المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام دين الأمانة


محب الهيلا
27-May-2008, 11:45 PM
بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام الصالحين وقدوة المسلمين والناس أجمعين وعلى اله وصحبه الطاهرين الطيبين.


أما بعد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا دين لمن لا عهد له ولا إيمان لمن لا أمانة له )
كان كلامه صلى الله عليه وسلم مع اختصاره، وقلة كلامه، وقلة ألفاظه، يحيط بالمعاني الكثيرة، ويغوص على الأسرار العميقة، يدل على سمو نفسه، وكمال عقله، وغلبة فكره
على لسانه انه قليل الكلام ، فكان يقتصر على قدر الكفاية ، فلا يسترسل فيه هدرا .
وكان صلى الله عليه وسلم يمتاز بالعقل الكامل والعلم الواسع بجميع مصالح الدنيا والدين
يزود الإنسان في ضميره ، ويناقشه في عقله ، ويزوده بقيم الحق والخير والجمال ، ويبين
له علو عنصره وسمو جوهره ، وأهمية رسالته في الحياة .
لا إيمان لمن لا أمانة له، لقد نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان لمن لا أمانة له،
والأمانة خلق المؤمن ، وشيمة المسلم ، من فقدها فيه ثلث النفاق لقوله صلى الله عليه وسلم ( صفات المنافق ثلاث إدا حدث كدب وإذا وعد أخلف وإذا اتومن خان ) .
وخيانة الأمانة من الكبائر ، ويعلما صلى الله عليه وسلم وهو الملقب بالصادق الأمين
من خلال سيره العطرة كيف كان مشركون مكة تودعون عنده الأمانات رغم عداءهم له
وعندما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة خلف وراءه على ابن أبى طالب رضي الله عنه ليرد الأمانات إلى أهلها ثم يلحق به .
الأمانة فيها أنواع كثيرة ، منها المسؤولية (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فالحاكم راع على رعيته وهو مسؤول عنه وكل حاجاتهم وأملاكهم أمانة في عنقه ويسال عنها يوم
القيامة ، والرجل راع في أهله وهم أمانة في عنقه والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها وتحمل أمانة في عنقها ، فكل من فرط في مسؤوليته فقد خان أمانته .
ومن الأمانة حفظ ورعاية ورد أملاك الغير إدا استودعت عند أحد ، ويجب ردها كما هي دون نقصان ويستحب الزيادة فيها إدا استفاد منها المؤتمن ، كالمال الذي يستعمل في التجارة ، فإن تحقق ربح للمؤتمن فعليه أن يشارك صاحب الأمانة في أرباحه وهدا من باب
الاستحباب لا الوجوب.
ومن الأمانة صدق الحديث وشهادة الحق، فمن كتم شهادة الحق فقد خان الأمانة، لان
الحق أمانة في رقابنا جميعا ولا يجوز على الإطلاق كتمه أو تنكيسه أو تغير حقيقته.
كان خليفة المؤمنين عمر ابن الخطاب يجوب في المدينة يتفقد رعيته، فوجد عجوزا تخلط
اللبن بالماء ، فنهاها عن هادا الفعل المنكر وأمرها أن لا تغش المسلمين قائلا : كيف تصنعين يوم القيامة إدا قال لكي رب العزة خلصي الماء من اللبن وخلصي اللبن من الماء.
وبعد أيام رجع عمر رضي الله عنه فوجد عندها لبن وقد خلط بالماء فغضب غضبا شديدا
وقال لها: ألم أنهاك عن غش المسلمين، فأقسمت بالله أنها لم تفعل خوفا من أمير المؤمنين، وإذا بصوت يدوى من وراء عمر رضي الله عنه يقول: يا أماه اتقى الله أتغشين المسلمين، وتحلفين باليمين وتكذبين على أمير المؤمنين.
فقال عمر من المتحدث فأجابت العجوز هي ابنتي داخل البيت، فناداها عمر رضي الله عنه
ليكرمها على أمانتها ، لأنها شهدت شهادة حق ضد أمها، هكذا كانوا رضي الله عنهم يكرمون صاحب الأمانة ، لم تكن يومها الجوائز تقسم على الراقصين والراقصات ولا على المطربين والمطربات الأحياء منهم والأموات لا ، وإنما كانت توزع على الأمناء ، على الأتقياء ، على الأبرار ، وعلى الانقياء ، فمادا يفعل عمر رضي الله عنه أمام هده القمة .
قمة في الأمانة والصدق، كان أول تكريما لها بأن عفا عن أمها بشرط أن لا تعود إلى غش المسلمين، ثم ينادي على أولاده وقال لهم من منكم يتزوج بنت بائعة اللبن، سبحان الله
ابن أمير المؤمنين يتزوج بنت بائعة اللبن، لمادا؟ لأن عمر رأى فيها الأمانة ، رأى فيها
جهاد النفس، رأى فيها علو كلمة الحق، رأى فيها صدق الحديث، بنت تشهد على أمها
أمام أمير المؤمنين وهى تعرف أنها ستعاقب عقابا أليما على صنيعها ، بنت أدركت بعمق
بصيرتها أن أمها لن تنفعها يوم القيامة إدا كتمت شهادة الحق ، بنت أدركت بقوة إيمانها
أنها شريكة مع أمها في غش المسلمين إدا سترت على أمها مكرها.
انظروا كيف ضربت لنا بنت بائعة اللبن درسا في الأمانة وموعظة في الصدق ومثلا في الأخلاق .

أسال العلي القدير أن يجعلنا من الصالحين ممن يؤدون أماناتهم ويوفون بوعودهم ،ويلبسنا رثاء
الاخلاق ، إنه هو السميع المجيب
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

/عبد العزيز الجذع/
28-May-2008, 12:31 PM
امــيـــن....


جزاك الله خير...

محب الهيلا
28-May-2008, 02:08 PM
امــيـــن....


جزاك الله خير...

مشكور وماقصرت على المرور

عبدالله الجريسي
28-May-2008, 06:24 PM
جزاك الله خير

محب الهيلا
30-May-2008, 11:50 PM
جزاك الله خير

مشكور على المرور