عبدالرحمن الهيلوم
14-Feb-2008, 04:36 PM
قصيدة اعجبتني وحببت ان اطرحها في منتدي الهيلا
عند البقيع ذرفت دمعي وأنشدت لنفسي ، أتسلى وكانت تلك هي السلوى :
سلام علـى تلـك الديـار واهلهـا ****سلام على تلك الجبـال الرواسيـا
منـازل كانـت بالحبيـب مقامـة ****ومنها سرى ليلاً إلى القدس حاديـا
ففيها لنا من منهـج الحـق منهـل ***وفيها لنا من مقبس الوحـي هاديـا
أخذت أجيل الطرف فـي جنباتهـا ***وأقصر في الخطوات ممـا بداليـا
وأسهب في التفكير حينـاً وتـارةً ***أعاود لحظي حيث ما كـان رائيـا
فأندب أحزاني بمـا قـد أصابنـي ****وأنثـر أشجانـي بنظـم القوافيـا
مشاهـد تدعـوا للحنيـن وللبكـا ***وتجلب داء في ربى القلـب خافيـا
لئن كانت الأيام أخفـت رسومهـا ***فللقلـب منهـا للرسـوم بواقـيـا
أتيـت إليهـا مستجيـراً بقربهـا ***فكاد دفيـن الشـوق يبلـي فؤاديـا
وأصبحت مضطرباً أكفكف عبـرةً ****ذهـول وتذكـار دهـا فأعترانيـا
ديار خيار القوم قد هـاج ذكرهـم ***بقلب سقيمٍ مدنـف الحـال باكيـا
إذا ما أتاني الليـل جـاء بكربـة ****أفاض لها دمعـي لعظـم مصابيـا
ولست بشاكٍ من صبابـة عاشـقٍ ***معناً كئيبـاً ذاهـل العقـل خاويـا
ولكننـي اشكـو رجـالاً بفقدهـم ****سقطنا أسارى في شراك الأعاديـا
رجال أطاعوا الله في الجر والخفـا ***فما باشروا اللذات خـوف التماديـا
أقاموا بشـرع الله نهجـاُ مقومـاً ***أزال أعوجاج الشرك في كل واديا
إليهم وفيهم ينتهي البـذل والعطـا ***فما في الورى منهـم أجـل تفانيـا
كمثل ضياء الشمس تبدوا وجوههم ***كلوحٍ مـن البلـور يشـرق باديـا
تمكـن حـب الله فيهـم فأفلحـوا ***وصالوا وجالوا يرتقـون المعاليـا
فلا فخر إلا قـد علـوه بصنعهـم ****ولا مجـد إلا بالقنـا والعوالـيـا
يطوفون أقصى الأرض لله نصرةً ****بعزمٍ كإقـدام الليـوث الضواريـا
ولا عيب فيهم غير أن خصومهـم ***يموتون قبل الموت خوف التلاقيـا
لهم رفعةً لـم يعطهـا الله غيرهـم *** وفي تلك آيـات لـمن كـان واعيـا
أسودٌ لـدى الهيجـا شديـد قتالهـم ***وفي السلم خـدام كعيـش المواليـا
مقاويل بالمعروف خرس عن الخنا *** قضاة بفصل الحق في كـل ناديـا
سل الأرض عمن عمروها وشيدوا ***بها للعلى حلمـا تخطـى الأمانيـا
سل التاريخ عمن سطروه بأحرفٍ ***من الذهب الإبريز صيغـة تواليـا
رجال سموا بالنفـس أبلـغ رتبـة ***فجادوا بها لمـا أجابـوا المناديـا
فمنهم أبـو بكـرٍ عظيـم بحلمـهِ ***وجامع شمل الديـن بعـد التناحيـا
خليـل رسـول الله كاتـم ســره *** صدوق أمين حافـظ العهـد وافيـا
ومنهم ابو حفص أمامـا مجاهـدا ***يحكم قـول العـدل ليـس محابيـا
فقد كان يخشى الظلم بيـن رعاتـهِ **ويقتص للمظلوم مـن كـل باغيـا
ومنهم عليٌ فارس الخيل في الوغى ***يزلزل صـف المشركيـن مفاديـا
وخالـد سيـف الله سـل بكـفـه ***ضروبا بنصل السيف أروع ماضيا
خبير بأمـر الحـرب أروع قائـدٍ ***ومن بيت فرسان اللقـاء الدواهيـا
ومنهم صهيب والزبيـر وعـروة ***وجعفر ذو الجنحان في الخلد غاديا
وحمزة والمقـداد وابـن رواحـة ***أريباً حكيماً خاشع القلـب خاشيـا
وسعد وسلمـان وعمـروً وعامـر *** وزيـد وحسـان أديبـا وراويــا
ومنهم بلال كـان عبـدا وخادمـا ***يجـوب بقطعـان الشيـاه الفيافيـا
وما كان يدري أنه سـوف يرتقـي ***ويصبح يشـدوا بـالآذان مناجيـا
ومنهم ابو الـدرداء منبـع حكمـةٍ ***حكيـم بنـي الإسـلام لله داعيـا
وطلحـة والقعقـاع وابـن عبـادة ***وميسرة العبسي في البـر ساعيـا
ومنهم ابو أيـوب مـات مجنـدلاً ****ومنه فياض الدم تجـري سواقيـا
وقد كان قوّامـاً إذا أقبـل الدجـى ***بعبـرة مشتـاق ولهفـة نائـيـا
إلى الله أشكوا مـا ألاقـي بحبهـم ***فما برحت عيناي تفضح مـا بيـا
مضوا فمضى الإقدام والحلم والندى ***وباتت لهم صدر القبـور مثاويـا
قضوا نحبهم حتما فتلـك قبورهـم ****تضـم عظامـا للأجـلاء بالـيـا
فلوا سئلت أجسادهـم بعـد موتهـم *** بما تشتهي لو ردت الـروح ثانيـا
لقالت مماتـا آخـراً فـي سبيلـهِ *** وتحت لواء الديـن تسفـوا دمائيـا
فياليت شعري مـا يؤمـل بعدهـم *** وهل يرتجى نصرٌ صريحٌ مؤاتيـا
سؤالٌ يتيـمٌ لا أرى مـن يجيبـه ُ ***فلست أرى فـردا يجيـب سؤاليـا
أيا معشر الإسلام فـي كـل بقعـة ***كفانـا هوانـا أثقلتنـا المآسـيـا !
فعودوا لنهج الصالحين أولوا التقـى ***تنالوا رضا الرحمن والنصر آتيا
سألت إلهي فالـق الحـب والنـوى ***إلهاً كريما باسـط الكـف جازيـا
ليعصمنا من كـل زيـغ وبدعـةٍ ***ويجعل لنا من دون بطشـه واقيـا
ويحشرني في زمرة الخير والتقـى ****بجنةٍ فردوس بها الـرب راضيـا
فقد تبت من ذنبي إليـك وخافقـي ****أتاك رهيناً فاقض ما انت قاضيـا
عند البقيع ذرفت دمعي وأنشدت لنفسي ، أتسلى وكانت تلك هي السلوى :
سلام علـى تلـك الديـار واهلهـا ****سلام على تلك الجبـال الرواسيـا
منـازل كانـت بالحبيـب مقامـة ****ومنها سرى ليلاً إلى القدس حاديـا
ففيها لنا من منهـج الحـق منهـل ***وفيها لنا من مقبس الوحـي هاديـا
أخذت أجيل الطرف فـي جنباتهـا ***وأقصر في الخطوات ممـا بداليـا
وأسهب في التفكير حينـاً وتـارةً ***أعاود لحظي حيث ما كـان رائيـا
فأندب أحزاني بمـا قـد أصابنـي ****وأنثـر أشجانـي بنظـم القوافيـا
مشاهـد تدعـوا للحنيـن وللبكـا ***وتجلب داء في ربى القلـب خافيـا
لئن كانت الأيام أخفـت رسومهـا ***فللقلـب منهـا للرسـوم بواقـيـا
أتيـت إليهـا مستجيـراً بقربهـا ***فكاد دفيـن الشـوق يبلـي فؤاديـا
وأصبحت مضطرباً أكفكف عبـرةً ****ذهـول وتذكـار دهـا فأعترانيـا
ديار خيار القوم قد هـاج ذكرهـم ***بقلب سقيمٍ مدنـف الحـال باكيـا
إذا ما أتاني الليـل جـاء بكربـة ****أفاض لها دمعـي لعظـم مصابيـا
ولست بشاكٍ من صبابـة عاشـقٍ ***معناً كئيبـاً ذاهـل العقـل خاويـا
ولكننـي اشكـو رجـالاً بفقدهـم ****سقطنا أسارى في شراك الأعاديـا
رجال أطاعوا الله في الجر والخفـا ***فما باشروا اللذات خـوف التماديـا
أقاموا بشـرع الله نهجـاُ مقومـاً ***أزال أعوجاج الشرك في كل واديا
إليهم وفيهم ينتهي البـذل والعطـا ***فما في الورى منهـم أجـل تفانيـا
كمثل ضياء الشمس تبدوا وجوههم ***كلوحٍ مـن البلـور يشـرق باديـا
تمكـن حـب الله فيهـم فأفلحـوا ***وصالوا وجالوا يرتقـون المعاليـا
فلا فخر إلا قـد علـوه بصنعهـم ****ولا مجـد إلا بالقنـا والعوالـيـا
يطوفون أقصى الأرض لله نصرةً ****بعزمٍ كإقـدام الليـوث الضواريـا
ولا عيب فيهم غير أن خصومهـم ***يموتون قبل الموت خوف التلاقيـا
لهم رفعةً لـم يعطهـا الله غيرهـم *** وفي تلك آيـات لـمن كـان واعيـا
أسودٌ لـدى الهيجـا شديـد قتالهـم ***وفي السلم خـدام كعيـش المواليـا
مقاويل بالمعروف خرس عن الخنا *** قضاة بفصل الحق في كـل ناديـا
سل الأرض عمن عمروها وشيدوا ***بها للعلى حلمـا تخطـى الأمانيـا
سل التاريخ عمن سطروه بأحرفٍ ***من الذهب الإبريز صيغـة تواليـا
رجال سموا بالنفـس أبلـغ رتبـة ***فجادوا بها لمـا أجابـوا المناديـا
فمنهم أبـو بكـرٍ عظيـم بحلمـهِ ***وجامع شمل الديـن بعـد التناحيـا
خليـل رسـول الله كاتـم ســره *** صدوق أمين حافـظ العهـد وافيـا
ومنهم ابو حفص أمامـا مجاهـدا ***يحكم قـول العـدل ليـس محابيـا
فقد كان يخشى الظلم بيـن رعاتـهِ **ويقتص للمظلوم مـن كـل باغيـا
ومنهم عليٌ فارس الخيل في الوغى ***يزلزل صـف المشركيـن مفاديـا
وخالـد سيـف الله سـل بكـفـه ***ضروبا بنصل السيف أروع ماضيا
خبير بأمـر الحـرب أروع قائـدٍ ***ومن بيت فرسان اللقـاء الدواهيـا
ومنهم صهيب والزبيـر وعـروة ***وجعفر ذو الجنحان في الخلد غاديا
وحمزة والمقـداد وابـن رواحـة ***أريباً حكيماً خاشع القلـب خاشيـا
وسعد وسلمـان وعمـروً وعامـر *** وزيـد وحسـان أديبـا وراويــا
ومنهم بلال كـان عبـدا وخادمـا ***يجـوب بقطعـان الشيـاه الفيافيـا
وما كان يدري أنه سـوف يرتقـي ***ويصبح يشـدوا بـالآذان مناجيـا
ومنهم ابو الـدرداء منبـع حكمـةٍ ***حكيـم بنـي الإسـلام لله داعيـا
وطلحـة والقعقـاع وابـن عبـادة ***وميسرة العبسي في البـر ساعيـا
ومنهم ابو أيـوب مـات مجنـدلاً ****ومنه فياض الدم تجـري سواقيـا
وقد كان قوّامـاً إذا أقبـل الدجـى ***بعبـرة مشتـاق ولهفـة نائـيـا
إلى الله أشكوا مـا ألاقـي بحبهـم ***فما برحت عيناي تفضح مـا بيـا
مضوا فمضى الإقدام والحلم والندى ***وباتت لهم صدر القبـور مثاويـا
قضوا نحبهم حتما فتلـك قبورهـم ****تضـم عظامـا للأجـلاء بالـيـا
فلوا سئلت أجسادهـم بعـد موتهـم *** بما تشتهي لو ردت الـروح ثانيـا
لقالت مماتـا آخـراً فـي سبيلـهِ *** وتحت لواء الديـن تسفـوا دمائيـا
فياليت شعري مـا يؤمـل بعدهـم *** وهل يرتجى نصرٌ صريحٌ مؤاتيـا
سؤالٌ يتيـمٌ لا أرى مـن يجيبـه ُ ***فلست أرى فـردا يجيـب سؤاليـا
أيا معشر الإسلام فـي كـل بقعـة ***كفانـا هوانـا أثقلتنـا المآسـيـا !
فعودوا لنهج الصالحين أولوا التقـى ***تنالوا رضا الرحمن والنصر آتيا
سألت إلهي فالـق الحـب والنـوى ***إلهاً كريما باسـط الكـف جازيـا
ليعصمنا من كـل زيـغ وبدعـةٍ ***ويجعل لنا من دون بطشـه واقيـا
ويحشرني في زمرة الخير والتقـى ****بجنةٍ فردوس بها الـرب راضيـا
فقد تبت من ذنبي إليـك وخافقـي ****أتاك رهيناً فاقض ما انت قاضيـا