد كانوا يزوروننا
7) حدثني الشيخ عبد الله بن مصطفى بن عبد الله السرابي النفيعي فقال : كان النفيعات يسمون العقابنة
8) حدثني الدكتور لطفي بن محمد بن الحاج علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : حدثني والدي وسمعت غيره من كبار قبيلة النفيعات في مجالسهم انه كان يقال للنفيعات : العقابنة .
9) حدثني الأخ الكريم رزق بن علي بن حسن السيد السرابي النفيعي فقال : سمعت والدي يقول : النفيعات عقبية وجدهم هو عقبة بن نافع .
10) حدثني الأخ الكريم جميل بن علي بن عبدالله السرابي النفيعي فقال : الشائع عندنا أن جد قبيلة النفيعات هو عقبة بن نافع وكان كبارنا يقولون أن جد النفيعات هو عقبة بن نافع وكان النفيعات يعرفون باسم العقابنة .
9) حدثني الأخ الكريم الأستاذ فايز أبو فردة فقال : حدثني عبد الفتاح بن حسين أبو حميدان النفيعي المولود عام 1915م أو عام 1920م فقال : كان الناس يقولون للنفيعات بني عقبة
قلت : والحاصل من هذا كله أن صلة النسب بين النفيعات وبني عقبة في بلاد بئر السبع ثابتة محفوظة عند الفريقين تؤكدها الزيارات المتبادلة فيما بينهم ومما يؤكد ذلك ويدل عليه أدلة عدة وهي :
1) ذكر لويس موسل في حديثه عن تاريخ قبيلة العمرو في بلاد الكرك عند نزولهم إليها إن من شيوخهم ابن سراب وكان رئيس منطقة اللجون
2) في حديثه عن قبيلة النفيعات في فلسطين ذكر أوبنها يم إن عائلة سراب تنحدر من قبيلة النفيعات وهم يخصون بني عقبة
2) وفي حديث أوبنها يم عن بني عقبة في شمالي الحجاز ذكر أن من فروعهم السرابات في جوار حيفا والسواحرة في فلسطين
3) أن من ديار النفيعات القديمة في شمالي الحجاز عينونة وكانت عينونة من ديار العمرو وفيها قبر عامر بن داود والد عمرو بن عامر شيخ قبيلة العمرو في عهد الجزيري (911- نحو 977 هـ 1505 - نحو 1569/1570 م )
4) المحفوظ عند بني عقبة في بئر السبع كما ذكره عارف العارف أن أقاربهم هم:
1. المساعيد في الفارعة 2. بنو عقبة في الحجاز 3. جماعة ابن ثبيت في الكرك 4 . الدزدار
وهذه النصوص تفيدنا بما يلي : 1) أن ابن سراب النفيعي كان من زعماء قبيلة عمرو
2) أن السرابات النفيعات لهم صلة نسب ببني عقبة في شمالي الحجاز
3) أن السرابات لهم صلة نسب بالسواحرة في فلسطين
4) أن السواحرة لهم صلة نسب ببني عقبة في شمالي الحجاز
5) أن ديار النفيعات القديمة في شمالي الحجاز هي جزء من ديار العمرو
6) أن بني عقبة في منطقة بئر السبع لهم صلة نسب بالمساعيد في الفارعة
7) أن بني عقبة في منطقة بئر السبع لهم صلة نسب بجماعة ابن ثبيت في بلاد
الكرك
8) أن بني عقبة في منطقة بئر السبع لهم صلة نسب ببني عقبة في شمالي الحجاز
9) أن بني عقبة في منطقة بئر السبع لهم صلة نسب بآل الدزدار في القدس
10) أن المساعيد في الفارعة لهم صلة نسب بجماعة ابن ثبيت في بلاد الكرك
11) أن المساعيد في الفارعة لهم صلة نسب ببني عقبة في بلاد الحجاز
وهذا يعني أن صلة النسب ثابتة قطعيا ً بين النفيعات و العمرو ويتبين لنا ذلك من خلال ما يلي :
1) أن صلة النسب بين النفيعات والسواحرة التي أشار إليها أوبنها يم تؤكد صلة النسب بين النفيعات والعمرو ذلك أن السواحرة فرع من العمرو
2) 2)أن صلة النسب بين بني عقبة في بلاد بئر السبع وجماعة ابن ثبيت في بلاد الكرك تؤكد صلة النسب بين النفيعات والعمرو وذلك أن جماعة ابن ثبيت في الكرك هم العمرو وابن ثبيت هو شيخهم
3) أن صلة النسب بين المساعيد في الفارعة وجماعة ابن ثبيت في الكرك تؤكد صلة النسب بين النفيعات والعمرو ذلك أن صلة النسب ثابتة بين النفيعات والمساعيد و للمساعيد صلة نسب ثابتة بجماعة ابن ثبيت في بلاد الكرك
4) أن صلة النسب بين بني عقبة في بلاد بئر السبع وآل الدزدار في القدس تؤكد صلة النسب بين النفيعات والعمرو ذلك أن آل الدزدار فرع من الثبيتات من العمرو وذكر أوبنها يم انهم فرع من السواحرة وهم فرع من العمرو ونسبهم الأستاذ فايز أبو فردة إلى العمرو ونسبهم إحسان النمر إلى بني عقبة في الكرك وبنو عقبة في بلاد الكرك هم العمرو
وهكذا نجد أن المحفوظ عند النفيعات في فلسطين عن صلة النسب التي تربطهم ببني عقبة صلة محفوظة عند بني عقبة أيضا ً الذين كانوا يتزاورون هم والنفيعات في مضارب كل من القبيلتين وهي صلة محفوظة عند بني عقبة في شمالي الحجاز كما ذكره أوبنها يم ويتفق هذا مع ما أورده لويس موسل نقلا عن العمرو في بلاد الكرك أن ابن سراب كان من زعماء قبيلة العمرو التي تعد من بني عقبة حلفا لا نسبا وهنا لا بد من بيان أن بني عقبة في بلاد بئر السبع و إخوانهم في شمالي الحجاز ليس لهم من بني عقبة إلا الاسم ذلك انهم من قبيلة العمرو نسبا ً وقد كانت قبائل العمرو والمساعيد و النفيعات قد دخلت في بني عقبة حلفا ً فصارت تعد منهم نسبا رغم اختلاف نسبهم عن نسب بني عقبة والبيان فيما يلي :
المحفوظ عند بني عقبة في بلاد بئر السبع انتسابهم إلى جدهم علي بن نجدي كما نقله عارف العارف عن شيخهم الحاج محمد العقبي وولده إبراهيم رحمهما الله تعالى ، قلت : وجدهم علي بن نجدي وهو علي بن نجدي بن أبي بكر بن نجدي من النجادة من المسالمة من العمرو وقد ذكره الجزيري ( ت نحو 977 هـ 1569/1570م ) ففي حديثه عن المسالمة من العمرو ذكر الجزيري أن من فروعهم النجادة فقال :" طائفة النجادة منهم نجدي بن أبي بكر بن نجدي وغدير بن علي بن نجدي وأبو بكر ومن معهم من النجادة " وقال في ذكر شيوخ المسالمة أن منهم :"….. نجدي ابن أبي بكر بن نجدي وأولاده علي بن نجدي ومن معهم " وقال في ذكر فروع المسالمة أن منهم :" النجادة منهم نجدي بن أبي بكر وغدير و أبو بكر ورفقهم " أ . هــ وهذا يعني أن القبيلة التي تحمل اسم بني عقبة في بلاد بئر السبع تنحدر نسبا من جدها علي بن نجدي بن أبي بكر بن نجدي من عشيرة النجادة إحدى عشائر المسالمة من قبيلة العمرو وجد المسالمة هو مسلم بن عقال بن عمرو ، قال الجزيري في حديثه عن المسالمة :" مسلم هو الذي تنسب إليه طائفة المسالمة فيقال لهم المسالمة ومسلم بن عقال وعقال هذا أبو طائفة يقال لها العقالات وهو اصل من أصول بني عقبة جد العمرو : المناصير والمسالمة وعقال بن عمرو وهو والد العمرو " أ . هــ
قلت : يتبين لنا من نصوص الجزيري أن علي بن نجدي بن أبي بكر بن نجدي جد بني عقبة في بلاد بئر السبع كان من شيوخ قبيلة المسالمة في عهد الجزيري وهو من فرقة النجادة من المسالمة من العقالات من العمرو وكان العمرو قد قدموا من جنوبي الحجاز ونزلوا على بني عقبة في شمالي الحجاز فساكنوهم وحالفوهم وصاروا يعدون منهم ، أما فيما يتعلق ببني عقبة في شمالي الحجاز فهم أخوان بني عقبة في بلاد بئر السبع فهم أيضا ًفرقة من المسالمة كما هو المحفوظ عندهم وفق ما نقله عنهم جورج اوغست فالن في رحلته إلى شمالي جزيرة العرب وذلك في شباط عام 1848م حيث قال :" يروي بني عقبة انهم كانوا في الماضي قبيلة كبيرة " قال :" يقولون أن القبيلة انقسمت في صدر الإسلام قسمين كبيرين : المسالمة وبني عمرو وجدهما واحد اسمه معروف وبسبب خلافات عائلية بين شيخ بني عمرو وزوجته عييفة شقيقة علي بن نجدي زعيم البطن الآخر يعني المسالمة نشبت نزاعات انتهت بان المسالمة طردت بني عمرو من ضواحي المويلح و أرغمتهم على اللجوء إلى قبيلة الحجايا في ضواحي الطفيلة"
قلت : يتضح مما رواه بنو عقبة في شمالي الحجاز أن المسالمة حاربوا العمرو وطردوهم من شمالي الحجاز وذلك في عهد شياخة علي بن نجدي للمسالمة الذي تولى الشياخة بعد أبيه نجدي بن أبي بكر بن نجدي المعاصر للجزيري ( ت نحو 977هـ 1569/1570م ) و يتضح من هذا أن بني عقبة في شمالي الحجاز هم من المسالمة وقد نص الجزيري على أن المسالمة فرع من العمرو وانهم بنو مسلم بن عقال بن عمرو وهذا يبين لنا أن المسالمة شكلوا كيانا ً قبليا منفصلا عن قومهم العمرو واحتفظوا كإخوانهم في بلاد بئر السبع باسم بني عقبة وهو الاسم الذي حمله العمرو وإخوانهم المساعيد و النفيعات حينما استوطنوا شمالي الحجاز وحالفوا بني عقبة ودخلوا فيهم واصبحوا يعدون من فروعهم .
قلت : ومما سبق يتضح لنا ما يلي :
1) أن الصلة بين النفيعات في بلاد حيفا وبني عقبة في بلاد بئر السبع هي صلة بين النفيعات و العمرو لان بني عقبة هؤلاء هم فرع من المسالمة من العقالات من العمرو
2) أن الصلة بين النفيعات في بلاد حيفا وبني عقبة في شمالي الحجاز هي صلة بين النفيعات و العمرو لان بني عقبة هؤلاء هم فرع من المسالمة من العقالات من العمرو ومما يؤكد هذا أمور ثلاثة هي :
(1) أننا وجدنا أن ابن سراب النفيعي كان من زعماء قبيلة العمرو بل كان زعيم منطقة اللجون الواقعة في شمال شرق الكرك بينها وبين القطرانة وكانت منطقة اللجون من معاقل العمرو وفي ذكر اللجون قال حمود راعي الدبسا وهو من الثبيتات شيوخ قبيلة العمرو :
بلادنا اللجون مصدارنا غاد معزة شواربنا قصور المدينة
(2) أننا وجدنا أن ديار النفيعات في شمالي الحجاز في عينونة و نواحيها كانت جزءا ًمن ديار قبيلة العمرو
(3) أننا نجد أن عشيرة الطواهية التي تنتسب إلى العمرو فرع من قبيلة النفيعات قال فردريك ج بيك في ذكر عشيرة الطواهية وهم مع الزيادات في قبيلة عباد قال:" الطواهية ينتسبون إلى عشيرة العمرو بالكرك " أ . هــ وقد ذكر المستشرق الألماني أوبنها يم أن الطواهية فرع من النفيعات
ويتحقق لنا من هذا كله أن صلة النسب بين قبيلتي النفيعات و العمرو ثابتة لاشك فيها كما هي ثابتة بين قبيلتي النفيعات والمساعيد وبين قبيلتي النفيعات وبني عقبة في بلاد بئر السبع وشمالي الحجاز و المحفوظ أن العمرو والمساعيد أبناء عمومة فعمرو بلاد بئر السبع الذين يحملون اسم بني عقبة يذكرون أن المساعيد في الفارعة منهم كما يذكر عمرو الكرك أن المساعيد جماعة الأمير المسعودي في الجفتلك في غور الأردن الشمالي غربي مجرى نهر الأردن فرع من فروع العمرو
5ــ نسب النفيعات و المساعيد و العمرو :-
أن الصلات المحفوظة عند قبيلة النفيعات بقبيلتي المساعيد والعمرو التي سبق بيانها بان هذه القبائل يجمعها نسب واحد وأنها كانت في الأصل قبيلة واحدة أصبحت بمر القرون قبائل عدة تكاثرت أعدادها وتباعدت ديارها هذه الصلات يقطع بصحتها نصوص هامة جدا ً للجزيري ( ت977 هـ 1569/15470م ) الذي ذكر أن هذه القبائل يجمعها نسب واحد لان جدها واحد وفيما يلي بيان ذلك :
1) ذكر المسالمة في شمالي الحجاز و الذين يحملون اسم بني عقبة أن جدهم وجد العمرو رجل واحد اسمه معروف
2) في حديث الجزيري عن انساب العمرو قال :" مسلم الذي ينسب إليه طائفة المسالمة فيقال لهم المسالمة ومسلم بن عقال وعقال هذا أبو طائفة يقال لها العقالات وهو اصل من أصول بني عقبة جد العمرو : المناصير والمسالمة وعقال بن عمرو وعمرو هو والد العمرو الذين شيخهم الآن عمرو بن عامر بن داود و عمرو بن سياح و سياح أبو طائفة الخرشة من بني عقبة و الزبدة و العمرو و والد سياح محمد و محمد والد آل إبراهيم و المساعيد من بني عقبة " أ . هــ وهذا النص يبين ما يلي :
1) أن محمد هو جد قبائل المساعيد و آل إبراهيم و الخرشة و الزبدة و العمرو
2) أن سياح بن محمد هو جد الخرشة و الزبدة و العمرو
3) أن عمرو بن سياح بن محمد هو جد العمرو ومن العمرو العقالات : بنو عقال بن عمرو بن سياح بن محمد
و العقالات فرعان هما : (1) المسالمة : وهم بنو مسلم بن عقال بن عمرو
(2) المناصير : وهم بنو منصور ولعله منصور بن عقال بن عمرو .
3) بين الجزيري أن آل إبراهيم فرع من المعاريف بنو معروف فقال:" المعاريف عربان الحمل منهم موسى بن نصار وخويطر آل إبراهيم وهم آل عيسى منهم يونس الحطام" أ . هــ وهذا النص يبين لنا أن المعاريف بفروعهم هم آل عيسى أي انهم فرع من آل عيسى
4) بين الجزيري أن النفيعات من آل عيسى فقال :" النفيعات منهم يونس بن عسكر من آل عيسى "أ . هــ وقد ذكر الجزيري فروعا أخرى من آل عيسى هي :
1)الحصنة قال الجزيري :" الحصنة من آل عيسى " أ . هــ
2) السلالمة قال الجزيري :" السلالمة من أولاد معروف أهل فساد في الشهرة يتبعون الركب للاختلاس و الأذى من مغارة شعيب وبعدها في الغالب و المعاريف من لفيف بني عطية " أ . هــ
3)العمارات قال الجزيري :" العمارات من آل إبراهيم " أ . هــ
ومما سبق بيانه يتضح لنا ما يلي :
1) أن محمدا جد يجمع قبائل المساعيد و آل عيسى بفروعهم
2)أن معروفا جد يجمع فروع المعاريف ومنها العمرو فقد ذكر جورج اوغست فالن أن العمرو من أولاد معروف وهذا يعني أن معروفا جد أعلى من سياح الذي يجمع الخرشة و العمرو والزبدة وهو أدنى من محمد الذي يجمع هذا القبائل بالمساعيد وبقية فروع آل عيسى كالحصنة والنفيعات .
قلت : ومما يقطع بصحة ذلك أن قبيلتي آل عيسى و المساعيد ذكرهما الحمداني (602 – 700 هـ ) وهذا يعني أن القبيلتين اقدم عهدا ً من الحمداني بزمن طويل وهذا يعني أن عهد جدهما محمد قديم جداً فقد نقل القلقشندي ما أورده الحمداني عن هاتين القبيلتين فقال في ذكر آل عيسى :" آل عيسى أيضا ً بطن من العرب ذكرهم الحمداني في عرب الحجاز ولم ينسبهم في قبيلة " أ . هــ وقال في ذكر المساعيد :" المساعيد بطن من عرب الحجاز ذكرهم الحمداني ولم ينسبهم في قبيلة " أ . هــ وذكر انهما قبيلتان متجاورتان فقد ذكر ابن فضل الله العمري (ت 747هـ ) فيما نقله عن الحمداني أن ديار آل عيسى تجاور ديار المساعيد في الحجاز فقال :" أما بقية عرب الحجاز : المضارجة و المساعيد و الزرا ق وال عيسى ودعم وال جناح و الجبور فدارهم يتلو بعضها بعضاً بالحجاز " أ . هــ
قلت : المضارجة تصحيف المفارجة وهي قبيلة كانت تجاور قبائل آل عيسى و المساعيد في بلاد الحجاز ولقد صاهر بعض شيوخهم شيوخ العمرو القاطنين في شمالي الحجاز وقد كانوا يتلقون رواتبهم من الدولة المصرية لكي لا يتعرضوا لقوافل الحجيج بوساطة أصهارهم شيوخ العمرو . قلت : واقدم نص صريح حول نسب هذه القبائل نص يتعلق بقبيلة المساعيد يعود تاريخه إلى الثامن من ذي الحجة لسنة 777 هـ الموافق 29/4/1375 م وهذا النص النفيس للغاية وجد مسطورا على حجر تم العثور عليه في اذرح جنوبي الأردن سنة 1384هـ 1964 م وهذا الحجر حجر مربع طول ضلعه 36 سم دون عليه ما يلي :
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك وشفيع
المسلمين وخاتم النبيين وإمام المهتدين ورسول
رب العالمين كم بلغ رسالتك وبلغ أخبارك
وجاهد في سبيلك حق جهادك وكتبه جماعة رجب الزبيدي من المساعيد
من عدنان في جبل بني هلال غفر الله له ولوالديه
بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك وشفيع
المسلمين وخاتم النبيين وإمام المهتدين ورسول
رب العالمين كم بلغ رسالتك وبلغ أخبارك
وجاهد في سبيلك حق جهادك وكتبه جماعة رجب الزبيدي من المساعيد
من عدنان في جبل بني هلال غفر الله له ولوالديه
ذو الحجة الثامن من عام سبعماية وسبع وسبعين
وجبل بني هلال هو جبل العرب في بلاد حوران وهذا النص يفيدنا أن المساعيد قبيلة عدنانية وهذا يشمل إخوانهم في النسب وهم آل عيسى بفروعهم : الحصنة و النفيعات و المعاريف بفروعهم: السلالمة وال إبراهيم و الخرشة و العمرو و الزبدة
قلت : وهكذا يتبين لنا أن النفيعات المنتسبين إلى جدهم نافع بن مروان قبيلة عدنانية تربطها روابط نسب وقربى بقبائل المساعيد و آل عيسى عامة ومن أهم قبائلهم العمرو وقد بينا فيما تقدم من هذا البحث أن النفعة في ديار ثعلبة في بلاد غزة و شمال سيناء و الشرقية المنتسبين إلى نافع بن مروان قد حالفوا درما من ثعلبة طي فأصبحوا من فروعهم وقد بين الحمداني أن القبائل المحالفة لثعلبة هي من خندف وقيس من العدنانية ويمن ومراد من القحطانية وبما أن نص الحجر الأثرى أفادنا بان اصل النفيعات هو من العدنانية لان أصلهم تبع لأصل إخوانهم المساعيد فان هذا يعني أن نسب النفيعات وكافة القبائل المرتبطة بهم نسباً كالمساعيد و العمرو ينحصر بين خندف وقيس ويدلنا واقع ديار النفيعات والمساعيد والعمرو القديمة في الدار الحمراء ونواحيها ووادي الليث ونواحيه أن نسبهم يعود إلى بني شبابة فالدار الحمراء الواقعة إلى الجنوب الغربي من الطائف على نحو 85 كم تقع في منطقة سراة بني شبابة الممتدة بين وادي المعدن الواقع جنوب الطائف على نحو 30 كم إلى جبل بثرة الواقع على نحو 170 كم وسكانها هم بنو شبابة وهم فرع من بني مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد وخندف هي أم مدركة وإخوانه بنو الياس بن مضر نسبوا إليها فعرفوا بخندف ومما يؤكد نسبة النفيعات إلى بني شبابة أن ديارالمساعيد القديمة كانت في وادي الليث كما هو المحفوظ عندهم ووادي الليث هو أحد أودية سراة شبابة وهو من معاقل بني شبابة في جنوبي الحجاز