مشـــعل
23-Dec-2007, 01:10 PM
الجزيرة, الأحد 14 ذو الحجة 1428 العدد 12869
دموع الحاجة بعرفات ودموع شاعرة المليون!!!
د. محمد أبو حمرا
قبل مدة كنت أنظر إلى حلقة من حلقات شاعر المليون؛ ذلك البرنامج الذي يضحك على ذقون الكثيرين من الشعبويين؛ فرأيت شاعرات خلعن كل رداء للستر والحشمة وصيانة المرأة التي هي حق كفله الإسلام وعرف أسرهن؛ كل هذا التمرد جاء من أجل الظهور على شاشة مقعرة أمام الملايين ليروا كل تفاصل الماكياج أو كحل العيون وظلالها عند من تدعي أنها محجبة!! تلك كانت سقطة من سقطات الشاعرات اللائي رمين العرف والعادة وقبلها الأمر بالحجاب وارتدين كرسي شاعر المليون الأحمر القاني؛ وهي بداية لدعوة المرأة المسلمة إلى أن تكون مثل عارضة الأزياء أو فتيات الدعاية التجارية؛ لكن بشكل وأسلوب مختلف ينفث خبث الهدف وسوء النتيجة؛ وهي بداية لسلوك غريب للمرأة المحافظة التي كانت تعتبر شرفا مصونا لا يمكن اللعب به أبدا؛ وكثيرا ما أريقت دماء قبل استتباب الأمن من أجل صياح امرأة تستنجد قومها على من اعتدى ولمس طرف ردائها!!
وهذه الأيام في موسم الحج رأيت عبر الشاشة امرأة ترفع يديها في عرفات وعيناها تسيل دمع الخشية أمام ربها وهي مقبلة إليه بالدعاء والتضرع في موقف هو أقرب إلى الصفاء والروحانية أكثر من غيره من المواقف؛ عندها استحضرت المشهدين للمرأتين وقلت: شتان بين طالبة للرحمة والصفح واللجوء إلى خالقها؛ وبين امرأة وسط جمع من المراهقين وأصحاب العيون المخدجة في شاعر المليون؛ وشتان بين الهدفين المنشودين؛ لأن إحداهما في عرفات الله لها هدف سام وراق ونقي وصاف من الخبث؛ وهو موقف النادم على خطاياه والخائف من حساب عسير لكل شاردة وواردة في لحظة لا ينفع فيها شهرة أو جاه أو مال؛ وبين هدف تلك التي خرجت لتعرض أذرعا تنوء بحمل الذهب ووجه ينوء بثقل الماكياج؛ وتصيح آهات الحب والهيام وهجر الحبيب وتنكره لها ونمو عاطفة العشق المشتعلة عندها والذابلة لديه؛ وتستمتع بالعيون التي تبحلق فيها لتقييم ذاتها وتفاصيلها لا شاعريتها؛ وهي في حالة من الذهول واللوعة على عشقها وغيها الذي جعلها شاعر المليون تنشر أوراقها السرية فيه؛ وتلك الشاعرة هدفها لم يكن طلبا للعفو من ربها ولم تكن دموعها مثل التي تقف في عرفات الله؛ بل هدفها شهرة مزيفة لا تنفعها حين ذلك اليوم؛ ودموعها على عشيقها الهاجر والمتنكر لها؛ لا خشية الله والخوف من عذابه. أرأيتم كيف تختلف الأهداف والمرامي عند خلق الله في كل مكان؟
الرابط
http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/dec/23/ar4.htm
دموع الحاجة بعرفات ودموع شاعرة المليون!!!
د. محمد أبو حمرا
قبل مدة كنت أنظر إلى حلقة من حلقات شاعر المليون؛ ذلك البرنامج الذي يضحك على ذقون الكثيرين من الشعبويين؛ فرأيت شاعرات خلعن كل رداء للستر والحشمة وصيانة المرأة التي هي حق كفله الإسلام وعرف أسرهن؛ كل هذا التمرد جاء من أجل الظهور على شاشة مقعرة أمام الملايين ليروا كل تفاصل الماكياج أو كحل العيون وظلالها عند من تدعي أنها محجبة!! تلك كانت سقطة من سقطات الشاعرات اللائي رمين العرف والعادة وقبلها الأمر بالحجاب وارتدين كرسي شاعر المليون الأحمر القاني؛ وهي بداية لدعوة المرأة المسلمة إلى أن تكون مثل عارضة الأزياء أو فتيات الدعاية التجارية؛ لكن بشكل وأسلوب مختلف ينفث خبث الهدف وسوء النتيجة؛ وهي بداية لسلوك غريب للمرأة المحافظة التي كانت تعتبر شرفا مصونا لا يمكن اللعب به أبدا؛ وكثيرا ما أريقت دماء قبل استتباب الأمن من أجل صياح امرأة تستنجد قومها على من اعتدى ولمس طرف ردائها!!
وهذه الأيام في موسم الحج رأيت عبر الشاشة امرأة ترفع يديها في عرفات وعيناها تسيل دمع الخشية أمام ربها وهي مقبلة إليه بالدعاء والتضرع في موقف هو أقرب إلى الصفاء والروحانية أكثر من غيره من المواقف؛ عندها استحضرت المشهدين للمرأتين وقلت: شتان بين طالبة للرحمة والصفح واللجوء إلى خالقها؛ وبين امرأة وسط جمع من المراهقين وأصحاب العيون المخدجة في شاعر المليون؛ وشتان بين الهدفين المنشودين؛ لأن إحداهما في عرفات الله لها هدف سام وراق ونقي وصاف من الخبث؛ وهو موقف النادم على خطاياه والخائف من حساب عسير لكل شاردة وواردة في لحظة لا ينفع فيها شهرة أو جاه أو مال؛ وبين هدف تلك التي خرجت لتعرض أذرعا تنوء بحمل الذهب ووجه ينوء بثقل الماكياج؛ وتصيح آهات الحب والهيام وهجر الحبيب وتنكره لها ونمو عاطفة العشق المشتعلة عندها والذابلة لديه؛ وتستمتع بالعيون التي تبحلق فيها لتقييم ذاتها وتفاصيلها لا شاعريتها؛ وهي في حالة من الذهول واللوعة على عشقها وغيها الذي جعلها شاعر المليون تنشر أوراقها السرية فيه؛ وتلك الشاعرة هدفها لم يكن طلبا للعفو من ربها ولم تكن دموعها مثل التي تقف في عرفات الله؛ بل هدفها شهرة مزيفة لا تنفعها حين ذلك اليوم؛ ودموعها على عشيقها الهاجر والمتنكر لها؛ لا خشية الله والخوف من عذابه. أرأيتم كيف تختلف الأهداف والمرامي عند خلق الله في كل مكان؟
الرابط
http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/dec/23/ar4.htm