تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير والنكير عن بدعة التغني والترتيل في قنوت رمضان والنوازل


بن المسيب
28-Oct-2003, 09:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

فقد إنتشرت بدعة منكرة بين أئمة المساجد في مختلف بقاع العالم المسلم ربي عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سنة سرقها بعضهم عن بعض بلا دليل وإذا غيرت قالوا ربما غيرت السنة وهي أن أحدهم إذا دعا في قنوت وتر رمضان أو في قنوت النوازل رتل دعاءه كما يرتل القرآن وتغنى به وطرب حتى لو سمعه أعجمي ظن أنه يقرأ قرآنا وماهو من القرآن وهذا العمل بدعة عقلية محدثة منكرة لادليل عليه0 برهان ذلك من عدة أوجه :

الوجه الأول / أن الأصل في العبادات المنع لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حد يث عائشة رضي الله عنها عنه من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد وفي رواية من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وليس ذلك المنع في أصل العبادة فقط بل حتى في صفاتها وأسبابها وأو قاتها وأعدادها وأزمنتها وهيئاتها إذا ولو ثبت أصلها فدعاء القنوت في رمضان والنوازل عبادة مسنونة والأصل في صفاتها وأسبابها وهيئاتها0000 وما ذكرنا المنع فصفة الترتيل له في قنوت رمضان والنوازل ممنوع شرعا حتى يأتي دليل ولا دليل ولو كان خيرا لسبقونا إليه ولو سبقونا لكان مما تتوفر الدواعي لنقله فلما لم ينقل ترتيله في ذينك الموقفين علم أنه من محدثات الدين وقد قال رسول الله شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة 0

الوجه الثاني / أن صفة التغني والترتيل خاصة بالقرآن لما رواه البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَزَادَ غَيْرُهُ يَجْهَرُ بِهِ
ولم يقل بالدعاء حتى التغني بالإستعاذة عند بدء القراءة فلم يرد عليها دليل فهي بدعة ولو كان التغني بالدعاء وتطريبه مأمور به أمر وجوب أو إستحباب لنقل ولكن لم يؤمر إلا بترتيل القرآن وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في إبتداع من خلف0

الوجه الثالث / أنه قد جاء الذم في القرآن لفريق يلون ألسنتهم بالكتاب ليظن أنه من الكتاب وماهو من الكتاب كما أفادني من سمع ذلك الإستدلال من العلامة ابن عثيمين يذكر ذلك في دروس رمضان في الحرم المكي عندما سئل عن ذلك وأقول إن طريقة الإستدلال عند الشيخ بهذه الأية لنهي هؤلاء عن ترتيل الدعاء ربما هي أن يقال إن هذا عندما يرتل الدعاء
قد يظن ظان أنه من الكتاب وما هو كذلك وإن كان لايقصد من ذلك الفعل التلبيس ولكن لما نهي عن التشبه في صورة العمل للكفار ولو لم يكن بقصد كما منع الشارع من الصلاة عند غروب الشمس ولو كانت نافلة مطلقة لأنها صلاة الكفار ولكن يحرم علينا فعلها ولو بغير قصد عبادة الشمس لأن التشبه في الظاهر يؤدي إلى التشبه في الباطن0

الوجه الرابع / أنه قد جاء في مد الدعاء مارواه النسائي في سننه قال أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثِ رَكَعَاتٍ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِسَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَيَقْنُتُ قَبْلَ الرُّكُوعِ فَإِذَا فَرَغَ قَالَ عِنْدَ فَرَاغِهِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يُطِيلُ فِي آخِرِهِنَّ
فقوله يطيل في آخرهن يدل على مده لها ولو كان يفعله في غيرها من دعاءه لنقل فنبقى على مامد ونترك مالم يمد قال شيخ الإسلام فالترك الراتب من النبي صلى الله عليه وسلم سنة كما أن الفعل الراتب منه سنة قلت وقد ترك التغني في الدعاء تركا راتبا فكان ذلك الترتيل والتغني فيه سنة تركية العمل بها بدعة0

الوجه الخامس / ماذكره شيخ الإسلام من أن التلحين أثناء الدعاء في الصلاة أو قال مطلقا طريقة النصارى ومن تشبه بقوم فهو منهم0

الوجه السادس / ما أفادنا به الشيخ ربيع حفظه الله أن ترتيل الدعاء والتطريب فيه طريقة الشيعة وصدق فانظر إليهم في الحج وهم مجتمعون يرتلونه ويتغنون به ويطربون وكذلك بجوار البقيع عند قبور آل البيت زعموا ومن تشبه بقوم فهو منهم0

الوجه السابع / أنك لوسألت الذي يتغنى بالدعاء في القنوتين جماعة لو أنك دعوت في خطبة الجمعة أو عند قنوتك منفردا أو عند نزول كرب ألم بك هل ترتل أم يكون خطابا مؤدبا غير متكلف فيه فإن قال لك لاأفعل فقل له مالفرق فالشريعة كما قال شيخ الإسلام جاءت بالمتماثلات فلم تفرق بين متماثلين ألا يقال إن ذلك الذي على المنبر يسمى دعاء وهذا الذي في قنوت رمضان والنوازل كذلك فلماذا رتلت هنا وتغنيت وأعرضت هناك وقد ذكرت هذه الحجة لبعضهم وحجج أخرى فرجع والحمدلله عن ذلك التكلف المشين 0وإذا قال لك المناسبة العقلية تدل على الفرق فقل دين الله لايثبت بالمناسبات العقلية أو الأعمال التجريبية فدين الله إنما يثبت بالنقل الصحيح قال الإمام مالك من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها برأيه فقد زعم أن النبي قد خان الرسالة إقرأوا قول الله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمالم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا قال الشافعي من حسن فقد شرع وأحسن من هذا قول الله تعالى أم لم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله وقوله قل ءالله أذن لكم أم على الله تفترون0فالعقل ليس بحجة في التشريع وتقييد العبادات وتحسينها بلادليل0فقد قال علي رضي الله عنه لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخفين أولى من الظاهر0


الوجه الثامن / قولهم إن العرب كانوا يرتلون والدعاء يقرأ بلغة العرب فنقول أثبتوا ذلك عن العرب أولا ثم أن هذه الصفة لو كانت تفعل في الدعاء خصوصا لنقلت كما نقل ماكان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم عند الفراغ من وتره كما تقد عندما يقول ثلاثا سبحان الملك القدوس فمد الأخيرة ولم يمد ماقبلها فهل يسن لنا مدها كلها بزعم أن العرب كانوا يصنعون ذلك 0

الوجه التاسع / أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن أقواما سيعتدون في الدعاء كما روا أبوداود في سننه حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَعَامَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَتَعَوَّذْ بِهِ مِنْ النَّارِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ
ولم يخبرنا كيف يكون التعدي فكل دعاء خرج على غير الصفة المشروعة المعروفة في السنة وماوسع فيه السلف فهو تعدي لأن التعدي في الدعاء مجاوزة الحد المشروع فيه وهذه صفة محدثة فصاحبها متعد في الدعاء وخاصة مانسمعه من التفنن المحدث والتطريب المتكلف المسجوع فيه والصعود تارة والنزول تارة أخرى فكيف لايسمى مثل هذا النمط في الدعاء تعدي 0فإن النص إذا أحتمل دخلت فيه جميع المعاني المحتملة إلا بقرينة فإذا سألت عن التعدي هل هو دعاء الله بالمستحيل أم بما هوتفصيل لما يمكن إجماله كما جاء في السنن عن رجل أنه قال اللهم إني أعوذ بك من النار وزقزمها وسلاسلها والآخر يقول اللهم ارزقني البيت اأو القصر الذي على يمين باب الجنة 000فأنكر عليهم من قبل الصحابة وذكر أحدهم حديث النهي عن التعدي في الدعاء أم هو الإبتداع في صفته وأداءه لكان الجواب أنها أوجه محتملة لاتخصيص فيها لوجه دون وجه إلا بدليل وليس عندنا دليل يخصص الصفة فكل تعدي منهي عنه لأنه عام يشمل الصفة والأداء وغير ذلك والله أعلم 0

الوجه العاشر / أنهم لو قالوا نفعل مثل ذلك لترقيق القلوب وقد سمعت الشيخ عبدالرحمن السديس إذا جاء موضع ذكر فلسطين أثناء قنوته في رمضان يغير اللحن فيجعله تطريبا ولحنا حزينا يبكي الناس ويحزن القلوب لقيل لهم إن أولى الناس بهذا الخير الذي تريدونه النبي وأصحابه فقد قال ما من خير يقربكم من الله ويباعدكم من النار إلا دللتكم عليه أو كما ققال كما في مسند الشافعي فأين تطريبه وترتله في الدعاء عموما والقنوت خصوصا وكذلك الخلفاء الراشدين من بعده 0 فلو كان يفعله لما كتم ذلك الأمناء على وحيه من صحابته الصادقون رضي الله عنهم ويلحق بذلك بدعة ترتيل التلبية في الحج0

الوجه الحادي عشر / سألت قبل حوالي خمسة عشر الشيخ السبيل
والشيخ السديس يسمع قبل الصلاة وهم في الصف الأول وبجانبهم وقتئذ الشيخ عبدالباري الثبيتي هل كان من هدي النبي هذا الترتيل في الدعاء أو التغني فيه أو كما قلت فأجابني والشيخ السديس يسمع قال ماودنا يفعلون هذا يطلعون وينزلون( أي نحن لانريهم يصنعون مثل هذا التكلف) 000وكان وقتئذ رئيسا للحرمين فجزاه الله خيرا على الصدع بكلمة الحق فالساكت عن الحق شيطان أخرس 0

الوجه الثاني عشر / أنه ليس كل من فعل بدعة مبتدع كما قرر شيخ الإسلام في رسالته المعارج لإحتمال التأويل والإعتماد على حديث يظن صحته وهو ضعيف وغير ذلك من أوجه العذرإذا عرف العالم بالسنة والدفاع عنها فراجع رسالته فإنها عظيمة النفع0

الوجه الثالث عشر / أن الحكم على عمل علم أن لاأصل له بأنه بدعة لايحتاج إلى سبق إمام لأن البدع كما قال العلامة المحدث الفقيه الألباني تتجدد وقد قال النووي رحمه الله عن المسح على الرقبة أنه بدعة ولم يذكر أحدا سبقه بالرغم من تصحيح الروياني لحديث رواه في مسنده وهو المسح على الرقبة أمان من الغل يوم القيامة 0 وقد نقل لي الأخ علي الهوساوي أمام مسجد الخلفاء الراشدين بالطائف أنه سمع الشيخ عبدالعزيز ابن باز ينكر هذا العمل في المذياع في نور على الدرب وقد كان يقول الحق في صدور أهل العلم أعظم من آراء الناس واجتهاداتهم فرحمه الله من إمام سنة00

الوجه الرابع عشر / إذا علم أن الدعاء خطاب طلب من الله فهل يليق أن يطرب ويتغنى بذلك الطلب أم هو سوء أدب مع الله فهل يقبل هؤلاء أن يتغنون ويطربون إذا طلبوا من ملك من ملوك الدنيا حاجة من الحاجات فكيف تقبل فطرهم تطريبهم وتغنيهم أثناء الطلب من ملك الملوك وإننا نخشى على هذا الذي يضاهي الدعاء بالقرآن فيتغنى به بل ويطرب أن يرد دعاءه 0

الوجه الخامس عشر / لايشترط عند الحكم على عمل لم يعمله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
من بعده أن يجمع العلماء على انه بدعة فيستدل بإختلافهم على التساهل في فعلها بل إذا اختلفوا في إنكار بدعة فالحق مع النافي حتى يأتي المثبت بدليل يسوغ له العمل بها لأن الأصل في العبادات المنع قال شيخ الإسلام ابن تيمية إذا اختلف العلماء فلا يجعل قول عالم حجة على عالم إلا بالأدلة الشرعية وقال ابن عبدالبر لايحتج بالخلاف إلا جاهل وأحسن من هذا قول ربنا تعالى فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ذلك خير وأحسن تأو يلا وقد قال الشافعي رحمه الله وأجمعت الأمة من لدن رسول الله أن من تبينت له سنة فليس له أن يدعها لقول أحد كائنا من كان وليس في الأجماع الذي نقله رحمه الله فرق بين السنة التركية والعملية فالسنة التركية تقدم على من خالفها من العلماء فأفتى متأولا بجوازها فكلام العلماء يحتج له ولا يحتج به وقد سمعت بعض المنتسبين للعلم يسلكون العمل بالبدع لإختلاف العلماء فيها وبذلك سلكوا بدعة التمثيليات الإسلامية وغيرها وعلى قوله فيلزمه تجويز بدعة المولد لأن بعض العلماء كالسخاوي قال بجوازها ولا قائل بذلك إن كان سلفيا 0

الوجه السادس عشر / أن إنتشار البدعة بين الناس لايعني أن يكون لها أصل في الشرع قال تعالى إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك000الآية ولأن الناس ليسوا مشرعين إنما المشرع هوالله والزمن الذي يكون الإقرار فيه حجة هو زمن رسول الله وأصحابه 0 قال مسلم في صحيحه حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ0
ألم ترى أنهم إذا صعدوا في هذا العصر على الصفا والمروة يرفعون إيدهم ثلاث مرات يشيرون إلى القبلة وهي بدعة منكرة كما أفاده العلامة بن عثيمين0ويشترطون لإكمال طوافهم الدوس على الخط الأسود يخشون أنهم إذا جاوزوه دون أن يشيروا أن يفوتهم الطواف إلى الحجر ظنا أن الشوط سيفوتهم إذا لم يصنعوا ذلك وهذا الشرط بدعة وقد قالت عائشة عن رسول الله أي شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط بل المشروع أن يشير إذا حاذى بلا تكلف كما جاء عن أنس أنه إذا حاذى الحجر الأسود إلتفت إليه وأشار كما في المصنف من غير إعتبار علامة وهذا منتشر بينهم ولا أصل له وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف0

الوجه السابع عشر / أن ترتيل دعاء القنوتين رمضان والنوازل تكلف وقد جاء النهي عن التكلف عاما كما روى البخاري في صحيحه قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ

وفي سنن الدارمي قال حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَأَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ مَنْ عَلِمَ مِنْكُمْ عِلْمًا فَلْيَقُلْ بِهِ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ لِمَا لَا يَعْلَمُ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ الْعَالِمَ إِذَا سُئِلَ عَمَّا لَا يَعْلَمُ قَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِين َقَالَ نُهِينَا عَنْ التَّكَلُّفِ 0


والله أسأل أن يهدي إخواننا للسنة والعمل بها وتحكيمها في جميع شؤون حياتهم كلها دقيقها وجليلها وقد قيل للحسن إن الناس لايرضون قولك هذا أي الذي ذكره بدليله من السنة فقال ومتى كان الناس حكاما على السنة فالسنةحكم عليهم0 أو كما قال رحمه الله

كتبه / أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني0

بن المسيب
28-Oct-2003, 09:09 PM
وإننا نخشى على من تغنى بالدعاء ورتله كالقرآن بل وطرب فيه أن يرد دعاءه في وجهه فإقتصاد في سنة خير من إجتهاد في بدعة0

ابن جدعــان
28-Oct-2003, 11:50 PM
بارك الله فيك.

ولنا طلب ولا عليك امر.

هل من الممكن ان تحصر الادعيه الثابته في القنوت وتجمع اقوال اهل العلم عليه

وتصيغها لنا في موضوع جديد. جزاك الله خير.

بن المسيب
30-Oct-2003, 12:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الشيخ بكر أبو زيد ـ حفظه الله تعالى ـ :

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى جميع صحابته، ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذه تنبيهات مهمة على بعض مايتعلق بدعاء القنوت في الوتر من أمور كثر السؤال عن بعضها، وانتشر بعض آخر، ولم نعرف له أصلا، فما رأيناه في الوارد، ولا سمعنا أنه فيه، بعد التحري والاستقراء، وقد دعت الحاجة إلى بيانها، لاسيما والقنوت عبادة جهرية، حين يدعو الإمام جهرا، ويؤمن على دعائه المأمومون، فيتلقنها المأموم، والمتعين أن يتوارث الناس هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعبدهم، ودعائهم؛ وقنوتهم، وسائر أحوالهم، فذلك أزكى لهم، وأطيب، وأرجى لهم عند ربهم ومعبودهم.

لِمَا ذكِرَ اقتضى الحال التنبيه على أمور منها ماهو خطأ والصواب خلافه، ومنها ماهو مفضول والأفضل سواه، ومنها ماهو اعتداء في الدعاء يأباه الله، ورسوله، والمؤمنون. ثم نص دعاء القنوت، وضوابط الزيادة فيه شرعا.


تنبيهات في بيان مايجتنب في القنوت
التنبيه الأول

إن التلحين، والتطريب، والتغني، والتقعر، والتمطيط في أداء الدعاء، منكر عظيم، ينافي الضراعة، والابتهال، والعبودية، وداعية للرياء، والإعجاب، وتكثير جمع المعجبين به.

وقد أنكر أهل العلم على من يفعل ذلك في القديم، والحديث.

فعلى من وفقه الله ـ تعالى ـ وصار إماما للناس في الصلوات، وقنت في الوتر، أن يجتهد في تصحيح النية، وأن يلقي الدعاء بصوته المعتاد، بضراعة وابتهال، متخلصا مما ذكر، مجتنبا هذه التكلفات الصارفة لقلبه عن التعلق بربه.


**************************************
التنبيه الثاني

يُجْتَنَبُ جلب أدعية مخترعة، لا أصل لها، فيها إغراب في صيغتها وسجعها، وتكلفها؛ حتى إن الإمام ليتكلف حفظها، ويتصيدها تصيدا؛ ولذا يكثر غلطه في إلقائه، ومع ذلك تراه يلتزمها، ويتخذها شعارا، وكأنما أحيا سنة هجرتها الأمة.


**************************************
التنبيه الثالث

ويُجْتَنَبُ التزام أدعية وردت في روايات لاتصح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن في سندها كذابا، أو متهما بالكذب، أو ضعيفا لايقبل حديثه، وهكذا.

ومنها حديث فرات عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لي علي: ( ألا يقوم أحد فيصلي أربع ركعات، ويقول فيهن ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( تم نورك فهديت فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت فلك الحمد... إلى قوله: ولا يبلغ مدحتك قول قائل). رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لأن فيه عدة علل، منها أن فرات بن سلمان لم يلق عليا ـ رضي الله عنه ـ فهو منقطع الإسناد.

ومع ذلك تسمع من يجهد نفسه بهذا الذكر، فيغلط فيه، ثم يغلط ، فهو في مجاهدة مع ذاكرته حتى يأتي به، ولو أخذ بالصحيح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ذكر مبارك سهل ميسور؛ لكان أبر وأبرك وأقرب للإجابة، وتأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم بما دعا به ربه ـ سبحانه ـ.

ومنها: ما يروى عن أنس مرفوعا أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر بأعرابي وهو يدعو في صلاته وهو يقول: ( يامن لاتراه العيون، ولا تخالطه الظنون... إلى أن قال: يعلم مثاقيل الجبال ومكاييل البحار... الحديث). أخرجه الطبراني في ( الأوسط) بسند فرد فيه من لايعرف، وهو شيخ الطبراني، وتدليس أحد رواته، مع ثقته.

ومنها: التزام ماورد بسند فيه واهي الحديث، فلا يصح، ومنه: ( اللهم لاتدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك، يا أرحم الراحمين).

وهو دعاء حسن لايظهر فيه محذور.

لكن يحصل الغلط من جهات هي: هجر الصحيح، والتزام مالم يصح، والزيادة فيه بلفظ محتمل، وهو: ( في مقامنا هذا) فيحتمل أن يكون شرطا على الله فهو باطل، ثم الزيادة بسجعات أضعافها.

وهكذا من تتابع سجع متكلف، ودعاء مخترع لبعض المستجدات حتى قاربت العشرين على هذا الروي، والنمط.


**************************************
التنبيه الرابع

ويُجْتَنَبُ قصد السجع في الدعاء، والبحث عن غرائب الأدعية المسجوعة على حرف واحد. وقد ثبت في: ( صحيح البخاري) ـ رحمه الله تعالى ـ عن عكرمة عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال له: ( فانظر السجع في الدعاء، فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لايفعلون إلا ذلك الاجتناب).

ومن الأدعية المخترعة المسجوعة: ( اللهم ارحمنا فوق الأرض، وارحمنا تحت الأرض، وارحمنا يوم العرض).

ولا يرد على ذلك ماجاء في بعض الأدعية النبوية من ألفاظ متوالية، فهي غير مقصودة، ولا متكلفة؛ ولهذا فهي في غاية الانسجام.


**************************************
التنبيه الخامس

ويُجْتَنَبُ اختراع أدعية، فيها تفصيل أو تشقيق في العبارة؛ لما تحدثه من تحريك العواطف، وإزعاج الأعضاء، والبكاء، والشهيق، والضجيج، والصعق، إلى غير ذلك مما يحدث لبعض الناس حسب أحوالهم، وقدراتهم، وطاقاتهم، قوة، وضعفا.

ومنه: تضمين الاستعاذة بالله من عذاب القبر، ومن أهوال يوم القيامة، أوصافا وتفصيلات، ورص كلمات مترادفات، يخرج عن مقصود الاستعاذة، والدعاء، إلى الوعظ، والتخويف، والترهيب.

وكل هذا خروج عن حد المشروع، واعتداء على الدعاء المشروع، وهجر له، واستدراك عليه، وأخشى أن تكون ظاهرة ملل، وربما كان له حكم الكلام المتعمد غير المشروع في الصلاة فيبطلها.


**************************************
التنبيه السادس

ويُجْتَنَبُ التطويل بما يشق على المأمومين، ويزيد أضعافا على الدعاء الوارد، فيحصل من المشقة، واستنكار القلوب، وفتور المأمومين، مما يؤدي إلى خطر عظيم يخشى على الإمام أن يلحقه منه إثم.

وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد ـ رحمه الله تعالى ـ في مقدار القنوت في الوتر على ثلاث روايات:

1- بقدر سورة: ( إذا السماء انشقت).

2- بقد دعاء عمر ـ رضي الله عنه ـ ويأتي.

3- كيف شاء.

لكن إذا كان القانت إماما فلا يختلفون في منع التطويل الذي يشق بالمأمومين.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ لما أطال في صلاة الفريضة: ( أفتان أنت يامعاذ؟) فكيف في هذه الحال!


**************************************
التنبيه السابع

ويُجْتَنَبُ إيراد أدعية تخرج مخرج الدعاء، لكن فيها إدلال على الله ـ تعالى ـ حتى إنك لتسمع بعضهم في أول ليلة من رمضان يدعو قائلا: ( اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا) وقد يدعو بذلك في آخر رمضان، ولا يقرنه بقوله: ( وتجاوز اللهم عن تقصيرنا، وتفريطنا).


**************************************
التنبيه الثامن

ويُتْرَك زيادة ألفاظ لاحاجة إليها، في مثل قول الداعي: ( اللهم انصر المجاهدين في سبيلك) فيزيد: ( في كل مكان) أو يزيد: ( فوق كل أرض وتحت كل سماء) ونحو ذلك من زيادة ألفاظ لامحل لها، بل بعضها قد يحتمل معنى مرفوضا شرعا.

ومن الألفاظ المولدة لفظة: ( الشَّعْب) في الدعاء المخترع: ( واجعلهم رحمة لشعوبهم...).


**************************************
التنبيه التاسع

ولا يأتي الإمام بأدعية لها صفة العموم، بل تكون خاصة بحال ضر، أو نصرة، ونحو ذلك.

ومنه الدعاء بدعاء نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ في سورة طه/25-35 إلى قوله: ( واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) إلى آخر الآيات.


**************************************
التنبيه العاشر

ليس من حق الإمام أن يراغم المأمومين، ولا أن يضارهم بوقوف طويل يشق عليهم، ويؤمنون معه على دعاء مخترع لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أو يكونوا في شك من مشروعيته، وبينما هو في حال التغريد والانبساط فهم في غاية التحرج والانزعاج.

ولو سمع بعض الأئمة ما يكون من بعض المأمومين بعد السلام من تألم، وشكوى من التطويل، وأدعية يؤمن عليها ولا يعرفها، وتستنكرها القلوب؛ لرجع إلى السنة من فوره.

فيجب على من وفقه الله وأم الناس في الصلاة، أن يتقيد بالسنة، وأن لايوظف مزاجه، واجتهاداته مع قصور أهليته، وأن يستحضر رهبة الموقف من أنه بين يدي الله ـ تعالى ـ وفي مناجاته، وأنه في مقام القدوة، وتلقن المسلمين للقنوت المشروع، ونشره، وتوارثهم له.

ومن استحضر هذه المعاني في قلبه، لم يقع في شيء من ذلك، نسأل الله ـ سبحانه ـ البصيرة في دينه، وأن لايجعله ملتبسا علينا فنضل.

كما يجب على المأموم إحسان الظن بإمامه في الصلاة، وأن يتحلى بالتحمل، وأن لايبادر إلى الاستنكار إلا بعد التأكد من أهل العلم الهداة، ومن ثم يكون تبادل النصيحة بالرفق واللين، والبعد كل البعد عن التشنيع، وإلحاق الأذى به، ومن فعل فقد احتمل إثما.

وقد لوحظ أن بعض المأمومين لايتابع الإمام برفع اليدين للدعاء والتأمين، وهذه مشاقة وحرمان.


**************************************
دعاء قنوت الوتر المشروع

وهنا يحسن بيان الدعاء المشروع في ( قنوت الوتر) بضوابطه الشرعية، وهي:

1- على الإمام القانت في: ( صلاة الوتر) التزام اللفظ الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه سبطه الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ فيدعو به بصيغة الجمع مراعاة لحال المأمومين، وتأمينهم عليه، ونصه:

(اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ماقضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لايذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت. لامنجا منك إلا إليك).

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره:

( اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك، لانحصي ثناء عليك. أنت كما أثنيت على نفسك).

ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت عن بعض الصحابة رضي الله عنهم في آخر قنوت الوتر، منهم: أبي بن كعب، ومعاذ الأنصاري ـ رضي الله عنهما ـ.

وليتنبه فإن ضبط لفظ: ( ولا يَذِلُّ) بفتح الياء، وكسر الذال. وضبط لفظ: ( ولا يَعِز) بفتح الياء وكسر العين.

2- ليحرص الإمام على أداء الدعاء بالكيفية الشرعية، بضراعة، وابتهال، وصوت بعيد عن التلحين والتطريب.

3- إن زاد على الوارد المذكور، فعليه مراعاة خمسة أمور:

ــ أن تكون الزيادة من جنس المدعو به في دعاء القنوت المذكور.

ــ وأن تكون الزيادة من الأدعية العامة في القرآن والسنة.

ــ وأن يكون محلها بعد القنوت الوارد في حديث الحسن، وقبل الوارد في حديث علي ـ رضي الله عنهما ـ.

ــ وأن لايتخذ الزيادة فيه شعارا يداوم عليه.

ــ وأن لايطيل إطالة تشق على المأمومين.

4- قد يحصل من الأمور العارضة ما يأتي لها الداعي من إمام وغيره بدعاء مناسب لها لكن لا يجعله راتبا لا يتغير بحال.

ومن أعمل هذا الفرق بين الدعاء الراتب، والدعاء لأمر عارض؛ كسب السنة، وانحلت عنه إشكالات كثيرة.

ومن ذلك دعاء أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وهو:

( اللهم إنا نستعينك ونستغفرك، ولا نكفرك، ونؤمن بك، ونخلع من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.

اللهم عذب الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أولياءك، ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رجزك وعذابك، إله الحق.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وأصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة، وثبتهم على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوزعهم أن يوفوا بعهدك، الذي عاهدتهم عليه، وانصرهم على عدوك وعدوهم، إله الحق، واجعلنا منهم).

ومن العلماء من قال بعمومه في الوتر، وهو مذهب الحنابلة.


هذا مالزم بيانه من تنبيهات مهمة في تصحيح هذه العبادة العظيمة، وبيان الدعاء المشروع فيها بضوابطه الشرعية.
وعلى العبد المسلم اغتنام الذكر، والدعاء، مطلقا، ومقيدا، وأن يري الله من نفسه خيرا، فيجتهد باللهج بهما، وأن يكون لسانه دائما رطبا من ذكر الله ـ تعالى ـ وأن يذكره ويدعوه كثيرا بما وردت به الشريعة المطهرة.

والله تعالى أعلم بأحكامه. وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهديه وسلم.

بكر بن عبد الله أبو زيد 9 / 9 / 1417

انتهى من كتاب (دعاء القنوت) طبع دار العاصمة الطبعة الأولى 1417.


**************************************
وإن سألت عن الأدعية التي تقال في القنوت، فأقول لك لقد ذكر الشيخ بكر أبو زيد في كتابه (تصحيح الدعاء) ص464-468 أنواعا من الأدعية، أنقلها لك هنا للفائدة.

قال الشيخ ـ حفظه الله ـ:

المطلب الثاني

ذكر بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة لمن رغب الزيادة في القنوت:

أسوق هنا دعاء القنوت المتقدم في أول القنوت وآخره، ثم أسوق بعض الأدعية الجامعة من القرآن والسنة؛ ليختار منها من رغب الزيادة في القنوت ماشاء، وسياق المرويات منها بصيغة الجمع، حتى تناسب الدعاء بها من الإمام، وهي:

1- (اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ماقضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لايذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت. لامنجا منك إلا إليك).

2- ( اللهم اقسم لنا من خشيتك مايحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ماتبلغنا به جنتك، ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لايرحمنا).

3- (رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّار).

4- (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ).

5- (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

6- (رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً).

7- (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ).

8- (رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

9- (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).

10- (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

11- ( اللهم اغفر لنا، وارحمنا، واهدنا، وعافنا، وارزقنا).

12- ( اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى).

13- ( اللهم يامصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك).

14- ( يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك).

15- (اللهم لك أسلمنا، وبك آمنا، وعليك توكلنا، وإليك أنبنا، وبك خاصمنا، اللهم إنا نعوذ بعزتك لاإله إلا أنت أن تضلنا، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون).

16- (اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر).

17- (اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ماعلمنا منه وما لم نعلم. ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.

ونسألك من خير ماسألك عبدك ونبيك، ونعوذ بك من شر مااستعاذك منه عبدك ونبيك.

ونسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا).

18- ( اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة في الدنيا والآخرة. ياذا الجلال والإكرام. ياحي ياقيوم).

19- ( اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء).

20- (اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سخطك).

21- ( اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهم وعذاب القبر. اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها. اللهم إنا نعوذ بك من علم لاينفع، ومن قلب لايخشع، ومن نفس لاتشبع، ومن دعوة لايستجاب لها).

22- ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا).

23- (اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).

24- ( اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لانحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك).

25- (اللهم صل على النبي الأمي وصحبه وسلم).


**************************************
وأيضا لزيادة الخير أنقل لكم من نفس المرجع السابق الفائدة التالية:

45ـ جواب المأموم على مواطن الذكر من قنوت الإمام بلفظ: (حقا) أو: (صدقت) أو (صدقا وعدلا) أو (أشهد) أو (حق) ونحو ذلك، كلها لا أصل لها.


**************************************
والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المورقي22
30-Oct-2003, 02:36 PM
الله يعطيك العافيه على المشاركه الطيبه

وبيض الله وجهك

وتقبل خالص تحياتي اخوك الروامي

ابن جدعــان
31-Oct-2003, 01:05 PM
مشاء الله تبارك الله.

اعجز عن شكرك بارك الله فيك.

والى الامام.