عبدالله الجريسي
01-Jun-2008, 08:55 PM
الرضا بقضاء الله وقدره
1.
دَعِ الأيام تفعـل مـا تشـاء
وطب نفساً إذا حكم القضـاء
2.
ولا تجزع لحادثـة الليالـي
فما لـحوادث الدنيا بقـاء
3.
وكن رجلاً على الأهوال جلداً
وشيمتك السماحـة والوفـاء
4.
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسَرَّك أن يكـون لهـا غطـاء
5.
تستر بالسخاء فكـل عيـبٍ
يغطيه كمـا قيـل السخـاء
6.
ولا تَرَ للأعـادي قـط ذلاً
فإن شماتـة الأعـداء بـلاء
7.
ولا تَرْجُ السماحة من بخيـلٍ
فما في النار للظمـآن مـاء
8.
ورزقك ليس ينقصه التأنـي
وليس يزيد في الرزق العناء
9.
ولا حزن يدوم ولا سـرور
ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
10.
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ
فأنت ومالـك الدنيـا سـواء
11.
ومن نزلت بساحتـه المنايـا
فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
12.
وأرض الله واسعـة ولكـن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
واعظ الناس
يا واعظ الناس عما أنـت فاعلـهيا من يعد عليه العمـر بالنفـس
أجفظ لشيبك مـن عيـب يدنسـهإن البياض قليل الحمـل للدنـس
كحامـل لثيـاب النـاس يغسلهـاوقوبه غارق في الرجس والنجس
تبغى النجاه ولم تملـك طريقتهـاإن السفينة لا تجري على اليبـس
ركوبك النعش ينسيك الركوب علىما كنت تركب من بغلٍ ومن فرسٍ
يـوم القيامـة لا مـال ولا ولـدوضمة القبر تنسي ليلـة العـرس
مفخرة الإنسان العلم
العلم مغرس كل فخر فافتخـرواحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
واعلم بأن العلـم ليـس ينالـهمن همته في مطعـم أو ملبـس
إلا أخو العلم الذي يعنـي بـهفي حالتيه عاريـاً أو مكتسـي
فاجعل لنفسك منه حظاً وافـراًواهجر له طيب الرقاد عبـس
فلعل يوماً إن حضرت بمجلـسٍكنت الرئيس وفخر ذلك المجلس
وداع الدنيا والتأهب للآخره
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـي
جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه
بعفوك ربي كان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لابليـس عابـد
فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله در العـارف الـنـدب أنــه
تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه
على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر بـه
وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه
وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي
كفى بك للراجين سـؤلاً ومغنمـا
ألست الـذي عديتنـي وهديتنـي
ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي
ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمـا
لا تقنط من رحمة الله
إن كنت تغدوا في الذنوب جليـداً وتخاف في يـوم المعـاد وعيـداً
فلقد اتاك مـن المهيمـن عفـوه وأفاض من نعـمٍ عليـك مزيـداً
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا في بطن أمـك مضغـه ووليـداً
لو شاء أن تصلى جهنـم خالـداً ما كـان الهـم قلبـك التوحيـدا
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ لَعَلِمتَ أنَّك فَي العِبَادَة ِ تَلْعَبُ
منْ كانَ يخضبُ جيدهُ بدموعِه فَنُحورُنَا بِدِمَائنَـا تَتَـخَضَّبُ
أوْ كانَ يُتعبُ خيلهُ في باطلِ فخيولُنا يومَ الصبيحة ِ تَتعبُ
ريحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحنُ عَبِيرُنَا رهجُ السنابِكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقدْ أتانَا منْ مقالِ نَبينَا قَولٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ
لا يَستَوي غُبَارُ خَيِل الله فِي أنْفِ امرِىء وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ
هَذَا كَتَابُ الله يَنْطِق بَيْنَنَا ـ لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ ـ لاَ يَكْذبُ
إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه فيسفرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ
أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ
لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُـوعُ
وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ عليهِم منْ سكينتهمْ خشوع
ألاَ يا سعدُ ، قد أظهرتَ شكّاً وشَكُّ المرء في الأحداثِ داءُ
عَلَى أَيِّ الأمورِ وقفتَ حَقّاً يُرَى أو باطلاً ، فَلَهُ دواءُ
وقَدْ قالَ الّنِبيّ ، وحَدّ حدّاً يُحِلّ به من الناسِ الدّماءُ:
ثَلاثٌ: قاتِلٌ نفساً وزانٍ ومرتَدّ مَضَى فيه القضَاءُ
فإنْ يكنِ الإمامُ يَلُمّ مِنْها بِواحِدَة ٍ فَلَيسَ لَهُ وَلاءُ
وإلاّ فالذي جِئتُمْ حَرَامٌ وقاتِلُهُ، وخاذِله سواءُ
وهذا حكمُهُ ، لا شَكّ فيه كما أنّ السّماءَ هِي السّماءُ
وخيرُ القولِ ما أوجزتَ فيه وفي إكثاركَ الدّاءُ العَيَاءُ
أبا عَمْروٍ ، دَعوتُكُ في رِجالٍ فجازَ عَراقِيَ الدّلْوِ الرّشاءُ
فأمّا إذْ أبيتَ فليسَ بَيْني وبينَكَ حُرْمَة ٌ، ذَهَبَ الرّجاءُ
سِوى قولي إذا اجتمعت قريشٌ: عَلَى سَعْدٍ مِنَ اللهِ العَفَاءُ
فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ
و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ
وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصْعَبْ
و كل ما يرتجى قريب و الموت من كل ذاك أقرب
هي حالان شدة ورخاءِ و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ
إن ألمت ملمة بي فإني في الملمات صخرة صماءِ
عَالِمٌ بِالبَلاَءِ عِلْما بأن لَيْسَ يَدُومُ النَّعِيمُ والبَلْوَاْءُ
يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ كلؤلؤٍ جالَ في الأسْماطِ مَثقوبِ
انّي تذكَّرتهُ وَالَّليلُ معتكرٌ ففِي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مشعوبِ
نِعْمَ الفتى كانَ للأضْيافِ إذْ نَزَلوا وسائِلٍ حَلّ بَعدَ النّوْمِ مَحْرُوبِ
كمْ منْ منادٍ دعا وَ الَّليلُ مكتنعٌ نفَّستَ عنهُ حبالَ الموتِ مكروبِ
وَ منْ اسيرٍ بلاَ شكرٍ جزاكَ بهِ بِساعِدَيْهِ كُلُومٌ غَيرُ تَجليبِ
فَكَكْتَهُ، ومَقالٍ قُلْتَهُ حَسَنٍ بعدَ المَقالَة ِ لمْ يُؤبَنْ بتَكْذيبِ
غاية ُ الصبْر لذيذٌ طعمهَا ورديءُ الذوقِ منهُ كالصبرْ
إنَّ فِي الصَّبرِ لَفِضلا بَيَّنَاً فاحملِ النفسَ عليه تصطبِر
يارب عفوك
واقع الأمة الإسلامية ......................................... ! ! !
## هذه القصيدة للشاعر: د/ أحمد عثمان التويجري قيلت قبل أكثر من عشرين سنة ، وحتى الآن جراحنا مستمرة ومتتالية !! لأن الداء لم يعالج !!.
وهي من أقوى ما كتب من الأبيات الشعرية المعبرة عن المأساة التي تعيشها أمتنا الإسلامية , خاصة أنها أجادت في التعبير والإيضاح للحل الحقيقي لهذه المآسي التي لا زالت الأمة تكتوي بنارها الشديدة حالياً يوماً بعد يوم.
دم المصلين في المحـــراب ينهمر = و المستغيثون لا رجع و لا أثر
و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت = عيونها في عذاب الصمت تنتظر
تُسائل الليل و الأفلاك ما فعلت = جحافل الحق لما جاءها الخبر
هل جُهزت في حياض النيل ألويةٌ = هل في الحجاز و نجد جلجل الغير
هل قام بليون مهدي لنصرتها = هل صامت الناس .. هل أودى بها الضجر
هل أجهشت في بيوت الله عاكفة = كل القبائل و الأحياء و الأسر
تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ = و نحن بالقولة النكراء نعتذر
ياليت شعري أضاعت كل عزتنا = حتى استباح حمانا جهرة قذر
أين المنادون بالتحرير و يحهموا = أين الصمود و أين السهل و الوعر
أين المرابون في أسواق أمتنا = في كل صقع لهم للخزي مؤتمر
سيوفهم في سبيل الحق مغمدة = و في سبيل الخنا يا ويحهم حمر
سلوا الملايين من أبناء امتنا = كم ذُبحوا و بأيدي خائنٍ نُحروا
سلوا حماة سلوا لبنان ما برحت = دماؤنا في ثراها بعد تستعر
يا أمة الحق إن الجرح متسع = فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبر
قوميةٌ كم نبحنا في مقاطعها = حتى أنتنت فاشتكت من قبحها مضر
شعبية كم نعقنا بتسمها زمناً = بها اقتتلنا فما نبقي و ما نذر
غربية كم سُقينا من مشاربها = سمّاً زعافاً به الطغيان يختمر
شرقيةٌ كم جرعنا من مصائبها = و جه قبيح للاستعمار مستتر
يا أمة الحق ماذا بعدُ قد نفدت = كل الدعاوي و كلت دونها الفِكرُ
ماذا سوى عودة لله صادقةٌ = عسى تُبدل هذا الحال و الصور
عسى يعود لما ماضٍ به ازدهرت = كل الدُنا و اهتدى من نوره البشر
على أساس الهدى كانت مدائننا = و في سبيل العلا لم يُثننا سفر
لم نفتخر أبداً بالطين أبنية = كلا و لكننا بالعدل نفتخر
إذا تطاول بالأهرام منهزم = فنحن أهرامنا سلمان أو عمر
اهرامنا شادها طه دعائمه = وحي من الله لا طين و لا حجر
أهرامنا في ذرى الأخلاق شامخة = هي السماحة و هي المجد و الظفر
أهرامنا في ربى التوحيد راسخة = غيث النبوة يسقسها فتزدهر
يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت = فينا المروءات و استشرى بنا الخور
أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ = يجيب صرخة مظلوم و ينتصر
أما لنا من صلاح الدين يُعتقنا = فقد تكالب في استعبادنا الغجر
يا أمة الحق إنا رغم محنتنا = إيماننا ثابت بالله نصطبر
فقد يلين زمانٌ بعد قسوته = و قد تعود إلى أوراقها الشجرُ
1.
دَعِ الأيام تفعـل مـا تشـاء
وطب نفساً إذا حكم القضـاء
2.
ولا تجزع لحادثـة الليالـي
فما لـحوادث الدنيا بقـاء
3.
وكن رجلاً على الأهوال جلداً
وشيمتك السماحـة والوفـاء
4.
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسَرَّك أن يكـون لهـا غطـاء
5.
تستر بالسخاء فكـل عيـبٍ
يغطيه كمـا قيـل السخـاء
6.
ولا تَرَ للأعـادي قـط ذلاً
فإن شماتـة الأعـداء بـلاء
7.
ولا تَرْجُ السماحة من بخيـلٍ
فما في النار للظمـآن مـاء
8.
ورزقك ليس ينقصه التأنـي
وليس يزيد في الرزق العناء
9.
ولا حزن يدوم ولا سـرور
ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
10.
إذا ما كنت ذا قلـب قنـوعٍ
فأنت ومالـك الدنيـا سـواء
11.
ومن نزلت بساحتـه المنايـا
فلا أرض تقيـه ولا سمـاء
12.
وأرض الله واسعـة ولكـن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
واعظ الناس
يا واعظ الناس عما أنـت فاعلـهيا من يعد عليه العمـر بالنفـس
أجفظ لشيبك مـن عيـب يدنسـهإن البياض قليل الحمـل للدنـس
كحامـل لثيـاب النـاس يغسلهـاوقوبه غارق في الرجس والنجس
تبغى النجاه ولم تملـك طريقتهـاإن السفينة لا تجري على اليبـس
ركوبك النعش ينسيك الركوب علىما كنت تركب من بغلٍ ومن فرسٍ
يـوم القيامـة لا مـال ولا ولـدوضمة القبر تنسي ليلـة العـرس
مفخرة الإنسان العلم
العلم مغرس كل فخر فافتخـرواحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
واعلم بأن العلـم ليـس ينالـهمن همته في مطعـم أو ملبـس
إلا أخو العلم الذي يعنـي بـهفي حالتيه عاريـاً أو مكتسـي
فاجعل لنفسك منه حظاً وافـراًواهجر له طيب الرقاد عبـس
فلعل يوماً إن حضرت بمجلـسٍكنت الرئيس وفخر ذلك المجلس
وداع الدنيا والتأهب للآخره
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـي
جعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـه
بعفوك ربي كان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لابليـس عابـد
فيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله در العـارف الـنـدب أنــه
تفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيم إذا مـا الليـل مـد ظلامـه
على نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر بـه
وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـه
وما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـاره
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـي
كفى بك للراجين سـؤلاً ومغنمـا
ألست الـذي عديتنـي وهديتنـي
ولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلتـي
ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمـا
لا تقنط من رحمة الله
إن كنت تغدوا في الذنوب جليـداً وتخاف في يـوم المعـاد وعيـداً
فلقد اتاك مـن المهيمـن عفـوه وأفاض من نعـمٍ عليـك مزيـداً
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا في بطن أمـك مضغـه ووليـداً
لو شاء أن تصلى جهنـم خالـداً ما كـان الهـم قلبـك التوحيـدا
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ لَعَلِمتَ أنَّك فَي العِبَادَة ِ تَلْعَبُ
منْ كانَ يخضبُ جيدهُ بدموعِه فَنُحورُنَا بِدِمَائنَـا تَتَـخَضَّبُ
أوْ كانَ يُتعبُ خيلهُ في باطلِ فخيولُنا يومَ الصبيحة ِ تَتعبُ
ريحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحنُ عَبِيرُنَا رهجُ السنابِكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقدْ أتانَا منْ مقالِ نَبينَا قَولٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ
لا يَستَوي غُبَارُ خَيِل الله فِي أنْفِ امرِىء وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ
هَذَا كَتَابُ الله يَنْطِق بَيْنَنَا ـ لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ ـ لاَ يَكْذبُ
إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه فيسفرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ
أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ
لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُـوعُ
وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ عليهِم منْ سكينتهمْ خشوع
ألاَ يا سعدُ ، قد أظهرتَ شكّاً وشَكُّ المرء في الأحداثِ داءُ
عَلَى أَيِّ الأمورِ وقفتَ حَقّاً يُرَى أو باطلاً ، فَلَهُ دواءُ
وقَدْ قالَ الّنِبيّ ، وحَدّ حدّاً يُحِلّ به من الناسِ الدّماءُ:
ثَلاثٌ: قاتِلٌ نفساً وزانٍ ومرتَدّ مَضَى فيه القضَاءُ
فإنْ يكنِ الإمامُ يَلُمّ مِنْها بِواحِدَة ٍ فَلَيسَ لَهُ وَلاءُ
وإلاّ فالذي جِئتُمْ حَرَامٌ وقاتِلُهُ، وخاذِله سواءُ
وهذا حكمُهُ ، لا شَكّ فيه كما أنّ السّماءَ هِي السّماءُ
وخيرُ القولِ ما أوجزتَ فيه وفي إكثاركَ الدّاءُ العَيَاءُ
أبا عَمْروٍ ، دَعوتُكُ في رِجالٍ فجازَ عَراقِيَ الدّلْوِ الرّشاءُ
فأمّا إذْ أبيتَ فليسَ بَيْني وبينَكَ حُرْمَة ٌ، ذَهَبَ الرّجاءُ
سِوى قولي إذا اجتمعت قريشٌ: عَلَى سَعْدٍ مِنَ اللهِ العَفَاءُ
فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ أَنْ يَتُوُبوا لَكِنَّ تَرْكَ الذُنُوبِ أَوْجَبْ
و الدهرُ في صرفهِ عجيبٌ وَغَفْلَة ُ النَّاسِ فِيْهِ أَعْجَبْ
وَالصَّبْرُ في النَّائِبَاتِ صَعْبٌ لَكِنَّ فَوْتَ الثَّوَابِ أَصْعَبْ
و كل ما يرتجى قريب و الموت من كل ذاك أقرب
هي حالان شدة ورخاءِ و سجالان نعمة وبلاءِ
و الفتى الحاذق الاديب اذا ما خَانَهُ الدَّهْرُ لَمْ يَخُنْهُ عَزَاْءُ
إن ألمت ملمة بي فإني في الملمات صخرة صماءِ
عَالِمٌ بِالبَلاَءِ عِلْما بأن لَيْسَ يَدُومُ النَّعِيمُ والبَلْوَاْءُ
يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مَسكُوبِ كلؤلؤٍ جالَ في الأسْماطِ مَثقوبِ
انّي تذكَّرتهُ وَالَّليلُ معتكرٌ ففِي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مشعوبِ
نِعْمَ الفتى كانَ للأضْيافِ إذْ نَزَلوا وسائِلٍ حَلّ بَعدَ النّوْمِ مَحْرُوبِ
كمْ منْ منادٍ دعا وَ الَّليلُ مكتنعٌ نفَّستَ عنهُ حبالَ الموتِ مكروبِ
وَ منْ اسيرٍ بلاَ شكرٍ جزاكَ بهِ بِساعِدَيْهِ كُلُومٌ غَيرُ تَجليبِ
فَكَكْتَهُ، ومَقالٍ قُلْتَهُ حَسَنٍ بعدَ المَقالَة ِ لمْ يُؤبَنْ بتَكْذيبِ
غاية ُ الصبْر لذيذٌ طعمهَا ورديءُ الذوقِ منهُ كالصبرْ
إنَّ فِي الصَّبرِ لَفِضلا بَيَّنَاً فاحملِ النفسَ عليه تصطبِر
يارب عفوك
واقع الأمة الإسلامية ......................................... ! ! !
## هذه القصيدة للشاعر: د/ أحمد عثمان التويجري قيلت قبل أكثر من عشرين سنة ، وحتى الآن جراحنا مستمرة ومتتالية !! لأن الداء لم يعالج !!.
وهي من أقوى ما كتب من الأبيات الشعرية المعبرة عن المأساة التي تعيشها أمتنا الإسلامية , خاصة أنها أجادت في التعبير والإيضاح للحل الحقيقي لهذه المآسي التي لا زالت الأمة تكتوي بنارها الشديدة حالياً يوماً بعد يوم.
دم المصلين في المحـــراب ينهمر = و المستغيثون لا رجع و لا أثر
و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت = عيونها في عذاب الصمت تنتظر
تُسائل الليل و الأفلاك ما فعلت = جحافل الحق لما جاءها الخبر
هل جُهزت في حياض النيل ألويةٌ = هل في الحجاز و نجد جلجل الغير
هل قام بليون مهدي لنصرتها = هل صامت الناس .. هل أودى بها الضجر
هل أجهشت في بيوت الله عاكفة = كل القبائل و الأحياء و الأسر
تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ = و نحن بالقولة النكراء نعتذر
ياليت شعري أضاعت كل عزتنا = حتى استباح حمانا جهرة قذر
أين المنادون بالتحرير و يحهموا = أين الصمود و أين السهل و الوعر
أين المرابون في أسواق أمتنا = في كل صقع لهم للخزي مؤتمر
سيوفهم في سبيل الحق مغمدة = و في سبيل الخنا يا ويحهم حمر
سلوا الملايين من أبناء امتنا = كم ذُبحوا و بأيدي خائنٍ نُحروا
سلوا حماة سلوا لبنان ما برحت = دماؤنا في ثراها بعد تستعر
يا أمة الحق إن الجرح متسع = فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبر
قوميةٌ كم نبحنا في مقاطعها = حتى أنتنت فاشتكت من قبحها مضر
شعبية كم نعقنا بتسمها زمناً = بها اقتتلنا فما نبقي و ما نذر
غربية كم سُقينا من مشاربها = سمّاً زعافاً به الطغيان يختمر
شرقيةٌ كم جرعنا من مصائبها = و جه قبيح للاستعمار مستتر
يا أمة الحق ماذا بعدُ قد نفدت = كل الدعاوي و كلت دونها الفِكرُ
ماذا سوى عودة لله صادقةٌ = عسى تُبدل هذا الحال و الصور
عسى يعود لما ماضٍ به ازدهرت = كل الدُنا و اهتدى من نوره البشر
على أساس الهدى كانت مدائننا = و في سبيل العلا لم يُثننا سفر
لم نفتخر أبداً بالطين أبنية = كلا و لكننا بالعدل نفتخر
إذا تطاول بالأهرام منهزم = فنحن أهرامنا سلمان أو عمر
اهرامنا شادها طه دعائمه = وحي من الله لا طين و لا حجر
أهرامنا في ذرى الأخلاق شامخة = هي السماحة و هي المجد و الظفر
أهرامنا في ربى التوحيد راسخة = غيث النبوة يسقسها فتزدهر
يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت = فينا المروءات و استشرى بنا الخور
أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ = يجيب صرخة مظلوم و ينتصر
أما لنا من صلاح الدين يُعتقنا = فقد تكالب في استعبادنا الغجر
يا أمة الحق إنا رغم محنتنا = إيماننا ثابت بالله نصطبر
فقد يلين زمانٌ بعد قسوته = و قد تعود إلى أوراقها الشجرُ