عبدالرحمن الهيلوم
19-Feb-2008, 02:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني الكرام /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : اليكم قصيدة الشاعر ابن زيدون ذي الوزارتين والتي قالها في ولاّدة بنت المستكفي :
أضحى التنائي بديـلاً مـن تدانينـا
= وناب عن طيـب لقيانـا تجافينـا
ألا وقد حان صبح البيـن صبحنـا
= حيـن فقـام بنـا للحيـن ناعينـا
من مبلـغ الملبسينـا بانتزاحهمـو
= حزناً مع الدهـر لا يبلـى ويبلينـا
أن الزمان الـذي مـا زال يضحكنـا
= أُنساً بقربهمـو قـد عـاد يبكينـا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعـوا
= بأن نغـص فقـال الدهـر آمينـا
فانحـل ما كـان معقـوداً بأنفسـنـا
= وإنبت ما كـان موصـولاً بأيدينـا
وقـد نكـون وما يخشـى تفرقـنـا
= فاليـوم نحـن وما يرجـى تلاقينـا
يا ليت شعري ولم نعتـب أعاديكـم
= هل نال حظاً من العتبـى أعادينـا
لم نعتقـد بعدكـم إلا الوفـاء لكـم
= رأيـاً ولـم نتقلـد غيـره ديـنـا
ما حقنا أن تُقـرّوا عيـن ذي حسـد
= بنـا ولا أن تسـرّوا كاشحـاً فينـا
كنا نرى اليأس تسلينـا عوارضـه
= وقـد يئسنـا فما لليـأس يغريـنـا
بنتم وبنـا فمـا ابتلـت جوانحنـا
= شوقـاً إليكـم ولا جفـت مآقيـنـا
نكـاد حيـن تناجيكـم ضمائرنـا
= يقضي علينا الأسى لـولا تأسّينـا
حالـت لفقدكمـو أيامنـا فـغـدت
= سوداً وكانت بكـم بيضـاً ليالينـا
إذ جانب العيش طلـقٌ مـن تآلفنـا
= ومورد اللهو صافٍ مـن تصافينـا
وإذ هصرنا فنون الوصـل دانيـة
= قطافهـا فجنينـا منـه ماشيـنـا
ليسق عهدكمو عهد السـرور فمـا
= كنتـم لأرواحـنـا إلا رياحيـنـا
لا تحسبـوا نأيكـم عنـا يغيـرنـا
= إن طال مـا غيّـر النـأى المحبينـا
والله ما طلبـت أهـواؤنـا بــدلاً
= منكم ولا انصرفت عنكـم أمانينـا
ولا استفدنا خليـلاً عنـك يشغلنـي
= ولا اتخذنـا بديـلاً منـك يسلينـا
يا ساري البرق غاد القصر واسق به
= من كان صرف الهوى والود يسقينا
واسأل هنالك هـل عنـى تذكرنـا
= إلفـاً تـذكـره أمـسـى يعنّيـنـا
ويا نسيـم الصبـا بلـغ تحيتـنـا
= من لو على البعد حيّا كـان يحيينـا
فهل أرى الدهر يقضينـا مساعفـةً
= منه وإن لـم يكـن غِبّـاً تقاضينـا
ربيـب ملـك كـأن الله أنـشـأه
= مسكاً وقدر إنشـاء الـورى طينـا
أو صاغه ورقـاً محضـاً وتوّجـه
= من ناصع التبر إبداعـاً وتحسينـا
إذا تــأوّد آدتـــه رفـاهـيـة
= تؤم العقـود وأدمتـه البـرى لينـا
كانت له الشمس ظئـراً فـي أكِلّتـه
= بـل ما تجلـى لهـا الا أحاييـنـا
كأنما أُثبتت فـي صحـن وجنتـه
= زهر الكواكـب تعويـذاً وتزيينـا
ما ضر أن لم نكـن أكفـاءه شرفـاً
= وفي المـودة كـافٍ مـن تكافينـا
يا روضةً طالمـا أجنـت لواحظنـا
= ورداً جلاه الصبا غضـاً ونسرينـا
ويا حـيـاة تمليـنـا بزهـرتـهـا
= منـىً ضروبـاً ولـذات أفانيـنـا
ويا نعيماً خطرنـا مـن غضارتـه
= في وشي نُعمى سحبنا ذيلـه حينـا
لسنـا نسميـك إجـلالاً وتكرمـةً
= وقدرك المعتلـى عـن ذاك يغنينـا
اذا انفردت وما شوركت فـي صفـة
= فحسبنا الوصف إيضاحـاً وتبيينـا
يا جنـة الخلـد أُبدلنـا بسدرتـهـا
= والكوثر العـذب زقومـاً وغسلينـا
كأننـا لـم نبـت والوصـل ثالثنـا
= والسعد قد غضّ من أجفان واشينـا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللقـاء بكـم
= في موقف الحشر نلقاكـم ويكفينـا
سرّان في خاطر الظلمـاء يكتمنـا
= حتى يكاد لسـان الصبـح يفشينـا
لاغرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت
= عنه النّهى وتركنا الصبـر ناسينـا
انا قرأنا الأسى يوم النـوى سـوراً
= مكتوبـة وأخذنـا الصبـر تلقينـا
أمـا هـواك فلـم نعـدل بمنهلـه
= شِرباً وإن كـان يروينـا فيظمينـا
لم نجف أفق جمـال أنـت كوكبـه
= سالين عنـه ولـم نهجـره قالينـا
ولا اختياراً تجنبنـاه عـن كثـب
= لكن عَدَتنـا علـى كـرهٍ عوادينـا
نأسى عليـك إذا حُثّـت مشعشعـة
= فينـا الشمـول وغنّانـا مغنيـنـا
لا أكؤس الراح تبـدي مـن شمائلنـا
= سيما ارتياح ولا الأوتـار تلهينـا
دومي على العهد ـ مادمنا ـ محافظةً
= فالحر من دان إنصافـاً كمـا دينـا
فما استعضنا خليـلاً منـك يحبسنـا
= ولا استفدنـا حبيبـاً عنـك يثنينـا
ولو صبا نحونا من عُلـوِ مطلعـه
= بدر الدجى لم يكن حاشاك يصبينـا
أولي وفاءً وإن لـم تبذلـي صلـةً
= فالذكـر يقنعنـا والطيـف يكفينـا
وفي الجواب متاع إن شفعـت بـه
= بيض الأيادي التي مازلـت تولينـا
عليـك منـا سـلام الله ما بقـيـت
= صبابـة بـك نُخفيهـا فتخفيـنـا
اخواني الكرام /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : اليكم قصيدة الشاعر ابن زيدون ذي الوزارتين والتي قالها في ولاّدة بنت المستكفي :
أضحى التنائي بديـلاً مـن تدانينـا
= وناب عن طيـب لقيانـا تجافينـا
ألا وقد حان صبح البيـن صبحنـا
= حيـن فقـام بنـا للحيـن ناعينـا
من مبلـغ الملبسينـا بانتزاحهمـو
= حزناً مع الدهـر لا يبلـى ويبلينـا
أن الزمان الـذي مـا زال يضحكنـا
= أُنساً بقربهمـو قـد عـاد يبكينـا
غيظ العدا من تساقينا الهوى فدعـوا
= بأن نغـص فقـال الدهـر آمينـا
فانحـل ما كـان معقـوداً بأنفسـنـا
= وإنبت ما كـان موصـولاً بأيدينـا
وقـد نكـون وما يخشـى تفرقـنـا
= فاليـوم نحـن وما يرجـى تلاقينـا
يا ليت شعري ولم نعتـب أعاديكـم
= هل نال حظاً من العتبـى أعادينـا
لم نعتقـد بعدكـم إلا الوفـاء لكـم
= رأيـاً ولـم نتقلـد غيـره ديـنـا
ما حقنا أن تُقـرّوا عيـن ذي حسـد
= بنـا ولا أن تسـرّوا كاشحـاً فينـا
كنا نرى اليأس تسلينـا عوارضـه
= وقـد يئسنـا فما لليـأس يغريـنـا
بنتم وبنـا فمـا ابتلـت جوانحنـا
= شوقـاً إليكـم ولا جفـت مآقيـنـا
نكـاد حيـن تناجيكـم ضمائرنـا
= يقضي علينا الأسى لـولا تأسّينـا
حالـت لفقدكمـو أيامنـا فـغـدت
= سوداً وكانت بكـم بيضـاً ليالينـا
إذ جانب العيش طلـقٌ مـن تآلفنـا
= ومورد اللهو صافٍ مـن تصافينـا
وإذ هصرنا فنون الوصـل دانيـة
= قطافهـا فجنينـا منـه ماشيـنـا
ليسق عهدكمو عهد السـرور فمـا
= كنتـم لأرواحـنـا إلا رياحيـنـا
لا تحسبـوا نأيكـم عنـا يغيـرنـا
= إن طال مـا غيّـر النـأى المحبينـا
والله ما طلبـت أهـواؤنـا بــدلاً
= منكم ولا انصرفت عنكـم أمانينـا
ولا استفدنا خليـلاً عنـك يشغلنـي
= ولا اتخذنـا بديـلاً منـك يسلينـا
يا ساري البرق غاد القصر واسق به
= من كان صرف الهوى والود يسقينا
واسأل هنالك هـل عنـى تذكرنـا
= إلفـاً تـذكـره أمـسـى يعنّيـنـا
ويا نسيـم الصبـا بلـغ تحيتـنـا
= من لو على البعد حيّا كـان يحيينـا
فهل أرى الدهر يقضينـا مساعفـةً
= منه وإن لـم يكـن غِبّـاً تقاضينـا
ربيـب ملـك كـأن الله أنـشـأه
= مسكاً وقدر إنشـاء الـورى طينـا
أو صاغه ورقـاً محضـاً وتوّجـه
= من ناصع التبر إبداعـاً وتحسينـا
إذا تــأوّد آدتـــه رفـاهـيـة
= تؤم العقـود وأدمتـه البـرى لينـا
كانت له الشمس ظئـراً فـي أكِلّتـه
= بـل ما تجلـى لهـا الا أحاييـنـا
كأنما أُثبتت فـي صحـن وجنتـه
= زهر الكواكـب تعويـذاً وتزيينـا
ما ضر أن لم نكـن أكفـاءه شرفـاً
= وفي المـودة كـافٍ مـن تكافينـا
يا روضةً طالمـا أجنـت لواحظنـا
= ورداً جلاه الصبا غضـاً ونسرينـا
ويا حـيـاة تمليـنـا بزهـرتـهـا
= منـىً ضروبـاً ولـذات أفانيـنـا
ويا نعيماً خطرنـا مـن غضارتـه
= في وشي نُعمى سحبنا ذيلـه حينـا
لسنـا نسميـك إجـلالاً وتكرمـةً
= وقدرك المعتلـى عـن ذاك يغنينـا
اذا انفردت وما شوركت فـي صفـة
= فحسبنا الوصف إيضاحـاً وتبيينـا
يا جنـة الخلـد أُبدلنـا بسدرتـهـا
= والكوثر العـذب زقومـاً وغسلينـا
كأننـا لـم نبـت والوصـل ثالثنـا
= والسعد قد غضّ من أجفان واشينـا
إن كان قد عزّ في الدنيا اللقـاء بكـم
= في موقف الحشر نلقاكـم ويكفينـا
سرّان في خاطر الظلمـاء يكتمنـا
= حتى يكاد لسـان الصبـح يفشينـا
لاغرو في أن ذكرنا الحزن حين نهت
= عنه النّهى وتركنا الصبـر ناسينـا
انا قرأنا الأسى يوم النـوى سـوراً
= مكتوبـة وأخذنـا الصبـر تلقينـا
أمـا هـواك فلـم نعـدل بمنهلـه
= شِرباً وإن كـان يروينـا فيظمينـا
لم نجف أفق جمـال أنـت كوكبـه
= سالين عنـه ولـم نهجـره قالينـا
ولا اختياراً تجنبنـاه عـن كثـب
= لكن عَدَتنـا علـى كـرهٍ عوادينـا
نأسى عليـك إذا حُثّـت مشعشعـة
= فينـا الشمـول وغنّانـا مغنيـنـا
لا أكؤس الراح تبـدي مـن شمائلنـا
= سيما ارتياح ولا الأوتـار تلهينـا
دومي على العهد ـ مادمنا ـ محافظةً
= فالحر من دان إنصافـاً كمـا دينـا
فما استعضنا خليـلاً منـك يحبسنـا
= ولا استفدنـا حبيبـاً عنـك يثنينـا
ولو صبا نحونا من عُلـوِ مطلعـه
= بدر الدجى لم يكن حاشاك يصبينـا
أولي وفاءً وإن لـم تبذلـي صلـةً
= فالذكـر يقنعنـا والطيـف يكفينـا
وفي الجواب متاع إن شفعـت بـه
= بيض الأيادي التي مازلـت تولينـا
عليـك منـا سـلام الله ما بقـيـت
= صبابـة بـك نُخفيهـا فتخفيـنـا