ضمير كايف
27-Jan-2008, 06:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الهادي الأمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الكتابة أو الحديث عن تلك الفترة العربية التي سبقت توحيد المملكة العربية السعودية ، قد يستهويني كمذكرات تاريخية وشواهد زمانية ، وأحيانا للفخر والحماسة المقننة والموجهة في ذات الوقت ، فليس كائن من كان ، يستهوي الغارات والحروب والقتل ، إذا ماأتيح له أدنى سبل العيش والبقاء ؟
وليس - هنا - مكان أو مناسبة للحديث عن ذاك التاريخ القبلي ، إلا من مناسبة كنت أظن أن لاتأتي ، وهي الحديث عن الغزوات القبلية وماتبعها من سلب ونهب وقتل ، ليس معرة أو وجلا ، بل لأنه كثر حديث من لايفقه قولا فقام بجلب الحقائق على أنوفها وبطحها أرضا وتمطية المتردية والنطيحة عليها ؟
وهذا يخيل إلى أنه من أحد طاروقين ، الأول لعلمي وفراستي الموضوعية في الأحداث التاريخية ، والطاروق الآخر هو جهل ونقص من يحاول أن يستقريء تلك الحقبة ، لاستنقاصها وتعييبها ، وأنى لهم ذلك ؟
سأحاول الحديث عن تلك الحقبة من منظور نقدي منطقي ، مبتعدا عن الحديث التاريخي لها بشواهده قدر المستطاع ؟
عند الحديث عن فترة الصراعات القبلية والغزو لأجل السلب والنهب ، فإن الناقد الموضوعي لتلك الفترة ينقدها وفق سياقها التاريخي ومحيطها الزمني ، أما البؤساء والمفرغين علما وتاريخا ، فإنهم يتناولونها وفق أغراض شخصية لاتمت للموضوعية بصلة ، وقد أختلفت مشاربهم في ذلك ، فمنهم المتزلفون الذين يريدون إعلاء حقبة عبدالعزيز والتوحيد ، بتشويه ماقبل عبدالعزيز والتوحيد ، ومنهم حضران نجد البؤساء الذين استضعفوا في تلك الفترة سواء من الترك أو رؤساء قراهم أو من أبناء القبائل ، ومنهم الرافضة الذين يحاولون دس مايريدون دسه في تاريخ نجد ، ومنهم الصوفية التي نالت من القبائل البدوية في فترة التجديد الديني من الخزعبلات والخرافات ، ألوان من الحرمان الصوفي البدعي ؟
تلك الفئات السابقة حملت في أجنداتها ، زخما من التضليل أو لنقل زخما من الكيل بمكيالين ، فنجدهم يشرقون ويغربون في التشديد على عمليات الغزو والنهب والسلب التي يقوم بها أبناء القبائل ، ويعتبرونها عملا بربيا نابع من وحشية تلك
القبائل ؟
وفي ذات الأمر يغفلون سياق تلك الأحداث التاريخي ، وأنها ظروف ومستلزمات حياتية أجبرت تلك القبائل العربية - ومن
أجل البقاء - على القيام بعمليات الغزو فيما بينها ومع غيرها ، بل لا أجد غضاضة إن قلت أن تاريخ القبائل العربية في تلك الفترة من أنقى وأطهر العمليات الحربية والعدائية على مر العصور ؟
كيف لا ؟
والمتتبع للتاريخ الإنساني يجد أصناف من الخسة والقهر للشعوب والأمم ، وألوانا من التسلط الوحشي ، ليس لشيء ، إلا من أجل بناء الذوات الشريرة وحب التملك والسلطة ، وهو مالانجده في القبائل العربية البدوية ، والتي كانت تجبرها ظروف العيش على الغزو من أجل قطعان من الإبل والغنم ، دون التعرض للنساء أو الأطفال
.
جميع من يحاول أن يحاكم تلك الفترة القبلية ، لايزنون في ميزان التاريخ الموضوعي والنقدي ميزان نقطة باهتة ، فهم وكما سبق الحديث لايتحاكمون في نقدهم إلى الموضوعية أو الشمول ؟
فلو أنزلنا أحكامهم الناقصة غير الموضوعية على كثير من التاريخ الغابر ، لو جدنا أن الجميع هم عبارة عن قطاع طرق ومسترزقة ؟ بل جاز لنا أن نصف بعض الفترات التاريخية بأبشع الصفات الحيوانية ؟
فعلى سبيل المثال - على شرطنا - استيلاء العباسيين على الدولة الأموية ، وقهر أهلها وقتل ناسها ونهب ثرواتها واستئصال شأفة بني أمية ، هو من الأعمال البربرية وفق حكم الجهال ؟
كما أن هؤلاء " البغاث " الذين يعيبون تاريخ القبائل العربية في فترة ماقبل التوحيد ، يخنعون ويطأطئون رؤوسهم عندما يقرأون في تاريخهم الذي يدرس في المدارس والجامعات ، قول ابن بشر:
" وفيها سار سعود - سعود بن عبدالعزيز أحد أئمة الدولة السعودية الأولى - غازيا إلى جهة الخرج فذكر له أثناء الطريق أن قافلة حافلة من أهل الخرج والفرع وغيرهم ظاهرة من الإحساء، فرصد لهم سعود على الثليما الماء المعروف قرب الخرج فأقبلت القافلة وكانت على ظمأ وقدموا لهم ركاباً ورجالاً إلى الماء، فأغار عليهم سعود وقتلهم وأخذوا جميع ما معهم من الأموال والقماش والمتاع والإبل " ابن بشر 1/79
هم لايرون هذا إلا عملا حضاريا ، وحفاظا على الأمن والاستقرار في المنطقة ، لذلك لاتجد عندهم شيئا من الحياء من تدريس ذلك وطرحه في ندوات ثقافية ؟باعتبارها منجزا حضاريا ولبنة من لبنات البناء ؟
وفي المقابل تجدهم يكيلون التهم الجزاف والتخريص الشرير على غزوات القبائل ، وتحميلها مالايحتمل من ألوان البشاعة ، متغافلين في ذات الوقت عن أحداث مليئة بالخسة والغدر وقطيعة الرحم ، وهو مالا يتواجد عند أبناء القبائل وفرسانها ؟
ولو نظرنا لتاريخ بعض البلدات النجدية ، والتي يدعي أهلها أنها كانت آمنة مطمئنة ، لو جدناه تعيش حياة مليئة بالغدر والخيانة وقلة المروءة وقطع الرحم واهدار الدماء ؟
يقول ابن بشر عن سنة 1120 في أحداث نجد " وفيها قتل حسين بن مفيز صاحب التويم البلد المعروف في ناحية سدير ، قتله ابن عمه فايز بن محمد وتولى بعده في التويم ، ثم إن أهل حرمه ساروا إلى التويم ، وقتلوا فايزاً المذكور وأمروا في البلد فوزان بن مفيز ، ثم غدر ناصر بن حـمــد بفــوزان فقتله ، فتولى في التويم محمد بن فوزان ، فتمالأ عليه رجال وقتلوه منهم الـمفـزع وغيره من رؤساء البلد وهم أربعة رجال ، فلم تستقم ولاية لأحدهم فقسموا البلد أربعاً كل واحد شاخ في ربعها" بن بشر 423
هذا هو الحال في البلدات النجدية ، من مؤمرات دنيئة فيها من القتل والخسة إلى عمليات " المافيا " والتي كانت تعرف بـ المكوس والتي يفرضها رؤساء تلك البلدان على الحضران البؤساء !
إن الحكم على حقبة زمنية بأحداثها الهامة ، يجب أن يكون من داخل تلك الحقبة بسياقها التاريخي وبتأثيراتها الاجتماعية ، لا أن ينظر المنتقد إلى " الشانزليزيه " مساء السبت ، ثم يهرف بمالايعرف ؟
حقيقة الحديث طويل والشواهد كثر ، ولخشية الإطالة ، لأسهبت في هذا الجانب ، ولكن لعلي أتناوله في حلقات قادمة ، إن كتب لهذا المعرف البقاء تحت أشعة الشمس الصافية ؟
وقبل الختام ، تذكرت من مغيبات التاريخ شيء أراه قد يسهر البعض متململا ؟
في القرن العاشرالهجري ، فقد الحجاج في نجد الأمن ، وكثر السلب والنهب للحجاج المارين بنجد ،فقامت القبائل العربية الأصيلة وبقيادة عتيبة هوازن ، بحملة لتوطيد الأمن للحجاج وطرد أولئك اللصوص من نجد والقضاء عليهم ؟
وفي ذلك يقول حبيب العامري أحد أئمة المالكية في مكة المكرمة المعاصر لتلك المعركة ، ممتدحا عتيبة ومن معها بعد انتصارهم وتوطيد الأمن :
أجتمعتم على الإسلام في رد معتد ،،،، وصون حمى ربع أبيحت مخــــافره
فدوموا عليه ما استقرت عتيبة ،،،،،،،، وثهلان والنيرين"أسود هواصره
في قصيدة طويلة ، تبين مدى الدور الأمني للقبائل العربية في الفترة الغابرة ؟
:)
ضمير
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على الهادي الأمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
الكتابة أو الحديث عن تلك الفترة العربية التي سبقت توحيد المملكة العربية السعودية ، قد يستهويني كمذكرات تاريخية وشواهد زمانية ، وأحيانا للفخر والحماسة المقننة والموجهة في ذات الوقت ، فليس كائن من كان ، يستهوي الغارات والحروب والقتل ، إذا ماأتيح له أدنى سبل العيش والبقاء ؟
وليس - هنا - مكان أو مناسبة للحديث عن ذاك التاريخ القبلي ، إلا من مناسبة كنت أظن أن لاتأتي ، وهي الحديث عن الغزوات القبلية وماتبعها من سلب ونهب وقتل ، ليس معرة أو وجلا ، بل لأنه كثر حديث من لايفقه قولا فقام بجلب الحقائق على أنوفها وبطحها أرضا وتمطية المتردية والنطيحة عليها ؟
وهذا يخيل إلى أنه من أحد طاروقين ، الأول لعلمي وفراستي الموضوعية في الأحداث التاريخية ، والطاروق الآخر هو جهل ونقص من يحاول أن يستقريء تلك الحقبة ، لاستنقاصها وتعييبها ، وأنى لهم ذلك ؟
سأحاول الحديث عن تلك الحقبة من منظور نقدي منطقي ، مبتعدا عن الحديث التاريخي لها بشواهده قدر المستطاع ؟
عند الحديث عن فترة الصراعات القبلية والغزو لأجل السلب والنهب ، فإن الناقد الموضوعي لتلك الفترة ينقدها وفق سياقها التاريخي ومحيطها الزمني ، أما البؤساء والمفرغين علما وتاريخا ، فإنهم يتناولونها وفق أغراض شخصية لاتمت للموضوعية بصلة ، وقد أختلفت مشاربهم في ذلك ، فمنهم المتزلفون الذين يريدون إعلاء حقبة عبدالعزيز والتوحيد ، بتشويه ماقبل عبدالعزيز والتوحيد ، ومنهم حضران نجد البؤساء الذين استضعفوا في تلك الفترة سواء من الترك أو رؤساء قراهم أو من أبناء القبائل ، ومنهم الرافضة الذين يحاولون دس مايريدون دسه في تاريخ نجد ، ومنهم الصوفية التي نالت من القبائل البدوية في فترة التجديد الديني من الخزعبلات والخرافات ، ألوان من الحرمان الصوفي البدعي ؟
تلك الفئات السابقة حملت في أجنداتها ، زخما من التضليل أو لنقل زخما من الكيل بمكيالين ، فنجدهم يشرقون ويغربون في التشديد على عمليات الغزو والنهب والسلب التي يقوم بها أبناء القبائل ، ويعتبرونها عملا بربيا نابع من وحشية تلك
القبائل ؟
وفي ذات الأمر يغفلون سياق تلك الأحداث التاريخي ، وأنها ظروف ومستلزمات حياتية أجبرت تلك القبائل العربية - ومن
أجل البقاء - على القيام بعمليات الغزو فيما بينها ومع غيرها ، بل لا أجد غضاضة إن قلت أن تاريخ القبائل العربية في تلك الفترة من أنقى وأطهر العمليات الحربية والعدائية على مر العصور ؟
كيف لا ؟
والمتتبع للتاريخ الإنساني يجد أصناف من الخسة والقهر للشعوب والأمم ، وألوانا من التسلط الوحشي ، ليس لشيء ، إلا من أجل بناء الذوات الشريرة وحب التملك والسلطة ، وهو مالانجده في القبائل العربية البدوية ، والتي كانت تجبرها ظروف العيش على الغزو من أجل قطعان من الإبل والغنم ، دون التعرض للنساء أو الأطفال
.
جميع من يحاول أن يحاكم تلك الفترة القبلية ، لايزنون في ميزان التاريخ الموضوعي والنقدي ميزان نقطة باهتة ، فهم وكما سبق الحديث لايتحاكمون في نقدهم إلى الموضوعية أو الشمول ؟
فلو أنزلنا أحكامهم الناقصة غير الموضوعية على كثير من التاريخ الغابر ، لو جدنا أن الجميع هم عبارة عن قطاع طرق ومسترزقة ؟ بل جاز لنا أن نصف بعض الفترات التاريخية بأبشع الصفات الحيوانية ؟
فعلى سبيل المثال - على شرطنا - استيلاء العباسيين على الدولة الأموية ، وقهر أهلها وقتل ناسها ونهب ثرواتها واستئصال شأفة بني أمية ، هو من الأعمال البربرية وفق حكم الجهال ؟
كما أن هؤلاء " البغاث " الذين يعيبون تاريخ القبائل العربية في فترة ماقبل التوحيد ، يخنعون ويطأطئون رؤوسهم عندما يقرأون في تاريخهم الذي يدرس في المدارس والجامعات ، قول ابن بشر:
" وفيها سار سعود - سعود بن عبدالعزيز أحد أئمة الدولة السعودية الأولى - غازيا إلى جهة الخرج فذكر له أثناء الطريق أن قافلة حافلة من أهل الخرج والفرع وغيرهم ظاهرة من الإحساء، فرصد لهم سعود على الثليما الماء المعروف قرب الخرج فأقبلت القافلة وكانت على ظمأ وقدموا لهم ركاباً ورجالاً إلى الماء، فأغار عليهم سعود وقتلهم وأخذوا جميع ما معهم من الأموال والقماش والمتاع والإبل " ابن بشر 1/79
هم لايرون هذا إلا عملا حضاريا ، وحفاظا على الأمن والاستقرار في المنطقة ، لذلك لاتجد عندهم شيئا من الحياء من تدريس ذلك وطرحه في ندوات ثقافية ؟باعتبارها منجزا حضاريا ولبنة من لبنات البناء ؟
وفي المقابل تجدهم يكيلون التهم الجزاف والتخريص الشرير على غزوات القبائل ، وتحميلها مالايحتمل من ألوان البشاعة ، متغافلين في ذات الوقت عن أحداث مليئة بالخسة والغدر وقطيعة الرحم ، وهو مالا يتواجد عند أبناء القبائل وفرسانها ؟
ولو نظرنا لتاريخ بعض البلدات النجدية ، والتي يدعي أهلها أنها كانت آمنة مطمئنة ، لو جدناه تعيش حياة مليئة بالغدر والخيانة وقلة المروءة وقطع الرحم واهدار الدماء ؟
يقول ابن بشر عن سنة 1120 في أحداث نجد " وفيها قتل حسين بن مفيز صاحب التويم البلد المعروف في ناحية سدير ، قتله ابن عمه فايز بن محمد وتولى بعده في التويم ، ثم إن أهل حرمه ساروا إلى التويم ، وقتلوا فايزاً المذكور وأمروا في البلد فوزان بن مفيز ، ثم غدر ناصر بن حـمــد بفــوزان فقتله ، فتولى في التويم محمد بن فوزان ، فتمالأ عليه رجال وقتلوه منهم الـمفـزع وغيره من رؤساء البلد وهم أربعة رجال ، فلم تستقم ولاية لأحدهم فقسموا البلد أربعاً كل واحد شاخ في ربعها" بن بشر 423
هذا هو الحال في البلدات النجدية ، من مؤمرات دنيئة فيها من القتل والخسة إلى عمليات " المافيا " والتي كانت تعرف بـ المكوس والتي يفرضها رؤساء تلك البلدان على الحضران البؤساء !
إن الحكم على حقبة زمنية بأحداثها الهامة ، يجب أن يكون من داخل تلك الحقبة بسياقها التاريخي وبتأثيراتها الاجتماعية ، لا أن ينظر المنتقد إلى " الشانزليزيه " مساء السبت ، ثم يهرف بمالايعرف ؟
حقيقة الحديث طويل والشواهد كثر ، ولخشية الإطالة ، لأسهبت في هذا الجانب ، ولكن لعلي أتناوله في حلقات قادمة ، إن كتب لهذا المعرف البقاء تحت أشعة الشمس الصافية ؟
وقبل الختام ، تذكرت من مغيبات التاريخ شيء أراه قد يسهر البعض متململا ؟
في القرن العاشرالهجري ، فقد الحجاج في نجد الأمن ، وكثر السلب والنهب للحجاج المارين بنجد ،فقامت القبائل العربية الأصيلة وبقيادة عتيبة هوازن ، بحملة لتوطيد الأمن للحجاج وطرد أولئك اللصوص من نجد والقضاء عليهم ؟
وفي ذلك يقول حبيب العامري أحد أئمة المالكية في مكة المكرمة المعاصر لتلك المعركة ، ممتدحا عتيبة ومن معها بعد انتصارهم وتوطيد الأمن :
أجتمعتم على الإسلام في رد معتد ،،،، وصون حمى ربع أبيحت مخــــافره
فدوموا عليه ما استقرت عتيبة ،،،،،،،، وثهلان والنيرين"أسود هواصره
في قصيدة طويلة ، تبين مدى الدور الأمني للقبائل العربية في الفترة الغابرة ؟
:)
ضمير