وافي الخماش
01-May-2008, 05:07 PM
محمد السحيمي
وافضحيتاه يا قناة "الساحة"!
لم يكد السعوديون يستوعبون قليلاً،صدمة "شاعر المليون"، حتى أعلنت قناة "الساحة"، اصطياداً في الماء العنصري العكر، عن مسابقة "شاعر المعنى"! وكأن هناك اتفاقاً بين المسؤولين عن المسابقتين لتخفيف الاحتقان الذي جوبهت به الأولى، وإشغال الجماهير بعظمة أخرى!
ولأننا ننسى "ماكلينا" بسرعة، فقد تهافت ما يزيد عن ألف وستمئة "نفر معنوي"! تم اختيار 48 فقط ليتصارعوا في حلبة "المفتاحة"، بدءاً من آخر "شهر الكذب"/أبريل!
طيب: وأين اعتراضك؟ مادمت تفرِّق بين القبلية "النظام الإداري العربي المحترم"، والعنصرية ـ انظر مقالة "قبيلة المجتمع المدنـي" ـ وترى: أن فن المحاورة هو فن القبلية، القريب جداً من الشعر التمثيلي والملاحم، لتوفر عنصري الحوار والصراع فيه، مقابل أن الشعر الغنائي الذاتي هو شعر العنصرية البغيضة.
أفلا يُحمد للساحة أن تتوجه للمعنى، ردَّاً على الفشخرة العنصرية، إذن؟
الاعتراض هو أن "العنصرية" صبغت ثقافتنا كلها، من حيث ندري ولا ندري؛ فالمعنى لم يعد كما يفهمه جيل "رشيد الزلامي"، بل أصبح هو العنصرية بعينها، حيث العنوان العريض لأغلب "المهايطات" الحديثة هو: "قبيلتي وبس والباقي خس"!
وأهم دليلٍ على أن المسابقة تقوم على الاستدرار التجاري للعنصرية، هو رصدُ "المليون" لشاعر واحدٍ، بينما تقوم المحاورة على شاعرين على الأقل، ولا يمكن أن تحسم النتيجة، حتى آخر "نقضٍ" لآخر "فتل"! فكان أضعف الإيمان أن يقسم المليون بين متسابقين، لكنها العنصرية التي كرَّست فينا أن القمة لا تسع اثنين!
مع هذا فالحل ليس في مقاطعة هذه المسابقة أو تلك، بل بفتح مزيدٍ من القنوات، ودعم مزيدٍ من المسابقات، لكي يخرج الدم العنصري الفاسد حتى آخر قطرة!
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2764&id=5417&Rname=134
وافضحيتاه يا قناة "الساحة"!
لم يكد السعوديون يستوعبون قليلاً،صدمة "شاعر المليون"، حتى أعلنت قناة "الساحة"، اصطياداً في الماء العنصري العكر، عن مسابقة "شاعر المعنى"! وكأن هناك اتفاقاً بين المسؤولين عن المسابقتين لتخفيف الاحتقان الذي جوبهت به الأولى، وإشغال الجماهير بعظمة أخرى!
ولأننا ننسى "ماكلينا" بسرعة، فقد تهافت ما يزيد عن ألف وستمئة "نفر معنوي"! تم اختيار 48 فقط ليتصارعوا في حلبة "المفتاحة"، بدءاً من آخر "شهر الكذب"/أبريل!
طيب: وأين اعتراضك؟ مادمت تفرِّق بين القبلية "النظام الإداري العربي المحترم"، والعنصرية ـ انظر مقالة "قبيلة المجتمع المدنـي" ـ وترى: أن فن المحاورة هو فن القبلية، القريب جداً من الشعر التمثيلي والملاحم، لتوفر عنصري الحوار والصراع فيه، مقابل أن الشعر الغنائي الذاتي هو شعر العنصرية البغيضة.
أفلا يُحمد للساحة أن تتوجه للمعنى، ردَّاً على الفشخرة العنصرية، إذن؟
الاعتراض هو أن "العنصرية" صبغت ثقافتنا كلها، من حيث ندري ولا ندري؛ فالمعنى لم يعد كما يفهمه جيل "رشيد الزلامي"، بل أصبح هو العنصرية بعينها، حيث العنوان العريض لأغلب "المهايطات" الحديثة هو: "قبيلتي وبس والباقي خس"!
وأهم دليلٍ على أن المسابقة تقوم على الاستدرار التجاري للعنصرية، هو رصدُ "المليون" لشاعر واحدٍ، بينما تقوم المحاورة على شاعرين على الأقل، ولا يمكن أن تحسم النتيجة، حتى آخر "نقضٍ" لآخر "فتل"! فكان أضعف الإيمان أن يقسم المليون بين متسابقين، لكنها العنصرية التي كرَّست فينا أن القمة لا تسع اثنين!
مع هذا فالحل ليس في مقاطعة هذه المسابقة أو تلك، بل بفتح مزيدٍ من القنوات، ودعم مزيدٍ من المسابقات، لكي يخرج الدم العنصري الفاسد حتى آخر قطرة!
المصدر
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=2764&id=5417&Rname=134