عبدالرحمن الهيلوم
06-Apr-2008, 04:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد للّه ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على معلّم الإنْسانيّة الخيرْ محمّد عليْه أفضل صلاةٍ وأتمّ تسْليمٍ وبعْد:
، أضع بيْن أيْديكم المجلّة التّربويّة نتنقّل بكم فيها بيْن أزاهير الرّؤى والتّوجيهات التّرْبويّة الّتي تعْني الطّالب،علّها أنْ تلامِسَ شغَاف قلوبكم وأنْ تجِد القَبُولَ لديْكم،فإليْكم هذه النّصائح التّربويّة المتخصّصة:
*تعْلـمون أنّ طلب العلـم فريضـةٌ وسبيلٌ من سبُل الجنّـة لقول الرّسـول الـكريممن سلـك طريـقاً يلْتمسُ فيه علْماً سهــّل اللّه له بـه طريقـاً إلى الـجـنّة)وحتّـى يكـون العـلم نـافعـاً لابُــدّ لـه مـــن تـوفّر شرطـين هـما:الإخـلاص والـعـمل،ومـا ينْـفعُ علْمٌ بلا عـمل،فالْـعلم مـمّا يُسـْأل عنْـه الـمرْء بعـد مـوته كمـا في الحـديث(وعـن علـمه مـاذا عـمل به) كما أنّـه لا ينْـفـع عـلـم بلا أدب،فـالأدب قبـل العلم.يقول الشّاعر:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النّفس بالأخلاق تستقم
لا تحْسبنّ العلم ينفع وحده * * ما لم يُتَوّجْ ربّه بخلاق
ونبيــّنا الــكريم هـو المـعـلّم الأوّل،حيــثُ كان يسْـتغلّ المواقـف التـّربـويّـة المخـتـلفـة لتـعْليم أصحابه،فهاهو يرْدف ابْن عبّـاس على بغْـلته وعمـْره ثمـاني سنين ويقـول لـهيا غـلام إنـّي أعلّمك كلمات احْفظ اللّه يحْفظْك)
وهاهوَ يرى أحدُ الصّبيان تطِيشُ يدُهُ في صحْفةِ الطّعام فلمْ ينْهرْه بلْ وجّههُ بقوْله(ياغلام سمّ اللّه وكلْ بيمينك وكل ممّا يليك) فالمعلّمون لهُم حقّ الاحْترام، وللطّلاب أيْضاً احْترامهم ما لم يتجاوزواحدود الأدب.
*إنّ تـدنّي مسْـتويـات بعـض الطّـلاب ليْـس بسـبب نقْـصٍ فـي ذكائـهم، لكنـّهم شَـغَلوا أنْفَسهُم بأُمورٍ لاطائـل منْها وما جعل اللّه لِـرجلٍ من قلْبـيْن في جـوْفه،فمَا لمْ يجْـتهد الطـّالب فلــنْ يسِيرَ للأمام،فلا شيء يسِيرُ أمام من لايسير،على أنّ المشقّة فـي هــذه الـدّنــيا لابـدّ مـنـها،فـلـوْلا الـمـشقّةُ لـسـادَ النــّاسُ كـلّهم،ولأصـبحوا سـواسيةً كأسْنان المِشْط،فذلِِك الكريم الّذي تُضْـرب الأمْـثال بكـرمه هـلْ نال هـذا اللّـقب إلاّ بعـْد أنْ أنفق الأموال الطّائلة،وذلك البطل الّذي يتغنّى النّاس بشجاعته هل نالَ هـذا اللّقب إلاّ بعْد مُجازفتِه بنفْسه،كذلك الطّالب لنْ يُوفّق مـا لمْ يجْـتهد وينْتظم ويعْتني بواجباته ويكون حسنَ السّـيرة والسّلوك:قال الشّاعر:
بصُرْتُ بالرّاحة الكبْرى فلمْ أرها*تُنالُ إلاّعلى جِسْرٍمن التّعب فالنّجاح لا يُنـالُ بِدون ثـمن،والقِمّة العالية لا تخْـضعُ إلاّ لِمن أضْنى نفْسه،وأدْمى قدميْه في بُلوغها.
إذا كنْت ترْجو كبار الأمور** ******فأعْدِد لها همّةً أكْبرا
وكُن يابِس العود صلْب القناة**وكُن كاسِراً قبْل أن تُكسرا
فلَيْست الْعظمةُ في ألاّ يسقطَ الشّخص أبداً، بل الْعظمة تكون في أن يسْقـط ثمّ ينْهـضَ من جديد،وحين يفْقد الشّـخص كلّ شيء فلا ييْأس فلديْه المسْتقبل.
*كُـن مُتفائـلاً ولا تُوَلّ ظهْركَ للدّنْيا،فالْمتفائلُ هو من لا يرْتابُ في أنّ السّـماء ستُمْطِرُ بعْدجدْب,وهـو من يعْـتقدُ بأنّ المــرْء يخْطـئُ لِيُصــحّحَ لهُ خطؤه،وأنّ الطّـريـقَ المـفْـروشَ بالأزْهــار لا يُؤدّي إلى المجْد فلا بدّ من التّعب.قال الشّاعر:
لا تحْسبِ الْمجْد تمْراً أنْت آكله لن تبلُغ المجْد حتّى تلْعق الصّبِرا
إنّ مدارسـنا ما شكتْ قطّ قحـْطَ العباقرة والْمتمـيّزِين،ولكِنّـها تشْـكو الإهْـمـال وعـدم التّشـجيع مـن المجْــتمع،وإذا لــمْ يجــد الطّــالب التّشـجيع فعلـيْه حينـئذٍ أنْ يتـحمّل مسـْؤوليّة نفـسه،وأنْ يطـــوّر نـفـْـسه،فلآلِـئُ هـذا الْمجـْـتمع تبْـقـى مطْمــورةً وأزْهارهــا تبـْقى ضــائـعةً،فـكمْ من لؤلؤةٍ صـافـية الشـّعـاع ضـاعتْ فـي أعْـماق الـيمّ ولمْ يُتَـحْ لها أنْ تُبْـصِرَ النـّور، وكـمْ مـن زهْـرةٍ فـوّاحةٍ نبتَتْ في أطْرافِ الصّحراء وضاعَ أرِيجُها في الرّمال تسْـفيها الرّياح. *إعْـلم أنّ الـحيـاة ليـْست كُلّـهـا هنــاء،وليـسـت كلـها شـقـاء،وستواجـهك المـصاعب لامحالة،وعـندئذٍ عليـك أن تعلم أنّك لسْــت في الألــم بمـفردك،عليــك أن ترفـع نفــسك فـوق الألــم،وتجـعل من الفرح الصغير فرحاً أكبر،ومن الألم الشديد ألماً هيـّناً.قال الشاعر:
لا أحبّ الإنسان يرْضخُ للوهم **ويرْضى بتافهات الأماني
فعلـيْك أنْ تكون وسـطيـًا،لا تعلّق نفسـك بالأوهام الزائلة ولا ترضـى بالمـراتـب المتــأخّرة،علـيك أن تُجـمّل نفسـك بالصّبر،وتلْجأ إلى الّله بالدّعاء إذا ما واجهتْك المتاعب وتتمثّل قول الشّاعر:
إنـّي إذا مـا حـدثٌ ألـمّـا ** أقـول يـا للّـهُـمّ يـا للّـهـمّ
وأخيــراً إنّ النّصـائح التّربويّة السـابقة ليْسـت كبيرةً عليكم ،لأنّ الشّاعر يقول:
وإذا كانت النّفوس كباراً ** تعبتْ في مرادها الأجسام
.
فعليـْك أيّها الطـّـالب أنْ تثقــّفَ نفْسكَ ثقـافةً مسْؤولةً في خِضـَمّ هذا البـحرِ المتـلاطِمِ من الْعوْلمــةِ والتّقنيّة،وألاّ تدْفِنَ نفْسكَ في مقْـبرةِ البيت،فالْمتـفائلُ هـو مـن يجْـعلُ مـن الصـّعابِ فُـرصـاً تـُغْـتنَمْ.
الحمد للّه ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على معلّم الإنْسانيّة الخيرْ محمّد عليْه أفضل صلاةٍ وأتمّ تسْليمٍ وبعْد:
، أضع بيْن أيْديكم المجلّة التّربويّة نتنقّل بكم فيها بيْن أزاهير الرّؤى والتّوجيهات التّرْبويّة الّتي تعْني الطّالب،علّها أنْ تلامِسَ شغَاف قلوبكم وأنْ تجِد القَبُولَ لديْكم،فإليْكم هذه النّصائح التّربويّة المتخصّصة:
*تعْلـمون أنّ طلب العلـم فريضـةٌ وسبيلٌ من سبُل الجنّـة لقول الرّسـول الـكريممن سلـك طريـقاً يلْتمسُ فيه علْماً سهــّل اللّه له بـه طريقـاً إلى الـجـنّة)وحتّـى يكـون العـلم نـافعـاً لابُــدّ لـه مـــن تـوفّر شرطـين هـما:الإخـلاص والـعـمل،ومـا ينْـفعُ علْمٌ بلا عـمل،فالْـعلم مـمّا يُسـْأل عنْـه الـمرْء بعـد مـوته كمـا في الحـديث(وعـن علـمه مـاذا عـمل به) كما أنّـه لا ينْـفـع عـلـم بلا أدب،فـالأدب قبـل العلم.يقول الشّاعر:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه * فقوّم النّفس بالأخلاق تستقم
لا تحْسبنّ العلم ينفع وحده * * ما لم يُتَوّجْ ربّه بخلاق
ونبيــّنا الــكريم هـو المـعـلّم الأوّل،حيــثُ كان يسْـتغلّ المواقـف التـّربـويّـة المخـتـلفـة لتـعْليم أصحابه،فهاهو يرْدف ابْن عبّـاس على بغْـلته وعمـْره ثمـاني سنين ويقـول لـهيا غـلام إنـّي أعلّمك كلمات احْفظ اللّه يحْفظْك)
وهاهوَ يرى أحدُ الصّبيان تطِيشُ يدُهُ في صحْفةِ الطّعام فلمْ ينْهرْه بلْ وجّههُ بقوْله(ياغلام سمّ اللّه وكلْ بيمينك وكل ممّا يليك) فالمعلّمون لهُم حقّ الاحْترام، وللطّلاب أيْضاً احْترامهم ما لم يتجاوزواحدود الأدب.
*إنّ تـدنّي مسْـتويـات بعـض الطّـلاب ليْـس بسـبب نقْـصٍ فـي ذكائـهم، لكنـّهم شَـغَلوا أنْفَسهُم بأُمورٍ لاطائـل منْها وما جعل اللّه لِـرجلٍ من قلْبـيْن في جـوْفه،فمَا لمْ يجْـتهد الطـّالب فلــنْ يسِيرَ للأمام،فلا شيء يسِيرُ أمام من لايسير،على أنّ المشقّة فـي هــذه الـدّنــيا لابـدّ مـنـها،فـلـوْلا الـمـشقّةُ لـسـادَ النــّاسُ كـلّهم،ولأصـبحوا سـواسيةً كأسْنان المِشْط،فذلِِك الكريم الّذي تُضْـرب الأمْـثال بكـرمه هـلْ نال هـذا اللّـقب إلاّ بعـْد أنْ أنفق الأموال الطّائلة،وذلك البطل الّذي يتغنّى النّاس بشجاعته هل نالَ هـذا اللّقب إلاّ بعْد مُجازفتِه بنفْسه،كذلك الطّالب لنْ يُوفّق مـا لمْ يجْـتهد وينْتظم ويعْتني بواجباته ويكون حسنَ السّـيرة والسّلوك:قال الشّاعر:
بصُرْتُ بالرّاحة الكبْرى فلمْ أرها*تُنالُ إلاّعلى جِسْرٍمن التّعب فالنّجاح لا يُنـالُ بِدون ثـمن،والقِمّة العالية لا تخْـضعُ إلاّ لِمن أضْنى نفْسه،وأدْمى قدميْه في بُلوغها.
إذا كنْت ترْجو كبار الأمور** ******فأعْدِد لها همّةً أكْبرا
وكُن يابِس العود صلْب القناة**وكُن كاسِراً قبْل أن تُكسرا
فلَيْست الْعظمةُ في ألاّ يسقطَ الشّخص أبداً، بل الْعظمة تكون في أن يسْقـط ثمّ ينْهـضَ من جديد،وحين يفْقد الشّـخص كلّ شيء فلا ييْأس فلديْه المسْتقبل.
*كُـن مُتفائـلاً ولا تُوَلّ ظهْركَ للدّنْيا،فالْمتفائلُ هو من لا يرْتابُ في أنّ السّـماء ستُمْطِرُ بعْدجدْب,وهـو من يعْـتقدُ بأنّ المــرْء يخْطـئُ لِيُصــحّحَ لهُ خطؤه،وأنّ الطّـريـقَ المـفْـروشَ بالأزْهــار لا يُؤدّي إلى المجْد فلا بدّ من التّعب.قال الشّاعر:
لا تحْسبِ الْمجْد تمْراً أنْت آكله لن تبلُغ المجْد حتّى تلْعق الصّبِرا
إنّ مدارسـنا ما شكتْ قطّ قحـْطَ العباقرة والْمتمـيّزِين،ولكِنّـها تشْـكو الإهْـمـال وعـدم التّشـجيع مـن المجْــتمع،وإذا لــمْ يجــد الطّــالب التّشـجيع فعلـيْه حينـئذٍ أنْ يتـحمّل مسـْؤوليّة نفـسه،وأنْ يطـــوّر نـفـْـسه،فلآلِـئُ هـذا الْمجـْـتمع تبْـقـى مطْمــورةً وأزْهارهــا تبـْقى ضــائـعةً،فـكمْ من لؤلؤةٍ صـافـية الشـّعـاع ضـاعتْ فـي أعْـماق الـيمّ ولمْ يُتَـحْ لها أنْ تُبْـصِرَ النـّور، وكـمْ مـن زهْـرةٍ فـوّاحةٍ نبتَتْ في أطْرافِ الصّحراء وضاعَ أرِيجُها في الرّمال تسْـفيها الرّياح. *إعْـلم أنّ الـحيـاة ليـْست كُلّـهـا هنــاء،وليـسـت كلـها شـقـاء،وستواجـهك المـصاعب لامحالة،وعـندئذٍ عليـك أن تعلم أنّك لسْــت في الألــم بمـفردك،عليــك أن ترفـع نفــسك فـوق الألــم،وتجـعل من الفرح الصغير فرحاً أكبر،ومن الألم الشديد ألماً هيـّناً.قال الشاعر:
لا أحبّ الإنسان يرْضخُ للوهم **ويرْضى بتافهات الأماني
فعلـيْك أنْ تكون وسـطيـًا،لا تعلّق نفسـك بالأوهام الزائلة ولا ترضـى بالمـراتـب المتــأخّرة،علـيك أن تُجـمّل نفسـك بالصّبر،وتلْجأ إلى الّله بالدّعاء إذا ما واجهتْك المتاعب وتتمثّل قول الشّاعر:
إنـّي إذا مـا حـدثٌ ألـمّـا ** أقـول يـا للّـهُـمّ يـا للّـهـمّ
وأخيــراً إنّ النّصـائح التّربويّة السـابقة ليْسـت كبيرةً عليكم ،لأنّ الشّاعر يقول:
وإذا كانت النّفوس كباراً ** تعبتْ في مرادها الأجسام
.
فعليـْك أيّها الطـّـالب أنْ تثقــّفَ نفْسكَ ثقـافةً مسْؤولةً في خِضـَمّ هذا البـحرِ المتـلاطِمِ من الْعوْلمــةِ والتّقنيّة،وألاّ تدْفِنَ نفْسكَ في مقْـبرةِ البيت،فالْمتـفائلُ هـو مـن يجْـعلُ مـن الصـّعابِ فُـرصـاً تـُغْـتنَمْ.