رائد السباعي
21-Feb-2008, 06:54 AM
http://up.mergab.com/uploads_pic/e74dee8d06.jpg
ذهب كل الكلام وفضته لو السكوت انحاس .. قبل ماشوفك أشوفك نهر من منبع اعذوبه
أحبك من زمان البرد أحبك من زمان الياس .. كثر مااصحى من أيام الوله وأدخل فـ غيبوبه
أنا وحدي حبيبك لو قريتك في وجيه الناس .. ولو وجهك ذنوب مالها في سجدتي توبه
تجي مثل العزا بعد العزا في غيبة الأعراس .. تروح أشبه بدمعه في الورق بالصمت مكتوبه
معك حلمي من الما والمياه تكذب الغطاس .. ياكثر اللي اغطسوا في حبك الهايج وغرقوبه
مجاريح ٍ نفاهم دربهم لعيونك النعّاس .. تعدّوا ينشدون الصبح وضاعوا به
تخاووا بين من دور ذهيب ومن سرى عسّاس .. حياراً غرّهم كاذب هدبك ووجهوا صوبه
منذ الوهلة الأولى التي رأت فيها عينيّ هذا الفتى النحيل والقلب يرتع في شِعره وصوته المخملي الدافىء، دخل بندر في الحلقات التمهيدية وكان أول كلمتين أو ثلاث : أنا الشاعر بندر المحيا العتيبي، حينها وبعد أن سمعت نصه الفخم الفخم جداً، قلت وفي القلب حسرة : هذا الشعر الذي لايستطيع كتابته إلا المبدعين أمثالك ولكن هيهات أن يفهم من حولك.
حين رأيت قسمات وجهه وهو يلقي شعرت أن بندر يتحدث ويقول أبياته من أعماقه، من صدره، من حنينه، استمرّ يُلقي وأنا أراقب بكل الحواس، إن لعينيه بريق مخيف! وإن ليديه شاعرية حينما يلّوح بها، إن لقسمات وجهه عنفوان العاشق وبراعة الفارس وشيخ القبيلة!، إن لبندر كريزما شعر فقط، ليست هياط وليست فخر وليست اعتزاز بالأنا، إن له جنبات من الحب، لا أشك أن في أوراقه تنمو العصافير وتتربى الأشجار ويهطل الغيم، هذا البندر غير عادي البته، وحينما بدأت اللجنة في تقييم نصه، قال المريخي : نص في غاية الروعة وتركي له سليقة وإن كانت عفوية، إلا أنها تنم عن دهشة تركي تجاهه، وحينما قال العميمي : سمعت 25قصيدة أعلنت الصمت أمام الشاشة، كيف لا وهو يؤمن بما آمنت به من أن الشعر الحقيقي صعبه في فهمه لكنه أصعب على الهواه من كتابته، خرجت تلك الليلة إلى المقهى لأحتسي أحلى قهوة سوداء بعد ما سمعت من شعر لذيذ بحضرة الفارس العاشق المبدع المحيّا، وفضلت الصمت وانا أغني وأردد :
ذهب كل الكلام وفضته لو السكوت انحاس
........................قبل ماشوفك أشوفك نهر من منبع عذوبه!
أي حكمة عاشق تلك وأي روعة شاعر التي تحكي عن "دخول" مفاجيء ..أي حكمة يحملها المحيّا وهو يسطر الأحرف ويتوغل في الأفئدة؟!!
بأي قلم يكتب المحيا؟ بدمه، أم بدمعه؟ أم بدم من سفكتهم حوافر خيل المحيا؟! أم بتاريخ أجداده العظيم؟!!
كأنه يهجم على الورق وهو يتذكر الشيخ بن هدلان عندما يقول :
أبكيك ويبكونك هل الفطّر الشيب ......إن لايعتهم مثل خيل المحيا!
أي تاريخ هذا الذي لاينصفك أيها الإنسان الفارس العاشق الأمير؟!!
حينها بحثت عن المحيّا في كل مكان، ووقعت عيناي على قصائد له فكنت أقرأ في العناوين :
الفلوجة/ وقصيدة للذب عن محمد صلى الله عليه وسلّم/ وقصيدة في الأطفال/ وقصيدة في الوطن/ وقصيدة في ذوي الاحتياجات الخاصة؟!
ألا يكفي هذا أن نؤمن أن الشاعر هو من يؤمن بأن الشعر رسالة سامية تماماً ؟!
لابأس أكمل لكم :
كانت يديّ على قلبي وأن أقرأ قائمة الـ 100 كيف لا وهذا النحيل يقول بأصالة العربيّ، وروح المقاتل الشهم في الفلوجة:
ياأُم المآذن والروافد والامطار
...................... ياأم العروبه والشذا والأزاهير
يالفالجه* ماباقي ٍ غير الاشجار
...................... اللي عليها ماتحط العصافير!
لكني آشوف الدما مثل الانهار
.................... واشوف شجعانك موارد مصادير
يوم اختلط دم ومدامع مع غبار
............... مع نار مع موت..النصر طعمته غير!
تخضّبي دم وصخب والبسيّ خمار
.................... وتراقصي بين الرضا والتباشير
لو عوروّا خصرك بتطويق وحْصار
.................... ولو دمروا قلبك من الحقد تدمير
البارحه فـ ترابك كبار واصغار
................... أرواح ٍ أشبه بانبعاث الأساطير!
أشاوس ٍ تجتاح وقلوبهم نار
................... وعزومهم ريح وسموم واعاصير
مالوا على عدوانهم ميلة أحرار
....................... وتلّحقوهم باللهب والزمهرير
أسود ٍ ارتزَّت على تراب الانبار
..................فـ جباههم سجده وفالحلق تكبير
المجد مكتوب ٍ لفتيان شنعار*
...................... الصابرين المسلمين المغاوير
باعوا لأجل الدين والعرض الاعمار
.................... وتقاطعوا موت القرود الخنازير
حتى هطل وسم ٍ صدوق ٍ ومدرار
........................ على جباه المُتقين المناعيــر
ولّـفوا حواليهم كذا.. دار مادار
.................... وساقوهم لموت المهونه طوابير
للدين للحريه ..لدمعة الثار !
........................ ما ردّهم للخوف كثر المعاذير
وياطيب عين اللي يجاهد ويختار
........................ الحسنيين ولاحياة المخاسير
أيها الباسل، إن لك أبياتاً تضرب الورق بكف ٍ من حديد وتارةً بكف ٍ من اخضرار، أيها المحيّا، هل يغرمُ الرجال في أبيات الرجال؟ إنني أخطب ود قصائدك كل ليلة ومع كل لحفة برد وشتاء، ومع كل بيد وغيد وعناقيد، أكمل لكم :
دخل بندر تلك الليلة في مسرح الراحة وهو من قِلة مع كامل احترامي لعقول شعراء الراحة أقول: يحمل هم الشِّعر بين أضلعه، وهذا ما اكتشفته وهو يأتي مشياً مسرعاً : ويجلس على كرسيه الأحمر أمام الملايين :
ويقول : أجمل قصيدة هذا المساء هي أبوظبي وهذا الكرنفال الجميل، كأنه يبريء روحه من الجمال الذي يلازمه!
حينها صفّق جمهور شاطيء الرّاحة، رغماً عن أنفه!، فكيف لايصفق وهو يشعر أن المطر يحضر بكامل أناقته وتفاصيله، كيف لايصفق والمحيّا يتلاعب بالمقدمات والأبيات كما يلاعب قطر الندى أوراقه؟!
حسناً : فأردف قائلاً : أحياناً يخون الشاعر التعبير في مثل هذه المواقف!، "وأقول: أنت لاتخون الكلمات حتماً فهي لاتخونك" !
فكانت المفاجأة :
اليوم والمنبر مراكب شعر فبحور الخليل
......... والريح هبت والبيارق جالها صوت احتفال !
كأنه يقول : احتفلوا يا سادة بهذه الرائعة!، استرسل المحيّا وأنا فاغرُ فاه ٍ ، مشدوه الوجه، مدججٌ بدهشة الكلمات والإلقاء الغير عادي!، وهو يقول :
بين الحنايا حس رمي وهج نوق ودبك خيل
........... كنّك تشوف أقواسها مسرح وساحة للنزال!
وهذه هي أضلعي وأنت تلقي بسحرك يابندر، شعرت "وهي المرة الأولى التي شعرت بها أن جمهور اراحة يصمت" وحتى الإضاءة خفتت ودبّ اللون الأخضر في كل مكان، فكأن المخرج يقول : يكفي ضوء بندر!
"راجعوا فيديو مشاركة المحيا" فضلاً ،
و
.................................................. ........
وأنت تسمع بندر المحيا، كأنك تقرأ كتب اللغة، والانثربولوجيا، كأنك تغوص في التاريخ، وتتمشى في جغرافيا الوطن كاملاً، كأنك تستعد بعد سماع أبياته لأن تعلن الحرب على قلبك!، عندما يبدأ بندر بن محيا بأول كلمة من قصيدة تبدأ تتفقد رأسك وحواسك، وفؤادك، لشعر بندر المحيا ثقافة عالية، فهو يشبه نيرودا في إحساسه، ويشبه المتنبي في تراكيبه، ويأخذ من أبوتمام أنفته في شعره، ولايفتىء يطرح الأسئلة مثل البحتري، ويتوافق مع الفرزدق في حياديته، ولم أجد أبداً مدحاً زائفاً له عن شخصه في أي ٍ من أبياته، وحتى إن أفتخر بن محيّا، فلعمري أنه تاج على رأس الفخر، ووسام على صدر الشِّعر، وحينما ختم قصيدته الأولى في شاطيء الراحة في أول ظهور له بـ :
أنا يا نجم الجدي ماني في نظر عينك سهيل
........ اخترت أكون ألك السمــــا لا غابت نـجـوم الليـــال !
كان فخرا استثنائياً، فهو شاعر أذكى من كونه يستخدم المباشرة حتى في مجال الفخر الذي لايحتمل غير ذلك، إنه يستخدم الطبيعة حتى في فخره!، حتى في اعتزازه في قامته الشامخة! وعندما ألقى هذا البيت الأخير، عرفت مامعنى الجمال الحقيقي :
لاصرت تجني من حديثك لاتحدّثت القليل
............ الصمت في حضرة جمال الحرف هو معنى الجـمــَال!
لكن مضموناً جيء به وجاء به أخبرني أن بن محيا مواطن عظيم تجاه وطنه..كيف لا وهو يقول :
لي ديرة فيها يُقام الحق، حق ٍ مايميل
........... المستقيمة يمّها كل ما استقام القلب مــال!
عندي كأن ترابها من زعفران وزنجبيل
............ لوانّها في نظرة الناظر صحاري من رمــال!
راس ٍ مايعشق موطنه لو ارتفع يبقى ذليل
............. وقلوب ما تنبض بحب أوطانها فيها اعتـلال
إنها محاضرة كاملة عن الوطن، وعن المواطنة، عن الانتماء الحقيقي، وحينما جلس المحيا وبدأ قصيدته ولم يمدح أحداً ولم يأتي بشخوص ليضعها عناوين لانطلاقته، أدركت أنه جاء بالانتماء وترك الزيف وهو ماربى عليه ورّبي عليه شعره،
سألت أحد الأخوة المقربين عن بندر فقال : إنه إنسان بسيط ، عضو جمعية إنسان، ويمتلك مجلة تُعنى بالتربية الخاصة، وأخصائي نفسي في مجال المعاقين، ويدرس العلوم الإنسانية / دراسات عليا / ماجستير!
وشاعر حقيقي، ومؤدب للحد الذي تشعر أن هذا الإنسان على خلق وهدوء فطري من الله، غير أني مؤمن عطفاً على ذلك بأنه الشاعر الأفضل في المسابقة ككل، عطفاً على أشياء كثيرة..بعضها تم ذكره وبعضها جميل وربما لا أعرفه،
جاء في الحلقة الأولى وسحب البساط وانتزع بطاقة التأهل من بين أنياب الآخرين، وبتزكية اللجنة، وها هو ينتظر دوره ليثب وثبة الأشاوس!
أخيراً : أتمنى ألا يغادر البيرق شاعر كبير مثل المحيا، وإن حدث عكس ذلك فالأهم لشاعر حقيقي!
بندر المحيّا نجم عتيبة في شاعر المليون، وأفضل الشعراء المشاركين على الإطلاق :
فيا بندر المحيا يافارس الأبداع ويانجم شاعر المليون إنك
تحلق لوحدك فتقدم يا أمير الشعراء والغواة والقلوب!
وها أنا أنتظر طلتك البهية على المسرح مرة أخرى، لتعلمهم فنون الشعر وفن الأخلاق وفن الشجاعة!!
!
بعيداً عن كل شيء بندر المحيا يمثل الشعر الحقيقي لذلك أنا سأسخّر قلمي له ووقتي وجهدي له.
د. رائد السباعي.. بتصرف!
ذهب كل الكلام وفضته لو السكوت انحاس .. قبل ماشوفك أشوفك نهر من منبع اعذوبه
أحبك من زمان البرد أحبك من زمان الياس .. كثر مااصحى من أيام الوله وأدخل فـ غيبوبه
أنا وحدي حبيبك لو قريتك في وجيه الناس .. ولو وجهك ذنوب مالها في سجدتي توبه
تجي مثل العزا بعد العزا في غيبة الأعراس .. تروح أشبه بدمعه في الورق بالصمت مكتوبه
معك حلمي من الما والمياه تكذب الغطاس .. ياكثر اللي اغطسوا في حبك الهايج وغرقوبه
مجاريح ٍ نفاهم دربهم لعيونك النعّاس .. تعدّوا ينشدون الصبح وضاعوا به
تخاووا بين من دور ذهيب ومن سرى عسّاس .. حياراً غرّهم كاذب هدبك ووجهوا صوبه
منذ الوهلة الأولى التي رأت فيها عينيّ هذا الفتى النحيل والقلب يرتع في شِعره وصوته المخملي الدافىء، دخل بندر في الحلقات التمهيدية وكان أول كلمتين أو ثلاث : أنا الشاعر بندر المحيا العتيبي، حينها وبعد أن سمعت نصه الفخم الفخم جداً، قلت وفي القلب حسرة : هذا الشعر الذي لايستطيع كتابته إلا المبدعين أمثالك ولكن هيهات أن يفهم من حولك.
حين رأيت قسمات وجهه وهو يلقي شعرت أن بندر يتحدث ويقول أبياته من أعماقه، من صدره، من حنينه، استمرّ يُلقي وأنا أراقب بكل الحواس، إن لعينيه بريق مخيف! وإن ليديه شاعرية حينما يلّوح بها، إن لقسمات وجهه عنفوان العاشق وبراعة الفارس وشيخ القبيلة!، إن لبندر كريزما شعر فقط، ليست هياط وليست فخر وليست اعتزاز بالأنا، إن له جنبات من الحب، لا أشك أن في أوراقه تنمو العصافير وتتربى الأشجار ويهطل الغيم، هذا البندر غير عادي البته، وحينما بدأت اللجنة في تقييم نصه، قال المريخي : نص في غاية الروعة وتركي له سليقة وإن كانت عفوية، إلا أنها تنم عن دهشة تركي تجاهه، وحينما قال العميمي : سمعت 25قصيدة أعلنت الصمت أمام الشاشة، كيف لا وهو يؤمن بما آمنت به من أن الشعر الحقيقي صعبه في فهمه لكنه أصعب على الهواه من كتابته، خرجت تلك الليلة إلى المقهى لأحتسي أحلى قهوة سوداء بعد ما سمعت من شعر لذيذ بحضرة الفارس العاشق المبدع المحيّا، وفضلت الصمت وانا أغني وأردد :
ذهب كل الكلام وفضته لو السكوت انحاس
........................قبل ماشوفك أشوفك نهر من منبع عذوبه!
أي حكمة عاشق تلك وأي روعة شاعر التي تحكي عن "دخول" مفاجيء ..أي حكمة يحملها المحيّا وهو يسطر الأحرف ويتوغل في الأفئدة؟!!
بأي قلم يكتب المحيا؟ بدمه، أم بدمعه؟ أم بدم من سفكتهم حوافر خيل المحيا؟! أم بتاريخ أجداده العظيم؟!!
كأنه يهجم على الورق وهو يتذكر الشيخ بن هدلان عندما يقول :
أبكيك ويبكونك هل الفطّر الشيب ......إن لايعتهم مثل خيل المحيا!
أي تاريخ هذا الذي لاينصفك أيها الإنسان الفارس العاشق الأمير؟!!
حينها بحثت عن المحيّا في كل مكان، ووقعت عيناي على قصائد له فكنت أقرأ في العناوين :
الفلوجة/ وقصيدة للذب عن محمد صلى الله عليه وسلّم/ وقصيدة في الأطفال/ وقصيدة في الوطن/ وقصيدة في ذوي الاحتياجات الخاصة؟!
ألا يكفي هذا أن نؤمن أن الشاعر هو من يؤمن بأن الشعر رسالة سامية تماماً ؟!
لابأس أكمل لكم :
كانت يديّ على قلبي وأن أقرأ قائمة الـ 100 كيف لا وهذا النحيل يقول بأصالة العربيّ، وروح المقاتل الشهم في الفلوجة:
ياأُم المآذن والروافد والامطار
...................... ياأم العروبه والشذا والأزاهير
يالفالجه* ماباقي ٍ غير الاشجار
...................... اللي عليها ماتحط العصافير!
لكني آشوف الدما مثل الانهار
.................... واشوف شجعانك موارد مصادير
يوم اختلط دم ومدامع مع غبار
............... مع نار مع موت..النصر طعمته غير!
تخضّبي دم وصخب والبسيّ خمار
.................... وتراقصي بين الرضا والتباشير
لو عوروّا خصرك بتطويق وحْصار
.................... ولو دمروا قلبك من الحقد تدمير
البارحه فـ ترابك كبار واصغار
................... أرواح ٍ أشبه بانبعاث الأساطير!
أشاوس ٍ تجتاح وقلوبهم نار
................... وعزومهم ريح وسموم واعاصير
مالوا على عدوانهم ميلة أحرار
....................... وتلّحقوهم باللهب والزمهرير
أسود ٍ ارتزَّت على تراب الانبار
..................فـ جباههم سجده وفالحلق تكبير
المجد مكتوب ٍ لفتيان شنعار*
...................... الصابرين المسلمين المغاوير
باعوا لأجل الدين والعرض الاعمار
.................... وتقاطعوا موت القرود الخنازير
حتى هطل وسم ٍ صدوق ٍ ومدرار
........................ على جباه المُتقين المناعيــر
ولّـفوا حواليهم كذا.. دار مادار
.................... وساقوهم لموت المهونه طوابير
للدين للحريه ..لدمعة الثار !
........................ ما ردّهم للخوف كثر المعاذير
وياطيب عين اللي يجاهد ويختار
........................ الحسنيين ولاحياة المخاسير
أيها الباسل، إن لك أبياتاً تضرب الورق بكف ٍ من حديد وتارةً بكف ٍ من اخضرار، أيها المحيّا، هل يغرمُ الرجال في أبيات الرجال؟ إنني أخطب ود قصائدك كل ليلة ومع كل لحفة برد وشتاء، ومع كل بيد وغيد وعناقيد، أكمل لكم :
دخل بندر تلك الليلة في مسرح الراحة وهو من قِلة مع كامل احترامي لعقول شعراء الراحة أقول: يحمل هم الشِّعر بين أضلعه، وهذا ما اكتشفته وهو يأتي مشياً مسرعاً : ويجلس على كرسيه الأحمر أمام الملايين :
ويقول : أجمل قصيدة هذا المساء هي أبوظبي وهذا الكرنفال الجميل، كأنه يبريء روحه من الجمال الذي يلازمه!
حينها صفّق جمهور شاطيء الرّاحة، رغماً عن أنفه!، فكيف لايصفق وهو يشعر أن المطر يحضر بكامل أناقته وتفاصيله، كيف لايصفق والمحيّا يتلاعب بالمقدمات والأبيات كما يلاعب قطر الندى أوراقه؟!
حسناً : فأردف قائلاً : أحياناً يخون الشاعر التعبير في مثل هذه المواقف!، "وأقول: أنت لاتخون الكلمات حتماً فهي لاتخونك" !
فكانت المفاجأة :
اليوم والمنبر مراكب شعر فبحور الخليل
......... والريح هبت والبيارق جالها صوت احتفال !
كأنه يقول : احتفلوا يا سادة بهذه الرائعة!، استرسل المحيّا وأنا فاغرُ فاه ٍ ، مشدوه الوجه، مدججٌ بدهشة الكلمات والإلقاء الغير عادي!، وهو يقول :
بين الحنايا حس رمي وهج نوق ودبك خيل
........... كنّك تشوف أقواسها مسرح وساحة للنزال!
وهذه هي أضلعي وأنت تلقي بسحرك يابندر، شعرت "وهي المرة الأولى التي شعرت بها أن جمهور اراحة يصمت" وحتى الإضاءة خفتت ودبّ اللون الأخضر في كل مكان، فكأن المخرج يقول : يكفي ضوء بندر!
"راجعوا فيديو مشاركة المحيا" فضلاً ،
و
.................................................. ........
وأنت تسمع بندر المحيا، كأنك تقرأ كتب اللغة، والانثربولوجيا، كأنك تغوص في التاريخ، وتتمشى في جغرافيا الوطن كاملاً، كأنك تستعد بعد سماع أبياته لأن تعلن الحرب على قلبك!، عندما يبدأ بندر بن محيا بأول كلمة من قصيدة تبدأ تتفقد رأسك وحواسك، وفؤادك، لشعر بندر المحيا ثقافة عالية، فهو يشبه نيرودا في إحساسه، ويشبه المتنبي في تراكيبه، ويأخذ من أبوتمام أنفته في شعره، ولايفتىء يطرح الأسئلة مثل البحتري، ويتوافق مع الفرزدق في حياديته، ولم أجد أبداً مدحاً زائفاً له عن شخصه في أي ٍ من أبياته، وحتى إن أفتخر بن محيّا، فلعمري أنه تاج على رأس الفخر، ووسام على صدر الشِّعر، وحينما ختم قصيدته الأولى في شاطيء الراحة في أول ظهور له بـ :
أنا يا نجم الجدي ماني في نظر عينك سهيل
........ اخترت أكون ألك السمــــا لا غابت نـجـوم الليـــال !
كان فخرا استثنائياً، فهو شاعر أذكى من كونه يستخدم المباشرة حتى في مجال الفخر الذي لايحتمل غير ذلك، إنه يستخدم الطبيعة حتى في فخره!، حتى في اعتزازه في قامته الشامخة! وعندما ألقى هذا البيت الأخير، عرفت مامعنى الجمال الحقيقي :
لاصرت تجني من حديثك لاتحدّثت القليل
............ الصمت في حضرة جمال الحرف هو معنى الجـمــَال!
لكن مضموناً جيء به وجاء به أخبرني أن بن محيا مواطن عظيم تجاه وطنه..كيف لا وهو يقول :
لي ديرة فيها يُقام الحق، حق ٍ مايميل
........... المستقيمة يمّها كل ما استقام القلب مــال!
عندي كأن ترابها من زعفران وزنجبيل
............ لوانّها في نظرة الناظر صحاري من رمــال!
راس ٍ مايعشق موطنه لو ارتفع يبقى ذليل
............. وقلوب ما تنبض بحب أوطانها فيها اعتـلال
إنها محاضرة كاملة عن الوطن، وعن المواطنة، عن الانتماء الحقيقي، وحينما جلس المحيا وبدأ قصيدته ولم يمدح أحداً ولم يأتي بشخوص ليضعها عناوين لانطلاقته، أدركت أنه جاء بالانتماء وترك الزيف وهو ماربى عليه ورّبي عليه شعره،
سألت أحد الأخوة المقربين عن بندر فقال : إنه إنسان بسيط ، عضو جمعية إنسان، ويمتلك مجلة تُعنى بالتربية الخاصة، وأخصائي نفسي في مجال المعاقين، ويدرس العلوم الإنسانية / دراسات عليا / ماجستير!
وشاعر حقيقي، ومؤدب للحد الذي تشعر أن هذا الإنسان على خلق وهدوء فطري من الله، غير أني مؤمن عطفاً على ذلك بأنه الشاعر الأفضل في المسابقة ككل، عطفاً على أشياء كثيرة..بعضها تم ذكره وبعضها جميل وربما لا أعرفه،
جاء في الحلقة الأولى وسحب البساط وانتزع بطاقة التأهل من بين أنياب الآخرين، وبتزكية اللجنة، وها هو ينتظر دوره ليثب وثبة الأشاوس!
أخيراً : أتمنى ألا يغادر البيرق شاعر كبير مثل المحيا، وإن حدث عكس ذلك فالأهم لشاعر حقيقي!
بندر المحيّا نجم عتيبة في شاعر المليون، وأفضل الشعراء المشاركين على الإطلاق :
فيا بندر المحيا يافارس الأبداع ويانجم شاعر المليون إنك
تحلق لوحدك فتقدم يا أمير الشعراء والغواة والقلوب!
وها أنا أنتظر طلتك البهية على المسرح مرة أخرى، لتعلمهم فنون الشعر وفن الأخلاق وفن الشجاعة!!
!
بعيداً عن كل شيء بندر المحيا يمثل الشعر الحقيقي لذلك أنا سأسخّر قلمي له ووقتي وجهدي له.
د. رائد السباعي.. بتصرف!