المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((تفسير قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرّ الآية))الشيخ بن باز


محمد المسعودي العتيبي
31-Mar-2008, 09:47 AM
((تفسير قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرّ الآية))

س _ ما تفسير قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ[1]؟



ج _ هذه الآية الكريمة فسرها الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه، وهو قوله: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ[2] ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر، قال: ((يا أبا ذر أتدري ما مستقرها؟ فقال أبو ذر: الله ورسوله أعلم، قال صلى الله عليه وسلم: مستقرها أنها تسجد تحت عرش ربها عز وجل ذاهبة وآيبة بأمره سبحانه وتعالى)) سجوداً الله أعلم بكيفيته سبحانه وتعالى. وهذه المخلوقات كلها تسجد لله وتسبح له جل وعلا تسبيحاً وسجوداً يعلمه سبحانه، وإن كنا لا نعلمه ولا نفقهه، كما قال عز وجل: تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا[3]، وقال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ[4] الآية، هذا السجود يليق به لا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه، ومن هذا قوله تعالى في سورة الرعد: وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ[5]، فالشمس تجري كما أمرها الله تطلع من المشرق وتغيب من المغرب إلى آخر الزمان، فإذا قرب قيام الساعة طلعت من مغربها، وذلك من أشراط الساعة العظمى، كما تواترت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا انتهى هذا العالم وقامت القيامة كورت، كما قال تعالى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ[6] فتكور ويذهب نورها وتطرح هي والقمر في جهنم؛ لأنهما قد ذهبت الحاجة إليهما بزوال هذه الدنيا. والمقصود أنها تجري لمستقر لها ذاهبة وآيبة، ومستقرها سجودها تحت العرش في سيرها طالعة وغاربة، كما تقدم ذكر ذلك في الحديث الصحيح، ذلك بتقدير العزيز العليم، وهو الذي قدر سبحانه وتعالى لها ذلك، الْعَلِيمِ ومعناه: المنيع الجناب الغالب لكل شيء، العليم بأحوال خلقه سبحانه وتعالى، والله ولي التوفيق.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة يس الآيات 38 – 40.

[2] سورة يس 38.

[3]- سورة الإسراء الآية 44.

[4]- سورة الحج الآية 18.

[5] سورة الرعد الآية 15.

[6] سورة التكوير الآية 1.


_الشيخ بن باز ....رحمه الله _

عبدالرحمن الهيلوم
31-Mar-2008, 04:45 PM
موفق خير يالغالي

محب الهيلا
31-Mar-2008, 06:06 PM
جزاك الله خير

مشكور وماقصرت

محمد المسعودي العتيبي
02-Apr-2008, 07:29 AM
موفق خير يالغالي


حياك الله اخوي عبدالرحمن واشكرك على المرور

محمد المسعودي العتيبي
02-Apr-2008, 07:30 AM
جزاك الله خير

مشكور وماقصرت


حياك الله اخوي محب الهيلا واشكرك على المرور

فيصل البرقاوي
02-Apr-2008, 11:07 AM
جزاك الله خير

فهد النفيعي
02-Apr-2008, 04:51 PM
جزاك الله خير

يعطيك العافية

ابن هضلا
02-Apr-2008, 10:15 PM
جزاك الله خير خير الجزاء

بارك الله فيك

محمد المسعودي العتيبي
04-May-2008, 07:47 AM
مشكور على المرور اخواني الغالين والله لايحرمك الاجر

/عبد العزيز الجذع/
04-May-2008, 12:39 PM
جزاك الله خير...

عبدالله الجريسي
04-May-2008, 03:30 PM
جزاك الله خير

محمد المسعودي العتيبي
05-May-2008, 07:16 AM
مشكور على المرور اخواني الغالين والله لايحرمك الاجر