ابوالذيب
17-Feb-2008, 02:31 PM
قصة حرب قبيلة زعب مع الأشراف ، وسبب ضياع فتاة الحي بنت ابن غافل الزعبية والتي وقعت قبل أكثر من 600 سنة في بداية القرن التاسع الهجري وهي كالتالي :
كان الشريف حاكم الحجاز في ذلك الزمن ، وقبيلة زعب كانت في ديارهم في الحجاز شرق المدينة المنورة وتمتد جنوبا ، وقد مر رجال الشريف على ديار زعب فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها ، وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب فأخبروا الشريف بذلك فبعثهم يطلبها ، فذكرت زعب أنها ملك لجارهم من قبيلة حرب فأرسل الشريف إلى أمير زعب الشيخ ابن غافل يقول له أنه يريد الإبل ، فساومت زعب جارها على الإبل حيث أعطوا الحربي عن الناقة ناقتين فرفض الحربي ثم أعطوه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً ، وأجاب الحربي أنها لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عنه . فقالت له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ .
ثم أرسلت قبيلة زعب وفدا للشريف يخبره أن الابل أبى عليها صاحبها ولو أنها لأحد من قبيلة زعب لأرسلوها له ، ولكنها لجار لهم حربي ورفض بيعها أو إهدائها ، ولذلك سوف يحمون جارهم مهما كان الأمر .
فلم يستطع الوفد الزعبي إقناع الشريف ، و قال لهم الشريف أريد الإبل . فردوا عليه أنه له لو قتلت زعب كلها لن تأتي الإبل والحربي غير راضي .
فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء بدلاً عن الإبل التسعين ، وأحضرت قبيلة زعب الخيل و سلموها للشريف ومعها تكملة العدد الحصان شعيطان لصاحبه مهوّس وكان من خيرة الخيل .
فغير الشريف رايه ورفض قبول الخيل وأصر على مجيء الإبل أو الحرب فعند ذلك اغتاظت زعب وقالت بل الحرب .
فأرسل الشريف جيشا فيه من كثير من قبائل الحجاز لمحاربة قبيلة زعب .
واستعدت زعب للحرب حيث عزلوا الظعن وكبار السن والحلال وأوكلوا به بعضهم وأبعدوه عن ساحات القتال ، واخذ بعض الفرسان من زعب الحربي وإبله إلى ديار حرب حتى أوصلوه إلى مأمنه ورجعوا .
و قاد الشيخ بن غافل (أمير زعب) الحرب ، وطالت مع الشريف كر وفر لمدة خمس عشرة سنه حتى انتهت المعارك بحماية قبيلة زعب لجارها الحربي وحصلت على شرف حماية الجار واندحر الشريف ولم يحصل على ابل الحربي .
و فقدت فتاة الحي بنت ابن غافل اثناء الحروب ، فقد هرب بها بعيرها ليلا وهم راحلين ولم يفطن لها من كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه ، فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين بأعلى شجرة سرح ، ومر بالوادي قافلة من قبيلة الدواسر معهم أمير الدواسر في حينه مسعر جد المساعرة حالياً وذلك للاستراحة فرآها أميرهم شيخ الدواسر ولم يراها الباقون . فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت ما أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق أن لا تمسني بسوء ، فأعطاها عهودا ومواثيق على ذلك ، وعرفها بنفسه ثم نزلت وأخذها إلى حيث أهله ،وبقيت معهم مدة فرآها ابن شيخ الدواسر فبهره جمالها وعقلها فطلب من أبوه أن يزوجها له ، فأنكر عليه ذلك وقال إننا لا نعرف نسبها وهي لم تخبرنا ، فأصر الولد على الزواج بها فتزوجها ورزق منها بولد أسماه ((سباع)) وكان اسماً على مسمى فقد فاق أقرانه بكل شيء بالسباقات التي يجريها أبناء البادية وركوب الخيل وغيره . . .
فغار منه أقرانه . . . فكان الأطفال يذهبون لأهلهم يشتكون لهم تغلب سباع عليهم في كل شيء فقالت أم أحد الأطفال لابنها اسأل سباع من هم أخواله ؟ . . وبذلك سوف تحبطه ولن يتغلب عليك فأمه مجهولة النسب ، فأعلم الولد أقرانه فأصبحوا يعيرون سباع بأخواله وأن أمه لا نسب لها . . . وهذا سباع كلما سمعهم جاء يبكي لأمه فيحزنها ذلك .
فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان كانت ديار لزعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة لان الغزو سوف يعودن غدا ، وكان قصده أن تهيج صوت الرحىَ ما بها من أسرار ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وابنها سباع يلعب أمامها فتهيضت وأنشدت القصيدة المذكورة .
إما من فقد أثناء حرب قبيلة زعب مع الاشراف فلا يعلم عنهم أكانت بنت ابن غافل فقط أم أكثر .
وللعلم بعد المدة المذكورة استمرت فخذوذ من زعب في الحجاز في أوطانهم إلى وقت قريب بعدها رحلوا لنجد واستوطنوها .
والأكيد أن الحرب قتلت منهم كثير لا يمكن معرفة عددهم ولكن قتل من جيش الأشراف أكثر وحازت قبيلة زعب على شرف حماية الجار .
وهذه قصيدة فتاة الحي بنت ابن غافل :
يهيضْني ياسـبّاع دارٍ ذكرتـهــــــــــــا=ولاعـاد منها إلا مواري حيودهــــا
سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمـعَـــهَـا=من عينها يحفي مذاري خدودهـا
ولكن وقود النارباقصىضميرها=هاضَ الغرام و بيّحَ الله ســـدُودهـا
ولكن حجر العــــين فـيـها ملـيـلـة=ولكـن ينهش مـوقها مع بـرودهـــا
دمـعٍ يـشــادي قــربــةٍ شُــوشليـّة=بـعيدٍ معشّــاها زعُــوجٍ قـعـودهــــا
زِعـبيـّـــةٍ ياعــمّ مــانـــي هَميــّـة=ماني مـن اللـيّ هافياتٍ جدودهــا
أنامن زِعب وزعب إيلاَ أوْجَهوا=على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودهـا
أهـــل سربةٍ لادْبرَت كِنـّها مهجّرة=وِنْ أقبلت كـنَّ الـجوازي وُرودهـا
لطاح طايحهم بشوفي ترايـعـــــوا=تقول فهـودٍ مـخـطيـاتٍ صيـودْهــــا
لصاح صياحٍ بالسّبيب تـِفازَعوا=عــزيِّ لـغمـرٍ ثـبَّرت بهْ بـلـودهــــــــا
لحقوا على مثل القطا يوم وردته=متغــانــمٍ عــــــينٍ قــــراحٍ بـــرودهــــــا
خـــيلٍ تغــذّى للبــلا و المعـارك=ترهِق صناديد العِدا في طرودهـــا
لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي=تـرى لـقـاحَ الخيــل يـردي جـهودهــــــــا
إن جَـتْ سمـاحَ الخدّ مايلـحـقـن=ون جـت مع السّنْداء لزومٍ يكودهــــا
جــينـا الشّـريف بديرتـِه وإلتـقـانـا=كـــلّ الـقـبايـل جامـــعٍ بــه جـنـودهـــــا
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا=مِــتـمَـوّلٍ يبـغـي حــنـازيب سـودهـــــــــا
يـَـامـَـا عـطـينـا دونـها من سبيـّه=تسعين صفرا إحسابها ومعدودهــا
تمـامها شعيطان خيالة مهـوّس=أصايـل صنـع النـّصـارى قيــودهـــــــا
اقـطـع قـبيـلةٍ ضفـها مـايـذرّى=تشــري جمــالٍ غـطـها في بـدودهـــــــا
قصيرنا في راس عيطاً طويلة=بـحجي ذراها من عواصيف نودها
عيـّوا عليـها لابِتي واحتمـُوهـا=بمـصـقــّلات مِــرهـِـفـــاتٍ حــدودهـــــا
حَرَبنا العدى والبنت نشوٍ بهاامها=واليـوم قـده مـنـوةِ العـــيــن عــودهـــــــا
تسعــين لـيـلـة والعرابا معقـّلة=شمـخ الـذراء ومحـجـزاتٍ عضودهـــا
شقح البكار الليّ زهن الدباديب=قامت تـضـالـِـع مــن مثـاني زنودهـــــا
خيلٍ تناحيهـاوتضرب بالقنا=مثـل الـتهـامي يــوم أحـلى جرودهــــــا
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا=بيضِ الترايـب نـاقضـات جعـودهـــــــا
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل=سمـرِ الـذّوايـب كـاسـيـات نـهــودهــــــــا
وجـيهٍ تشـادي مـزنةٍ عقربيّة=أقـبـل مـطـرهـا يــوم حـنت رعـودهـــــا
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها=سـتر الـعـذارى مـاحضر مـن فهودهــــا
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس=وعلـــى سـروج الخيـــل كـودٍ سنـودهـــا
مِــن صـنــع داود عـليهم مشالح=تجـيـبه رجـالٍ مِـــن غـنـايـم فـهـودهـــــــا
يا ماطعنوا من حربةٍ عولقيّة=شلفـى تلـظـى يَشـرَب الـدّم عــودهـــــا
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة=مـامـنـهـن اللـيّ مـاتــلاوي عــمـودهـــــــــا
تسعين مع تسعين والفين فارس=تحـت صليـب الخــدّ تطـوى لحـودهـــــــا
تسعين منهن بين ابويه وعزوتي=وتسـعين عـنـانٍ واللــواحـي شـهودهـــــــا
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة=لاعـــدّت الجـــودات يـنــعــدّ جـُـودهـــــــا
زِعــب هُم أهلَ المدح والمجدوالثنا=من الربـع الخـالي للـحجاز حدودهــــــــــا
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز=وضيحيـهـا ومن الـجوازي عنودهــــــــــا
وِن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل=ودارٍ يجــــونــه ضــدهــم مـــايــرودهـــــــا
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها=تــِـقـافــت الــظّـعـان عـجـلٍ شـدودهــــا
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها=بـيضَ الـمحـاقـب فـاتـرات لهــــودهـــــــا
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة=ولا صــاوُغــــوه بـلـطـمـــةٍ مـايــعـــودهــا
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي=مــاتــطـاوع الحـكـام مـــن عظـم زودهــا
أشوف بالحره ضعون تقللّت=وابـوي حـمـّـاي الـســـرايــا يــذودهـــا
شفي معه صقر تباريه عندل=مـرٍّ يـبـاريه و مــرٍّ يـقـــودهـــا
أنا فتاة الحي بنت بن غافل=كم مـِـن فــتاةٍ غـــرّ فـيها قعودهــا
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة=ما ودّك يـشـوفــه بـعـيـنـه حـسُودهــــــا
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه=حـطـّيـت رفٍ فـي مِـثانــي فنودهــــــــا
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها=وشافـني عِـقـيـدَ القوم زيزوم قودهـــــــــا
قال انزلي يابنت وانتِ بوجهي=ولا جــيـتـه إلاّ بـالـوثـــْق مـن عهُـودهــــــا
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن=تسبّب علـينا مــن الأَعــادي قرودهـــــــا
بكونٍ شِديدٍ ماتمنّاه عارف=تـعـدّه عـيـالٍ عـادهـا فــي مـهـودهــــــا
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضىلهم=ويــومٍ عـلـيـنـا مــن لـيـالي سـعـودهـــــــــا
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية=وضـوٍّ زمّت عـيدان الـــرطــىَ وقـودهــا
لكن قرون الصّيد باطراف بيتنا=هشيم الغضا يدنــي لحامــي وقودهــا
تسعين عيـنـا صـيدنا في عشيّة=وضـيـحـيـّة نجـــعــل دلانـا جـلـودهـــــا
قنّاصنا يـذهـب شـريقٍ وينثـني=ويجـيـب الجـوازي دامـياتٍ خـدودهـا
وروّايـنـا يـروح يـومٍ ويـنثـني=ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حـدودها
ومـدّادنـا ياخذ حـديـد ويـنثـني=ويجــيـب الجـلادي ضـايمـاتٍ هـبودها
وغــزّايـنـا يغـزي حــديد وينثني=ويجـيـب الـعــرابــا حــافــلاتٍ ديـودهــا
لـنـا بـيـن حـَبـْـر وغْـرابـا مـنزلٍ=لِهــن فـــي زيــن الــعـرابا قــعــودهــــا
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة=وغـلّ الأعـادي لاجيٍ فــي كــبــودهـــا
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى=إلاّ شخـوص العـــين قـب نـقـــودهــــــــا
ِقليبنا غزيــرةَ الجــــمّ عيلـــم=مــا ينشـدون صدورهامن ورودهــــا
طـــولـه ثمانٍ مــع ثمانٍ مــع أربــع=وسـطٍ مـــن الصـفرا وقبلـت نـفــودهــــا
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى=مادارهــا الــزرّاع يـبـذر مــــدودهـــــــا
ألـفــــين بـيـتٍ نــازلـين جـبـاهـــا=والـفــين بـيـتٍ بـالـمـظــامـي تـرودهــــا
تـخـالِـفـوا فـي يــوم تسعـين لحيـه=عـلشـان وقـفـت أجـنبي إبـنـفـودهــــــــــــا
دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لـــغـيرنــا=مــاحدّها الـرّملـه ومــا ورد عـدودهـــــا
مـــــــــــــــــنـــــــــــــــــقـــــــــــــ ــــول
كان الشريف حاكم الحجاز في ذلك الزمن ، وقبيلة زعب كانت في ديارهم في الحجاز شرق المدينة المنورة وتمتد جنوبا ، وقد مر رجال الشريف على ديار زعب فرأوا مع زعب إبلاً غريبة في ضخامتها ، وأشكالها ورأوا حليبها يتساقط على العشب فأخبروا الشريف بذلك فبعثهم يطلبها ، فذكرت زعب أنها ملك لجارهم من قبيلة حرب فأرسل الشريف إلى أمير زعب الشيخ ابن غافل يقول له أنه يريد الإبل ، فساومت زعب جارها على الإبل حيث أعطوا الحربي عن الناقة ناقتين فرفض الحربي ثم أعطوه عن الناقة أربع فامتنع أيضاً ، وأجاب الحربي أنها لا تجود بها نفسي لأحدٍ إلا رغماً عنه . فقالت له زعب لا تُرغم وأنت جارنا وفينا رجلٌ حيّ .
ثم أرسلت قبيلة زعب وفدا للشريف يخبره أن الابل أبى عليها صاحبها ولو أنها لأحد من قبيلة زعب لأرسلوها له ، ولكنها لجار لهم حربي ورفض بيعها أو إهدائها ، ولذلك سوف يحمون جارهم مهما كان الأمر .
فلم يستطع الوفد الزعبي إقناع الشريف ، و قال لهم الشريف أريد الإبل . فردوا عليه أنه له لو قتلت زعب كلها لن تأتي الإبل والحربي غير راضي .
فقال إذن أريد تسعين فرساً صفراء بدلاً عن الإبل التسعين ، وأحضرت قبيلة زعب الخيل و سلموها للشريف ومعها تكملة العدد الحصان شعيطان لصاحبه مهوّس وكان من خيرة الخيل .
فغير الشريف رايه ورفض قبول الخيل وأصر على مجيء الإبل أو الحرب فعند ذلك اغتاظت زعب وقالت بل الحرب .
فأرسل الشريف جيشا فيه من كثير من قبائل الحجاز لمحاربة قبيلة زعب .
واستعدت زعب للحرب حيث عزلوا الظعن وكبار السن والحلال وأوكلوا به بعضهم وأبعدوه عن ساحات القتال ، واخذ بعض الفرسان من زعب الحربي وإبله إلى ديار حرب حتى أوصلوه إلى مأمنه ورجعوا .
و قاد الشيخ بن غافل (أمير زعب) الحرب ، وطالت مع الشريف كر وفر لمدة خمس عشرة سنه حتى انتهت المعارك بحماية قبيلة زعب لجارها الحربي وحصلت على شرف حماية الجار واندحر الشريف ولم يحصل على ابل الحربي .
و فقدت فتاة الحي بنت ابن غافل اثناء الحروب ، فقد هرب بها بعيرها ليلا وهم راحلين ولم يفطن لها من كثرة الزحام ولم تشعر إلا وهي في مكان لا تعرفه ، فنزلت عن بعيرها وصعدت في مكان حصين بأعلى شجرة سرح ، ومر بالوادي قافلة من قبيلة الدواسر معهم أمير الدواسر في حينه مسعر جد المساعرة حالياً وذلك للاستراحة فرآها أميرهم شيخ الدواسر ولم يراها الباقون . فأمر بالرحيل ورجع هو وقال انزلي قالت ما أنزل حتى تعطيني عهوداً ومواثيق أن لا تمسني بسوء ، فأعطاها عهودا ومواثيق على ذلك ، وعرفها بنفسه ثم نزلت وأخذها إلى حيث أهله ،وبقيت معهم مدة فرآها ابن شيخ الدواسر فبهره جمالها وعقلها فطلب من أبوه أن يزوجها له ، فأنكر عليه ذلك وقال إننا لا نعرف نسبها وهي لم تخبرنا ، فأصر الولد على الزواج بها فتزوجها ورزق منها بولد أسماه ((سباع)) وكان اسماً على مسمى فقد فاق أقرانه بكل شيء بالسباقات التي يجريها أبناء البادية وركوب الخيل وغيره . . .
فغار منه أقرانه . . . فكان الأطفال يذهبون لأهلهم يشتكون لهم تغلب سباع عليهم في كل شيء فقالت أم أحد الأطفال لابنها اسأل سباع من هم أخواله ؟ . . وبذلك سوف تحبطه ولن يتغلب عليك فأمه مجهولة النسب ، فأعلم الولد أقرانه فأصبحوا يعيرون سباع بأخواله وأن أمه لا نسب لها . . . وهذا سباع كلما سمعهم جاء يبكي لأمه فيحزنها ذلك .
فذهب يومًا مع أولاد عمه فمرّوا بمكان كانت ديار لزعب وهو لا يعلم به فرأى أحذية الخيول مرميّة ورأى قدور كبيرة فوصف لأمه كل ذلك وهي بين النساء فَجَرَتْ دموعها من عينيها فرأتها النساء فأخبرن أبا زوجها وقد كان حكيماً وكان زوجها غازياً في ذلك الوقت فعمد الأب إلى حيلة وملأ كيسا من البر وقال لها اطحنيه لنا الليلة لان الغزو سوف يعودن غدا ، وكان قصده أن تهيج صوت الرحىَ ما بها من أسرار ثم اختبأ قريباً منها فظلت طول الليل تطحن وابنها سباع يلعب أمامها فتهيضت وأنشدت القصيدة المذكورة .
إما من فقد أثناء حرب قبيلة زعب مع الاشراف فلا يعلم عنهم أكانت بنت ابن غافل فقط أم أكثر .
وللعلم بعد المدة المذكورة استمرت فخذوذ من زعب في الحجاز في أوطانهم إلى وقت قريب بعدها رحلوا لنجد واستوطنوها .
والأكيد أن الحرب قتلت منهم كثير لا يمكن معرفة عددهم ولكن قتل من جيش الأشراف أكثر وحازت قبيلة زعب على شرف حماية الجار .
وهذه قصيدة فتاة الحي بنت ابن غافل :
يهيضْني ياسـبّاع دارٍ ذكرتـهــــــــــــا=ولاعـاد منها إلا مواري حيودهــــا
سبّاع تبكي أمّك بعينٍ ودمـعَـــهَـا=من عينها يحفي مذاري خدودهـا
ولكن وقود النارباقصىضميرها=هاضَ الغرام و بيّحَ الله ســـدُودهـا
ولكن حجر العــــين فـيـها ملـيـلـة=ولكـن ينهش مـوقها مع بـرودهـــا
دمـعٍ يـشــادي قــربــةٍ شُــوشليـّة=بـعيدٍ معشّــاها زعُــوجٍ قـعـودهــــا
زِعـبيـّـــةٍ ياعــمّ مــانـــي هَميــّـة=ماني مـن اللـيّ هافياتٍ جدودهــا
أنامن زِعب وزعب إيلاَ أوْجَهوا=على الخيل عجْلاتٍ سريعٍ ردودهـا
أهـــل سربةٍ لادْبرَت كِنـّها مهجّرة=وِنْ أقبلت كـنَّ الـجوازي وُرودهـا
لطاح طايحهم بشوفي ترايـعـــــوا=تقول فهـودٍ مـخـطيـاتٍ صيـودْهــــا
لصاح صياحٍ بالسّبيب تـِفازَعوا=عــزيِّ لـغمـرٍ ثـبَّرت بهْ بـلـودهــــــــا
لحقوا على مثل القطا يوم وردته=متغــانــمٍ عــــــينٍ قــــراحٍ بـــرودهــــــا
خـــيلٍ تغــذّى للبــلا و المعـارك=ترهِق صناديد العِدا في طرودهـــا
لا تلقحونَ الخيل يا زعب ياهلي=تـرى لـقـاحَ الخيــل يـردي جـهودهــــــــا
إن جَـتْ سمـاحَ الخدّ مايلـحـقـن=ون جـت مع السّنْداء لزومٍ يكودهــــا
جــينـا الشّـريف بديرتـِه وإلتـقـانـا=كـــلّ الـقـبايـل جامـــعٍ بــه جـنـودهـــــا
طَلَبْ علينا الخُورهجمت قصيرنا=مِــتـمَـوّلٍ يبـغـي حــنـازيب سـودهـــــــــا
يـَـامـَـا عـطـينـا دونـها من سبيـّه=تسعين صفرا إحسابها ومعدودهــا
تمـامها شعيطان خيالة مهـوّس=أصايـل صنـع النـّصـارى قيــودهـــــــا
اقـطـع قـبيـلةٍ ضفـها مـايـذرّى=تشــري جمــالٍ غـطـها في بـدودهـــــــا
قصيرنا في راس عيطاً طويلة=بـحجي ذراها من عواصيف نودها
عيـّوا عليـها لابِتي واحتمـُوهـا=بمـصـقــّلات مِــرهـِـفـــاتٍ حــدودهـــــا
حَرَبنا العدى والبنت نشوٍ بهاامها=واليـوم قـده مـنـوةِ العـــيــن عــودهـــــــا
تسعــين لـيـلـة والعرابا معقـّلة=شمـخ الـذراء ومحـجـزاتٍ عضودهـــا
شقح البكار الليّ زهن الدباديب=قامت تـضـالـِـع مــن مثـاني زنودهـــــا
خيلٍ تناحيهـاوتضرب بالقنا=مثـل الـتهـامي يــوم أحـلى جرودهــــــا
بنات عميّ كلّهن شقّن الخبا=بيضِ الترايـب نـاقضـات جعـودهـــــــا
على الحنايا ناقضاتِ الجدايل=سمـرِ الـذّوايـب كـاسـيـات نـهــودهــــــــا
وجـيهٍ تشـادي مـزنةٍ عقربيّة=أقـبـل مـطـرهـا يــوم حـنت رعـودهـــــا
منهن نهارَ الهوش تنخَى رجالها=سـتر الـعـذارى مـاحضر مـن فهودهــــا
لباسةٍ بالهوش للدّرْع والطاّس=وعلـــى سـروج الخيـــل كـودٍ سنـودهـــا
مِــن صـنــع داود عـليهم مشالح=تجـيـبه رجـالٍ مِـــن غـنـايـم فـهـودهـــــــا
يا ماطعنوا من حربةٍ عولقيّة=شلفـى تلـظـى يَشـرَب الـدّم عــودهـــــا
الليّ ايتموا في يوم تسعين مُهرة=مـامـنـهـن اللـيّ مـاتــلاوي عــمـودهـــــــــا
تسعين مع تسعين والفين فارس=تحـت صليـب الخــدّ تطـوى لحـودهـــــــا
تسعين منهن بين ابويه وعزوتي=وتسـعين عـنـانٍ واللــواحـي شـهودهـــــــا
قبيلةٍ كم أذهبت مِن قبيلة=لاعـــدّت الجـــودات يـنــعــدّ جـُـودهـــــــا
زِعــب هُم أهلَ المدح والمجدوالثنا=من الربـع الخـالي للـحجاز حدودهــــــــــا
إن أجْنبوا فالصّيد منهم تحوّز=وضيحيـهـا ومن الـجوازي عنودهــــــــــا
وِن أشملوا تهجّ مِنهم قبايل=ودارٍ يجــــونــه ضــدهــم مـــايــرودهـــــــا
لامِن نووا في ديرةٍ ياهَلونها=تــِـقـافــت الــظّـعـان عـجـلٍ شـدودهــــا
اركابهم يمّ العِدى مِتعبينها=بـيضَ الـمحـاقـب فـاتـرات لهــــودهـــــــا
يَامَاخذوا من ضدّهم مِن غنيمة=ولا صــاوُغــــوه بـلـطـمـــةٍ مـايــعـــودهــا
بنمرٍ تشادي للجراد التهامي=مــاتــطـاوع الحـكـام مـــن عظـم زودهــا
أشوف بالحره ضعون تقللّت=وابـوي حـمـّـاي الـســـرايــا يــذودهـــا
شفي معه صقر تباريه عندل=مـرٍّ يـبـاريه و مــرٍّ يـقـــودهـــا
أنا فتاة الحي بنت بن غافل=كم مـِـن فــتاةٍ غـــرّ فـيها قعودهــا
شرشوح ذودٍ ضاربٍ له خَريمة=ما ودّك يـشـوفــه بـعـيـنـه حـسُودهــــــا
حوّلت من نظوى ورقيت سرحه=حـطـّيـت رفٍ فـي مِـثانــي فنودهــــــــا
وجوني ركيبٍ ونوّخوا في ذراها=وشافـني عِـقـيـدَ القوم زيزوم قودهـــــــــا
قال انزلي يابنت وانتِ بوجهي=ولا جــيـتـه إلاّ بـالـوثـــْق مـن عهُـودهــــــا
أمرٍ كِتبه الله وصار وتكوّن=تسبّب علـينا مــن الأَعــادي قرودهـــــــا
بكونٍ شِديدٍ ماتمنّاه عارف=تـعـدّه عـيـالٍ عـادهـا فــي مـهـودهــــــا
ذكرت وقتٍ فايتٍ قِد مضىلهم=ويــومٍ عـلـيـنـا مــن لـيـالي سـعـودهـــــــــا
ضوٍّ زمت للمال من غب سرية=وضـوٍّ زمّت عـيدان الـــرطــىَ وقـودهــا
لكن قرون الصّيد باطراف بيتنا=هشيم الغضا يدنــي لحامــي وقودهــا
تسعين عيـنـا صـيدنا في عشيّة=وضـيـحـيـّة نجـــعــل دلانـا جـلـودهـــــا
قنّاصنا يـذهـب شـريقٍ وينثـني=ويجـيـب الجـوازي دامـياتٍ خـدودهـا
وروّايـنـا يـروح يـومٍ ويـنثـني=ويجيب القلاصي لاحقاتٍ حـدودها
ومـدّادنـا ياخذ حـديـد ويـنثـني=ويجــيـب الجـلادي ضـايمـاتٍ هـبودها
وغــزّايـنـا يغـزي حــديد وينثني=ويجـيـب الـعــرابــا حــافــلاتٍ ديـودهــا
لـنـا بـيـن حـَبـْـر وغْـرابـا مـنزلٍ=لِهــن فـــي زيــن الــعـرابا قــعــودهــــا
حنّا نزلنا الحزم تسعين ليلة=وغـلّ الأعـادي لاجيٍ فــي كــبــودهـــا
لامن حجى معنا عليمٍ ولا ذرى=إلاّ شخـوص العـــين قـب نـقـــودهــــــــا
ِقليبنا غزيــرةَ الجــــمّ عيلـــم=مــا ينشـدون صدورهامن ورودهــــا
طـــولـه ثمانٍ مــع ثمانٍ مــع أربــع=وسـطٍ مـــن الصـفرا وقبلـت نـفــودهــــا
أهل عقلةٍ بحدّ الحاذ من الغضى=مادارهــا الــزرّاع يـبـذر مــــدودهـــــــا
ألـفــــين بـيـتٍ نــازلـين جـبـاهـــا=والـفــين بـيـتٍ بـالـمـظــامـي تـرودهــــا
تـخـالِـفـوا فـي يــوم تسعـين لحيـه=عـلشـان وقـفـت أجـنبي إبـنـفـودهــــــــــــا
دارٍ لِـنا مـاهيب دارٍ لـــغـيرنــا=مــاحدّها الـرّملـه ومــا ورد عـدودهـــــا
مـــــــــــــــــنـــــــــــــــــقـــــــــــــ ــــول