تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من أجـمـل مـا قـيـل عن الصـحـابـة رضي الله عنهم


ابو ضيف الله
19-Feb-2008, 09:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الإمام عبد الرحمن بن ابي حاتم الرازي رحمه الله:
فأما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل, وهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه, فرضيهم له صحابة, وجعلهم لنا أعلاماً وقدوه, فحفظوا عنه صلى الله عليه وسلم ما بلغهم عن الله عز وجل, وما سنّ وشرع, وحكم وقضى وندب, وأمر ونهى, وحظر وأدب, ووعوه واتقنوه, ففقهوا في الدين وعلموا أمر الله ونهيه ومراده ومعاينة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله, وتلقفهم منه, واستنباطهم عنه, فشرفهم الله عز وجل بما منّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوه...

إلى أن قال: فكانوا عدول الأمة, وأئمة الهدى وحجج الدين, ونقلة الكتاب والسنة, وندب الله عز وجل إلى التمسك بهديهم والجري على منهاجهم, والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم, فقال: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى) ]النساء : 115[ الآية, ووجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد حضّ على التبليغ عنه في أخبار كثيرة, ووجدناه يخاطب أصحابه فيها, منها أن دعا لهم فقال: "نضّر الله أمرأً سمع مقالتي فحفظها ووعاها حتى يبلغها غيره" وقال صلى الله عليه وسلم في خطبته: "فليبلغ الشاهد منكم الغائب" وقال: "بلّغوا عني ولو آية, وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج".

ثم تفرقت الصحابة رضي الله عنهم في النواحي والأمصار والثغور, وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام, فبث كلً واحد منهم في ناحيته وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, وافنوا فيما سٌئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأمضوا الأمور على ما سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأفتوا فيما سئلوا عنهم مما حضرهم من جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظائرها من المسائل, وجرّدوا أنفسهم مع تقدمة حسن النية والقربة إلى الله تقدّس سمعه, لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام, حتى قبضهم الله عز وجل رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجماعين.
[من مقدمة الجرح والتعديل نقلاً عن كتاب الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى للشيخ عبد المحسن بن عباد البدر]

محب الهيلا
19-Feb-2008, 10:31 PM
جزاك الله خير

مشكور وماقصرت

ابو ضيف الله
20-Feb-2008, 09:48 AM
حياك الله يا محب الهيلا وبارك الله فيك

فهد النفيعي
20-Feb-2008, 01:27 PM
شكرا يا ابو ضيف الله

وفقك الله

@ـايل
20-Feb-2008, 01:55 PM
ابو ضيف الله الله يجزاك الخير والله يثيبك

اسال الله ان لايحرمك الاجر والثواب

ابو ضيف الله
28-Feb-2008, 01:29 PM
قال الله تعالى: { وَٱلَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }

قال الامام الشوكاني رحمه الله في تفسير (فتح القدير)
أمرهم الله سبحانه بعد الاستغفار للمهاجرين والأنصار أن يطلبوا من الله سبحانه أن ينزع من قلوبهم الغلّ للذين آمنوا على الإطلاق، فيدخل في ذلك الصحابة دخولاً أوّلياً لكونهم أشرف المؤمنين، ولكون السياق فيهم، فمن لم يستغفر للصحابة على العموم، ويطلب رضوان الله لهم، فقد خالف ما أمره الله به في هذه الآية، فإن وجد في قلبه غلاً لهم، فقد أصابه نزغ من الشيطان، وحلّ به نصيب وافر من عصيان الله بعداوة أوليائه، وخير أمة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانفتح له باب من الخذلان يفد به على نار جهنم إن لم يتدارك نفسه باللجأ إلى الله سبحانه، والاستغاثة به، بأن ينزع عن قلبه ما طرقه من الغلّ لخير القرون، وأشرف هذه الأمة، فإن جاوز ما يجده من الغلّ إلى شتم أحد منهم، فقد انقاد للشيطان بزمام، ووقع في غضب الله وسخطه،

وهذا الداء العضال إنما يصاب به من ابتلي بمعلم من الرافضة، أو صاحب من أعداء خير الأمة الذين تلاعب بهم الشيطان، وزين لهم الأكاذيب المختلفة، والأقاصيص المفتراة، والخرافات الموضوعة، وصرفهم عن كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، وعن سنة رسول الله، المنقولة إلينا بروايات الأئمة الأكابر في كل عصر من العصور، فاشتروا الضلالة بالهدى، واستبدلوا الخسران العظيم بالربح الوافر، ومازال الشيطان الرجيم ينقلهم من منزلة إلى منزلة، ومن رتبة إلى رتبة حتى صاروا أعداء كتاب الله وسنة رسوله، وخير أمته وصالحي عباده وسائر المؤمنين، وأهملوا فرائض الله وهجروا شعائر الدين، وسعوا في كيد الإسلام وأهله كل السعي، ورموا الدين وأهله بكلّ حجر ومدر، والله من ورائهم محيط.