الله كريم
27-Dec-2007, 06:16 AM
الوالد المفجوع عبيد العتيبي لـ«الوطن»: الطبيبة أكدت انها نزلة برد
نقلت المأساة مرفت عبد الدايم :
مأساة إنسانية مروعة، بكل ما تحمله الكلمة من معان مؤلمة، تدمي القلوب، وتدمع لها العيون و تقشعر لها الأبدان،.. أم طريحة الفراش وأبناء ثلاثة بالعناية المركزة بين الحياة والموت،.. ووالد مفجوع بفقدان ابنتيه في يوم واحد ضحية الإهمال وعدم الالتزام بالشروط المعمول بها، أفراد الأسرة بالكامل بين يدي الرحمن والدعاء أن يمن عليهم بنعمة الشفاء.
الوالد عبيد العتيبي الذي أصابه الذهول والهلع واعتصره الحزن والألم اثر ما أصابه و أسرته تحدث بصوت ملؤه الألم لـ«الوطن» وروى قصته المأساوية، فقال: المشكلة بدأت منذ صباح يوم الاثنين الماضي بعد أن خرجت إلى الدوام، الوضع كان عادياً ولكن عندما رجعت إلى المنزل وجدت أبنائي بحالة اعياء شديد وكان يومها موجة برد قارص، وأضاف توقعت ان يكون الأطفال تعرضوا للبرد، وبعد العصر لمست ان ابنتي منار وديما رحمة الله عليهما بحالة اعياء شديدة فما كان الا ان اخذتهما والدتهما إلى المستشفى، وأوضح الوالد: بعد مرور ساعة تقريبا اتصلت علي الأم وقالت ان منار بحاجة لمغذ اما ديما فقالت لها الطبيبة انها بحاجة فقط إلى الدواء وتابع: عادت الام إلى المنزل وبعد صلاة المغرب جاءني اتصال أبلغت فيه بان الخادمة الهندية مصابة بالاعياء والقئ الشديدين اضافة الى الابن ايضا، واضاف عدت الى البيت فوجدت الخادمتين مريضتين ومصابتين بنفس الأعراض السعال والقئ اضافة إلى ابنتي رهف "12" عاماً وسارة "11" عاماً، وأوضح أخذت الجميع إلى المستشفى والتقيت الطبيبة نفسها في حوادث مستشفى الفروانية، وتم اجراء الفحص العادي،وقال العتيبي: شعرت وقتها بالاستغراب كون الاسرة بالكامل تعاني الأعراض وشعرت ان هناك شيئاً غريباً في الأمر واضاف:، الا ان الطبيبة أكدت انها مجرد نزلة برد، وكمواطن عادي ولست متخصصاً بالطب اقتنعت بكلامها، وتوجهت بالخادمتين إلى قسم الباطنية وأوضح هناك قيل لي الكلام نفسه وأعطاهما الطبيب الدواء، وذكر تركت المستشفى الساعة الثامنة مساء تقريبا ولكن الغريب في الأمر ان الطبيب والطبيبة لم يأخذا أي اجراء احترازي لكون الاسرة بالكامل تعاني من نفس الأعراض، خاصة ان العدوى لا تنتقل بين أفراد الاسرة بهذه السرعة، وعلى الرغم من ذلك لم نجد أي اجراء منهم.
ويضيف العتيبي، رجعنا إلى البيت على الرغم من ان منار رحمة الله عليها كانت مازالت تعاني من التعب الشديد، ولكن كنت ادرك تماما انني اراجع طبيباً وليس بقالة أو محل نجارة،،، وأوضح تركتهم لأداء بعض الأعمال وكنت اتابع مع الأم، وطبعا لدينا قناعة ان الدواء ليس عصا موسى وانما قد يأخذ فترة، وزاد: عندما رجعت إلى البيت في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل لمست وضعا سيئا للغاية، الأبناء جميعا يتلوون من المرض والقئ لم يتوقف اضافة إلى السعال الشديد، الهمني الله التوجه مرة اخري إلى المستشفى، خاصة ان الوضع لا يمكن السكوت عليه، وأشار العتيبي إلى أنه بمجرد وصولنا إلى المستشفى ماتت ابنتي الصغيرة ديما، وتم ادخال الأم والخادمتين إلى غرف الملاحظة وليس العناية المركزة وهذه هي المصيبة الأكبر،، وأدخلوا علي وسارة ورهف ومنار رحمة الله عليها إلى ملاحظة الأطفال،، الأطباء كل يجتهد حسب نظرته دون ان يعرفوا ماهية المشكلة، في الصباح توفيت الخادمة الهندية، وتم نقل منار إلى عناية الأطفال الا انها توفيت، وكل ذلك والجميع في غرف الملاحظة وليس العناية المركزة، فيما عدا منار فقط، وتابع العتيبي في الحادية عشرة من اليوم التالي تقريبا بدأت الامور تتأزم أكثر حيث توفيت منار قبل الظهر تقريبا ومن بعدها الخادمة الأخرى، وهنا حدثني طبيب الأطفال وقال: لقد تأخرت في احضارهم إلى المستشفى واجبته انا من عصر أمس عندكم والجميع أكد لي انها مجرد نزلات برد !!!
وأوضح: هذه قصتي بكل وضوح وهذا ما حدث بالحرف الواحد بكل أمانة وصدق، ولا أعرف أي اهمال حدث أو من المقصر فأنا لا استطيع أن افتي في الأمر واسلم أمري إلى الله.
تاريخ النشر: الخميس 27/12/2007
منزل العائلة المنكوبة جمع إدارات حكومية أمس وقضيتهم وضعت استفهامات عدة!!
حادثة «عبدالله المبارك».. نقطة تجمع وتوزيع مسؤوليات
كتب طه أمين وحامد السيد وجمال الراجي:
لجنة تحقيق في وزارة الصحة، وطلب عقد جلسة خاصة في المجلس البلدي يقابلهما تحذيرات من هيئة البيئة تحولت من خلالها جميعا حادثة منطقة عبدالله المبارك، التي راح ضحيتها امس طفلان وخادمتان، إلى نقطة تجمع وتوزيع مسؤوليات.
بذلك تكون الحادثة قد تشعبت في مسؤولياتها التي بادرت جهات الى تحميلها لرب الاسرة، كما جاء في حديث لمدير عام الهيئة العامة للبيئة الكابتن علي حيدر في الوقت الذي اكدت فيه مصادر ان وزارة الداخلية تأكدت من ان مادة المبيد التي استخدمت في الرش دخلت البلاد بطريق مشروع وانها مرخصة.
وفي التفاصيل فقد تحول منزل العائلة المنكوبة في منطقة عبدالله المبارك امس الى خلية عمل جمعت اكثر من جهة حكومية حيث واصلت اكثر من جهة عملها في التحقيق بالحادث المأساوي، وتضمنت كذلك اعمال تطهير للمنزل قامت بها جهات ذات اختصاص.
فمنذ التاسعة من صباح امس وفقا لما صرح به نائب مدير عام الادارة العامة للاطفاء العميد يوسف الانصاري تواجدت فرق من الادارة العامة للاطفاء لمواصلة التفتيش والتحقيق بالتعاون مع جهات اخرى تمثلت في الادارة العامة للدفاع المدني والهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للابحاث العلمية وبلدية الكويت.
وفي ذلك قال الانصاري ان رجال الاطفاء قاموا بالتعاون مع الجهات الاخرى بحصر المادة الخطرة وبتطهير المنزل بالكامل والتأكد من خلوه من أي مواد خطرة تمهيدا لتسليمه للمالك عن طريق الجهات الامنية.
واوضح ان التطهير تم من خلال عملية شفط هواء المنزل مشيرا الى انه تم اخذ قراءات لقياس مدى تلوث الهواء وكانت جميعها ايجابية بعد عملية التطهير التي تمت بالتعاون مع احدى شركات التنظيف المتخصصة باشراف هيئة البيئة ومعهد الابحاث واشار الى انه تمت الاستعانة ببلدية الكويت لنقل المواد الغذائية من سرداب المنزل والتأكد من خلوها من أي ملوثات حيث استغرقت هذه العملية قرابة سبع الساعات.
ثغرات ومسؤوليات
ولما كان ذلك على الصعيد الميداني، فقد فرضت مأساة الاسرة التي راح ضحيتها وفاة طفلين وخادمتين ابعادا اخرى حول وجود ثغرات سواء على صعيد التعاطي الصحي أو كافة اجراءات الامن والسلامة على صعيد البيوت الآهلة بالسكان.
وفي ذلك قال مدير عام الهيئة العامة للبيئة كابتن علي حيدر لـ «الوطن» ان مسؤولية مأساة ضحايا عبدالله المبارك كشفت عن وجود خروقات في اجراءات السلامة على صعيد المناطق الآهلة بالسكان وقال حيدر ان مسؤولية ما حدث تقع بالدرجة الاولى على صاحب البيت الذي سمح بتأجير السرداب لشركة خاصة واستخدامه في اجراءات تتعارض مع الامن والسلامة كون هذا المكان غير مرخص بالاساس كمستودع أو مخزن للمواد الغذائية.
واعرب الكابتن علي حيدر عن اعتقاده بأنه لم ولن يرخص في المستقبل لمخازن في بيوت خاصة ومن ثم فإن قيام أي صاحب عقار بتخطي القوانين يتحمل تبعات ما يحدث لأنه لا يوجد لدى الهيئة العامة للبيئة منظومة تقوم بالتفتيش على البيوت والمنازل لتتأكد من توفير عوامل الاشتراطات البيئية.
واضاف حيدر ان الهيئة العامة للبيئة تفاعلت مع الحادث الاليم فور تلقيها بلاغا بذلك حيث قام رجال البيئة بدورهم بقياس الغازات واتضح عدم وجود غازات سامة، مشيرا الى ان الفريق قام على الفور بنقل المواد الكيماوية من موقع الحادث بطريقة آمنة مع وجود مختصين بالموقع للتخلص الآمن من أي غازات سامة في الموقع.
مراكز السموم
وعلى صعيد الصحة فقد كشف الحادث ايضا غياب مركز السموم ودوره في تشخيص حالات الوفاة وذلك بسبب اغلاق هذا المركز منذ اكثر من خمس سنوات.
وذكر اخصائيون في مجال المختبرات ان عدم وجود مراكز متخصصة بالسموم داخل مستشفيات الصحة يثير علامة استفهام حول اغلاقها واهميتها في التعاطي مع حادث أليم من هذا النوع.
واشارت المصادر لـ «الوطن» الى ان الوزارة تعتمد في تحاليلها المتخصصة في مجال السموم على مركزين احدهما بكلية الطب والآخر في كلية الصيدلة.
وبمقابل ذلك فقد قلل مدير ادارة المختبرات بوزارة الصحة د.ابراهيم المزيرعي عبر «الوطن» من اهمية اغلاق مركز السموم بمستشفى الأميري منذ سنوات وقال ان الوزارة لديها الامكانات لكشف نوعيات المواد الكيماوية من خلال مختبرات الصحة العامة وكذلك تلك الموجودة في ادارة الرقابة الدوائية، بينما يرى اطباء متحدثون لـ «الوطن» أن الحادث كشف غياب المعلومات عن الاطباء - وخصوصا اطباء الحوادث - عند التعامل مع مثل هذه الحالات وكذلك لدى الصيادلة الذين يتفاجؤون شبه يومي بحالات تختلط اعراضها مع اعراض كثيرة وبالتحديد حالات حوادث التسمم الناتجة عن مواد سامة.
تاريخ النشر: الخميس 27/12/2007
نقلت المأساة مرفت عبد الدايم :
مأساة إنسانية مروعة، بكل ما تحمله الكلمة من معان مؤلمة، تدمي القلوب، وتدمع لها العيون و تقشعر لها الأبدان،.. أم طريحة الفراش وأبناء ثلاثة بالعناية المركزة بين الحياة والموت،.. ووالد مفجوع بفقدان ابنتيه في يوم واحد ضحية الإهمال وعدم الالتزام بالشروط المعمول بها، أفراد الأسرة بالكامل بين يدي الرحمن والدعاء أن يمن عليهم بنعمة الشفاء.
الوالد عبيد العتيبي الذي أصابه الذهول والهلع واعتصره الحزن والألم اثر ما أصابه و أسرته تحدث بصوت ملؤه الألم لـ«الوطن» وروى قصته المأساوية، فقال: المشكلة بدأت منذ صباح يوم الاثنين الماضي بعد أن خرجت إلى الدوام، الوضع كان عادياً ولكن عندما رجعت إلى المنزل وجدت أبنائي بحالة اعياء شديد وكان يومها موجة برد قارص، وأضاف توقعت ان يكون الأطفال تعرضوا للبرد، وبعد العصر لمست ان ابنتي منار وديما رحمة الله عليهما بحالة اعياء شديدة فما كان الا ان اخذتهما والدتهما إلى المستشفى، وأوضح الوالد: بعد مرور ساعة تقريبا اتصلت علي الأم وقالت ان منار بحاجة لمغذ اما ديما فقالت لها الطبيبة انها بحاجة فقط إلى الدواء وتابع: عادت الام إلى المنزل وبعد صلاة المغرب جاءني اتصال أبلغت فيه بان الخادمة الهندية مصابة بالاعياء والقئ الشديدين اضافة الى الابن ايضا، واضاف عدت الى البيت فوجدت الخادمتين مريضتين ومصابتين بنفس الأعراض السعال والقئ اضافة إلى ابنتي رهف "12" عاماً وسارة "11" عاماً، وأوضح أخذت الجميع إلى المستشفى والتقيت الطبيبة نفسها في حوادث مستشفى الفروانية، وتم اجراء الفحص العادي،وقال العتيبي: شعرت وقتها بالاستغراب كون الاسرة بالكامل تعاني الأعراض وشعرت ان هناك شيئاً غريباً في الأمر واضاف:، الا ان الطبيبة أكدت انها مجرد نزلة برد، وكمواطن عادي ولست متخصصاً بالطب اقتنعت بكلامها، وتوجهت بالخادمتين إلى قسم الباطنية وأوضح هناك قيل لي الكلام نفسه وأعطاهما الطبيب الدواء، وذكر تركت المستشفى الساعة الثامنة مساء تقريبا ولكن الغريب في الأمر ان الطبيب والطبيبة لم يأخذا أي اجراء احترازي لكون الاسرة بالكامل تعاني من نفس الأعراض، خاصة ان العدوى لا تنتقل بين أفراد الاسرة بهذه السرعة، وعلى الرغم من ذلك لم نجد أي اجراء منهم.
ويضيف العتيبي، رجعنا إلى البيت على الرغم من ان منار رحمة الله عليها كانت مازالت تعاني من التعب الشديد، ولكن كنت ادرك تماما انني اراجع طبيباً وليس بقالة أو محل نجارة،،، وأوضح تركتهم لأداء بعض الأعمال وكنت اتابع مع الأم، وطبعا لدينا قناعة ان الدواء ليس عصا موسى وانما قد يأخذ فترة، وزاد: عندما رجعت إلى البيت في الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل لمست وضعا سيئا للغاية، الأبناء جميعا يتلوون من المرض والقئ لم يتوقف اضافة إلى السعال الشديد، الهمني الله التوجه مرة اخري إلى المستشفى، خاصة ان الوضع لا يمكن السكوت عليه، وأشار العتيبي إلى أنه بمجرد وصولنا إلى المستشفى ماتت ابنتي الصغيرة ديما، وتم ادخال الأم والخادمتين إلى غرف الملاحظة وليس العناية المركزة وهذه هي المصيبة الأكبر،، وأدخلوا علي وسارة ورهف ومنار رحمة الله عليها إلى ملاحظة الأطفال،، الأطباء كل يجتهد حسب نظرته دون ان يعرفوا ماهية المشكلة، في الصباح توفيت الخادمة الهندية، وتم نقل منار إلى عناية الأطفال الا انها توفيت، وكل ذلك والجميع في غرف الملاحظة وليس العناية المركزة، فيما عدا منار فقط، وتابع العتيبي في الحادية عشرة من اليوم التالي تقريبا بدأت الامور تتأزم أكثر حيث توفيت منار قبل الظهر تقريبا ومن بعدها الخادمة الأخرى، وهنا حدثني طبيب الأطفال وقال: لقد تأخرت في احضارهم إلى المستشفى واجبته انا من عصر أمس عندكم والجميع أكد لي انها مجرد نزلات برد !!!
وأوضح: هذه قصتي بكل وضوح وهذا ما حدث بالحرف الواحد بكل أمانة وصدق، ولا أعرف أي اهمال حدث أو من المقصر فأنا لا استطيع أن افتي في الأمر واسلم أمري إلى الله.
تاريخ النشر: الخميس 27/12/2007
منزل العائلة المنكوبة جمع إدارات حكومية أمس وقضيتهم وضعت استفهامات عدة!!
حادثة «عبدالله المبارك».. نقطة تجمع وتوزيع مسؤوليات
كتب طه أمين وحامد السيد وجمال الراجي:
لجنة تحقيق في وزارة الصحة، وطلب عقد جلسة خاصة في المجلس البلدي يقابلهما تحذيرات من هيئة البيئة تحولت من خلالها جميعا حادثة منطقة عبدالله المبارك، التي راح ضحيتها امس طفلان وخادمتان، إلى نقطة تجمع وتوزيع مسؤوليات.
بذلك تكون الحادثة قد تشعبت في مسؤولياتها التي بادرت جهات الى تحميلها لرب الاسرة، كما جاء في حديث لمدير عام الهيئة العامة للبيئة الكابتن علي حيدر في الوقت الذي اكدت فيه مصادر ان وزارة الداخلية تأكدت من ان مادة المبيد التي استخدمت في الرش دخلت البلاد بطريق مشروع وانها مرخصة.
وفي التفاصيل فقد تحول منزل العائلة المنكوبة في منطقة عبدالله المبارك امس الى خلية عمل جمعت اكثر من جهة حكومية حيث واصلت اكثر من جهة عملها في التحقيق بالحادث المأساوي، وتضمنت كذلك اعمال تطهير للمنزل قامت بها جهات ذات اختصاص.
فمنذ التاسعة من صباح امس وفقا لما صرح به نائب مدير عام الادارة العامة للاطفاء العميد يوسف الانصاري تواجدت فرق من الادارة العامة للاطفاء لمواصلة التفتيش والتحقيق بالتعاون مع جهات اخرى تمثلت في الادارة العامة للدفاع المدني والهيئة العامة للبيئة ومعهد الكويت للابحاث العلمية وبلدية الكويت.
وفي ذلك قال الانصاري ان رجال الاطفاء قاموا بالتعاون مع الجهات الاخرى بحصر المادة الخطرة وبتطهير المنزل بالكامل والتأكد من خلوه من أي مواد خطرة تمهيدا لتسليمه للمالك عن طريق الجهات الامنية.
واوضح ان التطهير تم من خلال عملية شفط هواء المنزل مشيرا الى انه تم اخذ قراءات لقياس مدى تلوث الهواء وكانت جميعها ايجابية بعد عملية التطهير التي تمت بالتعاون مع احدى شركات التنظيف المتخصصة باشراف هيئة البيئة ومعهد الابحاث واشار الى انه تمت الاستعانة ببلدية الكويت لنقل المواد الغذائية من سرداب المنزل والتأكد من خلوها من أي ملوثات حيث استغرقت هذه العملية قرابة سبع الساعات.
ثغرات ومسؤوليات
ولما كان ذلك على الصعيد الميداني، فقد فرضت مأساة الاسرة التي راح ضحيتها وفاة طفلين وخادمتين ابعادا اخرى حول وجود ثغرات سواء على صعيد التعاطي الصحي أو كافة اجراءات الامن والسلامة على صعيد البيوت الآهلة بالسكان.
وفي ذلك قال مدير عام الهيئة العامة للبيئة كابتن علي حيدر لـ «الوطن» ان مسؤولية مأساة ضحايا عبدالله المبارك كشفت عن وجود خروقات في اجراءات السلامة على صعيد المناطق الآهلة بالسكان وقال حيدر ان مسؤولية ما حدث تقع بالدرجة الاولى على صاحب البيت الذي سمح بتأجير السرداب لشركة خاصة واستخدامه في اجراءات تتعارض مع الامن والسلامة كون هذا المكان غير مرخص بالاساس كمستودع أو مخزن للمواد الغذائية.
واعرب الكابتن علي حيدر عن اعتقاده بأنه لم ولن يرخص في المستقبل لمخازن في بيوت خاصة ومن ثم فإن قيام أي صاحب عقار بتخطي القوانين يتحمل تبعات ما يحدث لأنه لا يوجد لدى الهيئة العامة للبيئة منظومة تقوم بالتفتيش على البيوت والمنازل لتتأكد من توفير عوامل الاشتراطات البيئية.
واضاف حيدر ان الهيئة العامة للبيئة تفاعلت مع الحادث الاليم فور تلقيها بلاغا بذلك حيث قام رجال البيئة بدورهم بقياس الغازات واتضح عدم وجود غازات سامة، مشيرا الى ان الفريق قام على الفور بنقل المواد الكيماوية من موقع الحادث بطريقة آمنة مع وجود مختصين بالموقع للتخلص الآمن من أي غازات سامة في الموقع.
مراكز السموم
وعلى صعيد الصحة فقد كشف الحادث ايضا غياب مركز السموم ودوره في تشخيص حالات الوفاة وذلك بسبب اغلاق هذا المركز منذ اكثر من خمس سنوات.
وذكر اخصائيون في مجال المختبرات ان عدم وجود مراكز متخصصة بالسموم داخل مستشفيات الصحة يثير علامة استفهام حول اغلاقها واهميتها في التعاطي مع حادث أليم من هذا النوع.
واشارت المصادر لـ «الوطن» الى ان الوزارة تعتمد في تحاليلها المتخصصة في مجال السموم على مركزين احدهما بكلية الطب والآخر في كلية الصيدلة.
وبمقابل ذلك فقد قلل مدير ادارة المختبرات بوزارة الصحة د.ابراهيم المزيرعي عبر «الوطن» من اهمية اغلاق مركز السموم بمستشفى الأميري منذ سنوات وقال ان الوزارة لديها الامكانات لكشف نوعيات المواد الكيماوية من خلال مختبرات الصحة العامة وكذلك تلك الموجودة في ادارة الرقابة الدوائية، بينما يرى اطباء متحدثون لـ «الوطن» أن الحادث كشف غياب المعلومات عن الاطباء - وخصوصا اطباء الحوادث - عند التعامل مع مثل هذه الحالات وكذلك لدى الصيادلة الذين يتفاجؤون شبه يومي بحالات تختلط اعراضها مع اعراض كثيرة وبالتحديد حالات حوادث التسمم الناتجة عن مواد سامة.
تاريخ النشر: الخميس 27/12/2007