/عبد العزيز الجذع/
16-May-2008, 12:09 PM
اختلفت آراء الرياضيين والرياضيات في قضية دخول المرأة للملاعب وتشجيع أنديتها المفضلة والمنتخب الوطني. وما بين مؤيد ومعارض دافع كلٌّ عن موقفه منطلقاً من خلفيته الثقافية والاجتماعية. وشمل استطلاع "الوطن" عينة عشوائية تراوحت بين مؤيدين للفكرة بحماس يرتكز على أن التشجيع الرياضي لم يعد مذكرا فحسب، وحق المرأة في الترفيه والتعبير عن ميولها الرياضية، ومعارضين يحاجون بمخاوف اجتماعية، ووجود أولويات أهم، وبأوضاع الملاعب الحالية غير المهيأة لاستقبال العائلات والمشجعات.
من أوائل الفاتحين
ويعتبر رئيس نادي الرياض الأمير فيصل بن عبدالله نفسه من أشد مؤيدي حضور النساء للمباريات، وقال إن المملكة هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تدخل نساؤها الملاعب ولا تصل إلى المدرجات، وأضاف أنه لا يوجد مانع عندما تكون الظروف مهيأة لها كأن يكون هناك مداخل ومخارج وأماكن مخصصة في المدرجات للعوائل. وأكد أنه سيكون من أوائل من يفتحون أنديتهم لدخول المشجعات، موضحا أنه تصل إليه العديد من الفاكسات والمطالبات من النساء لحضور المباريات. وأختتم بأنه إذا أراد المجتمع الكمال فيجب عدم التفريق بين نصفيه، الرجل والمرأة.
بشرط التنظيم
نائب رئيس نادي الوحدة عبدالله خوقير أكد أنه من المؤيدين أيضاً، لكنه يشترط وجود تنظيم أمني داخل وخارج الملاعب. ويتفق معه في ذلك مشرف كرة القدم بالنادي الأهلي، سابقا، وجدي الطويل. ويضيف خوقير أن من الطبيعي جداً دخول المواطنات إلى مدرجات الملاعب بهدف التشجيع، فجميع الدول لا تمنع ذلك وترى المشجعات يؤازرن منتخباتهن وأنديتهن، كما أنه يرى في ذلك إشباعاً لرغباتهن بالتشجيع ومشاهدة المباريات كما نرى في دول الخليج. وأضاف أنه في بداية الأمر سوف يكون التشجيع بنسبة بسيطة أو ضعيفة ومن ثم يصبح أمراً مألوفاً، أما بالنسبة للنادي فقال في حال وافقت الرئاسة العامة لرعاية الشباب فسوف يخصص النادي أماكن بما يتماشى مع اللوائح التي تصدر بهذا الشأن.
الحفاظ على خصوصية المرأة
وتؤيد مستشارة البرامج الرياضية بالقناة الرياضية السعودية رئيسة أعضاء الشرف بنادي الوحدة السعودي حصة العون حضور المشجعات للملعب ولكن بطريقة تحفظ للمرأة خصوصيتها واحترامها في مقصورة خاصة لأن الملعب يوجد به فئات مختلفة من الشباب وبعضهم ليس عندهم أخلاقيات تؤهلهم للتعامل مع المرأة باحترام وبأدب. "وقد يكون في حضورها مخاطرة في مجتمعنا ففي بعض المحافل تتعرض المرأة للمضايقات ولكنها تستطيع أن تحافظ على نفسها وتحمي نفسها بالتزامها بطريقة حضورها و لباسها. لكن السؤال هنا هل تستحق المرأة المزيد من الحريات في وطنا ومجتمعنا الذي له خصوصية دينية واجتماعية؟" وأضافت العون أنها تفضل أن يكون الحضور للملعب والتشجيع للعائلة ككل، وليس للنساء فرادى.
مسؤول رياضي يؤيد ولكن وفقا للضوابط
من جانبه أكد أحد المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب - طلب عدم ذكر اسمه - اقتناعه بتخصيص مدرج نسائي في الملاعب الرياضية والكروية لحضور المنافسات, وذلك وفق ضوابط معينة لا تخل بالشرع والقيم الاجتماعية بأن تكون معزولة عن المدرجات الرجالية والشبابية، ولها خصوصية بمنأى عن التسليط الإعلامي بشقيه المقروء والمرئي.
وأيد حضور النساء الأجنبيات للملاعب الرياضية في المنافسات العالمية والقارية والإقليمية التي تحتضنها الملاعب السعودية والتي تخص بلدانها المشاركة شريطة ألا يكون هناك تسليط إعلامي عليهن وإبراز لهن.
وأشار المسؤول إلى صعوبة التحكم في ذلك إلا إن كان الناقل للمنافسات هو التلفزيون الحكومي وقال "مع اتساع الأفق الفضائي وانتشاره بات تنفيذ ذلك صعبا.. إذا أردنا تطبيق دخول النساء إلى الصالات والملاعب الرياضية علينا أن نضع محاذير إعلامية, ولكن هذا يصعب تطبيقه في الوقت الراهن لانتشار القنوات الأهلية, حيث بات الاستثمارهو المسير للرياضة بصفة عامة ومحركها".
لكنه أبدى تفاؤله مشددا على "أن الانفتاح الإعلامي وازدهار الرياضة واشتداد منافساتها قادمة لا محالة وعلينا كمجتمع أن نهيئ أنفسنا إلى تقبل ذلك في ظل انفتاح المجتمعات ووسائل الإعلام ولكن بشروط".
الرجوع لأهل الاختصاص الشرعي
من جانبه، طالب عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج بالرجوع لأهل الحل والعقد في إمكانية دخول العائلات والنساء الملاعب الرياضية. وقال إن طرح مثل هذه القضايا في الوقت الراهن مهم، فالإقدام على هذه الخطوة لا يمكن التراجع عنه، ولذا لابد من أن تدرس بعناية.
وأضاف: علينا أولا ضبط المدرج الرجالي, فالممارسات الجماهيرية الخاطئة التي حدثت الموسم الماضي تفرض علينا بحث أسبابها ومن ثم معالجتها بعدها نبدأ في الانتقال إلى المرحلة التالية.
وأشار الدكتور المدلج إلى افتقاد الملاعب السعودية بشكل عام في وضعها الحالي بعض الأسس الفنية والتنظيمية, فبالرغم من صلاحية أرضيات الملاعب إلا أن المشجع العادي لا تتوفر لديه الأماكن المهيأة، إضافة إلى أنه يفتقد ثقافة الالتزام بالجلوس على مقعده. وقال "كنت قبل شهر في بريطانيا وشاهدت ملاعب صغيرة, ولحظت وجود غرف خاصة لفئة الـ vip, كما أن في ملعب ويمبلي الشهير وجدت غرفا خاصة مؤجرة على أفراد لمدة 20 سنة، وهذا لا يتوفر في ملاعبنا وصالاتنا الرياضة."
ضوابط شرعية وفنية
وقال الأمين المساعد للجنة الأولمبية السعودية فهد العذل إن السماح للعائلات السعودية والمقيمة بحضور وارتياد الملاعب الرياضية يتوقف على مرحلتين مهمتين لابد من تحقيق المرحلة الأولى والتي لا تتم الثانية إلا بها. وقال إنه لا بد من الضوابط الشرعية, كما لا بد أن نهتم بالضوابط الفنية, والتي تتمثل في إمكانية تخصيص مدرجات للعوائل في الملاعب إضافة إلى هناك خصوصية للنساء يجب مراعتها. موضحا"أن علينا أن نؤمن أن هناك شريحة كبيرة من النساء ممن يتابعن الرياضة ويعشن همومها، ولذا على المسؤولين دراسة إمكانية تطبيق مثل هذه الرؤى ولكن وفق تلك المرحلتين."
استثمار
ويتفق مع العذل في مسألة الضوابط رجل الأعمال والكاتب جميل فارسي وأستاذ علم النفس الرياضي المساعد بجامعة الملك سعود الدكتور صلاح السقا، الذي أضاف أنها عملية استثمارية تساعد في تحسين الاستثمار الرياضي فزيادة دخول الأفراد عندما يتواجدون كعائلة يساعد على زيادة الدخل العائد على النادي. وعندما تحضر الأم مع أطفالها يصبح هناك عملية ضبط لهم فيكون بذلك أفضل من دخولهم مع الأفراد كما سيزداد عدد المشجعين بالمباريات.
وفي صف المؤيدين لاعب نادي النصر السابق فهد الهريفي الذي قال إن الرياضة لا تقف على جنس فهي مهمة لجميع الأشخاص ولكن المشكلة في المجتمع الذي لم يتقبل الفكرة حتى الآن. موضحا أنه في دول الخليج تخرج المرأة ولا تجد من يضايقها. ولأن الجنس الناعم ينافس الرجال بالمجال الرياضي ككاتبات ومحللات ومشجعات فمن باب أولى أن تشجع داخل الملاعب بشرط عدم الاختلاط.
من حق الفتاة
ومن الجانب النسائي أيدت ، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بالدمام الدكتورة ازدهار حريري والناشطة الاجتماعية والحقوقية عالية فريد الفكرة "لأن من حق الفتاة أن تشارك وتتفرج وتشجع حتى يكون لديها دافع لاكتساب اللياقة البدنية. ونادتا بفتح المجال لرياضة الفتيات بمعزل عن الشباب بشرط أن يكون اللباس فيها، ولا يوجد دليل يمنع، فنساء الصحابة ركبن الخيل وشاركن في المعارك. علما بأن هناك مطالبات في كليات البنات بفتح صالات رياضية ومازالت الفكرة تحت الدراسة.
وقال مدير مركز الملك فهد الثقافي في أبها عبد الله شاهر إن وجود المرأة في الملعب خلال دورة الخليج السابقة في الإمارات يعتبر حضورا جيد للمرأة فيجب أن تشارك الرجل في جميع أمور الحياة. وأضاف أنه يجب تثقيف المجتمع التثقيف الواعي حول مشاركة المرأة الرجل قبل دخول الملعب فوجود المرأة في الملعب يعتبر كوجود الرجل. ويتفق معه في هذا الرأي أسامه محمد (مندوب مبيعات بالتعاونية للتأمين) ومحمد حدادي (سنة ثانية كلية طب بكلية الترجي-ولاعب كرة).
الوقت غير مناسب
نائب رئيس نادي الهلال المهندس عبد الرحمن النمر لا يعارض الفكرة من حيث المبدأ ولكنه يرى أن المجتمع غير مهيأ بعد لطرح هذه الفكرة التي تحتاج لدراسة حول إذا ما كانت المرأة بحاجة لحضور المباريات أم إن هناك أشياء أهم بالنسبة لها.
عبدالله الشهراني قال معارضا للفكرة: "لا أرضى أن تشجع الفتيات خارج منزلهن" وأعتبر الأمر تخلفا ومدعاة للفتنة كما أنه يدل على عدم اهتمام الأسر ببناتهم.
وأيده في ذلك عبدالله القحطاني الذي قال: من المفترض أن تفرح الفتاة بطريقة أخرى وفي منزلها بالتحديد.
الملاعب غير مهيأة
وفي صف المعارضين يقف إداري نادي القادسية وليد الناجم ولاعب نادي الهلال سابقا فيصل أبو ثنين والحكم الدولي محمد حامد الغامدي بحجة أن الملاعب في الوقت الحالي غير مهيأة ولضعف الوعي لدى الجمهور الرياضي، الذي يخشون أن ينتقل إلى النساء أيضا.
وتتفق معهم الدكتورة أميرة العبد العال، أستاذة علم النبات بكلية البنات بالدمام، وتضيف أن هناك حقوقاً أهم للمرأة ينبغي أن تطالب بها أولا. ومعها تميل آراء منذر الشباط (محلل مالي بأرامكو السعودية ) الذي رفض تماماً هذه الفكرة بدعوى العادات والتقاليد وأن كرة القدم رجالية لا تناسب أنوثة المرأة التي من الأولى أن تطالب بما يهمها ويفديها وأن تتطور في مجالها العلمي والعملي، وعبدالرحمن النعيم (جامعة الملك فيصل) الذي يقول: إن كنت أنا كشاب لا أحضر خوفا من مشاكل ومخاطر التعصب الرياضي، فما بالك بالنساء؟ فتخيل لو فاز فريق على آخر فماذا سيحدث؟ بالتأكيد ضرب بالأيادي وشد شعر وما إلى ذلك. لكنه يستدرك كحال كثير من المعارضين فيقول: لا أعمم على الجميع فكل له سلوكه ولست ضد الفكرة جملة وتفصيلا، فإن لم يكن هناك اختلاط في الدخول والخروج وتوفر أمن مشدد فلا مشكله. أما محمد الحمدان (موظف) فيرى أن هذا جدل بيزنطي وأن تنفيذ عملية الفصل مستحيلة.
ويتشدد ناصر أبو سالم (إداري بمستشفى الملك فهد بجدة) فيقول: لو طالبتني زوجتي بذلك لطلقتها، هناك أمور واضحة تماما لا نقاش فيها. الأولى لها أن تربي أولادها بدل ن تفتن وتُفتن. ولكن إن صدرت فتوى تجيز ذلك فلها ما تريد.
ويقول هزاع عسيري (عسكري متقاعد) لا أعتقد أن كل غيور على دينه وعرضه يسمح لابنته أو زوجته حضور المباريات التي وإن وجد عازل لا تزال تحت الخط الأحمر. وأضاف أنه يواجه مشكلة في محاولة منع أبنائه الذكور من حضور المباريات الرياضية فيكف بالفتيات.
من أوائل الفاتحين
ويعتبر رئيس نادي الرياض الأمير فيصل بن عبدالله نفسه من أشد مؤيدي حضور النساء للمباريات، وقال إن المملكة هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تدخل نساؤها الملاعب ولا تصل إلى المدرجات، وأضاف أنه لا يوجد مانع عندما تكون الظروف مهيأة لها كأن يكون هناك مداخل ومخارج وأماكن مخصصة في المدرجات للعوائل. وأكد أنه سيكون من أوائل من يفتحون أنديتهم لدخول المشجعات، موضحا أنه تصل إليه العديد من الفاكسات والمطالبات من النساء لحضور المباريات. وأختتم بأنه إذا أراد المجتمع الكمال فيجب عدم التفريق بين نصفيه، الرجل والمرأة.
بشرط التنظيم
نائب رئيس نادي الوحدة عبدالله خوقير أكد أنه من المؤيدين أيضاً، لكنه يشترط وجود تنظيم أمني داخل وخارج الملاعب. ويتفق معه في ذلك مشرف كرة القدم بالنادي الأهلي، سابقا، وجدي الطويل. ويضيف خوقير أن من الطبيعي جداً دخول المواطنات إلى مدرجات الملاعب بهدف التشجيع، فجميع الدول لا تمنع ذلك وترى المشجعات يؤازرن منتخباتهن وأنديتهن، كما أنه يرى في ذلك إشباعاً لرغباتهن بالتشجيع ومشاهدة المباريات كما نرى في دول الخليج. وأضاف أنه في بداية الأمر سوف يكون التشجيع بنسبة بسيطة أو ضعيفة ومن ثم يصبح أمراً مألوفاً، أما بالنسبة للنادي فقال في حال وافقت الرئاسة العامة لرعاية الشباب فسوف يخصص النادي أماكن بما يتماشى مع اللوائح التي تصدر بهذا الشأن.
الحفاظ على خصوصية المرأة
وتؤيد مستشارة البرامج الرياضية بالقناة الرياضية السعودية رئيسة أعضاء الشرف بنادي الوحدة السعودي حصة العون حضور المشجعات للملعب ولكن بطريقة تحفظ للمرأة خصوصيتها واحترامها في مقصورة خاصة لأن الملعب يوجد به فئات مختلفة من الشباب وبعضهم ليس عندهم أخلاقيات تؤهلهم للتعامل مع المرأة باحترام وبأدب. "وقد يكون في حضورها مخاطرة في مجتمعنا ففي بعض المحافل تتعرض المرأة للمضايقات ولكنها تستطيع أن تحافظ على نفسها وتحمي نفسها بالتزامها بطريقة حضورها و لباسها. لكن السؤال هنا هل تستحق المرأة المزيد من الحريات في وطنا ومجتمعنا الذي له خصوصية دينية واجتماعية؟" وأضافت العون أنها تفضل أن يكون الحضور للملعب والتشجيع للعائلة ككل، وليس للنساء فرادى.
مسؤول رياضي يؤيد ولكن وفقا للضوابط
من جانبه أكد أحد المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب - طلب عدم ذكر اسمه - اقتناعه بتخصيص مدرج نسائي في الملاعب الرياضية والكروية لحضور المنافسات, وذلك وفق ضوابط معينة لا تخل بالشرع والقيم الاجتماعية بأن تكون معزولة عن المدرجات الرجالية والشبابية، ولها خصوصية بمنأى عن التسليط الإعلامي بشقيه المقروء والمرئي.
وأيد حضور النساء الأجنبيات للملاعب الرياضية في المنافسات العالمية والقارية والإقليمية التي تحتضنها الملاعب السعودية والتي تخص بلدانها المشاركة شريطة ألا يكون هناك تسليط إعلامي عليهن وإبراز لهن.
وأشار المسؤول إلى صعوبة التحكم في ذلك إلا إن كان الناقل للمنافسات هو التلفزيون الحكومي وقال "مع اتساع الأفق الفضائي وانتشاره بات تنفيذ ذلك صعبا.. إذا أردنا تطبيق دخول النساء إلى الصالات والملاعب الرياضية علينا أن نضع محاذير إعلامية, ولكن هذا يصعب تطبيقه في الوقت الراهن لانتشار القنوات الأهلية, حيث بات الاستثمارهو المسير للرياضة بصفة عامة ومحركها".
لكنه أبدى تفاؤله مشددا على "أن الانفتاح الإعلامي وازدهار الرياضة واشتداد منافساتها قادمة لا محالة وعلينا كمجتمع أن نهيئ أنفسنا إلى تقبل ذلك في ظل انفتاح المجتمعات ووسائل الإعلام ولكن بشروط".
الرجوع لأهل الاختصاص الشرعي
من جانبه، طالب عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج بالرجوع لأهل الحل والعقد في إمكانية دخول العائلات والنساء الملاعب الرياضية. وقال إن طرح مثل هذه القضايا في الوقت الراهن مهم، فالإقدام على هذه الخطوة لا يمكن التراجع عنه، ولذا لابد من أن تدرس بعناية.
وأضاف: علينا أولا ضبط المدرج الرجالي, فالممارسات الجماهيرية الخاطئة التي حدثت الموسم الماضي تفرض علينا بحث أسبابها ومن ثم معالجتها بعدها نبدأ في الانتقال إلى المرحلة التالية.
وأشار الدكتور المدلج إلى افتقاد الملاعب السعودية بشكل عام في وضعها الحالي بعض الأسس الفنية والتنظيمية, فبالرغم من صلاحية أرضيات الملاعب إلا أن المشجع العادي لا تتوفر لديه الأماكن المهيأة، إضافة إلى أنه يفتقد ثقافة الالتزام بالجلوس على مقعده. وقال "كنت قبل شهر في بريطانيا وشاهدت ملاعب صغيرة, ولحظت وجود غرف خاصة لفئة الـ vip, كما أن في ملعب ويمبلي الشهير وجدت غرفا خاصة مؤجرة على أفراد لمدة 20 سنة، وهذا لا يتوفر في ملاعبنا وصالاتنا الرياضة."
ضوابط شرعية وفنية
وقال الأمين المساعد للجنة الأولمبية السعودية فهد العذل إن السماح للعائلات السعودية والمقيمة بحضور وارتياد الملاعب الرياضية يتوقف على مرحلتين مهمتين لابد من تحقيق المرحلة الأولى والتي لا تتم الثانية إلا بها. وقال إنه لا بد من الضوابط الشرعية, كما لا بد أن نهتم بالضوابط الفنية, والتي تتمثل في إمكانية تخصيص مدرجات للعوائل في الملاعب إضافة إلى هناك خصوصية للنساء يجب مراعتها. موضحا"أن علينا أن نؤمن أن هناك شريحة كبيرة من النساء ممن يتابعن الرياضة ويعشن همومها، ولذا على المسؤولين دراسة إمكانية تطبيق مثل هذه الرؤى ولكن وفق تلك المرحلتين."
استثمار
ويتفق مع العذل في مسألة الضوابط رجل الأعمال والكاتب جميل فارسي وأستاذ علم النفس الرياضي المساعد بجامعة الملك سعود الدكتور صلاح السقا، الذي أضاف أنها عملية استثمارية تساعد في تحسين الاستثمار الرياضي فزيادة دخول الأفراد عندما يتواجدون كعائلة يساعد على زيادة الدخل العائد على النادي. وعندما تحضر الأم مع أطفالها يصبح هناك عملية ضبط لهم فيكون بذلك أفضل من دخولهم مع الأفراد كما سيزداد عدد المشجعين بالمباريات.
وفي صف المؤيدين لاعب نادي النصر السابق فهد الهريفي الذي قال إن الرياضة لا تقف على جنس فهي مهمة لجميع الأشخاص ولكن المشكلة في المجتمع الذي لم يتقبل الفكرة حتى الآن. موضحا أنه في دول الخليج تخرج المرأة ولا تجد من يضايقها. ولأن الجنس الناعم ينافس الرجال بالمجال الرياضي ككاتبات ومحللات ومشجعات فمن باب أولى أن تشجع داخل الملاعب بشرط عدم الاختلاط.
من حق الفتاة
ومن الجانب النسائي أيدت ، عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بالدمام الدكتورة ازدهار حريري والناشطة الاجتماعية والحقوقية عالية فريد الفكرة "لأن من حق الفتاة أن تشارك وتتفرج وتشجع حتى يكون لديها دافع لاكتساب اللياقة البدنية. ونادتا بفتح المجال لرياضة الفتيات بمعزل عن الشباب بشرط أن يكون اللباس فيها، ولا يوجد دليل يمنع، فنساء الصحابة ركبن الخيل وشاركن في المعارك. علما بأن هناك مطالبات في كليات البنات بفتح صالات رياضية ومازالت الفكرة تحت الدراسة.
وقال مدير مركز الملك فهد الثقافي في أبها عبد الله شاهر إن وجود المرأة في الملعب خلال دورة الخليج السابقة في الإمارات يعتبر حضورا جيد للمرأة فيجب أن تشارك الرجل في جميع أمور الحياة. وأضاف أنه يجب تثقيف المجتمع التثقيف الواعي حول مشاركة المرأة الرجل قبل دخول الملعب فوجود المرأة في الملعب يعتبر كوجود الرجل. ويتفق معه في هذا الرأي أسامه محمد (مندوب مبيعات بالتعاونية للتأمين) ومحمد حدادي (سنة ثانية كلية طب بكلية الترجي-ولاعب كرة).
الوقت غير مناسب
نائب رئيس نادي الهلال المهندس عبد الرحمن النمر لا يعارض الفكرة من حيث المبدأ ولكنه يرى أن المجتمع غير مهيأ بعد لطرح هذه الفكرة التي تحتاج لدراسة حول إذا ما كانت المرأة بحاجة لحضور المباريات أم إن هناك أشياء أهم بالنسبة لها.
عبدالله الشهراني قال معارضا للفكرة: "لا أرضى أن تشجع الفتيات خارج منزلهن" وأعتبر الأمر تخلفا ومدعاة للفتنة كما أنه يدل على عدم اهتمام الأسر ببناتهم.
وأيده في ذلك عبدالله القحطاني الذي قال: من المفترض أن تفرح الفتاة بطريقة أخرى وفي منزلها بالتحديد.
الملاعب غير مهيأة
وفي صف المعارضين يقف إداري نادي القادسية وليد الناجم ولاعب نادي الهلال سابقا فيصل أبو ثنين والحكم الدولي محمد حامد الغامدي بحجة أن الملاعب في الوقت الحالي غير مهيأة ولضعف الوعي لدى الجمهور الرياضي، الذي يخشون أن ينتقل إلى النساء أيضا.
وتتفق معهم الدكتورة أميرة العبد العال، أستاذة علم النبات بكلية البنات بالدمام، وتضيف أن هناك حقوقاً أهم للمرأة ينبغي أن تطالب بها أولا. ومعها تميل آراء منذر الشباط (محلل مالي بأرامكو السعودية ) الذي رفض تماماً هذه الفكرة بدعوى العادات والتقاليد وأن كرة القدم رجالية لا تناسب أنوثة المرأة التي من الأولى أن تطالب بما يهمها ويفديها وأن تتطور في مجالها العلمي والعملي، وعبدالرحمن النعيم (جامعة الملك فيصل) الذي يقول: إن كنت أنا كشاب لا أحضر خوفا من مشاكل ومخاطر التعصب الرياضي، فما بالك بالنساء؟ فتخيل لو فاز فريق على آخر فماذا سيحدث؟ بالتأكيد ضرب بالأيادي وشد شعر وما إلى ذلك. لكنه يستدرك كحال كثير من المعارضين فيقول: لا أعمم على الجميع فكل له سلوكه ولست ضد الفكرة جملة وتفصيلا، فإن لم يكن هناك اختلاط في الدخول والخروج وتوفر أمن مشدد فلا مشكله. أما محمد الحمدان (موظف) فيرى أن هذا جدل بيزنطي وأن تنفيذ عملية الفصل مستحيلة.
ويتشدد ناصر أبو سالم (إداري بمستشفى الملك فهد بجدة) فيقول: لو طالبتني زوجتي بذلك لطلقتها، هناك أمور واضحة تماما لا نقاش فيها. الأولى لها أن تربي أولادها بدل ن تفتن وتُفتن. ولكن إن صدرت فتوى تجيز ذلك فلها ما تريد.
ويقول هزاع عسيري (عسكري متقاعد) لا أعتقد أن كل غيور على دينه وعرضه يسمح لابنته أو زوجته حضور المباريات التي وإن وجد عازل لا تزال تحت الخط الأحمر. وأضاف أنه يواجه مشكلة في محاولة منع أبنائه الذكور من حضور المباريات الرياضية فيكف بالفتيات.