الذيب المقاطي
10-Dec-2007, 02:34 AM
انتهى مزاين أم رقيبة ( جائزة الملك عبد العزيز لمزاين الإبل ) قبل ايام قليلة , ذلك الحدث الكبير والذي أصفه كبيراً بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى حتى وإن تغاضت عن تغطيته والحديث عنه بعض وسائل الإعلام وانصرف عنه الكثير من الكتاب والمحللون كشأن سائر هذه التجمعات .
ولأن المعنيون في هذا التجمع هم فئة من هذا الشعب السعودي الكريم الا وهي القبائل كان لزاماً علي التحدث ولو باقتضاب عن مشاهداتي ومرئياتي حول ماحدث .
بكل أسف انتهى هذا المزاين وقد أحدث شرخاً كبيراً في علاقات القبائل بعضها ببعض .
لاحظت ولاحظ غيري مدى الشحن القبلي الكبير الذي رافق المهرجان على غير العادة , وخذ مثلاُ ظهور الشيلات الخاصة بكل شاعر مع قبيلته ومواكب التشجيع المهولة التي ترافق بما سمي ( مسيرة أبل فلان ) ولو وضعنا هذه المشاهد أمام عين المنطق لوجدنا أنها ظواهر لاتخدم التلاحم والتكاتف بين ابناء القبائل بالشكل الأمثل .
أضف الى ذلك زرع حب الظهور أمام شاشات التلفاز لأجل الظهور فقط , واذا قلنا أن قناة الساحة الشهيرة تفرض مبالغاً خيالية من أجل عرض مشاهد لبنو فلان أو للقبيلة الفلانية دون النظر لمحتوى المادة التي ستعرض وهل هي مادة أعلامية تستحق ان تعرض على الملايين .!
ولعلي أعود للحديث عن صلب الموضوع ومقدمة عنوانه وهي القضية التي طغت على احاديث ( مشجعي ) الإبل هذا العام وهي قضية حصول ( مالك الإبل ) السيد هيف القحطاني على جائزة المركز الأول لفئة المائة واللون ( وضح ) وهي الجائزة التي يهتم بها مشجعوا الإبل أكثر من غيرها جوار جائزة المجاهيم .
والمثير في هذا الأمر هو حصول هيف القحطاني على الجائزة في الوقت الذي كانت توقعات الكثيرين تشير الى حصول إبل منافسه مالك الإبل الشهير فنجال الشيباني على جائزة المركز الأول عطفاً على اكتمال صفات الجمال في أبله وفوزه المتكرر بالجائزة في كل محفل شبيه .
وقد ظهر فنجال في لقاء تلفزيوني وأعرب عن ممانعته ورفضه لطريقة التحكيم في اشارة للظلم الذي تعرض له .
بينما تواصلت مظاهر الاحتفال لأنصار القحطاني بعد تحقيقه لهذه الجائزة الثمينة .
مايهمني في هذا الجانب هو سؤال يتبادر للكثيرين من عشاق هذه الهواية فقد أثار منح الجائزة لهيف القحطاني تسائلات العديد من أبناء القبائل وبعض أصحاب الخبرة في شئون الإبل واجمعوا أن إبل فنجال كانت صاحبة الحظ الأوفر في الحصول على جائزة المركز الأول بدلاً من أبل هيف والتي كانت رغم جمالها لاتستحق السبق على ابل الشيباني .
فهل كان من الضروري اثارة هذا الجانب على الملأ في الوقت الذي تنادي فيه الأصوات بضرورة نبذ العصبية والفرقة وتقارب الصف تحت مظلة الأمن والأمان في هذا البلد المعطاء !
أكان الأولى في هذه الجائزة أن توضع آلية محددة يتم بموجبها الاعداد لنظرة استشراقية لما بعد توزيع الجوائز بدلاً من خوض غمار التحدي القبلي عبر أوسع أبوابه وغض النظر عن تبعات هذا الاجراء العشوائي في ظل تقدم الحماس القبلي بشكل ملحوظ هذا العام والذي ظهر جلياً في المهرجان الأخير ؟
لقد غفل المنظمون للمهرجان الكبير بطريقة أو بأخرى عن اخذ الاحترازات المناسبة لما قد تسببه هذه الجائزة من توتر في العلاقات وكثرة القيل والقال بعد أن خطت مزاينات الأبل خطوات جيدة لتعزيز مفهوم التنافس الشريف وتحقيق روح الوطنية بأبهى صورها .
وكم كنت اتمنى أن يبقى مالك الأبل فنجال الشيباني بعيداً عن المنافسة حتى وأن ظهر له منافس حقيقي في الواقع كيلا لا تنقلب المفاهيم والمواصفات على ذوو الرأي والخبرة من أبناء القبائل اللذين ( صدموا ) بعد أعلان جوائز هذه المسابقة .
مايهمنا حول هذا الأمر هو التأثير السلبي غير محسوب النتائج على علاقات القبائل بعضها ببعض وما قد تسببه سوء الادارة وغياب النظرة الحكيمة على ماكان يطمح له المنظمون من تنافس شريف وتواصل فيما بينهم بكل روح رياضية .
على الجانب الآخر وغير بعيد عن موضوع ( جائزة الوضح ) سائني كثيراً ما تقوم به قناة الساحة الفضائية في تعاملها ( الفض ) مع أبناء قبائلنا العربية الأصيلة الكريمة .
ويبدو لي ان هذه القناة قد ضمنت ود وتعاطف واقبال القبائل عليها فاستغلت هذه الشهرة أسوأ استغلال .
يظهر هذا الاستغلال المشين في نقاط اوجزها فيما يلي :
فرض مبالغ مالية مرتفعة على كل من يرغب في عرض أي مشهد مصور له أو لإبله بغض النظر عن محتوى هذه المادة الإعلامية .
تصوير وعرض لقطات لشباب أبناء القبائل في سن محددة وهم يتمايلون ويتراقصون بشكل مقزز وغير ملائم لجذورهم الاصيلة وما تحتمه عليهم عاداتهم وتقاليدهم العربية .
التكبر والتغطرس من قبل طاقم القناة بما فيهم المذيعين على أبناء القبائل واستغلال طيبتهم وعراقة عاداتهم وذلك بتهميش شخصياتهم وتسفيه أقوالهم مقابل عرض صورته في القناة !!
مايحدث من مقدمي البرامج في قناة الساحة لرموز القبائل من مشايخ واعيان وشعراء ورجال نتوسم فيهم الخير كل الخير من مقاطعة في الحديث وعدم الاحترام والتقليل من مكانتهم واخص بالقول برنامج ( ضيوف الساحة ) والذي كان يستقبل أبناء القبائل يومياً طيلة فترة مهرجان ام رقيبة . والذي تميز فيه فهاد الحربي بالجرأة البعيدة كل البعد عن احترام الشخص المقابل فمن مقاطعة الحديث إلى الهمز واللمز الى التفوه باحاديث ( سخيفة ) لاتليق بشخصية الضيف الذي يكون في بعض الاحيان أحد شيوخ القبيلة أو احد الرجال المعتبرين فيها واللذين يعدون مكسباً للقناة ولكن القناة استغلت شعبيتها أسوأ استغلال واعتبرت ان ابناء القبائل في حاجتها من اجل الظهور الاعلامي فقط على شاشتها . وقامت بعكس المعادلة وقلبها حتى تحول أبناء القبائل للمحتاجين وهم ( الساحة ) المتفضلين .
هذه التصرفات والتي تعتبر ( أهانة ) لأبناء القبائل لاتنم عن عمل اعلامي ينتظر منه المتابع الرقي واحترام ذائقة الجمهور وانما تنم عن غرور وتعالي اكتسبته القناة بعد انتشارها على حساب تلك القبائل الاصيلة والتي كوفئت بالاستعلاء والغطرسة ووصلت إلى حد الاهانة .
فكم كنت اتمنى أن يمتنع أبناء القبائل عن حضور دعوات هذه القناة أو التصوير فيها حتى يرى مسئولوا هذه القناة من هو المحتاج الحقيقي للآخر .
اتمنى ان تعيد قناة الساحة بصفتها أكبر قناة شعبية النظر في هذه السياسة وتعلم في قرارة نفسها أن ابناء القبائل ليسوا اداة للظهور الاعلامي وانما هم لبنة قوية ودعامة حقيقة للوطن يجب الا يتم الاستخفاف بها بالشكل الذي شاهدناه في أم رقيبة , ومراعاة العواقب التي سيخلفها التمادي في مثل هذه التصرفات المتعالية وأن يعلموا جيداً ان احترام الضيوف عادة أصيلة عند كل العرب مهما تغيرت مفاهيم الضيافة والاستقبال عند البعض .
المصدر :
صحيفة الوئام الإلكترونية
ولأن المعنيون في هذا التجمع هم فئة من هذا الشعب السعودي الكريم الا وهي القبائل كان لزاماً علي التحدث ولو باقتضاب عن مشاهداتي ومرئياتي حول ماحدث .
بكل أسف انتهى هذا المزاين وقد أحدث شرخاً كبيراً في علاقات القبائل بعضها ببعض .
لاحظت ولاحظ غيري مدى الشحن القبلي الكبير الذي رافق المهرجان على غير العادة , وخذ مثلاُ ظهور الشيلات الخاصة بكل شاعر مع قبيلته ومواكب التشجيع المهولة التي ترافق بما سمي ( مسيرة أبل فلان ) ولو وضعنا هذه المشاهد أمام عين المنطق لوجدنا أنها ظواهر لاتخدم التلاحم والتكاتف بين ابناء القبائل بالشكل الأمثل .
أضف الى ذلك زرع حب الظهور أمام شاشات التلفاز لأجل الظهور فقط , واذا قلنا أن قناة الساحة الشهيرة تفرض مبالغاً خيالية من أجل عرض مشاهد لبنو فلان أو للقبيلة الفلانية دون النظر لمحتوى المادة التي ستعرض وهل هي مادة أعلامية تستحق ان تعرض على الملايين .!
ولعلي أعود للحديث عن صلب الموضوع ومقدمة عنوانه وهي القضية التي طغت على احاديث ( مشجعي ) الإبل هذا العام وهي قضية حصول ( مالك الإبل ) السيد هيف القحطاني على جائزة المركز الأول لفئة المائة واللون ( وضح ) وهي الجائزة التي يهتم بها مشجعوا الإبل أكثر من غيرها جوار جائزة المجاهيم .
والمثير في هذا الأمر هو حصول هيف القحطاني على الجائزة في الوقت الذي كانت توقعات الكثيرين تشير الى حصول إبل منافسه مالك الإبل الشهير فنجال الشيباني على جائزة المركز الأول عطفاً على اكتمال صفات الجمال في أبله وفوزه المتكرر بالجائزة في كل محفل شبيه .
وقد ظهر فنجال في لقاء تلفزيوني وأعرب عن ممانعته ورفضه لطريقة التحكيم في اشارة للظلم الذي تعرض له .
بينما تواصلت مظاهر الاحتفال لأنصار القحطاني بعد تحقيقه لهذه الجائزة الثمينة .
مايهمني في هذا الجانب هو سؤال يتبادر للكثيرين من عشاق هذه الهواية فقد أثار منح الجائزة لهيف القحطاني تسائلات العديد من أبناء القبائل وبعض أصحاب الخبرة في شئون الإبل واجمعوا أن إبل فنجال كانت صاحبة الحظ الأوفر في الحصول على جائزة المركز الأول بدلاً من أبل هيف والتي كانت رغم جمالها لاتستحق السبق على ابل الشيباني .
فهل كان من الضروري اثارة هذا الجانب على الملأ في الوقت الذي تنادي فيه الأصوات بضرورة نبذ العصبية والفرقة وتقارب الصف تحت مظلة الأمن والأمان في هذا البلد المعطاء !
أكان الأولى في هذه الجائزة أن توضع آلية محددة يتم بموجبها الاعداد لنظرة استشراقية لما بعد توزيع الجوائز بدلاً من خوض غمار التحدي القبلي عبر أوسع أبوابه وغض النظر عن تبعات هذا الاجراء العشوائي في ظل تقدم الحماس القبلي بشكل ملحوظ هذا العام والذي ظهر جلياً في المهرجان الأخير ؟
لقد غفل المنظمون للمهرجان الكبير بطريقة أو بأخرى عن اخذ الاحترازات المناسبة لما قد تسببه هذه الجائزة من توتر في العلاقات وكثرة القيل والقال بعد أن خطت مزاينات الأبل خطوات جيدة لتعزيز مفهوم التنافس الشريف وتحقيق روح الوطنية بأبهى صورها .
وكم كنت اتمنى أن يبقى مالك الأبل فنجال الشيباني بعيداً عن المنافسة حتى وأن ظهر له منافس حقيقي في الواقع كيلا لا تنقلب المفاهيم والمواصفات على ذوو الرأي والخبرة من أبناء القبائل اللذين ( صدموا ) بعد أعلان جوائز هذه المسابقة .
مايهمنا حول هذا الأمر هو التأثير السلبي غير محسوب النتائج على علاقات القبائل بعضها ببعض وما قد تسببه سوء الادارة وغياب النظرة الحكيمة على ماكان يطمح له المنظمون من تنافس شريف وتواصل فيما بينهم بكل روح رياضية .
على الجانب الآخر وغير بعيد عن موضوع ( جائزة الوضح ) سائني كثيراً ما تقوم به قناة الساحة الفضائية في تعاملها ( الفض ) مع أبناء قبائلنا العربية الأصيلة الكريمة .
ويبدو لي ان هذه القناة قد ضمنت ود وتعاطف واقبال القبائل عليها فاستغلت هذه الشهرة أسوأ استغلال .
يظهر هذا الاستغلال المشين في نقاط اوجزها فيما يلي :
فرض مبالغ مالية مرتفعة على كل من يرغب في عرض أي مشهد مصور له أو لإبله بغض النظر عن محتوى هذه المادة الإعلامية .
تصوير وعرض لقطات لشباب أبناء القبائل في سن محددة وهم يتمايلون ويتراقصون بشكل مقزز وغير ملائم لجذورهم الاصيلة وما تحتمه عليهم عاداتهم وتقاليدهم العربية .
التكبر والتغطرس من قبل طاقم القناة بما فيهم المذيعين على أبناء القبائل واستغلال طيبتهم وعراقة عاداتهم وذلك بتهميش شخصياتهم وتسفيه أقوالهم مقابل عرض صورته في القناة !!
مايحدث من مقدمي البرامج في قناة الساحة لرموز القبائل من مشايخ واعيان وشعراء ورجال نتوسم فيهم الخير كل الخير من مقاطعة في الحديث وعدم الاحترام والتقليل من مكانتهم واخص بالقول برنامج ( ضيوف الساحة ) والذي كان يستقبل أبناء القبائل يومياً طيلة فترة مهرجان ام رقيبة . والذي تميز فيه فهاد الحربي بالجرأة البعيدة كل البعد عن احترام الشخص المقابل فمن مقاطعة الحديث إلى الهمز واللمز الى التفوه باحاديث ( سخيفة ) لاتليق بشخصية الضيف الذي يكون في بعض الاحيان أحد شيوخ القبيلة أو احد الرجال المعتبرين فيها واللذين يعدون مكسباً للقناة ولكن القناة استغلت شعبيتها أسوأ استغلال واعتبرت ان ابناء القبائل في حاجتها من اجل الظهور الاعلامي فقط على شاشتها . وقامت بعكس المعادلة وقلبها حتى تحول أبناء القبائل للمحتاجين وهم ( الساحة ) المتفضلين .
هذه التصرفات والتي تعتبر ( أهانة ) لأبناء القبائل لاتنم عن عمل اعلامي ينتظر منه المتابع الرقي واحترام ذائقة الجمهور وانما تنم عن غرور وتعالي اكتسبته القناة بعد انتشارها على حساب تلك القبائل الاصيلة والتي كوفئت بالاستعلاء والغطرسة ووصلت إلى حد الاهانة .
فكم كنت اتمنى أن يمتنع أبناء القبائل عن حضور دعوات هذه القناة أو التصوير فيها حتى يرى مسئولوا هذه القناة من هو المحتاج الحقيقي للآخر .
اتمنى ان تعيد قناة الساحة بصفتها أكبر قناة شعبية النظر في هذه السياسة وتعلم في قرارة نفسها أن ابناء القبائل ليسوا اداة للظهور الاعلامي وانما هم لبنة قوية ودعامة حقيقة للوطن يجب الا يتم الاستخفاف بها بالشكل الذي شاهدناه في أم رقيبة , ومراعاة العواقب التي سيخلفها التمادي في مثل هذه التصرفات المتعالية وأن يعلموا جيداً ان احترام الضيوف عادة أصيلة عند كل العرب مهما تغيرت مفاهيم الضيافة والاستقبال عند البعض .
المصدر :
صحيفة الوئام الإلكترونية