تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مالك بن الريب


عبدالرحمن الهيلوم
17-Feb-2008, 05:26 AM
مالك بن الريب
لقد كان قاطع طرق قبل ان يهديه الله وبنصم اجبوس المسلمين بالفتوحات


شاعرنا هو مالك بن الريب بن حوط بن حسن بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمر بن تميم، شاعر من العصر الأموي قال هذه القصيدة عندما كان غازياً في جيش سعيد بن عثمان بن عفان لخرسان، إذ يقال أن ولاية سعيد على خرسان لم تدم طويلا، فرجع عنها ومعه مالك بن الريب، إلا أن مالكاً مرض وأشرف على الموت، فخلَّفه سعيد وترك عنده مُرَّة الكاتب ورجلاً آخر.

والقصيدة غنية بالكثير من الألفاظ الموحية والتراكيب الدالة التي تنقل قارءها إلى أجواء استحضار الموت، والإحساس بالوحشة والحسرة والندم، تلك المشاعر التي يقدمها مالك في أكثر صور الصدق نقاءاً وصفاءاً.

ونحن في تناولنا لهذه القصيدة سنشير إشاراتٍ بسيطة إلى بعض مواطن الجمال فيها، ونعرّج سريعاً على جانب من أسرار دلالاتها وغنى معانيها.



ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة *** بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
دعاني الهوى من أهل ودي وصحبتي *** بذي الطبسين فالتفت ورائيا
أجبت الهوى لما دعاني بعبرة *** تقنعت منها أن ألام ردئيا
أقول وقد حالت قرى الكرد دوننا *** جزى الله عمرواً خير ما كان جازيا
إن الله يرجعني من الغزو لا أرى *** وإن قلّ مالي طالباً ما ورائيا
لعمري لإن غالت خرسان هامتي *** لقد كنت عن باب خرسان نائيا
فإن أنجُ من باب خرسان لا أعد *** إليها وإن منيتموني الأمانيا
فلله دري يوم أترك طائعاً *** بنيّ بأعلى الرقمتين وماليا
ودر الرجال الشاهدين تفتكي *** بأمري ألا يقصروا من وثاقيا
ودر الظباء السانحات عشية *** يخبرن أني هالك من ورائيا
ودر كبريّ الذين كلاهما *** عليّ شفيق ناصح ما ألانيا
تقول ابنتي لما رأت طول رحلتي *** مسيرك هذا تاركي لا أبا ليا
ولكن بأكناف السمينة نسوة *** عزيز عليهن العشية ما بيا
وأصبح مالي من طريفٍ وتالدٍ *** لغيري وكان المال بالأمس ماليا
فياليت شعري هل بكت أم مالكٍ *** كما كنت لو عالوا بنعيك باكيا
إذا متُ فاعتادي القبور وسلمي *** على الرمس أسقيت السحاب الغواديا
ترى جدثاً قد جرت الريح فوقه *** تراباً كلون القسطلان هابيا
رهينة أحجارٍ وتربٍ تضمنت *** قراراتها مني العظام البواليا
فيا صاحباً إما عرضت فبلغن *** بني مالك والريب ألا تلاقيا
وبلغ أخي عمران بردي ومئزري *** وبلّغ جوزي اليوم ألا تدانيا
وسلّم على شيخي مني كليهما *** وبلغ كثيراً وابن عمي وخاليا
وعطّل قلوصي في الركاب فإنها *** ستبرد أكباداً وتبكي بواكيا
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى *** به من عيون المؤنسات مراعيا
وبالرميل مني نسوة لو رأينني *** بكين وفدين الطبيب المداويا
فمنهن أمي وابنتاها وخالتي ***وباكية أخرى تهيج البواكيا
تذكرت من يبكي عليّ فلم أجد *** سوى السيف والرمح الرديني باكيا
وأشقر خنذيذ يجر عنانه *** إلى الماء لم يترك له الموت ساقيا
يقاد ذليلاً بعدما مات ربه *** يباع ببخسٍ بعدما كان غاليا
صريعُ على أيدي الرجال بقفرة *** يسوون لحدي حيث حُم قضائيا
فيا صاحبيّ رحلي دنا الموت فأنزلا *** برابيةٍ إني مقيم لياليا
أقيما عليّ اليوم أو بعض ليلة *** ولا تعجلاني قد تبين ما بيا
وقوما إذا ما استُل روحي فهيئا ***لي السدر والأكفان عند فنائيا
وخطّا بأطراف الأسنة مضجعي *** وردا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما *** من الأرض ذات العرض أن توسعا لي
خذاني فجراني ببردي إليكما *** لقد كنتُ قبل الموت صعباً قياديا
وكنت غصناً البان هبت له الصبا *** أرجل فيناناً يصيد الغوانيا
وقد كنت صبراً على القرن في الوغى *** وعن شتم ابن العم والجار وانيا
وقد كنتُ محموداً لدى الزاد والقرى *** ثقيلاً على الأعداء عضباً لسانيا
وقد كنت عطفاً إذا الخيل أحجمت ***سريعاً لدى الهيجاء إلى من دعانيا
فيوماً تراني في طلاء ومجمع *** ويوماً تراني والعتاق ركابيا
ويوماً تراني في رحىً مستديرةٍ *** تخرق أطراف الرماح ثيابيا
غداة الغد يا لهف نفسي على غد *** إذا أدلجوا عني وأصبحتُ ثاوياً

عبدالله الجـــذع
17-Feb-2008, 05:39 AM
مشكور وماقصرت يالغالي..

عبدالرحمن الهيلوم
17-Feb-2008, 06:44 AM
مشكورين علي المرور يالغالين

فهد النفيعي
17-Feb-2008, 09:53 AM
بارك الله فيك

عبدالرحمن الهيلوم
17-Feb-2008, 11:26 PM
مشكورين يالغالين علي المررور