عبدالرحمن الهيلوم
04-Apr-2008, 05:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب: سلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإليك أبعث هذه الكلمات، التي خرجت من قلبي، فلعلها تصل إلى قلبك …كتبتها لأشاركك همومك وأحل مشكلتك التي ضاق صدري منها… إنها مشكلة الشباب… أتعبتهم وهزت قلوبهم… ضعف بسببها إيمانهم… يعاني الشاب المسكين مما يقرأ ويسمع ويشاهد ويفكر من آثار هذه المصيبة… فتحمله نفسه على الوقوع فيها… فيشعر بالراحة واللذة التي تعقبها الحسرات ثم يقف حائراً في كيفية علاجها، وهو يسمع أخبار الذين حاولوا الخلاص… ثم عادوا بالفشل أو العودة مرة أخرى كلما تركها ثم يصيبه اليأس… إنها سبب للصداع النفسي والقلق وعدم الثقة بالنفس والرغبة في العزلة والشعور بالخجل ثم يؤدي إلى الوقوع في استعمالها… ولعلك عرفتها! ولذلك كله - أردت أن أحذرك من شرها… نعم! أريد أن أتحدث إليك أنت -أخي-حديثاً أخصُّك به، فهل تفتح لي أبواب قلبك الطيَّب فوالله الذي لا إله إلا هو إني لأحبُّك أحبُّك حباً يجعلني: أشعر بالفرح كلما رأيتك تمشي خطوة إلى الأمام.. وأشعر-والله- بالحسرة إذا رأيتك تراوح مكانك أو ترجع وراءك.
أخي في الله اعلم أن في النفس ضعفاً لا يسلم منه بشر، ولكن يتفاوت الناس فيه إلى منازل بحسب إيمانهم، واعتياد النفس للمعصية يوجب غضب الله، ما لم تتب وتستغفر وتجاهد ألا تعود، فإذا عادت مع استمرار المجاهدة، فالرجاء من الله الغفور الرحيم أن تدخل هذه النفس في حديث المصطفى-صلى الله عليه وسلم-: "أن عبداً أصاب ذنباً، فقال: ربي أذنبت ذنباً فاغفر لي فقال ربه: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ؟غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً فقال: ربَّ أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنباً، فقال: أصبت آخر فاغفره لي فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي-ثلاثاً-فليعمل ما شاء ".
هذا … واحذر-يا أخي-من اليأس والقنوط من رحمة الله، فإني أعرف أناساً أذنبوا فيئسوا فانتكسوا، لأنهم قطعوا الأمل بالله فيا مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك.
كما أحذرك من منزلق شيطاني خطير، وهو أن يأتي إبليس إلى المسلم المذنب فيقول له: إنك وأنت على هذه المعصية، لا تستحق أن تماشي أولئك الطيبين الطاهرين؛ لأنك لست في مستواهم !فلا يزال الشيطان بهذا الشاب حتى يبعده عن إخوانه، فتكون بداية النهاية وأذكرك-أخي الحبيب - بما قاله بعض أهل العلم: من أن المسلم الذي يجاهد على شهواتها فيغالبها أفضل من الذي لا توجد في نفسه هذه الشهوات ولا تثور عنده.
أخي الغالي: لولا محبتي لك ما كتبت لك هذه الأسطر، ولولا خوفي عليك من الوقوع في أمور أخطر مما أنت فيه لما كان هذا الكلام… هذا وإني أحذرك حديثاً لو قرأته -وسنده صحيح - لوضعت يدك على قلبك خوفاً، ولاقشعر جلدك خشية فأحضر قلبك وافتح صدرك… يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لأعلمّن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله هباءً منثوراً.
قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلّهم لنا، أن لا نكون فيهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) إنهم يقومون الليل ويصحبون أهل الخير ولكنهم.. اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة .
أخي العزيز: إني لأعلم ما يدور بنفسك من الصداع والمجاهدة الناتجة عن الإحساس بالإثم ووخز الضمير والقلق العصبي ثم الرغبة في العزلة والشعور بالخجل ثم…
واعلم أن بعضهم يظن أن هذه العادة السيئة، تحل مشكلة الشهوة وتطفئ نارها .والحقيقة أنه مؤقت بل وهمي، بل إن الذي يمارسها يريد أن يمارسها مرة أخرى بعدها مباشرة.وهكذا حتى تكون عادة عادية.. فهو أراد الهروب من مشكلة توقع في مصيبة.
أخي وحبيبي: تعال لنضع النقاط على الحروف ونعرف العلاج للوقاية من هذه المصيبة:
أولاً: اعلم - يا أخي - أن العلاج السريع والنهائي هو الزواج، فلا بد أن تحرص عليه على قدر الجهد ولا يصدك عنه المخاوف والعوائق الوهمية، ومصدر الأموال، فإن كنت تؤمن بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم: الناكح يريد العفاف" فلن تمنعك هذه الأعذار الوهمية واعلم أن الفرج يجيء بعده "إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ".
ثانياً: إلى أن يتم هذا الأمر المبارك أوصيك بما يلي:
1* بما أوصى به النبي-صلى الله عليه وسلم-الشباب "… ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء ".
2* أشغل نفسك بكل خير من عبادة ودعوة ومساعدة والديك، وليس عيباً أن تشارك في ترتيب البيت وتنظيفه وشراء الحوائج وعمل أشياء نافعة كالكهرباء والسباكة ونحوها.. حتى تصل إلى درجة في العمل تشعر معها في آخر النهار أنك متعب ومرهق، بحيث لا يكون أمامك إلا النوم مباشرة، وهذا من أنجح الأدوية، فإن نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
3* نفسك لا تخلو من الخواطر والتفكير والشيطان حريص على الإتيان بالأفكار السيئة فلا تمكنه من ذلك، واقطع هذه الوساوس من تخيُّل صورة عارية أو أوضاع محرمة؛ فإنها تهيّج النفس على الوقوع في السوء، وربما يصوِّر لك شخصاً معيناً في الذهن في وضع محرم لتتمنى الوصول إليه بالحرام، وأنه لو كان عندك لفعلت معه ذلك المحرّم، وهذا يعتبر عملاً قلبياً يخشى على صاحبه وليس من حديث النفس الذي يعفى عنه… فأبعد هذا الخواطر الرديئة، بما هو حسن.
وأقوى علاج لدفع هذه الأفكار السيئة غض البصر من أول نظرة؛ فإنك تستريح من التفكير والهم والعذاب! وإذا كان الحال عند أهل السوء ممارسة هذه العادة أمام فيلم أو صورة؛ فإن بعض من تديّنوا تطاردهم أشباح الصور التي كانوا ينظرون إليها في جاهليتهم.
واعلم بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فلا تخادع نفسك بأنك تغض بصرك وأنت تنظر عند عدم الرقيب، وقد غفلت عن الرقيب الأعظم -سبحانه- واتق الله، فإن عيناك تشهدان عليك يوم القيامة، بما نظرت إلى الحرام، وهذا نوع من الزنا. قال -صلى الله عليه وسلم-: "العينان زناهما النظر".
وابتعد عن أماكن الخطر كالأسواق والمنتزهات وصالات الأعراس وأبواب المدارس وأحرق الأفلام والصور والرسائل، واقطع صلتك بأصحابها، واحذر من سماع الأغاني فإنها رأس كل بلية ومعصية.
4* حاول دائمًا أن تبتعد عن الانفراد بنفسك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وإذا كنت في البيت فخالط أهلك في غير معصية الله ولا تجلس عند التلفاز ولو مع أهلك.!
5* احذر من النوم وحدك، فإن الرسول-صلى الله عليه وسلم-نهى أن يبيت الرجل وحده.
6* زاول رياضات مناسبة أحياناً لتصرف طاقة الجسم، فإن الشبعة قد تكون شراً!.
7* ثم عليك أخي الحبيب أن تعتبر بالأضرار الناتجة عن ممارسة تلك العادة السيئة فقد ذكر بعض أهل الطب من أضرار تلك العادة: ضعف البصر والأعصاب عموماً، وضعف عضو التناسل، والالتهاب المنوي وآلام الظهر، ورعشة الأعصاب وكذلك فهو يحل ماء فاعله، فبعد أن يكون منيّه غليظاً ثخيناً يصير بهذه العملية رقيقاً، وقد يولد منه ولد ضعيف.
8* وأيضاً هناك أضرار دينية وهي كثيرة واضحة فكم ضاعت بسبب هذه العادة من صلوات لصعوبة الاغتسال والتكاسل عنه خصوصاً أيام البرد، وكم فسد من أيام صوم من رمضان بسبب مزاولتها.
أخي العزيز الغالي: ما أطلت عليك هذه الإطالة إلا حرصاً عليك، وحباً لك، وخوفاً من هذا العمل الشنيع الذي هو طريق إلى الفاحشة، عافانا الله وإياك من كل سوء!
ومع ذلك كله فلا تظن أن العلاج سهل، وليس دواءً سحرياً، فإن ترك العادة صعب، ولكنه يسير على من يسّره الله عليه، فعليه بالدعاء والصبر… فإن حصل زللٌ وضعفت نفسك ونسيت ما مضى فتمسك بأمرين.
1-سرعة الاستغفار وتجديد التوبة مباشرة، ولو تكرر الذنب في اليوم الواحد .
2-الاستزادة من الأعمال الصالحة لتكفير الذنب وتعويض النقص .ولا تقل: إني منافق، ولن تقبل توبتي.. ! فاحذر كلامك، واذكر قوله-صلى الله عليه وسلم-: " ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه، لا يفارقه حتى يفارق الدنيا. إن المؤمن خلق مُفتّناًً تواباًً نسيّاًً إذا ذكّر ذكر ".
ولست أدعوك أن ترضى بالواقع الذي أنت عليه، كلا ! ولكني أذكّرك: بأن لا تيأس.. وأن تتوب عند النسيان وترجع فوراً وتذكر مولاك: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) .
أخي الكريم: أدعوك أن تردّد هذه الآية على نفسك ثلاث مرات، ثم تقول بعزم: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (ثلاثاً).
اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيّي.
وختاماً: أرجو من الله أن يعينني ويعينك على أنفسنا، وأن يوفقنا لاجتناب الآثام والفواحش ما ظهر منها وما بطن.. وأسأل الله أن يكلأك برعايته ويحوطك بعنايته ويهديك ويسددك ويجنبك شر الأشرار ويجعلك من عباده المتقين الأخيار.
منقول للكاتب //
احمد بن عثيمين
أخي الحبيب: سلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإليك أبعث هذه الكلمات، التي خرجت من قلبي، فلعلها تصل إلى قلبك …كتبتها لأشاركك همومك وأحل مشكلتك التي ضاق صدري منها… إنها مشكلة الشباب… أتعبتهم وهزت قلوبهم… ضعف بسببها إيمانهم… يعاني الشاب المسكين مما يقرأ ويسمع ويشاهد ويفكر من آثار هذه المصيبة… فتحمله نفسه على الوقوع فيها… فيشعر بالراحة واللذة التي تعقبها الحسرات ثم يقف حائراً في كيفية علاجها، وهو يسمع أخبار الذين حاولوا الخلاص… ثم عادوا بالفشل أو العودة مرة أخرى كلما تركها ثم يصيبه اليأس… إنها سبب للصداع النفسي والقلق وعدم الثقة بالنفس والرغبة في العزلة والشعور بالخجل ثم يؤدي إلى الوقوع في استعمالها… ولعلك عرفتها! ولذلك كله - أردت أن أحذرك من شرها… نعم! أريد أن أتحدث إليك أنت -أخي-حديثاً أخصُّك به، فهل تفتح لي أبواب قلبك الطيَّب فوالله الذي لا إله إلا هو إني لأحبُّك أحبُّك حباً يجعلني: أشعر بالفرح كلما رأيتك تمشي خطوة إلى الأمام.. وأشعر-والله- بالحسرة إذا رأيتك تراوح مكانك أو ترجع وراءك.
أخي في الله اعلم أن في النفس ضعفاً لا يسلم منه بشر، ولكن يتفاوت الناس فيه إلى منازل بحسب إيمانهم، واعتياد النفس للمعصية يوجب غضب الله، ما لم تتب وتستغفر وتجاهد ألا تعود، فإذا عادت مع استمرار المجاهدة، فالرجاء من الله الغفور الرحيم أن تدخل هذه النفس في حديث المصطفى-صلى الله عليه وسلم-: "أن عبداً أصاب ذنباً، فقال: ربي أذنبت ذنباً فاغفر لي فقال ربه: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ؟غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً فقال: ربَّ أذنبت آخر فاغفره لي، فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنباً، فقال: أصبت آخر فاغفره لي فقال: أعلم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به؟ غفرت لعبدي-ثلاثاً-فليعمل ما شاء ".
هذا … واحذر-يا أخي-من اليأس والقنوط من رحمة الله، فإني أعرف أناساً أذنبوا فيئسوا فانتكسوا، لأنهم قطعوا الأمل بالله فيا مقلب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك.
كما أحذرك من منزلق شيطاني خطير، وهو أن يأتي إبليس إلى المسلم المذنب فيقول له: إنك وأنت على هذه المعصية، لا تستحق أن تماشي أولئك الطيبين الطاهرين؛ لأنك لست في مستواهم !فلا يزال الشيطان بهذا الشاب حتى يبعده عن إخوانه، فتكون بداية النهاية وأذكرك-أخي الحبيب - بما قاله بعض أهل العلم: من أن المسلم الذي يجاهد على شهواتها فيغالبها أفضل من الذي لا توجد في نفسه هذه الشهوات ولا تثور عنده.
أخي الغالي: لولا محبتي لك ما كتبت لك هذه الأسطر، ولولا خوفي عليك من الوقوع في أمور أخطر مما أنت فيه لما كان هذا الكلام… هذا وإني أحذرك حديثاً لو قرأته -وسنده صحيح - لوضعت يدك على قلبك خوفاً، ولاقشعر جلدك خشية فأحضر قلبك وافتح صدرك… يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (لأعلمّن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله هباءً منثوراً.
قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا جلّهم لنا، أن لا نكون فيهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) إنهم يقومون الليل ويصحبون أهل الخير ولكنهم.. اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة .
أخي العزيز: إني لأعلم ما يدور بنفسك من الصداع والمجاهدة الناتجة عن الإحساس بالإثم ووخز الضمير والقلق العصبي ثم الرغبة في العزلة والشعور بالخجل ثم…
واعلم أن بعضهم يظن أن هذه العادة السيئة، تحل مشكلة الشهوة وتطفئ نارها .والحقيقة أنه مؤقت بل وهمي، بل إن الذي يمارسها يريد أن يمارسها مرة أخرى بعدها مباشرة.وهكذا حتى تكون عادة عادية.. فهو أراد الهروب من مشكلة توقع في مصيبة.
أخي وحبيبي: تعال لنضع النقاط على الحروف ونعرف العلاج للوقاية من هذه المصيبة:
أولاً: اعلم - يا أخي - أن العلاج السريع والنهائي هو الزواج، فلا بد أن تحرص عليه على قدر الجهد ولا يصدك عنه المخاوف والعوائق الوهمية، ومصدر الأموال، فإن كنت تؤمن بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم: الناكح يريد العفاف" فلن تمنعك هذه الأعذار الوهمية واعلم أن الفرج يجيء بعده "إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ".
ثانياً: إلى أن يتم هذا الأمر المبارك أوصيك بما يلي:
1* بما أوصى به النبي-صلى الله عليه وسلم-الشباب "… ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء ".
2* أشغل نفسك بكل خير من عبادة ودعوة ومساعدة والديك، وليس عيباً أن تشارك في ترتيب البيت وتنظيفه وشراء الحوائج وعمل أشياء نافعة كالكهرباء والسباكة ونحوها.. حتى تصل إلى درجة في العمل تشعر معها في آخر النهار أنك متعب ومرهق، بحيث لا يكون أمامك إلا النوم مباشرة، وهذا من أنجح الأدوية، فإن نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
3* نفسك لا تخلو من الخواطر والتفكير والشيطان حريص على الإتيان بالأفكار السيئة فلا تمكنه من ذلك، واقطع هذه الوساوس من تخيُّل صورة عارية أو أوضاع محرمة؛ فإنها تهيّج النفس على الوقوع في السوء، وربما يصوِّر لك شخصاً معيناً في الذهن في وضع محرم لتتمنى الوصول إليه بالحرام، وأنه لو كان عندك لفعلت معه ذلك المحرّم، وهذا يعتبر عملاً قلبياً يخشى على صاحبه وليس من حديث النفس الذي يعفى عنه… فأبعد هذا الخواطر الرديئة، بما هو حسن.
وأقوى علاج لدفع هذه الأفكار السيئة غض البصر من أول نظرة؛ فإنك تستريح من التفكير والهم والعذاب! وإذا كان الحال عند أهل السوء ممارسة هذه العادة أمام فيلم أو صورة؛ فإن بعض من تديّنوا تطاردهم أشباح الصور التي كانوا ينظرون إليها في جاهليتهم.
واعلم بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فلا تخادع نفسك بأنك تغض بصرك وأنت تنظر عند عدم الرقيب، وقد غفلت عن الرقيب الأعظم -سبحانه- واتق الله، فإن عيناك تشهدان عليك يوم القيامة، بما نظرت إلى الحرام، وهذا نوع من الزنا. قال -صلى الله عليه وسلم-: "العينان زناهما النظر".
وابتعد عن أماكن الخطر كالأسواق والمنتزهات وصالات الأعراس وأبواب المدارس وأحرق الأفلام والصور والرسائل، واقطع صلتك بأصحابها، واحذر من سماع الأغاني فإنها رأس كل بلية ومعصية.
4* حاول دائمًا أن تبتعد عن الانفراد بنفسك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وإذا كنت في البيت فخالط أهلك في غير معصية الله ولا تجلس عند التلفاز ولو مع أهلك.!
5* احذر من النوم وحدك، فإن الرسول-صلى الله عليه وسلم-نهى أن يبيت الرجل وحده.
6* زاول رياضات مناسبة أحياناً لتصرف طاقة الجسم، فإن الشبعة قد تكون شراً!.
7* ثم عليك أخي الحبيب أن تعتبر بالأضرار الناتجة عن ممارسة تلك العادة السيئة فقد ذكر بعض أهل الطب من أضرار تلك العادة: ضعف البصر والأعصاب عموماً، وضعف عضو التناسل، والالتهاب المنوي وآلام الظهر، ورعشة الأعصاب وكذلك فهو يحل ماء فاعله، فبعد أن يكون منيّه غليظاً ثخيناً يصير بهذه العملية رقيقاً، وقد يولد منه ولد ضعيف.
8* وأيضاً هناك أضرار دينية وهي كثيرة واضحة فكم ضاعت بسبب هذه العادة من صلوات لصعوبة الاغتسال والتكاسل عنه خصوصاً أيام البرد، وكم فسد من أيام صوم من رمضان بسبب مزاولتها.
أخي العزيز الغالي: ما أطلت عليك هذه الإطالة إلا حرصاً عليك، وحباً لك، وخوفاً من هذا العمل الشنيع الذي هو طريق إلى الفاحشة، عافانا الله وإياك من كل سوء!
ومع ذلك كله فلا تظن أن العلاج سهل، وليس دواءً سحرياً، فإن ترك العادة صعب، ولكنه يسير على من يسّره الله عليه، فعليه بالدعاء والصبر… فإن حصل زللٌ وضعفت نفسك ونسيت ما مضى فتمسك بأمرين.
1-سرعة الاستغفار وتجديد التوبة مباشرة، ولو تكرر الذنب في اليوم الواحد .
2-الاستزادة من الأعمال الصالحة لتكفير الذنب وتعويض النقص .ولا تقل: إني منافق، ولن تقبل توبتي.. ! فاحذر كلامك، واذكر قوله-صلى الله عليه وسلم-: " ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه، لا يفارقه حتى يفارق الدنيا. إن المؤمن خلق مُفتّناًً تواباًً نسيّاًً إذا ذكّر ذكر ".
ولست أدعوك أن ترضى بالواقع الذي أنت عليه، كلا ! ولكني أذكّرك: بأن لا تيأس.. وأن تتوب عند النسيان وترجع فوراً وتذكر مولاك: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) .
أخي الكريم: أدعوك أن تردّد هذه الآية على نفسك ثلاث مرات، ثم تقول بعزم: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (ثلاثاً).
اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيّي.
وختاماً: أرجو من الله أن يعينني ويعينك على أنفسنا، وأن يوفقنا لاجتناب الآثام والفواحش ما ظهر منها وما بطن.. وأسأل الله أن يكلأك برعايته ويحوطك بعنايته ويهديك ويسددك ويجنبك شر الأشرار ويجعلك من عباده المتقين الأخيار.
منقول للكاتب //
احمد بن عثيمين