تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مــن اكـرم ذلـك الزمـان ؟!


ابو ضيف الله
25-Nov-2003, 06:34 PM
وقال الهيثم بن عدى : اختلف ثلاثة عند الكعبة في أكرم أهل زمانهم ، فقال أحدهم عبد الله بن جعفر وقال الآخر قيس بن سعد وقال الآخر : عرابة الأوسي . فتماروا في ذلك حتى ارتفع ضجيجهم عند الكعبة ، فقال لهم رجل : فليذهب كل رجل منكم إلى صاحبه الذي يزعم أنه أكرم من غيره ، فلينظر ما يعطيه وليحكم على العيان . فذهب صاحب عبد الله بن جعفر إليه ، فوجده قد وضع رجله في الغرز ليذهب إلى ضيعة له ، فقال له : يا ابن عم رسول الله ، ابن سبيل ومنقطع به . قال : فأخرج رجله في الغرز وقال : ضع رجلك واستو عليها ، فهي لك بما عليها ، وخذ ما في الحقيبة ولا تخدعن عن السيف ، فإنه من سيوف علي . فرجع إلى أصحابه بناقة عظيمة ، وإذا في الحقيبة أربعة آلاف دينار ، ومطارف من خز وغير ذلك ، وأجل ذلك سيف علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ومضى صاحب قيس بن سعد إليه ، فوجده نائما ، فقالت له الجارية : ما حاجتك إليه ؟ قال : ابن سبيل ومنقطع به . قالت : فحاجتك أيسر من إيقاظه ، هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما في دار قيس مال غيره اليوم ، واذهب إلى مولانا في معاطن الإبل ، فخذ لك ناقة وعبدا ، واذهب راشدا . فلما استيقظ قيس من رقدته أخبرته الجارية بما صنعت ، فأعتقها شكرا على صنيعها ذلك ، وقال : هلا أيقظتني حتى أعطيه ما يكفيه ، فلعل الذي أعطيته لا يقع منه موقع حاجته . وذهب صاحب عرابة الأوسي إليه ، فوجده وقد خرج من منزله يريد الصلاة ، وهو يتوكأ على عبدين ، وقد كف بصره ، فقال له : يا عرابة . فقال : قل . فقال : ابن سبيل ومنقطع به . قال : فخلى عن العبدين ثم صفق بيده اليمنى على اليسرى ، ثم قال : أوه أوه ، والله ما أصبحت ولا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئا ، ولكن خذهما . يعني العبدين . فقال : ما كنت لأفعل . فقال : إن لم تأخذهما فهما حران فإن شئت فأعتق ، وإن شئت فخذ . وأقبل يلتمس الحائط بيده ، قال : فأخذهما وجاء بهما . قال : فحكم الناس على أن ابن جعفر قد جاد بمال عظيم ، وأن ذلك ليس بمستنكر له ، إلا أن السيف أجلها ، وأن قيسا أحد الأجواد ؛ حكم مملوكته في ماله بغير علمه ، واستحسانه ما فعلته ، وعتقه لها وما تكلم به وأجمعوا على أن أسخى الثلاثة عرابة الأوسي ؛ لأنه جهد مقل .


مع تحيات
ابو ضيف الله

سلطان الفهد
25-Nov-2003, 11:01 PM
مشكور على هذه القصة الجميلة اخوي الغالي
كلآ من الرجال الثلاثة التي ذكرتهم بالقصة كرماء وهذا يدل على ان لا نجعل بيننا فقير او عابر سبيل او ضيف الا وان نكرمه ونعطيه حقة بالاكرامية فهذا من شيم اجدادنا رحمهم الله واياهم اجمعين